أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حبيب تومي - ديمقراطية بوش ام ديمقراطية بوتين ترياق الوضع العراقي ؟














المزيد.....

ديمقراطية بوش ام ديمقراطية بوتين ترياق الوضع العراقي ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 1624 - 2006 / 7 / 27 - 00:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في اعقاب انهيار الأتحاد السوفياتي السابق وانفراطه الى دول مستقلة كانت جمهورية روسيا الأتحادية الوريث الرئيسي لهذه الدولة ، وفي البداية عمت الفوضى هذه الجمهورية المترامية التي تبلغ مساحتها اكثر من 17 مليون كيلومتر مربع ، وفي مخاض الأنتقال الجذري من نظام الى آخر وتخبط السلطة السياسية وغياب القانون ، في هذه الأجواء انتعشت العصابات ونشط اللصوص وعمت الفوضى والجريمة المنظمة في انحاء روسيا ، فكان الأبتزاز والخطف والتهديد والقتل في وضح النهار ، واستفحال الفساد المالي والأداري .. ودامت هذه الحالة تقريباً طيلة عقد التسعينات من القرن الماضي .
لقد كانت الضغوط من الولايات المتحدة وأوروبا على بوتين والحكومة الروسية بتطبيق الديمقراطية الغربية المتطورة على الحالة الروسية .
لكن فلاديمير بوتين آمن بالمثل القائل : إن أهل مكة أدرى بشعابها ، هكذا تصرف بوتين مع الجريمة والفساد والرشوة ، بدلاً من تقديم المرتشي والمختلس للمحاكم والملاحقات القضائية ، وضعهم في السجن لنيل جزائهم ، وكانت تطبيق الديمقراطية على الطريقة الروسية وليس على الطريقة الغربية .
إن تفكيك الوضع العراقي بعد 9 نيسان 2003 تبدو فيه جلية بصمات وملامح الحالة الروسية من جهة استشراء جرائم السرقة والخطف والأبتزاز والقتل في وضح النهار واستفحال الفساد الأداري والمالي ... ولو عمل بوتين بالنصيحة الغربية حول الديمقراطية لكانت روسيا تسبح لحد الآن في مستنقع الفوضى . ولما أتاح الوضع الأمني في روسيا باستضافة رؤساء الدول الصناعية الثمان في قمتهم السنوية في مدينة بطرسبورغ ، لتصبح روسيا دولة كاملة العضوية في هذا المحفل الدولي الهام .
لقد كان رد فلاديمير بوتين على جورج بوش في المؤتمر الصحفي الذي جمع بينهما : أن روسيا ليست بحاجة الى الديمقراطية التي جلبتها قوات التحالف بزعامة امريكا الى العراق .
أجل علينا ان نعترف ان الديمقراطية الغربية المتطورة لا يمكن استنساخها على الواقع العراقي الناجم بعد تفكك مؤسسات الدولة العراقية .
قبل اربعين قرن تقريباً دوّن الملك حمورابي شريعته باللغة البابلية وبالخط المسماري بغية تطبيقها على الواقع العراقي الجديد ، بعد توحيد العراق الذي مقسماً الى مراكز سلطوية مدينية ( من المدينة ) المعروفة بدويلات المدن ، وحّدها في دولة مركزية واحدة تتبع الى سلطة مركزية واحدة مركزها مدينة بابل ، وأخضع آلهة المدن الى إله رئيسي واحد هو الإله مردوخ . وبعد ذلك نادى بالمساواة والعدالة إذ يقول في مقدمته : أنا الملك حمورابي ملك الملوك اختارتني الآلهة نيابة عنها لحكم البشر وإسعادهم ونشر العدل بينهم والقضاء على الشر ، وأن لا يطغي القوي على الضعيف ...
إن نشر العدالة في اصقاع بلد مقسم الى دويلات صغيرة متناحرة لم يكن يسيراً في تلك العصور المظلمة ، ومن هنا قرر الملك العراقي حمورابي ان توحيد البلاد يكون : اولاً : بوجود حكومة مركزية قوية ، وثانياً : سنّ قوانين متطورة شاملة ، وثالثاً : تطبيق القانون على القوي والضعيف ، فالعين بالعين والسن بالسن ، هكذا استطاع هذا الملك العراقي من ان يؤسس في ذلك الزمان دولة القانون ، وان يخض الجميع دون مفاضلة او تمييز امام هذا القانون .
إن تفكيك لحظة تحرير العراق من الحكم الدكتاتوري ومحاولة إجراء مقاربة عقلانية براغماتية على الوضع العراقي بعد 9 نيسان 2003 فإن تأسيس الدولة العراقية بعد الأنهيار الذي حصل على مجمل مؤسساتها . ومن ثم تناحر القوى المتحالفة لأسقاط النظام ، حيث كان لكل منها أجندتها الخاصة بها وتسعى الى تحقيقها بعد سقوط النظام ، وهكذا فإن كل طرف يريد ان تنهض هذه الدولة على الأسس التي توائم رؤيته .
وسوف نشير في هذا المقال فقط الى اجندة قوات التحالف وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي كان لها ولا زال الدور المؤثر في صنع الواقع والقرار العراقي .
أمريكا والدول الغربية الأخرى رسمت للعراق إقامة دولة عراقية حديثة مبنية على غرار الدول الديمقراطية التي ينعم الغرب بشمسها الدافئة ، والديمقراطية الغربية كما هو معروف تحمل في طياتها قدراً كبيراً من الحرية ، منها الحرية الشخصية والحرية الدينية وحرية الأقليات وحرية المرأة وحرية التملك وحرية الصحافة وحرية الرأي وهلم جراً من الحريات التي نسمع بها فقط في العالم الثالث .
كان يجب ان تراعى ظروف العراق الأجتماعية والسياسية والدينية والأثنية والعشائرية والمناطقية وتركات الحكم الدكتاتوري الفردي ... الخ كيف نفكر بتطبيق هذه الديمقراطية المتطورة على الواقع العراقي المتدهور في كثير من المفاصل ؟
في الوضع العراقي يظهر بجلاء استمرار غياب الدولة ، وإن تسجيل الحضور لمكانة وهيبة الدولة لا يحصل بإبداء النصائح والمجاملات والمناشدة والقاء الخطب ، إنما الحضور الحقيقي للدولة يحصل في التحرك السياسي الجاد المقرون باستخدام قوة وبأس الحكومة باعتبارها الأداة التنفيذية في بسط النظام وإحلال الأمن وإقرار القانون .
في اعتقادي المتواضع لقد كان الواقع العراقي بأحوج ما يكون الى تطبيق نموذج ديمقراطية بوتين لأعادة الأمور الى نصابها في الشارع العراقي ، وذلك قبل الولوج في حديقة الديمقراطية ، إن كان النموذج الغربي مثل امريكا وأوروبا الغربية ، او كانت شرقية كالتي في اليابان او كوريا الجنوبية . نعم الوضع العراقي يحتاج الى دولة القانون ، وحكومة قوية تكون بجانب تطبيق القانون على الجميع دون استثناء .
حبيب تومي / اوسلو



