|
الأقليات في الشرق الأوسط هم العرب والترك والفرس اما الكرد والبلوش والأمازيغ هم أصحاب الأرض
احمد موكرياني
الحوار المتمدن-العدد: 6810 - 2021 / 2 / 10 - 17:43
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
يؤلمني ككردي ان اوصف بالأقلية او انفصالي إذا طالبت بحقوقي في وطني في كردستان ويصفون البلوش بالأقلية في بلوشستان والأمازيغ بالأقلية في شمال افريقيا وخاصة في تونس والجزائر والمغرب، والحقيقة ان المستعمرين العرب والترك والفرس هم الأقليات ومستعمرون لأوطاننا، ونحن الأكثرية وأصحاب الأرض.
الغريب ان الوسائل الإعلام حتى الغربية التي تدعي الديمقراطية تصف المواطنين على ارضهم بالأقليات، حيث ذكروا في يوم 30 يناير/كانون الثاني 2021 من ان النظام العنصري المذهبي الإيراني أعدم المناضل البلوشي جاويد دهقان، وتناقلت الوسائل الإعلامية الخبر كالتالي: "نفذت السلطة القضائية في إيران حكم الاعدام بحق شخص من "أقلية البلوش" مدان بالقتل والانتماء الى تنظيم "إرهابي"، بحسب ما أفاد موقع "ميزان أونلاين" السبت، وذلك غداة حض الأمم المتحدة طهران على وقف تنفيذ الحكم. وأورد الموقع الالكتروني التابع للسلطة القضائية، أن جاويد دهقان خلد أعدم شنقا في وقت مبكر صباح السبت في محافظة سيستان- بلوشستان (جنوب شرق)"
السؤال: اليس سخيفا ناقل الخبر بأن يعتبر بلوشي اقلية في وطنه في بلوشستان؟
عندما كان المناضل عبدالله اوجلان يبحث عن بقعة ارض حتى وان كان سجنا في دول أوربا ليحمي نفسه من المغول الترك بعد ان اخرجه حافظ الأسد من سوريا جبنا وخوفا من المغول الترك المستعمرين للواء الإسكندرونة السوري. كتبت الى رئيس وزراء اوربي كنت أكن له كل تقدير واحترام وكان يساري الهوى رسالة مختصرة "لا توجد ديمقراطية غربية بل مصالح غربية" لأنهم لم يمنحوا المناضل عبدالله اوجلان حتى غرفة في سجونهم لحمايته من المغول الترك المستعمرين لكوردستان، فلم أتوقع منه الرد ولكن الرئيس الوزراء رد على رسالتي برسالة خطية ودية ما زلت احتفظ بها، مبررا عدم قبول المناضل عبدالله اوجلان لاجئا في بلاده لأن حكومته ملتزمة بالقرارات ألأتحاد الأوربي ولم يكن لديه الحرية في قبوله كلاجئ.
وتبين لاحقا ان القوة التي عرقلت بقاء المناضل عبدالله اوجلان في أوربا كانت الولايات المتحدة الأمريكية وليست غيرها، حتى ان وزيرة الخارجية الأمريكية في وقتها مادلين أولبرايت سافرت الى روسيا لمنع بقاء عبدالله اوجلان في روسيا، فرضخت روسيا للضغط الأمريكي، وطلبت أمريكا ارسال عبدالله اوجلان الى دولة افريقية ليسهل فيها اختطاف المناضل عبد الله اوجلان من قبل تركيا، وكانت هناك ترتيبات لذهاب المناضل عبدالله اوجلان الى جنوب افريقيا في حماية نلسون منديلا ولكن الحكومة الكينية منعت ذهابه الى جنوب افريقيا، فأختطف عبدالله اوجلان في 15 شباط/فبراير 1999 من كينيا بعلم وتواطئ الحكومة الكينية والاستخبارات الأمريكية من قبل القوات الخاصة التركية وبطائرة خاصة تابعة لرجل اعمال تركي.
