|
فلسفة مبسطة: علم المنطق والاستدلال
نبيل عودة
كاتب وباحث
(Nabeel Oudeh)
الحوار المتمدن-العدد: 6822 - 2021 / 2 / 23 - 12:49
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
(وقصة تعبيرية سميرة تشرح علم المنطق) نبيل عودة
افتتح المحاضر درس الفلسفة حتى بدون تحية الصباح، بقوله: سنتناول اليوم موضوعا شيقا هو فلسفة المنطق -او علم المنطق (LOGIC)-وهو علم يدرس قوانين الفكر، أشكاله وطرق الاستدلال السليم. يحلل هذا العلم مجموعة من الادعاءات، على اساس هذا التحليل تطرح قواعد عامة بمساعدتها يمكن الربط بين الادعاءات واستنتاج النتائج. لذا انبهكم ان تكونوا على معرفة مقبولة بما تطرحونه، ولا تظنوا نفسكم متمكنون من منطقكم لأن قناعتكم الشخصية قوية بما تطنون انه المنطق السليم. انتم طلاب فلسفة، وفلسفة المنطق تهتم بسبل تطور المعرفة والوعي عبر منهج يعتمد على المعرفة العلمية، بعيدا عن الموروثات الخرافية والقبول بما طبع حياة السابقين من البشر او من أهلنا، او ما نقل اليكم وما زال يشكل اليوم قناعاتكم القوية رغم ان لا شيء فيه من المنطق الفلسفي او المنطق البسيط!! المنطق يعني القدرة على التمييز بين الادعاءات التي يوجد بها استدلال صحيح، أي الاستدلالات التي تتجاوز مرحلة الافتراضات الى مرحلة الإثبات الحقيقي، وبين ادعاءات تفتقد للمنطق البسيط وتعتمد على السائد من القرون الوسطى وما قبلها. أصل الكلمة من اليونانية (لوجوس) والتي تعني "سبب"، "تفكير" أو "ادعاء". ترجمت للعربية بكلمة "منطق" (علم المنطق) وهي تشمل فروعا كثيرة. شهد علم المنطق في القرن ال 19 وحتى القرن ال 20 تطورات هامة شملت مجالات واسعة جدا من الأبحاث والعلوم والرياضيات. منذ الفلسفة الإغريقية بفلاسفتها الكبار ديمقريطس، افلاطون وأرسطو برز اتجاه المنطق بصفته علما للحصول على المعرفة.. وتفسير الظواهر الطبيعية بمنطق وليس بخلق آلهة مسئولة عن تلك الظواهر، لذلك اشتهرت الفلسفة الاغريقية بأنها فلسفة طبيعية. يعتبر أرسطو أول من كتب عن المنطق بوصفه علماً قائماً بذاته، وكان القياس في نظر أرسطو هو صورة الاستدلال، انتبهوا لأمر أساسي، هناك فرق بين الاستدلال والاستنتاج، وآمل ان لا تسيطر على عقولكم الحالات الذهنية الداخلية مثل الإيمان، الرغبة، الفكرة والمعرفة، ان الاستدلال هو عملية استخراج جواب بالاعتماد على معلومات معروفة مسبقا، وهنا يجب التأكد من كونها معلومات صحيحة أو خاطئة. ليس كل ما نقل اليكم في صغركم هو صحيح، بل ربما يكون فيروس مدمر لتفكيركم وتطوره ومهمة الفلسفة تحريركم من الموروثات الوهمية. من لا يتحرر منها ليبحث عن مواضيع لا تشغل الفكر بالصراع بين المنقول والعلم. بقيام النهضة الأوروبية بدءا من الرينيسانس (التنوير) ونهضة العلوم الطبيعية أصبح الاستدلال جزءا من العلم، وهو الى جانب المنطق علماً مختلفاً نوعا ما عن منطق أرسطو فظهر منطق الاستقراء الذي كان