عائد زقوت
الحوار المتمدن-العدد: 6814 - 2021 / 2 / 14 - 23:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حوار الثامن من فبراير ٢٠٢١ للفصائل الفلسطينية تمخض عن الذهاب للانتخابات التشريعية لسلطة الحكم الذاتي الفلسطيني، قافزاً على ما خلفته سنوات الانقسام بسبب الانتخابات التي أفرزت فصيلًا لإدارة دفة الأمور يحمل أجندة مختلفة عن قواعد اللعبة السياسية التي على ضوئها تمت الانتخابات فأراد أن يحصد ايجابيات المرحلة دون ان يتحمل تبعاتها ففشل في تحقيق مبتغاه لأسباب داخلية وأخرى خارجية، وخسرها فصيل آخر يؤمن بالعملية السياسية، ويعرف ماذا يريد ولم ينتظر صغيراً أو كبيراً وشق مساره تجاه تحقيق رؤيته وهي قيام دولة فلسطينية على جزء من فلسطين التاريخية فيما عرف بحدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ متحملًا تبعات هذه الاستراتيجية، وكانت النتيجة الطبيعية للانقسام هو ما عاشه الشعب من ظلم واستخفاف وتبديد للمقدرات تحت طائل الانقسام، وللخروج من الأزمة بسرعة تبنّت حركة فتح الدعوة الى انتخابات مبكرة رفضتها حركة حماس، وعشنا جميعا حالة الانحطاط السياسي طوال أربعة عشرة عامًا من الجدل السقيم، والعناد غير المبرر، والتحالفات التي عمقت الاختلاف والانقسام، وفجأة وبين عشيّة وضُحاها أصبحت الانتخابات هي المطلب الاساسي وكأنها عصا موسى، وتجاوزت الحركتان الخلاف والاختلاف وفي حقيقة الأمر هي فرصة للنزول عن الشجرة لمن تسلقها لينسلخ في مضمار النظام السياسي الدولي، ولكي لا يتحمل المسؤولية الأدبية والسياسية عن الفشل المدقع عن المرحلة السابقة، فكان الهروب إلى الأمام وكأنّ الأربعة عشر عامًا هي البارحة، فقرر الفصيلان الأكبران ترحيل كافة القضايا إلى ما بعد الانتخابات بلغة الواثق من النصر أو أنهم اعتبرا أن مخلفات الانقسام، لا تستدعي أكثر من تكّة الغبار من على اليدين، فمن ينظرإلى الشعب بعين الاستخفاف أو يراه بعضًا من غبار الطريق أو حجارة شطرنج يحركها متى شاء فَعليْه أن يدرك أنّ حساب الشعوب عسير وأنّ تزوير إرادتهم لن يعيش طويلًا فالشعوب الحرة مهما أُغدق عليها من المال، فلن تتحول إلى لصوص وستنتصر بعزّ عزيز أو بذل ذليل ، وإن كان غير ذلك فشمس الحقّ ساطعة وعلى الذي أضاع الأعمار وأطفأ الأنوار أن يعتذر للشعب ويعترف بفشله ويتنحى جانبًا ويفسح المجال لغيره قبل أن تُرفع الأقلام وتجف الصحف.
#عائد_زقوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