أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - نهى نعيم الطوباسي - القدس والخناق الاقتصادي














المزيد.....

القدس والخناق الاقتصادي


نهى نعيم الطوباسي

الحوار المتمدن-العدد: 6814 - 2021 / 2 / 14 - 11:15
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


نهى نعيم الطوباسي*
بينما تنعم إسرائيل والإسرائيليون بالرخاء والرفاهية والاقتصاد المزدهر، تعمل دولة الاحتلال بكل أجهزتها وأدواتها وسياساتها القاهرة على إفقار مدينة القدس والمقدسيين بهدف تهجيرهم من المدينة وتنفيذ التطهير العرقي.
ففي الوقت الذي تنمو فيه إسرائيل كقوة اقتصادية وعسكرية، ويتعزز نفوذها في العالم، إضافة للتعاون وعقد الاتفاقيات الدبلوماسية والتجارية والعسكرية مع أهم الدول نفوذا وتأثيرا في النظام العالمي، ما أدى إلى تعزيز نفوذ إسرائيل في المنطقة حفاظا على العلاقات العضوية الإستراتيجية التي تربطها بالولايات المتحدة الأميركية، فقد نشر موقع السفارة الأميركية أن العلاقات الثنائية بين إسرائيل وأميركا، علاقات قوية ترتكز على أكثر من ثلاثة مليار دولار سنويا، من المساعدات العسكرية بالإضافة إلى مختلف أشكال الدعم والتسهيلات والمساعدات المالية والاقتصادية الحكومية والخاصة، فبلغ حجم المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل 3.3 مليار دولار سنويا، منذ عام 2019. بالمقابل نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن حجم التصدير في إسرائيل تضاعف ألف مرة خلال نصف قرن، وارتفع من 45 مليون دولار عام 1950 إلى 45 مليار دولار عام 2000، فيما بلغت الصادرات الصناعية 29 مليار دولار في عام 2006.
وأشارت دراسة فضل النقيب التي نشرتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية، أن حجم الاقتصاد الإسرائيلي في سنة 2017 وصل إلى نحو 350 مليار دولار، ونصيب الفرد زاد عن أربعين ألف دولار، وهو مستوى أعلى من مستوى معيشة الفرد في كل من إسبانيا واليونان والبرتغال.
في ذات الوقت الذي يتمتع فيه الإسرائيلي من أفراد وجماعات استيطانية بمستوى عال من الدخل والرفاهية بكل مناحي الحياة على أنقاض بيوت الفلسطينيين وأراضيهم، مقارنة بالمواطن العربي والمقدسي. الذي تضيق إسرائيل الخناق عليه، بهدف كسر شوكته وإجباره على ترك المدينة المقدسة، فقد قوضت إسرائيل فرص نمو الاقتصاد الفلسطيني، وتحديدا في مدينة القدس المحتلة، فالزائر الذي يصل القدس بأعجوبة بفعل الإغلاقات والحواجز، يرى كيف تحولت القدس العاصمة الفريدة في أهميتها الروحية والثقافية والتاريخية لجميع سكان العالم، والتي كانت تنبض بالحياة، وشوارعها مكتظة بالسائحين والزائرين حتى شروق الشمس، قد تحولت إلى المدينة التي تنام باكرا، شوارعها فارغة تغتالها الوحدة وأيادي الاحتلال السوداء.
إسرائيل لم تكتف باحتلال القدس الشرقية عام 1967، بل اخترقت كل القرارات الدولية الخاصة بالوصاية الدولية والوضع القانوني للقدس، فاحتلت عام 1967 القدس الشرقية، وماضية في تنفيذ سياساتها الاستعمارية ومخططها لتهويد المدينة، وتغيير طابعها التاريخي، وتهجير أصحابها الفلسطينيين العرب. فعزلت المدينة جغرافيا واقتصاديا واجتماعيا بفعل جدار الفصل العنصري، في الوقت الذي تمارس إسرائيل الانفتاح التجاري على كل العالم تفرض إسرائيل حصارا اقتصاديا على المدينة المقدسة، من أجل فرض الهيمنة الإسرائيلية على الاقتصاد الفلسطيني والحيلولة بينه وبين التكامل مع الاقتصاد الفلسطيني.
وأمام هذا الواقع الصعب، فقد أفرغت الأسواق التجارية من المستهلكين من سائحين، ومواطنين مقدسيين وزائرين من كافة المدن الفلسطينية بسبب تراجع القدرة الشرائية للمواطن المقدسي من جهة، والقيود على الحركة من جهة ثانية، وتراجع الحركة التجارية والسياحية والتي تعتبر العمود الفقري للاقتصاد المقدسي، مما أدى إلى عجز أصحاب هذه المحلات التجارية عن دفع الضرائب العالية التي تفرضها إسرائيل منذ عام 1974، وهذا أدى إلى إغلاق العديد من المنشآت الاقتصادية، وإغلاق العديد من المحلات التجارية في الأسواق القديمة، ما يعرضها لخطر التهويد حيث تعتبر هذه الأسواق من أهم معالم المدينة التاريخية، وشاهدة على تاريخ القدس وزيف الرواية الإسرائيلية. عدا عن ارتفاع نسبة البطالة، وضرب الصناعة الوطنية في القدس، كالصناعات اليدوية والحرفية التي تعبر عن هوية المدينة الوطنية، وأصالتها كجزء من الموروث الثقافي، لضرب المنتج الوطني ومنع تصديره، وإغراق الأسواق بالمنتج الإسرائيلي.
أخيرا، إذا كان هناك الكثير من الأغنياء اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية، الذين يوظفون مليارات الدولارات والإمكانيات، لصالح إسرائيل، كأمثال اليهود الأمريكيون أصحاب أكبر الشركات في العالم أمثال: لاري إليسون، ومايكل ديل، وليسلي ويكسنر، وأبرزهم شيلدون اديلسون الذي وصفه الرئيس جورج بوش السابق أنه كان وطنيا أمريكيا، ومتبرعا سخيا للأعمال الخيرية وداعما قويا لإسرائيل". أما نتنياهو فقد وصفه بأنه بطل للشعب اليهودي والدولة اليهودية والتحالف بين إسرائيل وأميركا. فإذا كان كل حلفاء إسرائيل من دول ومنظمات وجماعات استيطانية وأجانب، قد اتحدوا من أجل تهويد القدس بالكامل، ويقدمون كل هذا الدعم لإسرائيل والجماعات الاستيطانية، ما مكّن إسرائيل من تقوية نفوذها في المنطقة، وأن تتعامل كدولة فوق القانون الدولي. فهل يعقل أن تذبح القدس أمام كل العالم، دون أي حراك عربي وعالمي، وأن تكتفي جامعة الدول العربية بتصريحات الاستنكار والإدانة؟
فإذا اعتبر نتنياهو أن اديلسون "بطل مذهل للشعب اليهودي والدولة اليهودية والتحالف بين إسرائيل وأميركا"، لأنه بذل ثروته للدفاع عن إسرائيل وتهويد القدس، ألا يجب أن يتحد العرب وكل المسيحيين والمسلمين في العالم، وكل الأثرياء والمتنفذين في العالم العربي والإسلامي من أجل دعم الفلسطينيين في معركة الكرامة والوجود والمصير وحماية القدس من التهويد؟