رائده الفيلسوف ورجل الدولة الإنجليزي فرانسيس بيكون (1561 - 1626) ، عرف بيكون بقيادته للثورة العلمية عن طريق فلسفته الجديدة القائمة على " الملاحظة والتجريب " والاستقراء يعني بتفسير بسيط، الاستدلال الذي ينتقل من الجزئي إلى الكلي. وكان بيكون من الرواد الذين انتبهوا إلى غياب جدوى المنطق الأرسطي الذي يعتمد على القياس واستكمل طريق بيكون بعد ذلك الفيلسوف والاقتصادي البريطاني جون ستيوارت مل (1806 - 1837م.)، كان والده جيمس ميل أحد كبار أهل العلم والمعرفة في القرن الثامن عشر. عاش مل بعيداً عن تأثير التيارات الرومانتيكية الجديدة، وترك فيه الفلاسفة الماديون الفرنسيون أثراً كبيراً. امل ان تنشط عقولكم وتنطلق بدون قيود نشأتكم للوصول الى فهم جديد متنور وليس نقل عن منقول يتراكم منذ الاف السنين. لقي علم المنطق في الثقافة العربية العناية الفائقة، نجد اهتماما بالمنطق لدى الفارابي (874 – 950م) الذي سمي ب "المعلم الثاني" نسبة للمعلم الأول أرسطو وقام الفارابي بشرح مؤلفات أرسطو المنطقية. اثناء الاستراحة كالعادة اختلف الطلاب في فهم موضوع المنطق كما شرحه المحاضر، وظهرت تفسيرات مختلفة امتدت على مساحة النقاش حول مواضيع عديدة، خاصة السياسة والأحزاب. صحيح أن الدرس كان عن فلسفة المنطق، ولكن الفلسفة والمحاورات جرتهم جرا إلى السياسة، في محاولة لتطبيق مفهوم المنطق على ظاهرة لا يبدو أن للمنطق علاقة بها، كما قال المحاضر معقباً على نقاشهم الذي انتقل لقاعة المحاضرات، بل بقي صامتا يستمع للحوار الذي يحتد ويخفت ويمتلئ بالتناقضات، بعد برهة وابتسامة تعلو شفتيه، صفق بيديه، فساد الصمت. قال المحاضر موضحاً شرحه: إن المنطق مفهوم فلسفي يبحث في تماسك قضايا الفكر وأشكاله، والسياسة بجوهرها هي فكر مع أن السياسيين يتميزون بمعظمهم بفقدان الفكر، وأن بعض النظريات الفلسفية، ترفع المنطق إلى مستوى العلم الذي يدرس قوانين الفكر وسبل تطور المعرفة، وبناء مسارات المعارف العلمية والثقافية والفكرية، بالطبع لا ننسى أن للسياسة حصة في المنطق. ولكنها حتى اليوم هي مساحة فارغة، غير مشغولة، طبعا هذه رؤيتي الشخصية ولا ألزمكم بها. سميرة كانت مندمجة مع شروح المحاضر وتشعر أن علم المنطق هو ما كانت تبحث عنه، كي تفهم مسارات المعرفة وتطورها، والأهم مسارات السياسة، وكيف تميز بين سياسة فيها منطق، وسياسة بلا منطق، وهي على قناعة أن سياسة حزبها لا تحيد عن جوهر المنطق، وبالتالي كل نهج آخر معارض هو نهج بلا منطق. ولكن شروح المحاضر تثير شكوكها بما كان حتى الأمس واضحا بشكل مطلق. موضوع المنطق الفلسفي اشغلها، واشغل طلاب الفلسفة على مدى الشهر الماضي منذ جددت إسرائيل البناء في المستوطنات، كيف يتلاءم ذلك مع المنطق الذي يؤمنون به أن إسرائيل دولة محتلة، وبالتالي المنطق يقول إنها دولة تخالف كل منطق القانوني الدولي. فمن سيعطي للمنطق حقه؟! تساءل حسن: إذا كانت المفاهيم الفلسفية العلمية لا تملك قوتها لفرض ذاتها، فما قيمة أن ندرسها؟ هل هذا سيساعدنا على تفعيلها، حين نرى من سبقونا لم ينجحوا بزحزحة المنطق من سباته؟ لم يسمع جوابا مباشرا لتساؤله، إنما ابتسامة عريضة ملأت وجه المحاضر. بعد برهة تفكير رد المحاضر: شرحت لكم ان فلسفة المنطق -او علم المنطق (LOGIC)-هو علم يدرس قوانين الفكر، أشكاله وطرق الاستدلال السليم. يحلل هذا العلم مجموعة من الادعاءات، على اساس هذا التحليل تطرح قواعد عامة بمساعدتها يمكن الربط بين الادعاءات واستنتاج النتائج. لا فلسفة ولا منطق ولا تطور للمعرفة والوعي الا بمنهج يعتمد على المعرفة العلمية، بعيدا عن الموروثات الخرافية والقبول بما طبع حياة السابقين من البشر او من أهلنا!! المنطق يميز بين الادعاءات التي يوجد بها استدلال صحيح، أي الاستدلالات التي تتجاوز مرحلة الافتراضات الى مرحلة الإثبات الحقيقي العلمي. أصل كلمة العلم من اليونانية (لوجوس) والتي تعني "سبب"، "تفكير" أو "ادعاء". ترجمت للعربية بكلمة "منطق" (علم المنطق) وهي تشمل فروعا كثيرة. منذ القرن ال 19 وحتى القرن ال 20 شهد علم المنطق تطورات هامة شملت مجالات واسعة جدا من الأبحاث والعلوم والرياضيات. وانعكس ذلك أيضا على تطوير الصناعة ودمج العلم والتكنولوجيا بالصناعة مما غير واقع المجتمعات البشرية، لذا نشهد ان المجتمعات التي انطلقت بتطورها أنجزت فكرا علميا بعيدا عن الفكر الخرافي الموروث والذي يشكل عائقا امام تطور دول يشلها الماضي وامتلاكها للأموال لا يعني انها أضحت ضمن دول العالم التي فصلت بين السلطة والدين وتتميز مجتمعاتها بالرفاه والتطور والفصل بين السلطات. توقف المحاضر وجال عينيه على وجوه الطلاب، ربما ليفحص تأثير كلامه على وجوههم. ارتفع صوت حسن بشيء من الغضب: - تشغلون بالنا بمسائل لو كان للمنطق قيمة لوجدنا العالم يفرضه فرضا، ولكن المنطق جيد للضعفاء أمثالنا فقط. الأقوياء منطقهم بمنجزاتهم واختراعاتهم واسلحتهم واحتياجات العالم لهذه المنجزات. هل تظنون أن منطق العلاج ببول البعير سينتصر على منطق الفيزياء والهايتك؟ رد المحاضر على اقوال حسن: - رائع واصل. لكن حسن حل عليه الصمت او التفكير، وجلس صامتا صمت أهل القبور. شعرت سميرة بحق أن حسن أفحمهم كلهم بكلماته الصاروخية الغاضبة، لكنه لم يفكر كطالب فلسفة بل طرح مواقف هي متأكدة انه سيتراجع عنها عندما يجلس ليراجع موضوع علم المنطق. وتمنت لو تستطيع أن تقنعه بالانضمام لصفوف حزبها، وفكرت بينها وبين نفسها: صحيح أن هذه الكلمة منطق، تتردد كثيراً في الأحاديث والحوارات الشفهية والمكتوبة، ويبدو الان أن السهولة التي كانت تطرح فيها هذه الكلمة بطريقة أقرب لطلب قدح ماء، ستصير منذ اليوم تعبيراً يحمل خواصاً علمية ومعرفية أكثر عمقاً من السابق، وبالتالي، لا بد من التفكير الحذر بعيدا عن الحماسة ، وتقييم الجملة قبل إطلاقها، ليس فقط بصفتها