حارث رسمي الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 6817 - 2021 / 2 / 18 - 20:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يمر نظامنا السياسي الحالي بفترة أصعب من التي يعيشها الآن، لحظة حرجة ومفصلية وخطرة، فلا السنوات الأولى لهذا النظام كانت بهذه الخطورة، ولا أيام الاقتتال الطائفي التي عصفت بالبلاد، ولا حتى يوم كنا نقاتل من أجل استعادة ثلث الأرض التي احتلها تنظيم داعش الارهابي، وأزعم ان الخطورة تكمن في الانتخابات المبكرة التي دعى اليها متظاهرو تشرين باعتبارها قد تكون حلاً هذه المرة وخلاصاً من الوجوه التي توالت على سدة الحكم، وكانت للطبقة السياسية مخرجاً من أزمة كانت في وقت من الاوقات قد خنقتها بالفعل.
الصراع على الانتخابات المبكرة بين معسكر تشرين وهو معسكر المتشوّفين للخلاص من نظام سياسي محصصاتي لم يتمكن على مدى السبعة عشر عاماً الماضية من بناء الدولة التي مرت عقود على انهيارها، ناهيك عن الفشل في بناء هوية عراقية مواطناتية ان صح القول. ومعسكر الطبقة السياسية الحاكمة أو التحالف الطبقي الحاكم بصورةٍ أدق، وهو معسكر أراه الى الآن هو الأقوى بفضل ما يتمتع به من امتلاك للمال السياسي ووسائل الاكراه والعنف، هذه الاخيرة التي من شانها أن تقلب أكبر وأعقد المعادلات لصالحها، وقد تم تجريبها أكثر من مرة في السابق. اضافة الى ما وفرته العلاقة الزبائنية بينها وبين المنتفعين من وجودها وبقائها.
كل الممهدات لاجراء الانتخابات المبكرة لغاية الآن تدفعني الى الشك في امكانية أن تُحدث هذه الانتخابات تغييراً جوهرياً، فلا ضمانات عن نزاهة وشفافية سير العملية الانتخابية، ولا محاولة تذكر للحد من تأثير المال السياسي والذي بفضله تمكنت هذه الطبقة السياسية من انتاج نفسها مرات عديدة، ولا خطوة فعلية عن كيفية معالجة قضية السلاح المنفلت أو على الأقل تحييده كي لا يكون فاعلاً في ما ستتمخض عنه الانتخابات.
الخطورة هي ان تتمكن الطبقة السياسية من أن تتصدر المشهد مرةً أخرى بهذه الطريقة او تلك، هذا من شأنه ان يعمق ايمان الغالبية في ان لا جدوى من الديمقراطية بوصفها نظاماً يسمح للحاكم في أن يطوي حقائبه على حد تعبير خوسيه سانيه رئيس البرازيل السابق، وفي حال كهذا يصعب التكهن بالبدائل!!
#حارث_رسمي_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