ولكني لا أنسي موقف الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، فهو الذي أنقذ المناضل عبدالله اوجلان من الحبل المشنقة حيث ارسلت اليه رسالة بالفاكس الى جهاز فاكسه المباشر طالب منه ان يدرس ملف الجرائم الجيش التركي ضد الكرد من خلال التقرير الحقوق الأنسان في الوزارة الخارجية الأمريكية وكتبت له رقم المرجع في الأرشيف الوزارة الخارجية الأمريكية، كنت قد اطلعت على ذلك التقرير وقرأته بالتفصيل في وقت سابق، فكتبت له ما يلي: "لا احتاج للكتابة عن الجرائم الجيش التركي ضد الكرد اكثر مما هو مكتوب في التقرير للوزارة خارجيتكم" وطلبت منه التدخل بعدم تنفيذ الحكم الاعدام وأضفت "اذا نفذ الحكم الإعدام بعبدالله اوجلان فهناك ملايين عبدالله أوجلان من الكرد". فعندما اجتمع بيل كلينتون مع الرئيس التركي سليمان ديميريل في ساراييفوا في يوليو/تموز 1999 طلب منه بعدم اعدام المناضل عبدالله اوجلان, فاعلن سليمان ديميريل مباشرة بعد الاجتماع مع بيل كلينتون بأن قضية عبدالله اوجلان أصبحت قضية عالمية، فمن تابع مؤتمر سراييفو لربما يتذكر تصريح الرئيس سليمان ديميريل.
عقدين من الزمان مضى على اعتقال المناضل عبدالله اوجلان الثائر من اجل نيل الكرد لحقوقهم، والثورة الكردية لم تخمد طالبين لحقوقهم، فمازالت الثورة مستمرة رغم الحملات الإبادة من قبل الترك المغول المستعمرين لكوردستان الشمالية منذ عام 1925 ومحاربتهم للكرد في العراق وسوريا وحملات الكيمياوي والأنفال بتدمير 4000 قرية كردية والتهجير وتعريب مدينة كركوك في عهد صدام حسين.
فلو نقيم ما خسره القوى المستعمرة للكرد نتيجة انكار حقوق الكرد في وطنهم: • تخلى صدام حسين عن الشط العرب لإيران من خلال توقيعه للاتفاقية الجزائر في عام 1975 مقابل حصار كوردستان من الشرق. • خاض صدام حسين حرب 8 سنوات لإلغاء اتفاقية الجزائر التي وقعها بنفسه في عام 1975 حيث تنازل لشاه إيران عن الشط العرب. • سقوط صدام حسين في 2003 وغزو العراق من قبل القوات الأمريكية وتسليم العراق الى عملاء إيران. • تنازل حافظ الأسد عن لواء الإسكندرونة للمغول الترك دون ان يستفتي الشعب السوري في الإسكندرونة، فأن لواء الإسكندرونة كانت دائما جزء من الشام الذي كان يشمل سوريا ولبنان وفلسطين، فقد حظيتُ بزيارة والمبيت ليلة واحدة في مدينة انطاكية عاصمة لواء الإسكندرونة في عام 1976، فمدينة انطاكية كانت عاصمة سوريا وتعتبر المهد للانتشار المسيحية وهي عاصمة للكنائس المسيحية الشرقية. • حرب أهلية في سوريا وتشكيل منطقة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا خارج سيطرة السفاح الأحمق بشار الأسد. • عدم الاستقرار في الجزائر، الشعب الجزائري يعاني من الفقر والعوز رغم ثرواته الطبيعية من الغاز والنفط وخام الحديد والأراضي الزراعية على طول الساحل البحر الأبيض المتوسط. • عدم الاستقرار في تركيا، فكانت الانقلابات العسكرية سمة القرن العشرين للدولة المغولية التركية، والآن تعاني تركيا من تدهور اقتصادي. • الكرد يمثلون الكابوس المرعب للطاغية أردوغان وللحكومات المغول الترك، لأن الكرد يذكرهم بأصولهم المغولية المتخلفة.
ان الكرد والأمازيغ والبلوش سوف لن يتنازلوا عن حقوقهم الى ان يستردوا اوطانهم من العرب والفرس والمغول الترك، ولن ترى المنطقة الاستقرار ولن تستقل عن الاستعمار الغربي غير المباشر طالما لم ننال حقوقنا ونسترد أراضينا التي استولوا عليها نتيجة عملية التعريب والتتريك والتفريس ممنهجة من قبل الحكومات التي شكلها الاستعمار البريطاني والفرنسي، فلو نفذ حكم البعث اتفاقية اذار لما سقط حكم البعث ولم نخسر شط العرب ولما احتل النظام الفارسي الصفوي العراق ولما عاد الشعب العراقي عقودا الى الوراء يتبع الخرافات والبدع الصفوية.
