|
تؤام النظام السوري!
ابراهيم زورو
الحوار المتمدن-العدد: 6826 - 2021 / 2 / 27 - 23:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في سياق العلاقة بين النص والخطاب! هناك تواتر مستمر من حيث أن العقل يخيم بكثرة حول النص ويحتضنه، بينما يقل في الخطاب، أو لنقل بين الكتابة والحديث كآبة مستمرة ومتواترة، لذلك ترى لدى شعوب الشرق كثرة الخطابات التي تكون ضد العقل لأنها مقترنة بالعاطفة أكثر، وهذه تكون مناسبة جداً لاغلب شعوب الشرق لأنها باتت اصحاب الديانات التي تعتمد على العاطفة، ويعلم جمعينا بأن الرياضيات ام العلوم، تبقى هي الآخرى تنفر من شكل الكتابة في ذهن دارسيها ولا يعتبرون حل المعادلة الرياضية نصاً جميلاً يتماشى مع العقل والتفكير! وحيث لم يسجل التاريخ بأن معادلة رياضية حلت بطريقة شفهية!. وبالدليل الملموس في هذا السياق نرى صفات مجتمع شرق أوسطي أنها تنشد العاطفة على حساب التفكير والعقل، وما يزال المجتمع يعتبر أن الدولة والحكومة مصطلحاً واحداً، ويرى أن الثقافة ترفاً فكرياً لا يحتاج إليها في حياته، فهو مع الثقافة قلباً لكنه يجسد شيئاً آخر، أي هناك تناقض في جل مواقفه. وملكة التفكير عنده جديدة لم تدخل في سوق العمل أبداً، وأن المجتمع لا يفكر لذا تراه يقول بأنه ليس له حاجة في سوق التفكير لأنه أصلاً يعاني من عقله الراكد في مستنقع آسن. لا اعتقد أن هناك قوة في الكون تستطيع أن تجعله إنساناً بمواصفات بشرية! أن أي مجتمع بحاجة ماسة إلى حماية نفسه من القوى البشرية أو الطبيعية كي يعيش بسلام، فهو كما يقول سبينوزا أن أي مجتمع حتى يكون قادراً على حماية نفسه يجب أن يبنى على أسس سليمة وقانون سليم وفكر سليم كي يستطيع أن يدافع عن نفسه ويقطع علاقاته مع القوى البربرية التي لا تعرف معنى الحقوق والواجبات، ويتابع سبينوزا أن المجتمع يجب أن يقاد من قبل شخصيات على قدر كبير من الأهمية والفطنة العلمية، وأكثر استقراراً وأماناً، يرفضون الحظ والعوامل الطبيعية لخلقها. وإذا حاولنا أن نطبق ما قاله سبينوزا في هذا المنحى فيعتبر أمر الشرق عجيب وغريب! نرى أن الشخصية العسكرية جاءت بشكل انقلابي وبات دكتاتوراً أمياً لا يفقه في العلوم الاجتماعية بشيء يذكر، تراه أما أن يبقى رئيساً أو ينتهي المطاف به إلى السجون، هذا إن لم يقتل على يد أمي آخر، أغلب الدكتاتوريات إن لم نقل جميعها تابعين للدولة التي عينتهم حراساً لمصالحها الاقتصادية وكما في بلاد الشرق! فلن ترى غالباً دكتاتوراً قومياً يقاتل من أجل أن يضع شعبه في بداية الطريق المؤدي إلى السلام ليكونوا اصدقاء للعقل في جل تصرفاتهم، والمثال الواضح على كلامنا ذو اتجاهين، الدكتاتور العربي، ومعارضيه، الأول ضد شعبه على طول الحياة أن قصرت أو امتدت، وهو ليس بقومي إلا لغاية في نفس ديمومتهم الأبدية على رقاب هذا الشعب المسكين، والقوة المعارضة تتمثل بغباء واضح بدليل أنها تتفاجأ كيف حكام العرب يتسابقون للوصول إلى اسرائيل، هنا نكتشف بأن العقل الذي نحن بصدده لا يقيم في الوطن العربي فهو مستورد من دول ذات المصالح الاقتصادية ذات الشأن تصدر العقل على قدر مصالحها، وتراقب كمية العقل التي صدرت لهم، بهدف أن يلبي الدكتاتور مصالحهم حسب الطلب، وإن لم يطيعهم يساعدون معارضته أن تنتصر عليه بنفس الخصائص التي تحافظ على مصالحها الاقتصادية، لو كان العقل متوفراً بين ظهرانية هذا المجتمع لكان الاجدى بالمعارضة أن ترفض ما يأتي من الغرب تماماً من حيث أن الغرب لا يرى أن للشرق عقلاً، لأنهم يعلمون جيداً الفرق بين الكتابة والخطاب الذي تكلمنا عنهما آنفاً، ونحن نرى في المعارضة السورية(أو جوقة النظام) خير دليل على تعاملهم مع النظام بنفس الادوات والمواد المتوفرة لدى النظام نفسه، المعارضة التي كانت ضد اسرائيل لأنها اغتصبت اراضي فلسطينية أو الجولان السوري فها هي تذهب إلى تل ابيب لتحصل على رخصة قيادة سوريا. وكذلك جعجعة المعارضة العربية حول تطبيع العلاقات (الأمارات والبحرين...