#نهى_نعيم_الطوباسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمالنا في الداخل ونمط العبودية الحديثة
- تقصير الأمم المتحدة في تحقيق العدالة والسلام للفلسطينيين
- العشوائبات ومواجهة خطط التطهير العرقي في القدس
- ملح هذه الأرض: عن الوجود المسيحي الأصيل في فلسطين
- وفاء للمتقاعدين وكبار السن
- كورونا بنظرة تفاؤل
- في يوم الطفل العالمي: العدالة لأطفال فلسطين
- ماذا بعد الانتخابات الأميركية
- الجريمة في ظل انعدام تقدير الذات العربية


المزيد.....




- مصر وقطر.. صفقتان كبيرتان وشيكتان على غرار رأس الحكمة الإمار ...
- بقيمة 1.2 مليار دولار.. الصين وكمبوديا تتفقان على شق -قناة ف ...
- هل تدمر واشنطن مصدر قوة اقتصاد الحوثي؟
- واشنطن توسع حربها التجارية ضد الصين بفرض رسوم على سفنها
- النفط بنى ثروتها والذهب قد يُشكّل مستقبلها.. مصدر ثروة جديد ...
- رسوم ترامب تربك سوق السيارات الأميركي وتهدد المبيعات والوظائ ...
- بنزين جاء عبر ميناء رأس عيسى يعطّل المركبات في صنعاء.. ما ال ...
- ارتفاع سوق الأسهم الروسية على خلفية المقترحات الأمريكية بشأن ...
- وزير التجارة التركي يبدي رغبة بلاده في اتفاقية شراكة اقتصادي ...
- صندوق النقد والبنك الدوليان يناقشان إعادة دعم سوريا


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - نهى نعيم الطوباسي - القدس والخناق الاقتصادي