تبرع ليس في محله

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 1623 - 2006 / 7 / 26 - 05:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الحكومة العراقية بعد ان لبت جميع متطلبات العراقيين وخصوصا الخدمية والمعاشية والاقتصادية ، أصبح من اللازم عليها الالتفات الى مشاكل الاخرين من الدول الشقيقة والصديقة ، ولكي يثبت المسؤولون كرمهم وأريحيتهم فأنهم تسابقوا وتباروا في التبرع للبنان ، وكأنهم في مزاد كاريكاتيري للضحك على ذقوننا
ليس هنالك مثلنا نحن العراقيين من يشعر بوطأة مايجري على الارض اللبنانية من انتهاكات وجرائم ، لأننا خبرنا القتل العشوائي والعنف المنفلت والتشريد والتهجير القسري وانعدام الخدمات الاساسية وسط لامبالاة المجتمع الدولي
نعم نحن متعاطفون صدقا مع الشعب اللبناني ، ولكن انظر الى القرى اللبنانية بشوارعها المبلطة وابنيتها الانيقة ، انظر الى عمارات الضاحية الجنوبية بطوابقها العالية وقارنها بقرانا البائسة في الجنوب والشمال والوسط ، قرانا التي نصف منازلها من الطين ، وشوارعها الترابية الشبيهة بالمستنقعات ، معظم مدارسنا لاتكفي صفوفها لجلوس الطلبة وليس فيها وسائل تدفئة اوتبريد ، ومستشفياتنا تعاني من انعدام الاجهزة الضرورية وشحة الادوية ، ومسؤولينا بكروشهم المتدلية وكرمهم الزائف يتبرعون للبنان
عشرات الآلاف من اطفالنا تركوا الدراسة مجبرين ، ونزلوا الى الشوارع لمزاولة احط انواع الاعمال وحتى التسول بما يعقبه من مخاطر وامراض اجتماعية ، وأحزمة البؤس التي تلف كل المدن العراقية شاهد على انحدار المستوى المعيشي لمئات الآلاف بل لملايين من العراقيين الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر ، بحيث يمكن مقارنتنا بالصومال او دارفور ، وأولياء امورنا يتباهون بالتبرع
هذا العراق الرازح تحت الديون الخرافية ، المعتمد على الاخرين في غذاءه ووقوده ودواءه وكسائه ، هذا الجريح المبتلى الذي تحولت جنباته الى ساحة لتصفية الحسابات ومرتعا للأرهاب الدولي والمتطرفين ، بلد النفط هذا الذي صار يستجدي الوقود من كل حدب وصوب ، ويطلب الكهرباء من دول الجوار ، بلد الانهر العظيمة ، الذي بات يعاني من العطش ، هذا البلد الذي ينبغي ان يفكرقادته ومسؤولوه بروية في كيفية صرف الدولارات الصعبة في المجالات التي تساهم في اعادة البناء والاعمار وتقلص الهوة الكبيرة بين اصحاب الملايين والملايين من الفقراء المدقعين العاطلين عن العمل
ان المئة والثلاثون مليون دولارا كان الاجدى بها ان تصرف لدعم الاحتياجات الماسة لأطفالنا وعوائلنا المنكوبة
نتمنى ان تنتهي مأساة الشعب اللبناني بسرعة ، ولتبادر السعودية ودول الخليج بالتبرع بمليارات من البترودولار ولتسرع ايران بنجدة حزب الله
كفوا ياقادتنا عن بعثرة اموال الشعب العراقي يمنة ويسرة

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات