أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - امير الدراجي - سعدي يوسف كتب نصا وليس ايات معبودة..ثنائية التحريم والتحليل














المزيد.....

سعدي يوسف كتب نصا وليس ايات معبودة..ثنائية التحريم والتحليل


امير الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 477 - 2003 / 5 / 4 - 14:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 
منذ فترة يدور سجال حول الشاعر سعدي يوسف،وقد استقطب اسقاطا جديدا مصدره ان البعض ،كما كل الناس ،وفي زمن التيه السياسي والوطني ،يبحث عن مرجعياته ويدافع عنها دفاعه عن اي قضية يؤمن بها،وهذا يدل على ان سعدي يوسف تحول الى رمز خارج الشعر والنص،واتخذ في افكار البعض نوعا من العصمة،والعصمة لا تنظر الى رمزها الى كبر مطلق والوهة ساحقة!!حسنا هذا امر في ما يبدو خارج الحوارات المجردة على الباس الشخص رمزية العصمة او الاستقطاب المرجعي،ولا اعتقد ان من تناول سعدي في الكتابات او في حوارات الغرف الصوتية -البالتوك قد حط من قيمته الشعرية او صورته كموجود اعلامي صاغت حضوره عناصر ربما تكون خارج الشعر،وفي صميم التعبئة السياسية،وهذا كما يعرف رجال الثقافة هو  اساءة للمبدع والنص،خصوصا اذا طرح الشاعر خارج نصه وتكون كرمز دعائي واعلامي لقضية ما. ولعلنا هنا لا نتحدث عن الرمزية،ولكن عن النص والمكتوب،حيث لا يمكن الباس النص العصمة الصدّامية وتقبله طبقا لتصويت المئة بالمئة،اي تقبل الكائن المطلق الا من قبل مجموعة ترميزية تتصرف مع الظاهرة بعقل الاسطرة والطوطمة.
في المبتدا،لابد من الاشارة الى ان سعدي يوسف النص هو الذي يهمنا،وكذلك كل الكتاب والعباقرة والنماذج هم يتقدمون لنا كنص ليس الا،اما الذين يتصرفون بعقل عبادي معهم فهذا شانهم وحقهم وحدود تصورهم،الذي لا يقبل كمشترك جماعي،لانه حتى الدين الواحد والحزب الواحد لا يقبل كمشترك جماعي سيما وان هناك احزابا وديانات اخرى،انه سجال المطلقات التمامية التي هي مبتدا وجمع الفكر الاستبدادي والعبودي،حيث يقهر الناس على عبادة شيء،ويقهرون ايضا على انتزاع روح الاحرار عن انفسهم ليتصرفون مع الرموز بروح العبد،كما صاغت البني التربوية والثقافية في ازمنة البعث السابق والنظام مجموعات بشرية لا تعرف غير وظيفة البحث عن عبوديتها واسطرتها ان في رفض النظام والبحث عن طباقه في اسطرة بديلة او في الانتماء له!!البعض تعامل مع الشاعر سعدي اكثر مما تعامل البشر مع الهاتهم،حيث وجد من يلحد وينتقد ويحاور ويبحث،كذلك جرى انتقاد النبوة والنصوص المقدسة،فيما بعض الجمع الذي يحاول ان يخرج على النظام النقدي ويعيد صياغة العصمة بصورتها الهمجية والبدائية هذا ما لن تقبله التجربة الانسانية،لاسيما وان المومى اليهم لا يدركون المدى الخرافي والعصموي الذي وقعوا به،بحيث قبلوا لسعدي يوسف ان يشتم من يشاء فيما لن يسمحوا لمن شتمهم الدفاع عن انفسهم!!الن يشبه هذا المنهج عصمة صدام ونظامه؟ انه قطعا مشابه لهذه الصيغ التاريخية والابوية السالفة،حيث قاعدة المئة بالمئة هي الصيغةالناجزة ليس عند القادة وحسب بل وفي الوسط الشعبي،الذي هو من يبحث عن القادة المعصومين وليس هم.
الشاعر سعدي يوسف،وبسبب محبة البعض له،كتب نصوصا ما كنت اتوقعها منه،وقد عرفناه قديما شخصا خجولا طاهرا طيب المعشر لا يتفوه باي كلمة دانية على خصومه..اما ما تقدم من نصوص التهم والشتائم!!فاننا لا نعتقد ان الشعب العراقي شعب ملائكة خصوصا وان لغة التهمة والشتائم لغة شياطين!!كذلك ان الصامت في نصوص سعدي خصوصا وانه موضع ترحيب من صحف دافعت على النظام،حاشا سعدي من اصطفافها،يدل على انه يتقاطع مع الهزيمة والحزن الذي اصاب هذه الصحف،خصوصا وانه ركز على جانب دون اخر،فيما يشاهد الملايين من العراقيين يعبرون بحرية عن ارائهم وتفتتح مكاتب حزبية الى توزيع صحف كان مجرد الهمس بها يوصل الهامس للاعدام،وهذا كان موضع تساؤل من مجموعات ربما احبت سعدي ولها حق السؤال ،وهو حق بشري طبيعي مارسه البشر مع الالهات فكيف بالبشر؟لا ندعي ان سعدي حزينا على النظام السابق،لكنه ركز على الاحتلال،دون ان يكن عادلا في قراءة من انهى النظام المتوحش،لاسيما وانه الفرح الجماعي لشعب كان محايدا في الحرب وهو يرى سقوط النظام دون ان يسقط دمعة عليه..انه حق ان ينتقد الانسان اي شيء،ولكن انتقاد فرح جماعي،والتركيز على بكاء المتضررين من جماعات الامتيازات الطائفية الى جماعات النظام وجمعيات المغتربين في الخارج الى الكيانات السياسية المعلبة في صيغ المعارضات الحكومية!!نعتقد ان التقاطع مع هذه المجموعات لا يشرف احدا،فاذا كان ثمة نقد لقوات التحالف فانه على الاقل يكون مميزا باسلوبيته وانفكاكه من خطاب البكاء الذي يطلقه جماعات النظام،وهذا مخيف جدا لبعض العراقيين الذين عرفوا سعدي شاعر حرية وليس باكيا على استبداد!!ربما البعض يفهم خطا،وهذا موجود في الحالتين.
شيء مهم يجدر بنا مناقشته،فهناك فئة تعتقد انها تحتكر المرجعية الوطنية والثقافية وهي ككل الاصوليات تتصرف بالحقيقة كاملاك شخصية،ثم توزع الفضيلة هنا وهناك كما يوزع رئيسنا مكرمة الدجاج والطماطة!!لا احد يحق له سلب الاخر وطنيته،ولا حق لاحد ان يتهم مومس بانها ليست عراقية،فكل يدافع عن زاوية مداخله للوطن،والوطن ليس معبد انما هناك اماكن هي نقيض المعبد،اي لا يمكن ان يصاغ الوطن من فكرة ما،انه كل الافكار والاهواء،وهنا لا يمكن ان يتصرف الشاعر بعقل القاضي والشرطي والجندي،ليحاكم هذا ويقتل ذاك ثم يصيغ شروط الوطنية بجمل قصيرة،فالعراق هو ملك اضداد ونقائض هائلة وليس ملك طرف،فقد ولى الشاغر القديم حيث اعتاد مالكو الحقيقة ان يتصرفوا مع غيرهم ككائنات ضالة!!هناك نصوص صدرت وجرى الرد عليها فلماذا هذا الضجيج؟كيف اذا انتقد الناس رموزا اخرى؟خصوصا وان سعدي تعرض لنقد وهجوم في اواخر السبعينات من زملاء له،بل وكان بعضهم كاسحا ولم تقام هذه الضجة!!لماذا الان لاسيما من وجوه شابة اعتادت ان تتصرف مع الرموز كمعبودات كما رشفت ثقافتها من النظام القديم،حيث الناقد والمنقود محكومان بثنائية الرحمن والشيطان،المنكر والمعروف،الهجاء والمدح،وتلك ثقافة جاهلية ارتدادية عن حوار العصر وقيمه الجديدة..هذه ديانات متنقلة وليس نقد او حوارات..فكم تاخر العراق كثيرا عن ازمنة الخمسينات والاربعينات والستينات؟
ارجو التعامل مع النص،لاننا لسنا في معابد واوثان فيما امامنا كائنات تخطا وتصيب.

