أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين غازي - العلاقات المسيحية - الإسلامية في القرن الواحد والعشرين : تجربة اندونيسيا (الجزء3)،للكاتب ابراهيم ابو ربيع، ترجمة عزالدين غازي















المزيد.....


العلاقات المسيحية - الإسلامية في القرن الواحد والعشرين : تجربة اندونيسيا (الجزء3)،للكاتب ابراهيم ابو ربيع، ترجمة عزالدين غازي


عزالدين غازي

الحوار المتمدن-العدد: 6815 - 2021 / 2 / 15 - 20:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تأثير هجرة الأدمغة:
تميزت الحضارة المعاصرة بظاهرة مثيرة وهي النقلة العميقة التي طبعت انتقال الحضارة من ثقافة الإنتاج إلى ثقافة المعلومات والمعرفة العلمية، وهذا أمكن بسبب الاختراق الجدرية العلمية والتكنولوجية، وبسبب التعالي العلمي للغرب وهوة المعلومات الكبيرة والمنيعة بين الشمال والجنوب التي تتضاعف يوما بعد يوم ، حيث تمكنت الولايات المتحدة الامريكية من امتلاك ما قدره 56 % من مجموع بنوك المعطيات وخاصة فيما يتعلق بالبحث العلمي وقاعدة البيانات، أما الاتحاد الاوروبي امتلك نسبة 28% واليابان 12% ، أما باقي العالم 1%، فهذه الاهمية نتيجة واقع متمثل في قوة الغرب وواقعه الاقتصادي وسياسة الاعمال وانتشار افكار الغرب بالحصول على التكنولوجيا الغربية وهجرة الادمغة من العالم الثالث إلى المركز المتقدم، هذا التقدم حاصل بغياب حوار ثقافي أصيل بين الشمال والجنوب، يرجع بالمقابل إلى غياب التواصل والتسامح الثقافي الذي يخاطر بالسلام في السنوات المقبلة .
ان العالم الثالث يعاني من نزيف ثقافي متواصل يتمثل في هجرة الادمغة التي هي عبارة عن نزوح جماعي للموارد البشرية الماهرة: المهنية والفكرية، تهاجر من الشمال الى الجنوب ومعظمهم يهاجر ليس بحثا عن اقتصاد ومجتمع افضل، بل بسبب النواقص التي يشهدها التقدم الاقتصادي والاجتماعي في دول المصدر، وهجرة الادمغة رؤية مناسبة للاندماج في الانتاج وفي اطار سيرورة التقدم، وفي أغلب الاحيان يستبدل النقص في الرؤية بتقليد أعمى للشمال المتحضر الذي يساعد على نقل التكنولوجيا، وهذا مسار قاصر لا يستند على سلوك إبداعي، وبلغة أخرى، يمكن للجنوب شراء التكنولوجيا ولا يمكن أن يبني أنماطاً [اجتماعية] معاصرة ومتحضرة ، ومع ذلك لا يمكن خلق هذه الانماط في سياق النزيف المتواصل للأيادي العاملة الماهرة.
هذا، ويعاني المجتمع الاسلامي من ثلاثة [مخاطر] أساسية هي : 1) الأمية، و2) غياب البحث العلمي، و3) غياب قيم الديمقراطية، وللأسف لم تواجه دولة أندونيسيا مشكلة هجرة الادمغة بنفس المدى الحاصل في بلدان العالم العربي الاسلامي، ولكي تنطلق عملية التحديث في هذه البلدان هناك تأكيد على المنافسة في صناعة التكنولوجيا العليا، وهي سابقة في الداخل كما سنتطرق إلى ذلك.
إسهام طاهر ترميزي:
إن السؤال السالف الذكر والذي يتعلق بمعنى دور الاسلام في المجتمع الاندونيسي المعاصر وخاصة علاقة الدين بالسياسة والثقافة والنقد الديني والتأثير الثقافي والتربوي والعلمي الامريكي، اضافة إلى التحول العميق للمجتمع الاندونيسي في عقود خلت، مع الحفاظ على أهم الأسس الثقافية للامة الاندونيسية التي تقع في قلب المسعى النظري والديني الذي حددته وزارة الشؤون الدينية بإشراف الدكتور طاهر ترميزي الذي خبر لسنوات طويلة العلاقات السلامية- المسيحية، ولهذا السبب من الضروري تخصيص وقت لفهم الاطار الثقافي والديني للدكتور طاهر ترميزي في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية في العقود الأخيرة بصفة خاصة.
وفي كتابه الحالي (طموح نحو الطريق الاوسط: الانسجام الديني في اندونيسيا "Aspiring for the Middle Path :Religious Harmony in "Indonesia ) ، قد صرح طاهر ترميزي بشكل واضح في العديد من القضايا التي حاصرت أندونيسيا منذ الاستقلال وخاصة منها قضايا الفقر والتوتر الديني (بين المسلمين والمسيحيين) والاندماج الوطني والاسلام والغرب ودور الدولة والأنتلجينسيا في تشكيل حركة قابلة للتطبيق كهيئة اجتماعية ودينية في البلاد، ولهدا السبب يعتقد ترميزي أن العلاقات المسيحية- الاسلامية الحالية والعلاقات الدينية المشتركة على وجه الخصوص، أن دولته تحتاج الى نوع من الخبرة الاكاديمية في الشؤون الدينية مثل وزارة التعليم العالي في الولايات المتحدة الامريكية: ومثل جامعة هاتفورد سيميناري وجامعة ومعبد جورج تاون على الرغم من الخلفيات العسكرية والتدريبات الطبية والتي تتعامل مع معظم المشاكل النظرية والفكرية التي تحيط بالحوار المتعدد في المعتقدات والمتنوع اجتماعيا، وهي غالبا ما تجهد ضرورة إدراك الاساس النظري والتاريخي للأسئلة الدينية في المجتمع الاندونيسي، باعتبار [هذه الحالة] تفهما لحالة الدين في اندونيسيا، واكثر من ذلك لقد أدرك هذا إلى جانب تدريس الحوار باعتباره معرفة اكاديمية، وعلى الاندونيسيين ممارسة الحوار المتعدد الاديان كفن الذي عليهم الانخراط فيه .
