ناديه كاظم شبيل
الحوار المتمدن-العدد: 1623 - 2006 / 7 / 26 - 08:51
المحور:
المجتمع المدني
اجمل ما شاهدت صباح هذا اليوم في قناة الجزيره ،هو مشهد لسيدتين جارتين طاعنتين في السن،احداهما مسيحيه والاخرى مسلمه،كانتا تجلسان جنبا الى جنب ،تغمرهما المحبة ،ويرفرف عليهما الوئام رغم هدير الطائرات الذي يهد الاعصاب،وانفجار الصواريخ الذي يدخل الرعب على اعتى القلوب .
كانت المنطقة الجميلة التي يسكنانها قد تحول معظمها الى ركام يثير الغضب، ونزح عنها معظم آهليها،ولكن رغم كل هذا لم اسمع من احدهما كلمة يأس او قنوط ، بل على العكس من ذلك ،كانتا تتحدثان بلسان واحد وقلب واحد لآن الالم واحد والمصيبة واحده والعدو واحد والرب واحد
فالسيدة المسيحيه تزين جدران شقتها بصور السيد المسيح والسيده العذراء الطاهره ولم تنس ان تضع الى جوارهما لوحة مخطوط عليها اسم الامام علي عليه السلام ،فكلاهما تؤمنان باله واحد خالق ما يرى وما لايرىرغم نعيق الغربان السوداء التي تحاول ان تعبث وتشوه نقاء وصفاء ما تؤمنان به ولكنهما لحكمة بالغة لم تسمعا الا صوت الحب والرحمة النابعين من اعماق اعماقهما فالله عادل ويحب جميع خلقه ويسكن اعماق القلوب الطاهره، لا يفرق بين احد منهم الا بقدر عمل الانسان وحبه لاخيه الانسان
لم تغادر السيدتان المنزل الصغير ،وظلتا متمسكتان به رغم القصف الوحشي والقنابل المحرمة دوليا والتي سكت عنها الضمير العالمي ،وكأن اسرائيل قد اصبحت الها لا يمكن مناقشته ،كيف لا وخلفه تقف امريكا بكل قواها تهد الدور على رؤوس ساكنيها ،تصول وتجول وحدها في الميدان ،تسحق الاطفال والنساء والزهور والطيور وكل ما هو جميل وامن
اتصلت السيده المسيحيه بابنتها المغتربه لتطمأنها ،وشاركتها جارتها المسلمه في النداء،وقالتا للفتاة الحزينة:اطمأني فلا زالت طيور الحب تغرد وتشدو في لبنان الصمود ،وكان صاحب الدار الذي ناهز الثمانين ، يجلس غير ابه لما يجري ،وكانه تعود على العدوان او كانه واثقا من ان العدو يشحرج شحرجة الموت
اقول للشعب اللبناني البطل بأنه سيد الشعب العربي ،لانه رفض التمزق ووضع الانجيل الى جانب القران وقرر ان يصمد ويسد جميع الابواب والنوافذ كي لا تدخلها الغربان الناعقه باصواتها النشاز فانه لا يمكن للشعب ان ينتصر وتعلو كلمته ويلملم جراحه التي احدثتها الايادي الشريره الهمجيه ما لم تتوحد كلمته في السر والعلن
سيظل لبنان شامخا الى الابد وستزول اسرائيل من الخارطة الى الابد وسيعم السلام في وطن السلام
#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