 



#امير_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوستاليجيو دول الامن والاقبية.. ثقافة الحائط الزجاجي..قبلة ل ...
- بصرياتا ام صقر
- اصابع توقع على الجمر بصمة ابهامها
- نيازك لا تبحث عن ظلام لنورها!!
- الخراب الرائع والهدم الجميل ثمنا لحرية متوحشة امام امن مفترس
- نداء : على جيوش الحلفاء توفير الامن من اعداء القانون وقادة ا ...
- سلاما ايها الاستعمار.. مرحى ايتها الخيانة.. انقذونا من انفسن ...
- دعوة للانقلاب على تاريخية الاحزاب المستبدة:اعادة تاهيل الاحز ...
- الفكر اليومي:الازمنة الحاسمة والاوثان المتهدمة. خصم ليبرالي ...
- شضايا عاشقة: لقطات على شفير الهاوية
- دماء على منديل احمر:ثنائية الاستقلال والاستبداد والحرية والا ...
- امير غرناطة الازرق :فائق حسين مطلوب من الله كي يرسم جدارية ا ...
- التيار الوطني الديمقراطي :ثورة معرفية على ارث التزوير من اجل ...
- ردنا على نصائح الاسدي المبطنة بالارهاب: العراق دولة اوركاجين ...
- شغاف على عيون صادفتني في 8 شباط :اعياد واحزان من دون عراق او ...
- العشاء الاخير وثورة السياسة الشابة على المومياءات الحزبية.
- اذا كان السلام مريض فهل الحرب عيادة علاج نفسي؟
- حول دعوة الركابي لمؤتمر للمعارضة من حقنا مناصفة الدكتاتوريين ...
- جريدة الحياة تسرب خبر عن تراس الركابي وفد المعارضة في بغداد: ...
- بعد اكثر من ربع قرن انتصرت يا داود البصري على جبار الكبيسي


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - امير الدراجي - سعدي يوسف كتب نصا وليس ايات معبودة..ثنائية التحريم والتحليل