وفي هذا الاطار تابع طاهر ترميزي الخطوات المشهورة لسلطات أندونيسيا بخصوص مقارنة الاديان، والحوار المتعدد الاديان كما ذهب الى ذلك الاستاذ علي موكتي، وأكثر من ذلك وجد طاهر ترميزي ذلك المشترك بين النظرية والتطبيق بأواصر عالية، دعما للفلسفة الوطنية للبانكاسيلا واقصاؤها لعملية التغيير، ذلك انه شجع المسلمين والمسيحيين معا لإتمام مهمة الدعوة كنموذج ، وبلغة أخرى، فقد اختلف مع الموقف الاسلامي فيما يتعلق بالتغيير ومع الموقف المسيحي فيما يتعلق بالمهام ، فالتغيير هو أمر الماضي الاستعماري، وقد ثمن شجاعة المفكر الديني المسيحي المعاصر الدكتور بربرا براون زيكموند رئيس منتدى هاتفورد سيميناري ومدير مركز ماكدونالد دانكان بلاك المتخصص في دراسة الاسلام والعلاقات المسيحية الاسلامية وهو من المراكز [ الكبرى من هذا النوع] في الغرب، حيث قال في مؤتمر جاكارطا سنة 1996 :
"ونحن نتقوم بهذا [الحوار الديني]، نواجه تحديا مع جدول أعمال فكري جديد. في العصور السابقة، عندما كان المسيحيون يعيشون في جيوب متجانسة من الاعتقادات ذات التفكير المماثل، كان هناك نهجان اتخذهما المسيحيون تجاه الناس الذين لم يكونوا مسيحيين – سعينا إلى تحويلهم إلى المسيحية، أو تآمرا منا للتخلص من جميع الناس الذين رفضوا التحول عن طريق قتلهم أو تهميشهم. وإن تاريخ التسامح المسيحي اتجاه غير المسيحيين ليس مدعى للافتخار به كمسيحي، ويؤسفني أن العديد من أعمال العنف والشجب قد كانت باسم المسيحية. إنني أشجب عدم معرفة الإسلام والتقاليد الدينية الأخرى التي لا تزال تميز المجتمع المسيحي المعاصر" .
ويتمثل أحد التحديات الرئيسية التي تواجه وزارة الشؤون الدينية في نقل أتباع مختلف العقائد في البلد من موقع الفتنة والتوتر إلى موقف الوئام والتفاهم، وتصبح هذه المهمة أكثر صعوبة عندما يكون المجتمع في قبضة عملية تصنيع وتحديث كبرى حيث تتحدى القيم التقليدية الأساسية لأي دين حتى الصميم. ويدرك طاهر ترميزي الأعباء الكبيرة التي يتحملها الإندونيسيون بسبب التحديث.
إن المجتمع الإندونيسي يمر تغيرات اجتماعية سريعة بسبب التنمية الوطنية، وتقترن وتيرة التغيير الاجتماعي هذه بعملية العولمة التي غزت إندونيسيا [منذ] العقد الماضي. وبالتالي، تعاني شرائح معينة من المجتمع من الارتباك والتفكك والاغتراب، وكلها [تؤدي] إلى اضطرابات اجتماعية. وبعبارة أخرى، هناك مهمة عاجلة لتفسير الأفكار الأساسية للدين، أي الإسلام وغيره من الأديان في إندونيسيا، في سياق الحداثة. بدلا من الرد على الحداثة في شكل "الأصولية الدينية"، هناك حاجة ملحة لاستيعاب الدروس الرئيسية للحداثة في سياق pluralism.it الدينية والاجتماعية التي تكاد تكون مبتذلة، وإذا كان الإيمان الديني متخلفا عن عملية التحديث، فلأن القادة المثقفين في ذلك الإيمان غير قادرين على التعامل مع إشكالية الحداثة الرئيسية، ربما لا يوافق طاهر على كل الأفكار التي أُبديت من قبل المدرسة الحداثية الجديدة في الإسلام الإندونيسي التي يمثلها مجدد وغيره. ومع ذلك، فهو يذهب خطوة أبعد من معظمهم في البحث عن الإلهام لعمله الفكري والديني من المصادر الغربية، وخاصة الأمريكية. وهنا لا يرى الولايات المتحدة كقوة عظمى بالمعنى العسكري التقليدي فقط، بل كقوة فكرية وأخلاقية رائدة أيضاً. يجب ألا يترجم ضغطه على التعلم من النماذج الدينية الأمريكية (أي الدين والدولة في مجتمع أمريكي تعددي) على أنه تغريب أو أمركة للفكر الإندونيسي. وسيكون هذا أقرب إلى الاستعمار العقلي الذي يمكن له ولغالبية الإندونيسيين أن يتعلموا الكثير من عملية التقارب بين الدين والمجتمع في أمريكا الشمالية كما تكشفت في هذا القرن، ويعتقد أن الاقتراض الانتقائي للأفكار من المجتمع الأمريكي، كدولة متقدمة للغاية، ضروري من أجل إعادة النظر في بعض المشاكل التي تواجه المثقفين والمجتمع الإندونيسيين.
من الواضح أن الشاغل الرئيسي لـ طاهر، بالإضافة إلى تجديد الفكر الإسلامي المعاصر في إندونيسيا، كان يعتقد أن فتح باب الاجتهاد الدولي على نطاق واسع، هو إرساء أسس لأنشطة راسخة مشتركة بين الأديان في المجتمع الإندونيسي المعاصر. هذا لا يعني الادعاء بأن طاهر ليس مشغولاً بالأسئلة المركزية للعقيدة والعقيدة الإسلامية، وأعتقد أنه يقف في قلب الحركة المشتركة بين الأديان في إندونيسيا من هذا المنصب كزعيم مسلم، وكوزير للشؤون الدينية في جمهورية إندونيسيا.