الخ) مع اسرائيل، إذا كان رهانكم على تلك الدكتاتوريات كانت واقعية فلما اظهرتم بمعارضتها ياترى! فمنذ نشؤء الدولة السورية وحتى الآن لا اعتقد بأن هناك رجل سليم متكامل فكرياً ويعتبر بأن شعبه هو ملاذه الوحيد، وقس على ذلك بقية الدكتاتوريات العربية. مثلاً ما يشاع اليوم حول صدام حسين أنه يحق أن ينال لقب أمير العرب أو بطل عروبي لجهة قوته، ألستم كنتم ضده عندما كان في الحكم أولاً، لا يمكنكم أن تنكروا أنه سفاح وقاتل ثانياً، وثالثاً من الضروري هو صناعة غربية بآيات من القرآن الذي يحافظ على وجوده من بعض العقول المريضة! انتهت صلاحيته ليرموه على زبالة التاريخ! ورابعاً لماذا تتباكون عليه اليوم؟! نفهم من هذه الامور شيئاً واحداً، أنكم تحكمون بالخطابات التي تنبذ العقل الجدلي ليربط الاشياء ببضعها البعض! وحتى نرى أن دكاترة الجامعات قسم الفلسفة ينتهجون الطريق ذاته! وكأن الفلسفة لا يمكن أن تعيش بأراضي التي لا تعرف الحرية كما هو موجود بأرثها، وقد رأينا جميعاً في الحالة السورية أن رحيل الفتى مثل ساروت كان ضحية المعارضة قبل النظام، خرجوا مع موكبه ربما عشرات الالوف بينما بجنازة الدكتور في الفلسفة واستاذها طيب التيزيني كان بضع اشخاصاً لا غير، رغم موقفنا من طيب التيزيني فهو رجل له كتبه ووجوده في الشارع الثقافي الذي لا يقع في الوطن العربي ابداً، وكانوا يتسابقون للهجوم بالجملة على ادونيس الذي كان له موقفاً من الحالة السورية. أن الشعب أو المعارضة التي تؤله الضحية مثل ساروت أميّ لأجل حفنة من الدولارات وعلى حساب الفكر، فمن الطبيعي أن يكون العقل سجيناً في زنازين الانظمة العربية ومعارضتها أيضاً، ومن الطبيعي جداً أن نرى الائتلاف السوري الذي يقتات على المزبلة التركية ويقف معها ضد بني شعبه وينعت جزء منه بأنه انفصالي؟. الذين يعيشون بدون عقل يتشابهون وإن اختلفت الشخصيات والالسن والقوميات. قارنوا على سبيل الاستئناس فقط: بين الشخصيات السورية المعارضة في قيادة الائتلاف من القضية الكوردية تعرف حتماً إن مثل هذه الثورة في طريقها إلى الافلاس! من يقوم بالثورة عليه التزامات وطنية وعقلية واخلاقيه ويجب تجسيدها على الأرض الواقع مباشرة كونها تعتبر من المسائل الكبرى! وإلا مثل هذه الثورة في طريقها إلى الهلاك والزوال بشاهد تركي يعلو رأسه نتيحة المال السياسي! لا اعتقد الجائع يلزمه الثورة بل يلزمه البحث عن قطعة خبز المرمية على نفايات ومزابل التي يرتادها.
#ابراهيم_زورو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من الألف إلى الياء
-
اشتاق لنفسي!
-
الأحترام تليق ببائعة الجسد
-
مقدمة في فلسفة التنوير
-
وحدة الأراضي السورية/المدونة السورية نموذجاَ
-
الرئيس حافظ الأسد في ذمة البارتي!
-
مواصفات النبوة!
-
مواصفات النبوءة!
-
لا شرقي يسكن في الحي الشرقي لصديقي منصور المنصور
-
هذه ليست اعراض الثورة!!.
-
آزاد زال، ورفاق عبدالله
-
بالنقد وحده، يبقى كامل عباس رفيقاَ
-
هل تعرفون لماذا نريد الفيدرالية!
-
المثقف السوري في مكان الخطأ!
-
تريد الصحيح، محمد جمال باروت!
-
فلك/روشن
-
ليس-إلاي-معي
-
المتاهة!
-
الفيدرالية تجمعنا
-
طيور متكاسلة!
المزيد.....
-
رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري
...
-
جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج
...
-
لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن
...
-
قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
-
كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
-
أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن
...
-
شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة -
...
-
-عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|