|
العراقيون يختلفون فى القاهرة على كل شئ.. ويتفقون على طلاق أمريكا
سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1622 - 2006 / 7 / 25 - 12:00
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
هل هذا وقت مناقشة المسألة العراقية ؟! هكذا تساءلت بينى وبين نفسى عندما تلقيت فى الأسبوع الماضى دعوة من المركز الدولى للدارسات المستقبلية والاستراتيجية للمشاركة فى ندوة عن "العراق وآفاق المستقبل فى ظل المتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية الجارية وتطوراتها المستقبلية ". فهل من المعقول ان نعود لدفاتر قديمة مفتوحة منذ اكثر من ثلاث سنوات فى بلاد الرافدين بينما الحريق مشتعل فى بلاد الأرز حيث يتعرض لبنان إلى عدوان إسرائيلي غاشم بتأييد أمريكي سافر وصمت "غربى" و "عربى" مريب يصل إلى حد التواطؤ؟ لكنى أحجمت عن الاعتذار وعدم المشاركة فى هذه الندوة لسببين : أولهما تقديرى الكبير للواء احمد فخر والدكتور عادل سليمان، صاحبا الدعوة، والجهد العلمى الذى يبذلانه فى جعل المركز الدولى للدراسات المستقبلية والاستراتيجية "مركز تفكير" حقيقى يتابع التطورات المحلية والإقليمية والدولية بالبحث والتحليل واستخلاص النتائج والتوصيات ووضعها أمام مراكز وضع القرار . السبب الثانى ان الترتيب لهذه الندوة كان سابقاً لاندلاع المواجهة اللبنانية – الإسرائيلية ، وان عدداً من الشخصيات العراقية المؤثرة والفاعلة من مدارس سياسية وفكرية مختلفة سيشارك فى هذا اللقاء . ومن المفيد التعرف عليهم وعلى آرائهم وعدم تفويت هذه الفرصة التى لا تتكرر كل يوم (خاصة وان هذه هى الندوة الرئيسية الثالثة فى برنامج الدراسات العراقية التى ينظمها المركز ) . وبنصف حماس ذهبت معتزما حضور الجلسة الأولى فقط والانصراف بعدها مباشرة . لكن وقائع الجلسة الأولى جعلتنى أواصل الحضور على مدار يومين متصلين . وكان ذلك التحول ناجما عن الحيوية الشديدة والصراحة غير المعهودة التى سادت أجواء الندوة، فضلا عن انه لم يكن عسيراً اكتشاف ان ما يحدث فى لبنان ليس منعدم الصلة بما حدث ويحدث فى العراق . والملحوظة الأولى التى تفرض نفسها عند استعراض وقائع هذه الندوة المهمة - التى أدارها باقتدار الدكتور على الدين هلال- هى ان الاخوة العراقيين المشاركين بها قالوا ان هذه الندوة وفرت لهم فرصة لا تتحقق لهم داخل العراق للالتقاء مع بعضهم البعض بسبب ملابسات الانفلات الأمني، وبالتالى فان بعضهم قد التقى وجها لوجه للمرة الأولى فى القاهرة بد ان استحالت إمكانية اللقاء فى بغداد ! حتى النواب الذين يجتمعون تحت سقف واحد فى البرلمان العراقى قالوا ان الالتقاء بينهم نادر الحدوث، لأن جانباً من البرلمان اصبح حكراً على " المصفقين" والجانب الأخر حكر على "المتجهمين".. ولا يكاد يوجد رابط بين الجانبين. واعترف البعض الأخر بان فكرته عن شخصيات عراقية مشاركة فى هذا اللقاء قد تغيرت بدرجة كبيرة بعد الحوار المباشر . حتى ان أحدهم قال ضاحكاً : هذا الشخص الجالس أمامي كنت سأقتله لو قابلته من قبل بعد ما سمعته عنه . لكن هانحن نتحدث ونتناقش، بل ونمزح سوياً بعد ان حدث تواصل مباشر بيننا. وهذه نقطة مهمة، بل وبالغة الأهمية ، ولو لم يسفر لقاء القاهرة عن شئ غيرها لكان ذلك إنجازا كافياً للمركز الدولى للدراسات المستقبلية والاستراتيجية . والملحوظة الثانية هى انه رغم تعدد الاتجاهات والمدارس الفكرية والسياسية العراقية المشاركة فى الندوة، فان هناك اتفاقاً، يصل الى حد الإجماع، على ان اصل الداء واس الفساد هو الاحتلال الامريكي، وان انهاء هذا الاحتلال -او على الاقل وضع جدول زمنى له – هو البداية الجادة للحل. ثالثاً : يتفرع عن الرأى السابق رأى يقول ان النفوذ الايرانى المتعاظم فى العراق حقيقة واقعة يجب الانتباه اليها والى تأثيراتها السياسية التى يمكن ان تهدد السيادة العراقية فى حالة انسحاب قوات الاحتلال الامريكي. رابعاً: هناك تساؤلات ، وهواجس ، عراقية كثيرة متعلقة بالدور المصرى فى العراق - غياباً وحضوراً – تبدأ لدى البعض بالمطالبة باسهام مصرى رسمى اكثر إيجابية فى الملف السياسى العراقى وتعزيز العلاقات الاقتصادية المتراجعة بين القاهرة وبغداد ، وتنتهى لدى البعض الأخر بانتقاد مرير للسياسة المصرية إزاء الشأن العراقى ، يصل الى حد اتهام هذه السياسة بالذيلية للسياسة الأمريكية ، وربما التساند الوظيفى معها حتى إبان الغزو . خامساً : ان الصراحة كانت السمة الغالبة على هذا اللقاء كما هو واضح من الآراء التى طرحت بصدد القضية الحساسة السابقة كمثال . وهذا " إنجاز" آخر للندوة ، خاصة إذا وضعنا فى الاعتبار ان معظم الندوات التى تعقد فى العالم العربى تحتوى على قدر هائل من النفاق وتبويس اللحى وكنس الخلافات تحت السجادة والحرص على عدم وضعها على مائدة البحث والحوار وتجنب تسليط الأضواء عليها، الأمر الذى يحول معظم هذه الندوات الى حفلات علاقات عامة ، وهو المصير الذى نجا منه لقاء مركز احمد فخر وعادل سليمان ، حيث كانت الصراحة الشديدة هى العنوان الكبير لدى مناقشة المحاور الأربعة الرئيسية للندوة: · مستقبل الاستقرار فى العراق .. وإشكالية الاتجاه نحو الاستقرار فى اطار مشروع المصالحة والحوار الوطنى المطروح من قبل رئيس الوزراء نورى كامل المالكى .. او الاتجاه نحو الفوضى فى ظل تصاعد أعمال العنف وتعدد الجماعات والاتجاهات التى تسعى لإفشال العملية السياسية. · مستقبل الدولة فى العراق . . وإشكالية الفيدرالية فى ظل واقع التعدد والتنوع فى المجتمع العراقى.. وهل يقود ذلك الى الوحدة .. او يسير فى اتجاه التقسيم. · مستقبل النظام السياسى فى العراق وإشكالية العروبة والتدويل وفكرة المحاصصة بين القوميات والمذاهب فى تشكيل هياكل ومؤسسات النظام السياسى للدولة . · مستقبل العلاقات المصرية – العراقية فى مجالاتها المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية . هذه المحاور الأربعة دار حولها حوار بالغ الصراحة والعمق شارك فيه من العراق صالح المطلك رئيس جبهة الحوار العراقى، والدكتور سليمان الجميلى أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد ، وعضو البرلمان وممثل جبهة التوافق العراقية ، والدكتور صالح حسن عيسى ممثل التيار الصدرى، والدكتور قاسم محمد الدليمى استاذ الدراسات الدولية بجامعة النهرين ، والدكتور فرياد راوندوزي رئيس تحرير جريدة الاتحاد الكردية وعضو البرلمان ، والدكتور على اللامى رئيس هيئة اجتثاث البعث ، والدكتور نديم الجابرى ممثل حزب الفضيلة وعضو البرلمان، والدكتور ظافر العانى المتحدث الرسمى باسم جبهة التوافق ، وابو عزام أحد ممثلى " المقاومة" . وشارك فى الحوار من الجانب المصرى مكرم محمد احمد وجميل مطر واللواء نشأت الهلالى والشيخ إسماعيل الدفتار وعصام الدين رفعت والدكتور قدرى حفنى والدكتور محمد عبد السلام ورجائى فايد وكاتب هذه السطور . ويستحق النقاش حول كل من هذه المحاور الأربعة عرضاً مستقلاً ومسهباً . وللحديث بقية ..
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطابور الخامس
-
مقاومة المقاومة!!
-
حسن نصر الله يستحق اللوم
-
-المغامرة - الإسرائيلية الجديدة.. تحلم بنهاية التاريخ وامتلا
...
-
يفضلونها -جارية- .. ونريدها -صاحبة جلالة-
-
من حق الجماعة الصحفية أن تفرح.. وأن تواصل مسيرة الأحلام
-
المساعدات الأمريكية تنتهى عام 2009 .. فما هو البديل .. وهل ق
...
-
لماذا يكرهون الصحفيين .. ولا يستغنون عن الصحافة؟!
-
مبادرة راجي عنايت
-
لماذا يتلذذ -ترزية القوانين- بحبس الصحفيين؟!
-
اغتيال مهنة الصحافة
-
»شاهد شاف كل حاجة« يعيد فتح ملفات المعونة الأمريكية
-
»أربعين مليار« يا أولاد الحلال!!
-
وزارة مرفوعة من الخدمة!
-
يا وزير التعليم .. ماذا أنت فاعل فى هذه الفضيحة؟!
-
هل يستسلم الوزراء لعبث الصغار؟!
-
الدكتور حسن سليم يكشف خفايا مفاوضات -المساعدات- الأمريكية
-
حسام بدراوي
-
نبيل الهلالى
-
بعد الرحيل الجماعي لرموز أجياله المتعاقبة.. اليسار يتشح بالس
...
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|