#عزالدين_غازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات المسيحية - الإسلامية في القرن الواحد والعشرين ، تجر ...
- العلاقات المسيحية - الإسلامية في القرن الواحد والعشرين ، تجر ...
- نشأة العلوم المعرفية وتطورها: نظرة تاريخية
- شهوانية الجسد و شهية الرقابة
- جسد المرأة في الممارسات الدينية الإسلامية
- شهوانية الجسد بين سلطة الدين وعنان الطبيعة
- اللسانيات العربية ودورها في التنمية العلمية والثقافية
- بناء المعاجم الالكترونية أم تقييس الكفاية المعجمية على الحاس ...
- المتلازمات في اللغة العربية و معالجتها في القواميس الثنائية ...
- المقاربة الحاسوبية للمعنى - نظرة موجزة
- حدود المنهجين الاستدلالين : الحجاجي والبرهاني
- الاستدلال الكانطي أو الحجاج المتعالي
- الأنموذج الاستدلالي لدى ارسطو
- الأنموذج الاستدلالي:من الحساب الصوري البرهاني الى الخطاب الح ...
- الأسطوري وأسطرة اليومي
- تجليات دهاء بنو الولاء في عصر الدخلاء : أقواس من واقع الانثر ...
- بنو الولاء في عصر الدخلاء ، أقواس من واقع الانثروبولوجيا الس ...
- مستويات التأويل في التراث من خلال - الكتاب لسيبويه
- الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات
- مفهوم قواعد المعارف


المزيد.....




- الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة ...
- سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم ...
- كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
- طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21 ...
- ” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ ...
- 21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا ...
- 24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل ...
- قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين غازي - العلاقات المسيحية - الإسلامية في القرن الواحد والعشرين : تجربة اندونيسيا (الجزء3)،للكاتب ابراهيم ابو ربيع، ترجمة عزالدين غازي