ان ما ينقص الكرد والقوميات المستعمرة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا هو وضع استراتيجية وخارطة طريق واضحة بعيدة عن التسلط العشائري والعائلي لنيل حقوقهم المشروعة اخذين بالنظر الاعتبار بأننا لا نستطيع طرد الغزاة والمهاجرين من اوطاننا بل لابد من ان نتعايش معهم ولكن عليهم الاعتراف بأوطاننا وثقافتنا وتراثنا والاعتذار عن جرائمهم والعمليات التعريب والتتريك والتفريس وإعادة الأراضي المستقطعة الى اوطاننا ولو على الخارطة السياسية وتعويض الضحايا تعويضا مناسبا.
لدينا نحن الكرد تراثنا ونشيدنا الوطني "أي رقيب" ومنه: أيها الرقيب، أمة الكرد صامدة على المدى الزمان لا تقولوا الكرد ماتوا، الكرد أحياء ولن تنتكس رايتنا نحن أبناء اللون الأحمر [لون الدماء] والثورة نحنُ احفاد ميديا* وكَي خسروٍ نحن أحياء ولن تنتكس رايتنا ....... ..... * مملكة ميديا: دولة كردية تأسست في عام 678 قبل الميلاد في كردستان وهي التي قضت على الإمبراطورية الأشورية في نينوى في عهد وقيادة ملك ميديا كي خسرو.
كلمة أخيرة: • تحية اجلال وتقدير للمناضل الثائر عبدالله اوجلان بمناسبة مكوثه لأكثر من عقدين في السجن المستعمرين المغول الترك ولكل ثائر ضد حكم المغول الترك والنظام الفارسي العنصري المذهبي والنظام السفاح الأحمق بشار الأسد. • ادعو مثقفي الكرد لكتابة وثيقة واستراتيجية للكرد بعيدا عن التسلط العائلي والعشائري كي يكون دستورا لنا ونستفتي الشعب الكردي عليها في كردستان العراق وإيران وسوريا والأناضول وفي حالة إقرارها ايداعها في الأمم المتحدة كمنهج وخارطة الطريق للتحرر من الاستعمار. • ادعوا الكرد في كل انحاء العالم ان يحيوا ذكرى اختطاف المناضل عبدالله اوجلان في 15 فبراير/شباط 1999 من قبل المغول الترك والمطالبة بإطلاق سراحه. • ان ندائي لتحرير الكرد من الاستعمار العربي ليس حقدا على العرب فمعظم أصدقائي هم من العرب وأقدرهم اجل التقدير ومنهم من هو أقرب لي من اهلي، وافتخر بثقافتي العربية لغة القران الكريم.
#احمد_موكرياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة الى قيس سعيّد، تحرك وأنقذ الشعب التونسي قبل فوات الأوا
...
-
ما الفرق بين العصابات المافيا والعصابات المخدرات والحكام الع
...
-
هل ممكن ان نخلق شرق أوسط جديد قبل تنفيذ خطة برنارد لويس
-
يا احرار العالم أنقذونا من النظام الإيراني الإرهابي
-
هل ستزيح الانتخابات الطبقة الفاسدة والعميلة لإيران من السلطة
...
-
الوسائل التواصل الاجتماعي هز عرش اقوى رجل في العالم
-
لماذا لا نقول الحقيقة بأن العراق مستعمرة إيرانية
-
ترامب وكورونا ونوائب عصرنا
-
محنة اهل اليمن هي محنتنا
-
متى نتحرر من تخلفنا ونلحق بالعصر الحالي
-
توقعات سياسية لعام 2021
-
نظرة سريعة في المسودة الميزانية الاتحادية العراقية لعام 2021
-
عار على الأحزاب الكردستانية ان تصل الأوضاع في كردستان الى هذ
...
-
الا يخجلون المحتلون للأوطان بوصف أصحاب الأرض بالانفصاليين.
-
لا انتخابات نزيهة قبل نزع سلاح المليشيات المسلحة
-
اين العراق
-
رسالة الى مقتدى الصدر: ان اصحابك سيغتالونك على أنك النفس الز
...
-
لا بد من التحالف الدولي ليتخلص العراق من دواعش إيران
-
لماذا تخلفنا عن العالم
-
ماذا يخبئ لنا عام 2021
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|