أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - حكمت جميل في مسيرة قاربه














المزيد.....


حكمت جميل في مسيرة قاربه


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 6818 - 2021 / 2 / 19 - 10:48
المحور: سيرة ذاتية
    


ارسل لي مشكورا الاستاذ الدكتور حكمت جميل الجزء الاول ذكرياته "مسيرة قارب من دجلة الى ديترويت" على شكل PDF. وغلافه استفزاز لقاريء مثلي، حيث تبرز صورة علم العراق الذي كتب عليه طاغية العراق بخطه، ورغم اعتماده من قبل مجلس نواب العراق يبقى استفزازا. وذلك لا يعني ان تذوب المشاعر باعتماده من مجلس نواب يختلف القوم عليهم.
يسرد الاستاذ جميل ذكرياته حيث ترعرع، وتخرج من كلية الطب- جامعة بغداد. وضمن السرد بعض الاحداث السياسية وخياراته بالتوجه نحو اليسار في ذلك الوقت، وانسحابه من اليسار او لنقل العمل السياسي في 1961.
وللاحداث بعد شباط الاسود 1963 جزء من ذكرياته، فتم اعتقاله، ونقله قطار الموت الى السماوة، ومن ثم الى نقرة السلمان السجن الصحراوي المعروف. وواجه المجلس العرفي (محكمة عسكرية) وشهد عليه طبيب عسكري! ويذكر اسمه (تخصص في الطب النفسي لاحقا وربما لا يشعر هولاء بالذنب). وحصل الاستاذ جميل على حكم بالسجن. ولم يذكر كلمة شباط الاسود 1963 بشكل واضح اي لم يصفه بالاسود، حيث يعرف الساسة واليسار خاصة تلك الاحداث. وفيها تعرض العراق لهجمة نازية شرسة ابطالها دعاة القومية العربية، ومنها ارتبطت كلمة القومية بالدم الى الان. كما بقت نقرة السلمان وصمة عار لحكام العراق وساسته لتلك الفترة، ولم يقدمها الادب العراقي وادب السجون في مفهوم يوازي سجن الباستيل في فرنسا.
خفف الاستاذ جميل معاناته الشخصية في هذه الفترة المظلمة بامثلة مثل ضربه المحقق بعصا على ظهرة عند خروجه من غرفة التحقيق، اما الحرمان من التبول والتبرز والنوم، فقد مر عليها مرور الكرام. وهذا موقف لصالح الاستاذ جميل لا عليه، انه يقدم مثالا للمسامحة والغفران.
لم تغفر له السلطات باختلافها التوجه اليساري في عمر ما، فكانت العذر الاكبر لمنافسة غير شريفة، ومنها استبداله في معمل السكائر بتهمة كيدية! ومن اخذ مكانه طبيب تربع وزيراعلى وزارة الصحة لاكثر من عقد من السنوات! الا ان الاستاذ جميل يذكر الحدث مرورا. ان من يمارس التنافس بذلك الشكل يحتل المناصب القيادية في الدولة، لينقلها الى مواقع النجاح! فيكرس الفشل، ولم يقدمها الاستاذ جميل امثلة من العراق. والذكريات ليست تسجيل احداث، انها تختلف عن الرواية، ولم تكن صياغة ذكريات جميل رواية.
لم يغفر له نظام البعث في الثمانينات وفي التسعينات توجهه القديم لليسار، فهناك احداث اعتقالات في الامن والاستخبارات وصفها الاستاذ جميل ببساطة دون ادانتها، انها اشتباه او غيرها. ومنها يمر على مشاغبات اساتذة من البعث لابعاده عن نشاطات محددة مثل قيادة او اشراف على الاستعدادات لمؤتمر! المهم اسم بعثي في الواجهة وليس اخر! ويرد الاسماء وربما جزء من البوح للتخلص من التوتر، ولكنه يترك ذلك عائما دون التعمق بالموضوع. ومن وردت اسمائهم عملوا ومارسوا انتهاكات لزملائهم في بعد شباط الاسود، والمؤسف من شهد ذلك لم يوثقها للاجيال، وهنا لا اقصد الاستاذ الجميل، فكان معتقلا بعيدا عنهم.
وربما تصورت ان هذه الذكريات هي راءة ذمة للتاريخ فتغسل ادران واوساخ البعض في تاريخ العراق. واقول مرة اخرى هذا موقف يحسب للاستاذ جميل، وخاصة اذا استحضرت الاشكاليات التي حصلت له في منتصف التسعينات، وهي رد فعل على نجاح علمي متميز له، وسببت تقاعده وهجرته لامريكا.
يسرد الاستاذ جميل تجربته في بريطانيا وحصوله على الماجستير والدكتوراة ليصل القاريء ان النجاح حليف الجهد والمثابرة وليس حليفا للعلاقات والاتجاهات السياسية. وتخصص في الطب المهني، واثر ايجابا على العراق.
ساهم الاستاذ جميل في تطوير الدراسات العليا في كلية الطب- جامعة بغداد، واسس لدراسات في الطب المهني الدبلوم العالي والماجستير، ثم الدورات للاطباء العاملين في المصانع وغيرها. وربما من الافضل الاشارة الى مساهمته في تطوير دراسة الوبائيات في كلية الطب-بغداد.
ساهم الاستاذ جميل في تطوير تاثير كلية الطب المجتمعي فاسس لعلاقات مع اتحادات العمال والجمعيات والاعلام وكذلك النشر الطبي.
لم يساهم التقديم للكتاب في اظهار قيمة الذكريات، ولكنه رائع ادبيا. كل الاحترام والتقدير للاستاذ الدكتور حكمت جميل



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاثيرات سياسية لجائحة كوفيد-19
- الصحة العقلية للمتظاهرين. مرة اخرى
- اطباء الاوبئة والاقتصاديون اثناء جائحة كورونا
- لقاح فيروس كورونا، سباق سياسي
- مناعة القطيع مرة اخرى
- اصابة ترامب بكوفيد-19
- فشل امريكا في مواجهة جائحة كورونا
- الصحة العقلية للمتظاهرين
- حماية المجتمع و الاقتصاد
- العنف بين الشباب في العراق
- التغلب على جائحة كورونا المستجد
- جائحة كورونا والنظام السياسي
- استعداد للجائحة او الفاشية
- تصور لاوضاع انتشار جائحة كورونا وللنظام الصحي بعد الجائحة- 1
- العنف من مظاهر جائحة فيروس كرونا المستجد
- مناعة القطيع للحماية من كورونا المستجد
- يختلف تعامل الدول مع جائحة فيروس كورونا المستجد
- تغيرت اليات نشر البحوث الطبية مع ظهور جائحة كورونا
- ضوء على فيروس كورنا المستجد
- الفحوصات المختبرية لفيروس كورونا


المزيد.....




- -ساعد نساء سعوديات على الفرار وارتد عن الإسلام-.. صورة ودواف ...
- ماذا تكشف الساعات الأخيرة للسعودي المشتبه به قبل تنفيذ هجوم ...
- الحوثيون يعلنون حجم خسائر الغارات الإسرائيلة على الحديدة
- مخاطر الارتجاع الحمضي
- Electrek: عطل يصيب سيارات تسلا الجديدة بسبب ماس كهربائي
- تصعيد إسرائيلي متواصل بالضفة الغربية ومستوطنون يغلقون مدخل ق ...
- الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين بغزة ويستهدف مستشفى كمال عدو ...
- اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق ...
- مقربون من بشار الأسد فروا بشتى الطرق بعدما باغتهم هروبه
- الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - حكمت جميل في مسيرة قاربه