أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - قلتُ : أعودُ إلى الألوانِ المائيّــةِ














المزيد.....

قلتُ : أعودُ إلى الألوانِ المائيّــةِ


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 477 - 2003 / 5 / 4 - 14:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


                                                                               

أمسِ ، في الأول من أيار ( مايس ، ماي ، مايو ) ، سمعتُ مُشاهداً  ، خطبةَ الظفَـرِ التي حيّـا  بها مقاتليهِ ، على ظَهر حاملة الطائرات الجبّـارة " ابراهام لنكولن " ، السيدُ جورج بوش ( الإبن ) ، رئيسُ الولايات المتحدة ،
ومن ضمنها  ( أي الولايات ) ، الولايةُ الثانية والخمسون ( أعني العراق ) ، وقد كنتُ أُمازحُ سيدةً إنجليزيةً  ذاتَ يومٍ قريبٍ ، إذ قلت لها إننا الولاية الواحدة والخمسون ، فردّتْ عليّ السيدةُ ضاحكةً : كيف أخطأتَ الحسابَ ؟
نحن الولاية الحادية والخمسون  ، أمّـا أنتم فتأتون بعدنا في القائمة المفتوحة …
على أي حالٍ !
قال السيد الرئيس  جورج بوش إن الإنتقال من الدكتاتورية إلى الديموقراطية سيأخذ وقتاً ، وهنالك البحث في أكثر من ألف موقعٍ عن أسلحة الدمار الشامل ، وكذلك استتباب الأمن ، وإعادة الخدمات … إلخ .
والأنباءُ تتوالى . من بينها  ، أن السيد الرئيس ، عيّــنَ حاكماً مدنيّـاً على الولاية الثانية والخمسين ، وهذا حقٌّ دستوريٌّ له ، كما قيل إن الجنرال المتقاعد غارنر سوف يخضع لتراتبيةِ أن الحاكمَ المدنيّ أرفعُ منه سلطةً وتسلّـطاً .
ومن هذه الأنباء ، أيضاً  : امرؤٌ من الدانيمارك ( دانيمارقة ) ، سيكون حاكماً على البصرة ! ما الـمُـشْـكِـلُ
في هذا؟  الرجلٌ مسلمٌ ( كأن ليس في العراق مسلمون ! ) ، والرجلُ ناطقٌ بالعربية ( كأن أهل العراق أعاجمُ ! ) ،
كما أنه كان سفيراً لبلده في دمشق الشام …
على أي حالٍ ، قلتُ إن الدانيماركيّ قد يأتينا بخيرٍ . مثلاً ، قد يصطحبُ منعم الفقير معه إلى البصرة ،  وهو شابٌّ يعرف البصرةَ  حتماً ، أو يتذكرها في الأقلّ ، مع أنه صار مواطناً من دانيمارقة ، وشاعراً دانيمارقياً بالترجمة ، وممثلاً لكتّـاب دانيمارقة في المحافل …
قلتُ أيضاً إن منعم الفقير ، فقيرٌ حقاً ، ولا سبيل إلى مقارنته مع  وَبْـشٍ  مثل كنعان مكّـية .
أردتُ أن أقول إن منعم الفقير لن يمرّ بالبصرة مثل ما مرّ كنعان مكية بالناصرية ، حين قال في تفاهةٍ نشرتها صحيفة الجمهورية الجديدة  The New Republic   إنه كان يحمل معه ، في السيارة الأميركية المصفحة  SEAL  ، أموالاً وأرزاقاً إلى مرتزقة أحمد الجلبي المسلّـحين …
الحبلُ على الجرّار …
وقيل أيضاً إن ضابطاً مرموقاً في الجيش الإسباني سيتولّى المسؤولية الأساسَ في تأسيس جيشٍ عراقيٍّ جديد  .
الحبل على الجرّار …
وقيل إن مشعان الجبوري سوف يُجـيْـرُ النسوةَ من بيت صدّام  ، لئلاّ يمسين سـبايا !
الحبل على الجرّار …
وفي لندن  ولاهاي ومشيغن  وبرلين وسواها ، يقدِّمُ كتّـابٌ وصحافيّــون وشعراء ، أنفسَـهم ، بضاعةً ، لكنْ … لا أحدَ يشتريهم .

أن تكون عميلاً هذه الأيام  ، مسألةٌ غيرُ مُـجْـزِيةٍ ، فالجنودُ الأميركيون ببغداد ( منطقة مثلّث الفنادق ) يطلقون الرصاص أحياناً في الهواء كي يبعدوا المئاتِ من العراقيين الذين يريدون العمل معهم ( بسببٍ من جوعٍ وخوفٍ ) ،  والكثيرُ من هؤلاء أقدرُ وأحقُّ  ، من متطوِّعي لندنَ وســواها  ، الذين حلّــوا  بها  ذاتَ يومِ  ، ملتجئين ، باعتبارهم شيوعيين أمَـضَّ بـهم الأذى .
*  *  *
أخرجتُ ورقَ الرسمِ ، وإحدى عشرةَ فرشاةً ، وعلبة الألوان المائية ، وقلمَ رصاصٍ مرهفاً ، وممحاةً . جئتُ بكأسين ، فيهما ماءٌ صافٍ ، كأسٍ لاغتسال الفرشاة من ألوانها ، وكأسٍ لِـمَـتْـحِ الماء ،  وبدأتُ أرسمُ . كنتُ أستعمل الحبرَ الصينيّ  في ما سـلَفَ من أسطورة المنفى.
اليومَ سأغرقُ في الألوان المائية .
 أسلحتي في مغالبة المنفى أستعيدُها الآن .
ولسوف يطول منفاي إلى الأبد …
لن أعود إلى عراقٍ هو الولاية الثانية والخمسون .

                                                         لندن 2 / 5 / 2003

 




#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توضيــــح
- الخوَنةُ ، خدمُ الجنرال المتقاعد غارنر مسؤولون عن مذبحة الفل ...
- آيةُ الله … كنعان مكّــية
- الجــــمعـــة اليتـــيمـــة
- ابتدأت معركة التحرير
- الجـــنرال الأصلع و طابورُه
- الفالاشا العراقية ودرس الخوئي
- أنا العراقيّ ، كيف أستعينُ بنفسي …
- الطّــوافُ بالمقاهي الثلاثة
- مصـطــفى
- يومٌ في منتهى الغرابة
- - العراقيون C.I.A - مثقفو الـ
- بغداد ON / OFF
- أوراقُ التينِ اليابسةُ
- عن العراق الذي لم يكنْ
- نشــيدٌ شــخصــيٌّ
- بــيــزنــطــة
- بانوراما الشعر العراقي في الفضــاء الأميركي
- صـــواريخُ القيـــامة
- رسالة مبكِّـرة إلى الجنرال تومي فرانكس


المزيد.....




- ألق نظرة على أبرز تصاميم ساعات اليد في أكبر معرض للساعات بال ...
- ثنائي إيطالي في دبي يقدمان خبز فوكاشيا مخمر لـ70 ساعة والوصف ...
- وسط خسائر بتريليونات الدولارات في سوق الأسهم.. ترامب يخطط لع ...
- -روستيخ-: روسيا تتقدم على بلدان الناتو في مجال تطوير قاذفات ...
- الجمهوريون يتسامحون مع معاداة السامية وهذا مرفوض
- تراجع بسبب الرسوم الجمركية، وارتفاع مدفوع بالشائعات، تقلبات ...
- احتجاجات في تل أبيب ضد بنيامين نتنياهو وحكومته
- لماذا كانت زيارة نتنياهو إلى واشنطن -مخيبة للآمال-؟
- ترامب يعرض الوساطة بين إسرائيل وتركيا لحل التوتر في سوريا
- ماكرون يتناول أطباقا مصرية 100% في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - قلتُ : أعودُ إلى الألوانِ المائيّــةِ