أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد راشد صالح - المسيحية الغنوصية














المزيد.....

المسيحية الغنوصية


أحمد راشد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6816 - 2021 / 2 / 17 - 14:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وتعرف أيضا بالمسيحية المندعية او المعرفية، ظهرت بعد احداث الثورة اليهودية الاولى في الربع الاخير من القرن الميلادي الاول، نظرت الى يسوع باعتباره مرشد روحي، بُعث من قبل الاب الاعلى لمحاربة قوى الظلام، ومع ان الغنوصية اليسوعية تشير الى عيسى على انه ابن الله، الا انها لا تعني هنا الابن الإلهي كما هو جار في المسيحية القانونية، وانما ترى فيه نبيا ومرشدا، حاملا رسالة من الآب السماوي. كما ولا يقتصر مصطلح ابن الله لديهم على يسوع وحده، فأي فرد صالح يمكنه ان يكون ابنا للآب، ناهيك عن عدم ايمانهم بقيامة الجسد، فهم يرون ان الجسد فانٍ، وان القيامة هي للروح التي بداخله. ولان الموروث اليهودي يرى في الافعى رمزا للشر، فقد تبنت بعض الفرق الغنوصية تقديم الافعى على اعتبارها رمزا للحكمة، كإشارة لما قامت به الافعى، في ارشاد ادم وحواء للتناول من ثمار شجرة المعرفة، ليكونا قادرين على التمييز بين الخير والشر، ما يعني انها انتهجت ذات المبدأ في رفض كل ما هو مقدس في اليهودية، وتَقَبُل كل ما هو مرفوض فيها، وكأننا امام حالة من العناد اللاهوتي! ومن الملاحظ ان الغنوصية اليسوعية، وعلى الرغم من ابتعاد مسارها عن خط النبي يحيى، الا ان بعضا من الموروث المندائي بقي يعبر عن خصائصه هنا وهناك. كنظرتها الى وحدانية الخالق وثنائية الخلق، فالعالم مكون من عوالم نور وعوالم ظلام، وان نفس الانسان حبيسة في الجسد المادي، وتتوق الصعود الى العالم العلوي، ومن خلال الاعمال الصالحة يمكن للنفس ان ترتقي الى العوالم النورانية العليا، ولهذا فهم لا يؤمنون بقيامة المسيح بجسده، فالبعث مخصص للأرواح دون اجسادها، بفعل ان كل شيء يعود الى خصائصه الأولى، فالجسد يعود الى مادته الأرضية التي تكون منها، ناهيك عن النظرة الدونية لإله للعهد القديم. ومن الملاحظ هنا ان الصفات التي تطلقها على يهوه تشابه الى حد كبير الاوصاف التي تطلقها المندائية على ملك عوالم الظلام اور، فهي ترى ان العالم المادي الذي نعيشه، ليس من صنع الاله الأعلى السامي اله عالم النور، وانما من صنع ملك عالم الظلام يهوه، والذي ينظر له على انه شرير بطبعه، اشبه بالمسخ، شكله ما بين الافعى وهيئة الأسد، عيونه جمر من نار، ويحيط به معاونون من قوى الظلام، هذا الاله حاول الاستيلاء على العالم مصرحا: انا الاله ولا اله غيري اله غيور، ليبسط بذلك سيطرته على الانسان من اجل حرفه عن مسار عالم النور، من خلال شريعة الدم التي خطها في التورات، وبالتالي فهو المسؤول عن اعمال الشر في هذا العالم.
هذه الصفات نرى جذورها واضحة في المندائية في وصفها ملك عالم الظلام، ولكنها لا تطلق عليه اسم الاله يهوه، وانما اور، ولربما تكون كناية بأورشليم باعتبارها مدينة اليهود. ويطلق عليه في المندائية بملك الظلام، والأسد الهائج. ويستخدم المندائيون ختما مصنوع من الحديد على هيئة قرص، منقوش عليه هيئة اسد تحيط به افعى، وفي أعلاه زنبور، وبين أرجله عقرب، وتستخدم كإشارة لمعاونيه، ويتصل القرص بسكين صغيرة، من خلال سلسلة حديدية كما في الشكل المرفق، ويستخدم الختم لإبعاد تأثير ملك الظلام عن حديثي الولادة، وكذلك عن المتزوجين حديثا خلال السبعة أيام الأولى من الزواج، كما ويستخدم لرسم حاجز حول القبر، لإبعاد شروره عن الميت خلال الأيام الثلاث الأولى من الوفاة. والمندائية غالبا ما تصفه بالأحمق الشرير، والاعمى المتغطرس، الذي قال ها انا اله الكون ولا احد سواي. ومثلما تؤكد المندائية على ان المعرفة هي طريق الايمان، وهي من يقود الانسان الى طريق النور، فان الغنوصية المسيحية تؤكد على ذات المنهج، في كون الجهل هو نقيض المعرفة، وان بؤس الانسان لا يعود الى الخطيئة، وانما الى الجهل، وان الانسان يسموا من خلال المعرفة، على العكس من المسيحية القانونية التي ترى ان الايمان هو من يقود الى الخلاص.

للمزيد يرجى متابعة صفحة اليوتيوب تحت عنوان (الغنوصية المحدثة) https://youtu.be/qMZvciGeYgA



#أحمد_راشد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب ظهور الطوائف الغنوصية / الجزء الخامس
- أسباب ظهور الطوائف الغنوصية / الجزء الرابع
- أسباب ظهور الطوائف الغنوصية / الجزء الثالث
- اسباب ظهور الطوائف الغنوصية /الجزء الثاني
- اسباب ظهور الطوائف الغنوصية/الجزء الاول
- بيوت العبادة وبيوت الدعارة
- صابئة فلسطين والغنوصية المحدثة
- العلاقة الجدلية بين النبي يحيى والنبي عيسى وفق المفهوم المند ...
- العلاقة الجدلية بين النبي يحيى والنبي عيسى وفق المفهوم المند ...
- الاسينيون خلافا لما هو سائد / سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ا ...
- الاسينيون خلافا لما هو سائد / سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ا ...
- الأسينيون خلافا لما هو سائد/ سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ال ...
- الاسينيون خلافا لما هو سائد سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ال ...
- الأسينيون خلافا لما هو سائد الجزء الثاني سلسلة صابئة فلسطي ...
- الأسينيون خلافا لما هو سائد الجزء الاول من سلسلة صابئة فلسطي ...
- تأريخ ميلاد النبي يحيى بحسب النصوص المندائية (من كتاب صابئة ...


المزيد.....




- بزشكيان: دعم إيران للشعب الفلسطيني المظلوم مستمد من تعاليمنا ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف إيلات وميناء حيف ...
- المقاومة الاسلامية بالعراق تستهدف إيلات المحتلة بالطيران الم ...
- اضطهاد وخوف من الانتقام.. عائلات كانت مرتبطة بتنظيم -الدولة ...
- في البحرين.. اكتشاف أحد أقدم -المباني المسيحية- في الخليج
- “ولادك هيتجننوا من الفرحة” ثبت الآن قنوات الأطفال 2024 (طيور ...
- إيهود باراك: على إسرائيل أن توقف الحديث عن ديمونا
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- ماما جابت بيبي..أضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على الأق ...
- تفاعل مع استقبال رئيس الإمارات لشيخ الأزهر (فيديو)


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد راشد صالح - المسيحية الغنوصية