أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - لمن نكتب نحن المتقوقعون















المزيد.....

لمن نكتب نحن المتقوقعون


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6827 - 2021 / 2 / 28 - 14:08
المحور: القضية الكردية
    


تطرق الكاتب عباس عباس إلى إشكالية في غاية الأهمية في مقاله (قنديل وسور الصين) المنشور في 25/2/2021م، وهي أن الحراك الكوردستاني لا يزال يعيش في بوتقة الحصار الذاتي، أكثر من حماية الذات من الأعداء، فنتآكل من الداخل ونعاتب البشرية على إهمالهم لنا ولقضيتنا، دون الانتباه إلى أننا نحن من نعزل ذاتنا عن العالم الخارجي، كما عزل كونفوشيوس وسور الصين الشعب الصيني ضمن حياة جامدة، ملتهين بواقعنا الافتراضي بعدما نملأه بالخلافات السلبية والحوارات العقيمة، ولا نعرف كيف نوصل قضيتنا إلى الساحة الإقليمية والدولية بالشكل المطلوب، فنخرج متقاعسين مكتفين بمجتمعنا الكوردي وحراكنا، رغم الحركة الانترنيتية المتسارعة، والتي فتحت جميع الآفاق العالمية، وحيث النسبة الواسعة من المجتمع الكوردي الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي وبشكل يومي وفي كل المجالات.
لا نزال كحراك ثقافي وسياسي منغلقين على ذاتنا، نبحث عن أخطائنا أكثر من نجاحاتنا، لهذا يمكن تسمية معظمنا بكتاب الموضوع الواحد، أو أحياناً المقالة الواحدة، كالشعراء الذين يوصفون بشعراء القصيدة الواحدة رغم غزارة الإنتاج لبعضنا، نعيش داخل السور الكوردي، ونراقب أخطاء الأخر وليست ايجابياتهم، تحت منطق التخصص، وليته كان مفيدا، فمن النادر أن نكتب عن قضية كوردية تعرضت إلى الطعن من القوى الإقليمية، ولا شك قد لا تكون هذه ناقصة، فيما لو كان الاختصاص يؤدي إلى توعية المجتمع وتصحيح مسار الحراك العام، لكن عندما نسخر أقلامنا لتوسيع الشرخ بين المجتمع، وديمومة الخلافات بين الحركة، يمكن توصيفها بناقصة ذاتية تؤثر بدورها على الوعي العام بين الشعب.
في جميع المجتمعات، بين إعلامهم، وكتابهم، تتواجد شريحة تحصر نشاطاتها ضمن بوتقة ذاتية الصنع، تستمد منها بشكل رئيس موادها الفكرية، لا ترى خارج بعدها الجغرافي، ونحن في الحراك الثقافي الكوردي إن لم تكن أغلبيتنا، ننتمي إلى هذه المجموعة الفكرية، ملهمنا عدد من أحزابنا الرئيسة، الأنكسي ومجموعتها، والإدارة الذاتية والمنتمين إليها، أو كما هو معروف، ألـ ب ي د وما خلقته من الإتحاد الحزبي، وحزبين أو ثلاث خارج هذين الإطارين، نقلبهم على بعضهم، ننقدهم، ونهاجمهم، ونوبخ ونخون قياداتهم وننعتهم بما خلق الله من الأوصاف الدونية، منا من تجف أقلامهم عندما لا تخطأ أحد الأطراف، أو يرتطم حزب ما بمطب، فننتظر سقطة من أحدهم لتستيقظ الموهبة وتظهر مادة الكتابة، علما أن الخارج الكوردستاني بل والداخل مليء بالمواضيع التي يتوجب معالجتها ودراستها، صمتنا يترافق ومسيرة ليس فقط هذه الأحزاب، بل أحيانا عمل شخصية ثقافية أو كاتب ما، أو هفوة فنان تسقط منه كلمة غير مناسبة، أو شاعر مبتدأ يخطأ النطق، دونها يسيطر الصمت.
بالمناسبة نوهت إلى الأحزاب الرئيسة، لأنني أعتبر 90% من الأسماء الموجودة أحزاب بالاسم ولا تستحق التنويه أو التسمية الحزبية، منها لم تكن أصلا حزب؛ انقسمت على ذاتها أربع وخمس مرات، ومنها ما دفع بفرد أو عدة أشخاص لتسمية مجموعة بحزب وجلها أما لغايات شخصية، أو أدوات بيد قوى ينفذون أجندات ساذجة. ولا تعني هذا أن الأحزاب الرئيسة والتي هي مادة دسمة للعديد من الكتاب والمثقفين وأصحاب وسائل التواصل الاجتماعي؛ بأفضل منهم.
الحراك الثقافي والإعلام الكوردي، أو من في حكمهما، يعيشون الأزمة، الفكرية والسياسية، والوعي العام، ولا تعني كثرة قراءة المراجع والكتب تراكم معرفي يؤدي بالضرورة إلى وعي الذات ومتطلبات المرحلة، بل يتطلب الإبداع وتنوير المجتمع والحراك السياسي، وعلى خلفية غياب الأخيرة نجد ذاتنا ضمن خضم الخلافات التنظيمية الحزبية، والنشاطات الكلاسيكية الروتينية، علماً أن ما هو متوفر لنا في ساحات الأنترنيت، وحيث شبكات التواصل الاجتماعي والأقنية الافتراضية كافية لتوعية الذات والأمة من كل أطرافها.