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأب يوحنان جولاغ فارس القوشي في رحاب الأدب والتراث 1-2
- بطريركية بابل على الكلدان مسيرة حكيمة أيام السلم والحرب - ال ...
- أقليم كردستان وتعايش اللغات الكردية والعربية والسريانية ..
- فوبيا النقد والحوار .. ( الزوعا ) نموذجاً
- آثاث وأدوات منزلية تراثية بيت القوشي نموذجاً 2 2
- هل يجهل مجلس الأقليات العراقية اسم أقلياته القومية
- هل حقاً بيننا حرب تسميات ؟
- قرار مصادرة هوية لقومية عراقية في القرن ال 21 - القسم الثاني
- قرار .. مصادرة هوية لقومية عراقية في القرن ال 21 القسم الأول
- المسيحيون والمندائيون وحكم الشيعة في الجنوب
- هل من حقائب وزارية للأقليات الدينية في حكومة المالكي
- اثاث وأدوات منزلية تراثية .. بيت القوشي نموذجاً
- هل الشيعة مؤهلون لإدارة الحكم في العراق
- واقع الأقليات الدينية والقومية في أقليم كردستان
- أخي ثامر توسا .. لماذا تستكثرون علينا اسماً قومياً ؟
- انقلاب عسكري .. أهو ترياق لعلاج الحالة العراقية ؟
- نعم .. لمنطقة آمنة ولكيان ذاتي للعراقيين المسيحيين
- الوحدة القومية بين الفكر الراديكالي الآشوري وبين حذف الواوات
- مام جلال .. جنّبوا العراق شبح حرب اهلية قذرة
- البيت الكلداني القومي والسياسي .. كيف نبني ؟


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حبيب تومي - ديمقراطية بوش ام ديمقراطية بوتين ترياق الوضع العراقي ؟