قائدة سياسية للأجيال الشابة في حزبها ، بل أيضا بصفتها طالبة فلسفة، وقد ترفعها الفلسفة إلى القيادة العليا للحزب وربما تصبح عضوا في البرلمان. لذا لا بد، قبل الدخول في استعمال اصطلاحات بمعاني غير علمية، أو طرح مواقف سياسية من منطلق المشاعر الخاصة، أن تزان الجمل عبر مقياس المنطق. إذن الفلسفة ستجعل حياتها أكثر صعوبة وتعقيدا، بدل أن تمدها بقوة الفكر والثقة بمواقفها. ولكنها تقول لنفسها ان الفلسفة ستجعل حديثها أكثر عمقا، ويلفت الأنظار إليها بصفتها تحمل درجة علمية في الفلسفة. ومنذ اليوم بدأت تفكر باللباس المناسب لامرأة ستصل بعيدا في السياسة. سرقها خيالها بعيدا للحظات تأمل مستقبلية، قبل أن تنتبه أن المحاضر يواصل الشرح، ويقول إن المنطق كعلم صيغ في فجر نشوء الفكر الفلسفي، أي كان ضمن الصياغات الفلسفية الإغريقية القديمة، وأن المنطق كعلم يرتبط بتطور المعرفة الإنسانية ويشكل الخادم الأمين للمعرفة العلمية، أي المعرفة المبنية على قاعدة سليمة غير متقلبة فكريا. وهذه الجملة الأخيرة فهمتها سميرة أنها نقد مباشر لها، حيث أن فكرها السياسي، الذي تدعي أنه المنطق الصافي، قد يفسر بأنه فكر متحيز رغم ثقتها انه فكر غير متحيز ويقيم المواضيع بمنطق. ربما منطق آخر غير منطق الفلسفة. هنا أصابتها الحيرة. هي تعرف أن فكرها ينبع من تأثرها بقيادة حزبها. ولكنها على ثقة أنهم شرفاء ولا يخادعون مثل الآخرين. والمحاضر يتحامل على الجميع لسبب يثير استهجانها وعدم موافقتها. ولكنه موضوع مؤجل لفرصة قادمة. أي أن المحاضر يلمح لها ولكل ناقل متأثر، بأنه يعبر عن منطق متحيز. المنطق يحتاج كما فهمت بشكل عام، إلى إشغال الفكر بعيداً عن النقل والتكرير التلقائي. إلى حك الدماغ من أجل فهم الظواهر السياسية والاجتماعية، ووضعها في سياقها الصحيح. لوهلة شعرت سميرة أنها المقصودة بتلميحات المحاضر، ولكنه لا يعرف مجمل آرائها السياسية، وفي دولة مثل إسرائيل تتغير السياسة بين لحظة وأخرى نتيجة عوامل لا يتوقعها حتى المنطق البديهي، مما يجعل السياسة تبدو أحياناً كعلم اللامنطق، أو النقيض الكامل للمنطق. ترى لو كانت سميرة نقية من الالتزام بنهج حزبي، هل كان منطقها السياسي والفكري سيكون أكثر تنوراً؟! سميرة لا تتخيل نفسها بطريق مختلفة!! ولكن ما أربكها قول المحاضر أن المنطق يعتمد على تطوير التجربة الإنسانية، فكيف ستستغل التجربة الإنسانة، بنقاشها حول سياسة حكومة إسرائيل؟ وهل اللامنطق الصارخ في تصرفات إسرائيل يحتاج إلى دراسة التجربة الإنسانية لفهم دوافعه؟ أليست كلها واضحة وضوح الشمس؟! هل ستراجع تاريخ السياسة منذ فجر البشرية ليصبح لديها منطق يشرح سياسة اللامنطق لحكومة إسرائيل؟! الم يتضح اللامنطق في العقود الستة الماضية ؟! تبا للمنطق وفلسفة المنطق إذن!! غابت سميرة عن المحاضرة بذهنها، وهي تحاول أن تفهم التجربة الإنسانية، وكيف تطبقها على السياسة في هذا الوقت العصيب، المليء بالنقاش الساخن حول قضية فلسطين؟ وكيف تفرز ماهية المنطق، عن المشاعر التي تعتريها وهي تصرخ غاضبة لأن زميلها في الصف، منير، يتصرف وكأن الأمر لا يعنيه. مبرراً موقفه أنه وُلد ليعيش، ولم يولد ليحمل هم الآخرين؟! صوت المحاضر القوي أعادها من أفكارها، وهو يقول إن المنطق أضحى مستعملاً بشكل واسع في علم الرياضيات، فهو يبحث في بنية العبارات والحجج وتصنيفها، وأن الرياضيات هي أكثر العلوم ارتباطا بالمنطق، لأن الأرقام لها معنى واحد ومقياس واحد وفعل واحد، وأن الحياة لو كانت مثل الرياضيات، لكانت أكثر سهولة، وأكثر فهماً، وأكثر عدالة، وأكثر سعادة لجميع الناس، لأن منطق الأرقام لا يمكن التلاعب به. لا يمكن أن يكون جمع 5 + 5 = 30 الجواب لن يختلف عليه حتى أشد الأعداء كراهية لبعضهم البعض. - إذن لماذا لا تكون الحياة مثل الرياضيات؟! يبدو أنها لم تهمس بل قالت ذلك بصوت مرتفع مما جعل المحاضر يلتفت ناحيتها مبتسماً وهو يوضح: - المنطق يا سميرة هو كل شيء قريب من العقل ولا مشكلة في تصديقه. ولكن يجب ألا ننسى أن المنطق نسبي، وأنه لا يوجد منطق مطلق. لأن ما هو صحيح اليوم، ومثبت قد يكون مخالفاً للصواب غداً. لا شيء نهائي في عالمنا، لهذا نحن ندرس الفلسفة وعلم المنطق، حتى يظل ذهننا يعمل بتواصل في فهم الظواهر والتطورات وتعزيز المعرفة، وتطوير دائم للعلوم والمنطق. لو كان المنطق معرف بشكل كامل ونهائي، لما احتجنا لدراسته ولدراسة الفلسفة. وواصل يقول بعد أن توقف متأملا تأثير كلماته على وجه سميرة الطفولي، ولكن المعبر عما يجيش في فكرها: - الفلسفة بدأت بفصل النشاط الجسدي عن النشاط الذهني، وعلم المنطق لا يمكن أن يكون إلا عبر النشاط الذهني. ومن يظن أنه قادر على تعريف المنطق تعريفاً وافياً كاملاً جامعاً، هو شخص عاجز عن استعمال عقله. ويخضع في تفكيره لموروثات يظن أنها المنطق بعينه، ولكن لا منطق نهائي، بل المنطق بكلمات بسيطة هو قانون التفكير الصحيح وهذا التفكير لا يحدد بحواجز وموانع وأفكار مسبقة مهما بدت أنها تلائم المنطق، لذلك تعرف الفلسفة علم المنطق بأنه العلم الذي يبحث عن القواعد العامة للتفكير الصحيح. بالطبع مفهوم المنطق يتطور أيضاً. الفيلسوف الألماني هيغل أعطى للمنطق أداة هامة، الديالكتيك، أي المنطق الديالكتيكي، عبر نظرته إلى أشكال الفكر بترابطها وحركتها وتطورها. وقد جاء ماركس بعده ليخرج منطق هيغل الديالكتيكي من أن الفكر هو صانع العالم، أي من رؤيته المثالية رؤية الفكرة المطلقة ولا بد أن قصده الله، إلى رؤية مادية تقول إن الفكر هو انعكاس للواقع الموضوعي أي الواقع المادي، ولكن الديالكتيك الهيغلي ظل نافعاً للرؤية المناقضة عند ماركس لفلسفة هيغل، طبعا هذا لا يقلل من قيمة هيغل وعبقريته وكونه من أبرز الفلاسفة التي عرفتهم البشرية في تاريخها. ومن المهم أن نشير إن الانقلاب الذي أحدثه ماركس، مسبقاً الواقع الموضوعي