أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فتحى سيد فرج - لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟4-8














المزيد.....


لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟4-8


فتحى سيد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 1623 - 2006 / 7 / 26 - 08:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكمال والثبات فى الشريعة
التشريع الإسلامى قانون مقدس من مصدر علوى ، وباعتبارها تعاليم مقدسة يفترض أن تكون كاملة غير متغيرة ، وخلال تطور النظرية التشريعية فان الصيغ المقبولة من الاستدلال كانت تخضع للقياس ، أى ايجاد النظير تحاشيا لفكرة الرأى الشخصى ، وكان الشافعى أكثر الشخصيات التى صاغت تقنين الفكر التشريعى فى الاسلام ، فهو الذى شكل الاستدلال المستنبط من السنة ، ومن ثم فلا مجال لرأى مخالف وبذلك فقد أغلق باب الاجتهاد ، فلا اضافة لمبادىء جديدة لأن الشريعة الاسلامية صدرت مرة واحدة حاسمة من الله فى القرآن ومن السنة باجماع الفقهاء ، ان القانون الاسلامى قد حال دون تغير جوهرى أو أجرائى من خلال هيئة أو برلمان ويرجع ذلك إلى الكمال والثبات فى الشريعة .
عندما يقول الأشعرى بأن الله خلق كل شىء ، العدل والظلم ، الخير والشر ، فأن ذلك يعنى تقييدا للفعل الانسانى ، وأنه يخلع المشروعية الألهية على كل ما هو بشرى ، بمعنى أن الله هو الذى يفعل والإنسان ليس إلا منفذا لا إراديا ، إن ذلك حكم بهزيمة العقل البشرى وتراجعه عن حقه فى التوصل إلى حرية الاختيار والإرادة ، وهكذا يتم سجن العقل ضمن نظرية الجبر والحتمية باسم ايمان مقطوع عن تاريخيته . هناك فرق بين الله جل وعلا وبين التصور الذى يشكله البشر فى لحظة من لحظات التاريخ ، فعندما يتحدث الترابى أو غيره من رجال الدين عن الله فانه يقدم تصوره أو تأويله هو عن هذه الحقيقة المتعالية التى لا يرتفع الى مستواها البشر ، هو يتوهم أنه يتوصل اليها بمجرد أن يذكر أسمها ، هذا هو الوهم الكبير الذى يسيطر على البشرية سواء أكان فى الاسلام أو المسيحية ، هو أن الله بذاته حاضر بين البشر ، وان الأنظمة التشريعية أو السياسية أو الاجتماعية السائدة تمثل تعاليمه فعلا وحقا
هذا هو " التأويل " الذى يفسر الكلمة ، فنحن فى الواقع لم نتوصل الى الله عن طريق هذا التأويل ، وهنا نعود الى اللغة الأولى التى يتكلم الله بواستطها ويؤكد ذاته ، أى الكتب المقدسة نفسها ، فهذه الكتب هى أيضا مشكلة من لغة بشرية طبيعية ، وبالتالى فهى بحاجة إلى وساطة البشر من أجل تأويلها وتفسيرها ، وهنا تطرح كل اشكالية تأويل الكتب المقدسة ، والطريق التى فسرها بها علماء الدين والفقهاء والمشرعون ، هنا يكمن كل تاريخ الاسلام والفكر الاسلامى ، المشكلة هى أن المسلمين يعتقدون أنه بمجرد ذكر الله فأننا نتوصل اليه ، هذا تصور مثالى عذب خاص بالعصور الوسطى ، أى عندما لم يكن الناس يستطيعون التفريق بين الاسم / والمسمى ، أو بين الكلمة / والشىء الذى تدل عليه .
وللقرآن فى الحضارة العربية الإسلامية دور محورى فهو النص الأساسى الذى ساهم فى تشكيل هذه الحضارة ، وفى طبيعة علومها ومعالم تطورها ، وقد كان للغزالى فى صياغة المفاهيم والتصورات التى كتب لها الشيوع والاستقرار فى مجال الفكر الدينى ، وذلك من خلال عزل النص عن الواقع وعن الحركة الثقافية " واذا كان المجتمع الاسلامى الأول قد جعل همه الأساسى التكيف مع معطيات النص ، وقد كان من الطبيعى أن يؤدى قيام الدولة واتساع أطرافها الى تعدد فى طبيعة القوى الاجتماعية ، وهو تعدد سرعان ما تحول الى صراع اقتصادى اجتماعى سياسى دينى
وقد أفضى هذا الصراع الى تعدد الرؤى والتصورات حول طبيعة النص الدينى وحول غايته وهدفه ، وعلى حين ركزت الاتجاهات العقلية التى يعد المعتزلة أشهر ممثليها على ان الانسان بوصفه المخاطب بالنص والمستهدف من تعاليمه ، كما استوعبت النص على أساس أنه " فعل مخلوق " ، نجد الأشاعرة قد ركزوا على الطرف الآخر ، طرف القائل ، ومن ثم كان تصورهم للنص أنه " صفة ذاتية للقائل لا فعلا من أفعاله ، وكان من الطبيعي ان تتضائل فى هذا التصور قيمة الانسان ، ان حركة الوحى النازلة من الله الى الانسان والتى تعنى الكشف قد تحولت لديهم إلى حركة صعود من جانب الانسان إلى الله ذاته، وتحولت حركة الكشف إلى محاولة اكتشاف ، وصار النص الكاشف مجرد أداة لاكتشاف قائل النص والتوحد به .



#فتحى_سيد_فرج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟ 3 من 8
- إشكالية النهضة عند الطهطاوى
- قراءات ورؤى حول مشروع النهضة


المزيد.....




- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...
- المسيحيون في سوريا ـ خوف أكبر من الأمل عقب ما حدث للعلويين
- حماس تشيد بعملية سلفيت بالضفة الغربية
- مجموعات الدفاع عن المسلمين واليهود تنتقد ترامب لاستخدامه كلم ...
- إصابة مستوطن في عملية إطلاق نار في سلفيت.. وقوات الاحتلال تغ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فتحى سيد فرج - لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟4-8