سلام فضيل
الحوار المتمدن-العدد: 1623 - 2006 / 7 / 26 - 08:52
المحور:
سيرة ذاتية
حين وصلنا بيروت ‘ كان الوقت يقترب من المساء ‘ لانعرف اين نذهب ‘ لانعرف احدا هنا .
اوقفنا سيارة اجرة ‘ سألناه ان يوصلنا الى فندق ‘ تكون اجرت النوم فيه منخفضة .
لم نحمله مشقة النزول ‘ من خلف المقود ‘ ليفتح لنا ‘ صندوق السيارة ‘ لنرص حقائب السفر .
فهذه لم نفكر في شرائها ‘ لاعتقادنا ‘ بأن كيس النايلون ‘ (علاكة ) اجمل واخف ‘ لقطعة القميص والمنشفة ‘ الباليات ‘ اما البنطلون هو بس واحد ‘ لايحتاج الى تغيير ‘ والملابس الداخلية ‘ ليس لنا قدرة على توفيرها ‘ بهكذا رحلة .
انطلقت بنا السيارة ‘ لانعرف الاتجاه ‘ شمال جنوب ‘ ليس مهم .
توقف السائق امام بناية وسط شارع ‘ يقف على مداخله من الجانبين ‘ جنود ‘ عرفنا فيما بعد اسمه عين المريسة .
اشار لنا على باب فوقه قطعة من الخشب ‘ مكتوب عليها نزل النعيم ‘وبلهجة اللبنانيين ( الله معهن الشباب ) ولوح لنا بيده مودعا وانطلق ‘ تركنا لوحدنا امام نزل النعيم .
صعدنا درج ‘ الطابق الاول ‘ غرفة صغيرة ‘ بابها مفتوح ‘ استقبلنا وجه جميل وابتسامة لسيدة جميلة تجاوزت الخمسين .
الحديث معها ‘ انسانا الجوع ‘ لم نأكل اي شيء منذ الصباح ‘ وتعب الطريق ارقنا .ق .
لكن الغروب ‘ قادم ‘ ولابد ان نجد لنا مكان نبيت فيه .
وهنا ‘ بالقرب من هذا الوجه الجميل ‘ كل ملكيتنا ‘ لاتكفي ليومين دون طعام ؟
تذكر صاحبي عنوان يحتفظ به ‘ منذ فترة .
اخرجه من جيبه ‘ مكتوب فيه ‘ ( بيروت ‘ الضاحية الجنوبية ‘ حارة حرك ‘ بئر العبد ) الذي تدمره الان قنابل الطائرات المجنونة .
انطلقت السيارة ‘ بجانب البحر ‘ لمسافة ‘ ثم انعطفت يسارا ‘
كانت هناك منارة ‘ في اليسار ( قصفتها الطائرات التي تهاجم بيروت الان ) ظللنا نشاهدها ‘ حتى بعد ان ابتعدت عنها السيارة .
انزلنا بالقرب من مطهم ‘ قال هذه هي الضاحية وهذا هو بئر العبد .
دخلنا ‘ لم نحتمل الجوع بعد اكثر .
جلسنا ‘ وبعد قيليل توجهنا لشاب كان يجلس بالقرب منا ‘ لنساله ‘ اذا كان يعرف مكان للمبيت ‘ وقبل ان نكمل ‘ قال ‘ عراقيين ؟
انا ايضا عراقي .
وبعد قليل عرفنا انه من نفس مدينتا ‘ وانه من الانصار الشيوعيين العراقيين الذين كانوا يقاتلون النظام البائد (هو الان يعيش في الدنمارك ) بالرغم من كل قوته وعنجهيته ‘ ومجرد التفكير بأستفزازه ‘ يعني مغامرة مدمره تقتل الاطفال والنساء وتهدم البيوت وتعرض من يحتجزهم للاذلال والتعذيب المؤلم ؟ فما بالك برفع السلاح ضده ؟ .
وفي البيت الذي دعانا للمبيت معهم فيه هو ورفاقة من الانصار .
سمعناهم يتحدثون ‘ بأعتزاز ‘ عن مثل هكذا مغامرة ‘ وسمعناهم ‘ يقولون ‘ ان المغامرين ‘ هم المناضلين الاحرار ‘ وهم من يكتب ‘ تأريخ الشعوب الجميل .
اما المرتزقة ‘ والوصوليين ‘ وازلام ‘ الانظمة القمعية المهترئة ‘ واصحاب نظرية ( اللي يتزوج امي ‘ يصير عمي ) ‘ هؤلاء يذهبون مع الاوساخ التي لايمكن ‘ اعادتها حتى في معامل العالم المتقدم ؟ .
#سلام_فضيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