أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حمدى عبد العزيز - إذا كنت صعيدياً فلتعتز بذلك ...














المزيد.....


إذا كنت صعيدياً فلتعتز بذلك ...


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 6822 - 2021 / 2 / 23 - 14:12
المحور: حقوق الانسان
    


وبغض النظر عن كون عائلتي لأبي وأجداده كانوا (صعايده) من مركز طهطا بسوهاج (بلد رفاعة رافع الطهطاوي جد كل أفندية مصر ومثقفيها) ، أو (طحطا) كما كان أبي يسميها وكما ظللت أنا انطقها كذلك لأساتذتي في المدرسة كلما سألوني سؤال القاهريين الخالد (أنتو منين أصلاً ) ..
أبي ولد وعاش حتي شبابه هناك قبل أن ينتقل من (طحطا) في صحبة جدي وأعمامي بحثاً عن موضع أوسع للرزق وجني أثمان الشقي والعرق علي نحو أكثر إثماراً من الصعيد الضيق المهمش اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً آنذاك ..
وبغض النظر عن أن هذا يشكل مصدر اعتزاز وجداني دافئ بالنسبة لي أنا الذي لم أولد في الصعيد .. إلا أنني كنت أرصد من خلال أقارب والدي ومعارفه و"بلدياته" الذين وفدوا علي القاهرة والإسكندرية يبنون عمائرها وبيوتها ، ويعملون في مصانعها ويؤسسون أحياء كاملة في القاهرة والجيزة والإسكندرية مثلما أسس أجدادهم الذين حفروا قناة السويس مدن السويس والإسماعيلية وبورسعيد مع الشراقوة والبحراوية والبدو وغيرهم من المصريين الذين لم يكونوا لايملكون إلا الشقا والعرق والسواعد والأكف المخشنة من القبض طوال اليوم علي أعواد الفوس والمعاول والكواريك ، بوجوههم السمراء التي لاتغيب عنها لفحات شموس الأيام المضنية ..
كنت دائماً علي قناعة أن هؤلاء هم الذين يبنون العمائر والمدن ثم يسكنون علي هوامشها ، ويعمل أولادهم كحراس (بوابين) لمداخلها ليأتي بكوات المدن الذين امتلكوا عمائرها بأموال لم تنتجها حبة عرق واحده ، ليسكنوا في افخم شققها ليطلقون النكات الساخرة علي هؤلاء الناس الذين عاشوا حياتهم في كفاح وشرف يبنون ثم يبنون ليسكن ويحوذ الأملاك هؤلاء الصنف من الناس الذين لايجدون تسلية إلا عبر إلقاء النكات عليهم .
، لتصبح تلك السخرية والتصوير الكاريكاتوري لأهل الصعيد منتجاً رائجاً في السينما والدراما وبرامج الفكاهة ..
الجميع يتسابق ليضع تلك البضاعة في خدمة أبناء البكوات والأفنديات الذين رأوا في ارتدائهم للقميص والبنطال تميزاً نوعياً عن باقي البشر ، ومصدر إحساس بسمو العنصر والجاه ..
وفي شبابي عندما صادفت إحدي قصص الكاتب الرائع يحيي الطاهر عبدالله (الذي ربما لو امتد به العمر لقلب عالم السرد الأدبي المصري رأساً علي عقب) والتي وردت ضمن قصص مجموعتة البديعة (حكايات للأمير حتي ينام) بعنوان (الرجل الذي هده التعب فنام تحت سقف الجامع) وفيها يتحدث عن هؤلاء (الجدعان) الذين يبنون العمائر ويكتفون بالرغيف وفحل البصل كغذاء وينامون في تحت جدران البناءات والجوامع .. احسست وقتها بمدي عمق كلماته ومدي دقة تعبيرها عن أناس عايشتهم وعرفتهم وأكلت من عيشهم (الفايش) ، ومن تمرات نخلاتهم الذين يعدونها معياراً للملكية دوناً عن القراريط والفدادين
جهل كل هؤلاء الساخرون المستخفون الجهلاء بقيمة البشر ومن علي شاكلتهم أن أجداد هؤلاء هم الذين بنوا أقدم مجتمع حضري في العالم (حضارة البداري) ، ونسوا أن اجدادهم هم الذين بنوا الدولة المصرية وأنهم هم من صاحبوا (مينا) من الجنوب ليوحد القطرين فتظهر دولة مصر لأول مرة في التاريخ..
نسوا أن من بين أجدادهم من كان جندياً في جيش أحمس ذلك الجيش الذي انقذ الدولة المصرية من الزوال نهائياً بعد الوقوع في قبضة الهكسوس ..
باختصار
هؤلاء الذين ظلوا مصدر السخرية والنكات المسلية (العنصرية الطابع) من الكثرين من بكوات وبهوات وبعض من أفنديات المدن عبر عقود ممتدة من الزمان عن عنجهية طبقية أحياناً أو عن استخفاف وجهل في أحيان أخري ، ناسين أو متناسين أن هؤلاء وأبنائهم وأحفادهم هم أعظم بنائي مصر ، وأنهم بالإضافة لأبناء الفلاحين المصريين هم أصحاب الفضل الأول في وجود الدولة المصرية وبقائها علي قيد الحياة ..



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيب مبدئي علي تصريحات وزيرة التخطيط
- نكش فراخ ..
- لمجد لشمس هذا اليوم …
- لنا اساتذة ، ومن بينهم .. صاحب (الكرة ورأس الرجل) .
- (إحنا العمال اللي اتقتلوا قدام المصنع في ابو زعبل )
- شبح ترامب الذي يعاود التحليق ..
- ثقب بهيج .. في ذاكرة الولد الإمبابي
- عزت العلايلي .. والإنسان الشعبي المصري في السينما ..
- فلنشرب الماء بالأمونيا أو لنشرب من البحر
- المجد لشمس هذا اليوم …
- لامحل لهذا الوهم ..
- الحلقة الأخطر في سلسة حلقات متتابعة ..
- أربعاء السقوط الكبير لترامب ، والترامبية ..
- تعظيم سلام للوجدان الشعبي المصري ..
- الصراع في إثيوبيا وتداعياته الداخلية والإقليمية والإفريقية
- حزب العدالة والتنمية المغربي كشريك في صفقة التطبيع …
- إذا كان الأمر كذلك فلا ضرورة لكرة القدم ..
- معلبات فارغة للإستهلاك العام
- تفجير بيروت ثم الإعلان عن اتفاق (إبراهيم)
- عم ياجمال


المزيد.....




- غانتس: نتنياهو يخرّب مفاوضات صفقة تبادل الأسرى من جديد
- إعدام 82 تاجر مخدرات في العراق
- جسد مشلول وقلب مكسور: حكاية نور بين أنفاس الحياة والموت
- ذوو معتقلين شاهدوهم يخرجون من سجون الأسد ولم يجدوهم
- يديعوت أحرونوت: صفقة الأسرى ربما لا تتم قبل نهاية ولاية بايد ...
- متورطون بقمع وتعذيب المعتقلين.. ضباط من قوات النظام السوري ا ...
- فيديو.. لحظة اعتقال منفد هجوم -أعياد الميلاد- في ألمانيا
- ألمانيا.. دعوات لترحيل جماعي للمهاجرين على خلفية مأساة ماغدي ...
- السعودية تنفذ الإعدام بمواطنين بتهمة خيانة وطنهما وحرّضا آخر ...
- هجوم ماغديبورغ: مذكرة اعتقال وتهم بالقتل موجهة للمشتبه به


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حمدى عبد العزيز - إذا كنت صعيدياً فلتعتز بذلك ...