احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 6820 - 2021 / 2 / 21 - 14:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ريشة في الهواء
احمد
بودي التوقف عند المتباكين على سياسة الديمقراطيين في أمريكا وهرولتهم للقاء إيران، وتغيير سياستهم 180 درجة بالشرق الأوسط، وخاصة تجاه الدول الخليجية، توقفهم وتبصرهم: ماذا يريدون من سياسة الديمقراطيين؟
لقد قامت أمريكا عبر تاريخها على التوازن... كلّ ثمان سنوات يتولى حزب السلطة ويحكم خلال هذه السنوات برؤيته، ومصالح فريقه، ونادرًا ما حكم حزب أكثر من ذلك...أمريكا بحاجة لمثل هذا التوازن...
ولكن ما لم يدركهُ العرب والخليجيين، والتباكي على سياسة ترامب، هو الغريب في الأمر... وهذا النحيب تجاه سياسة جوزيف بايدن، ليس سوى البداية، فحتى الآن لم تفْتح سياسة الديمقراطيين القادمة الملفات الساخنة، كحقوق الإنسان والديمقراطية، والأنظمة الشمولية، بالإضافة ربما على نسخة جديدة هذه المرة من ربيع عربي!!
قرأت منذ فاز الديمقراطيون، مئات المقالات والأعمدة لكتاب محليين وعرب وخليجيين، وجميعهم تقريبًا ينتحبون ويوجهون بالوقت سهامهم لجو بايدن وسياسة الديمقراطيون، ما أضحكني أن أحدهم طالب بحلف سعودي صيني روسي، لمواجهة الديمقراطيين!!! ونسى أن هناك حلف إيراني صيني روسي!!!
وسؤالي لهم:
ألم تتوقعوا عودة الديمقراطيون إلى البيت الأبيض؟ وهل كان عهدترامب أزلي ولن يتغيّر؟ لقد كانت فترة حكم ترامب استثنائية ولم تحتملها المؤسسة السرية التي تدير المصالح الأمريكية فترة ثانية لحكمه‘ فقد أحرق المراحل وقفز على الثوابت المُتفق عليها بين الجمهوريين والديمقراطيين في تقاسم السلطة بمعدل معقول من التوجهات والسياسات، ولكن ترامب أخلّ بتلك القاعدة والاتفاق وخرج حتى على الجمهوريين وبالتالي عاقبه الطرفان...
أما الذين يرددون نغمة 72 مليون أمريكي صوتوا لترامب، فقد نسوا من يتولى التحكم بنسبة الأصوات وطريقة احتسابها، ثم التقرير بشأنها من منطلق المصالح، حتى لو كانت هناك عشرة أصوات فقط فارق بين ترامبوبايدن، فإن قرار المؤسسة الحاكمة الحاسم هو عودة الديمقراطيين بأي ثمن قبل أن يغرق ترامب المركب الأمريكي...
ما لم يفهمه الكتاب والسياسيين العرب حتى الآن، أنهم يريدون رئيس أمريكي في البيت الأيض على مقاسهم ومقاس دولهم العربية...وهذا غير عقلاني بالمطلق...يجب التسليم بأن السنوات الثمان القادمة ستكون صعبة بما ستحمله من برنامج ديمقراطي ...قاعدته تغيير الأنظمة الشمولية من منظور البيت الأبيض الديمقراطي...
والبداية...اتفاق مع الأوروبيين ثم إيران، ثم حقوق الإنسان وستتوالى العواصف فاستعدوا...
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