على الفكر أهمية كبيرة في فهم العلوم والحياة بدون الفكرة المطلقة غير القائمة إلا في الذهن. والسؤال المنطقي هنا، والعلمي بنفس الوقت، هل باستطاعة الفكر أن يخلق الواقع من لا شيء ؟!. أم أن الواقع الموضوعي، هو الذي يدفع إلى تطوير الفكر؟! موضوع للتفكير. انتظر مداخلاتكم في الدرس القادم... سميرة تذكرت شيئاً، أطلق ضحكتها مما أثار الاستغراب في المحاضر ونظر إليها نظرة تحمل الغضب، فسارعت تعتذر وتقول: - آسفة... لم أقصد، تذكرت قصة سمعتها ليلة الأحد، تلاءم تماماً موضوع فلسفة المنطق كما أظن وكيف يختلف المنطق حسب الدوافع الشخصية. هل أرويها؟ - نحن دائماً جاهزين للاستماع لقصص لها رابط مع الفلسفة.. أسمعينا! - بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان. التي هدمت فيها آلاف منازل اللبنانيين، بدون تمييز بين طوائف لبنان، واجه الكثير من السكان وضعاً مأساوياً. مسيحي لبناني قرر التوجه لسعد الحريري لينقذه من حالته الصعبة، بعد أن هدم منزه بالقصف الإسرائيلي، قابل الحريري وقال له: - هدم منزلي، ودمرت كل محتوياته، وفقط صورة سيدنا المسيح مصلوباً هي التي ظلت لي بعد دمار منزلي. وأراه صورة السيد المسيح مصلوباً، فأعطاه الحريري 50 ألف دولار ليبني بيته من جديد. جارة الشيعي سمع بالحكاية، وكان هو الآخر قد دمر منزلة، فتوجه إلى الحريري وبيده صورة، قال للحريري: - لقد دمر منزلي، في القصف الإسرائيلي، ولم يتبق لي إلا هذه الصورة لسيدنا حسن نصر الله. وأراه الصورة، فناوله الحرير ألف دولار فقط. احتج بقوله: لكنك أعطيت المسيحي الذي جاء بصورة سيده المسيح مصلوباً 50 آلف دولار؟ فرد الحريري: - أجل هذا صحيح، عندما تحضر لي صورة سيدك حسن نصر الله مصلوباً مثل المسيح سأعطيك مليون دولار!!!
#نبيل_عودة (هاشتاغ)
Nabeel_Oudeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلسفة مبسطة: جولة في مفاهيم التشاؤم، التفاؤل والعقلانية
-
يوميات نصراوي: هكذا صرت صحفيا
-
يوميات نصراوي: من يوميات الحداد نبيل عودة
-
القصة القصيرة جدا وفوضى المفاهيم اللغوية
-
يوميات نصراوي: بداياتي مع الفلسفة
-
فلسفة مبسطة: لغز الإدراك
-
الشاعرة عايدة خطيب تتألق بشعرها للأطفال
-
الفكر غير العقلاني طريق للكوارث
-
كتاب -عيلبون – التاريخ المنسي والمفقود-
-
حقائق مذهلة من المهم ان يعرفها المواطن العربي
-
نظريات الدكتور منير قصة فلسفية
-
هل تطورت -قومية عربية-؟!
-
مأساة أطفال فلسطين تحت حراب الاحتلال
-
يوميات نصراوي: كيف شارك الحكم العسكري بشنق نفسه؟
-
الناقد نبيل عودة مارون عبود آخر... وشِعر الكلسات
-
فلسفة مبسطة: وحدة الأخلاق والفن
-
يوميات نصراوي: عن الشعر والكلسات البيضاء
-
يوميات نصراوي: مآسي هدم المنازل العربية
-
أهمية العنوان في الإبداع وقضايا نقدية أخرى
-
يوميات نصراوي
المزيد.....
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|