فلربما ما نحتاجه كبداية، تقبل الخلافات كبعد حضاري، والنقد وتقبله كتحقيق للديمقراطية، وكثرة الأحزاب حلول بدائية للمعضلات التي استعصت على الأحزاب المهترئة. دونها تبقى الطامة، ومنها استمرارية تعمية بصيرة المجتمع، وتوسيع شق الخلافات في الشارع الكوردستاني، وتكريس نشاطات الأحزاب لإزالة الأخر من الساحة، وإعاقة تطوير أساليب الحراك السياسي.
في الوقت الذي يعيش فيه أغلبيتنا الضحالة الفكرية، ولا قدرة لنا كحراك سياسي-ثقافي تقديم خطوة لتوعية الذات والمجتمع أو رفع القضية درجة في المحافل الدولية أم مع القوى الإقليمية، مثلما نجد ذاتنا ضعفاء على إيصال قضية عفرين، على سبيل المثال، بالمستوى المطلوب إلى المحافل الدولية، مثلما لم يكن لدينا الإمكانيات لإيصال قضية أهلنا في شنكال إلى العالم، لولا الدول الكبرى التي أدعت مصالحها تفعيلها لظلت في شبه عتمة، والحالتين في الواقع لا تزال دون سوية ما يجب أن تكون عليه الاهتمام العالمي، فهما جونسايد بشري، لكنهما لا يزال يدرسان كبشائع لمنظمات إرهابية.
وبالمقابل نملك قدرات واسعة في محاربة الكوردي الآخر، نحارب الأنكسي أو الـ ب ي د، أو التقدمي خاصة عندما كان المرحوم حميد حجي درويش لا يزال قائما على رأس الحزب، وقد كان أخر الأحياء من مؤسسي الحزب، أو الوحدة. أو الأحزاب الكوردستانية، الديمقراطي أو الإتحاد أو الـ ب ك ك، وهناك من سيقول حتما وكيف يتم المساواة بين هذه الأحزاب، كما يقال في واقع جنوب غرب كوردستان كيف يتساوى المجرم بالضحية، والمعادلة مرعبة وكارثية، كل طرف له مواليه، ومريديه ومهاجميه، والاتهامات خطيرة، وهكذا نستمر لا ندرك كيف نطور ذاتنا لمجارات المراحل الفكرية وخلق أساليب عصرية لإنقاذ الذات ومواجهة المتربصين بنا. أي عمليا نعيش السجن الذاتي، وهو ما نوه إليه الكاتب عباس عباس.
نكاد في الحراك الكوردي والكوردستاني نعرف بعضنا البعض، ماذا كتبنا وماذا سنكتب، وماذا سيتحدث الحزبي ذاك، في حواره القادم، وما سيقدمه الكاتب أو الشاعر هذا أو ذاك قبل محاضرته أو سيمناره، وماذا سيقدم الإعلامي على منبره الافتراضي، نكاد لم نعد نقرأ للبعض، لأننا نعرف سلفا ما يتضمنه كتابه أو دراسته أو مقاله، أي عمليا نعيش قوقعة كوردية، لا أقولها ضحالة تقديرا، لأننا نحرث في الحقل ذاته منذ عقدين وأكثر دون تطوير يذكر، وهي مدعاة للأسى، حراك ثقافي-سياسي نمثل أربعون مليون ندور في الحلقة ذاتها، نسير على الدروب نفسها، ونتحدث ومنذ عقود في القضايا المتشعبة بنفس الصيغ الكلامية ونكتب على المنهجية ذاتها. فهل سنتمكن وبهذه الأساليب من تغيير الواقع الكوردستاني؟ وهل نخدم أمتنا أم الأعداء؟ وجميعنا نعلم أن عدم وعي المتغيرات العصرية خدمة مجانية للمتربصين بنا وبأمتنا.
من شبه المستحيل أن نغير الكوردي الأخر ليعمل مثلما نريده، فما نراه خطأً قد يراها هو جادة الصواب، وبالعكس، لكننا نستطيع أن نقف في وجه العدو كل بطريقته، إما نقنعه بقضيتنا أو نحده من محاربتنا أو نحاربه بأسلوبه، لذا علينا جميعا التحلي باحترام رأي الأخر، ولا تعني هذا التخلي عن النقد والنقد الحاد، بل تعني عدم نقل الخلافات الفكرية الداخلية إلى سوية الصراع الكوردي-الكوردي المؤدي إلى ضعف الذات.
ومن مهماتنا كحراك ثقافي بكل جوانبه وليس الحزبي، توعية المجتمع، وخلق التفاهم والتقارب في الشارع الكوردي، وإلغاء منطق الخيانة، وتفهم الحرية على أنها تعني ما يريده الأخر وليس ما نريده نحن، ونتقبل النقد؛ وننقد للتوعية وتصحيح المسارات وليس لشمولية فكرية، أي كما نوه الكاتب عباس عباس مثلما قدم أتباع كونفوشيوس لبلدانهم في اليابان وكوريا الجنوبية وغيرها.

الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
28/2/2021م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوردستانية الجزيرة وسموم بعض الأقلام- الحلقة الرابعة
- من ماذا يخاف المجلس الوطني الكوردي
- كوردستانية الجزيرة تتعرض للعبث -الحلقة الثالثة
- كوردستانية الجزيرة- الحلقة الثانية
- كوردستانية الجزيرة- الحلقة الأولى
- هل نطلب الكثير من الإدارة الذاتية في المنطقة الكوردية - الحل ...
- هل نطلب الكثير من الإدارة الذاتية في المنطقة الكوردية- الحلق ...
- هل نطلب الكثير من الإدارة الذاتية في المنطقة الكوردية- الحلق ...
- هل سنعود إلى الوطن
- الكوردي المنبوذ
- قضايا كوردية أمام مبعوث إدارة جو بايدن
- عفرين ضحية الصفقات الدولية- بصدد السنة الثالثة لاحتلال عفرين
- المتوقع للكورد من إدارة جو بايدن
- الدكتور نور الدين ظاظا والهجرة إلى الأزل
- مسيرة (بينوسا نو) المئة
- هل درس داروين الكورد عندما كتب أصل الأنواع
- ذهنية طغاة محتلي كوردستان
- مؤتمر دول الخليج والجغرافية الكوردستانية
- سيرة دونالد ترمب باختصار
- تصريحات مريبة من المبعوث الأمريكي السابق (جيمس جيفري) حول ال ...


المزيد.....




- -طفح الكيل-.. مفوض الأونروا بعد هجوم إسرائيلي على مدرسة للوك ...
- بعد يوم من تولي بزشكيان.. اعتقال محامي انتقد قمع المظاهرات
- وجه رسالة لأهالي الأسرى الإسرائيليين.. أبوعبيدة: سنكشف وثائق ...
- حرارة قاتلة ومياه نادرة.. شهادات للجزيرة توثق معاناة النازحي ...
- الأردن يدين استمرار إسرائيل في استهداف مراكز إيواء النازحين ...
- بعد المجزرة الأخيرة.. ماذا نعرف عن مخيم النصيرات ثالث أكبر م ...
- ماذا حدث لرئيس هيئة الإغاثة العالمية في مطار ألمانيا؟!
- عودة 20 طفلا إلى روسيا من أبناء الدواعش بمخيمات اللاجئين في ...
- عودة 20 طفلا إلى روسيا من أبناء الدواعش بمخيمات اللاجئين في ...
- الأردن يدين استمرار إسرائيل في استهداف مراكز إيواء النازحين ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - لمن نكتب نحن المتقوقعون