أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نادية خلوف - الحاضنة الاجتماعية














المزيد.....

الحاضنة الاجتماعية


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6809 - 2021 / 2 / 8 - 09:45
المحور: المجتمع المدني
    


نعم . نحتاج إلى عناق ، إلى حبّ حقيقي، و ليس فقط إلى حالة عشق . نحتاج إلى محيط يقبلنا ، ونقبل به ، فالحبّ كلمة تشمل أكثر من معنى .
قريباً سوف يكون يوم الفالنتاين ، ينتظر المحبّون هدية رمزية منّا تعبّر عن الأشياء التي ربما لم نقلها لأحبتنا. هو ليس يوم للعشاق فقط ، و ليس يوم للقديس فالانتاين فقط ، بل تغيّر مضمونه فأصبح يوماً للمحبّة ، قد ينتظرك والدك، أو زوجتك، أو صديقك لتقدّم له وردة تعبّر فيها عن الحبّ.
أتحدّث هنا عن الحاضنة الاجتماعية التي تخلق بيننا تلك القيمة الكبيرة في الحياة فنتمسك بها ويعزّ علينا فراقها ، وهذه الحاضنة متنوعة ، قد تكون قومية أو دينية، أو حتى مناطقيّة بعيدة عن التعصب . هي النشأة الأولى التي جعلتنا متشابهين مع ممن هم حولنا، نفهم أحاديثهم، وما يرمون إليه ، وهم بدورهم وسيلتنا للارتباط بالمجتمع المحلي و العالمي الإنساني. فهل توفرت لنا الحاضنة الاجتماعية التي تجعلنا نحنّ إليها ؟
سوف آتي بمثال قد يكون فردياً، وقد لا يكون وهو يخص النّساء:
العداء بين الأقارب من الدّرجة الأولى
كانت سمر -الاسم مستعار-فتاة جميلة في التاسعة عشر من عمرها ، بعد أن حصلت على الثانوية ذهبت إلى الجامعة، و لأن الهدف من الدراسة بالنسبة للفتاة -غير تأمين دخل-هو إيجاد فارس الأحلام ، وكان فارس الأحلام على مرمى خطوة ، فقد كان قريبها ، يكبرها بأكثر من عشر سنوات، لكنه لا زال يمارس حياة الطالب الجامعي ، فوالده يملك المال وهو يعبث مع الفتيات ، قال لها: أحبّك. لم تصدق ، فطارت إلى أمها التي اعتبرتها محظوظة ، لكن ابن عمها قال لها: " لديه علاقات كثيرة" قاطعت الفتاة ابن عمها، وشتمته، قائلة: " سوف أتزوجه على علاّته، وتزوجته بسرعة ، وعلاّته كانت أكبر مما تصورت ، فابن العز و الجاه يرغب أن تجلب له المال من والدها، وعندما رفض الوالد قال لها: عليك أن تشتمي عائلتك، أمسك بالتلفون ، رنّ الهاتف وردت والدتها ، فشتمتها ، ورضي زوجها عنها كي تبقى جارية بينما يمارس نزواته ، في مرة ، وبعد أن تصالحت مع عائلتها. كانت والدتها مريضة ، طلبت منها أن نذهب لزيارتها، قالت لي: منذ ذهبنا معاً في العام الماضي لم أزرها، ثم بكت، وأضافت بأنّ عائلتي وزوجي سيئان، فقد شجعتني أمّي على الزواج في سن مبكرة فقط لأن والد الشخص غني، وقد نصحني الجميع بعدم الزواج منه حيث أنّ معلمه في الثانوية قال لي: لا تتزوجيه لأن لديه إشكالات نفسية كبيرة ، وعندما قلت لأمي قالت: يغارون!
ليس فقط الفتاة من تسوء علاقتها مع عائلتها، بل الشّاب ، و بشكل عام فإنّ الشّاب يطلب كل شيء من عائلته، و إن لم يعطوه فإنّه يقاطع أمّه و أباه ، ولولا وجود رجل ما شهم في العائلة لتقطعت السّبل بالأمّ و الأبّ، و الأفراد المحتاجين في مجتمع ليس فيه أية ضمانة اجتماعية. ، لكن لحسن الحظ فإنّ في أغلب العائلات هناك رجل لا زال يحافظ على قيمه ، و أقول رجلاً، لأنّ المرأة في بلادنا لا تحسب على عائلتها .
الحاضنة الاجتماعية لدينا موجودة على نمط الحاضنة السّياسية ، وفق مصالح الطبقة المهيمنة سواء كانت دينية ، أو قومية ، وهنا تكون الرابطة الاجتماعية شبه مفقودة ، وبخاصة بين " العرب المسلمين" وقد يستهجن أحد هذه الكلمة ، لكن هناك فئات جمعها تاريخ مشترك مؤلم كالسريان، و الآشوريين وغيرهم حيث أن حاضنتهم الاجتماعية موجودة في حدودها الدّنيا أينما حلّوا ، وهنا لا بد أن أستشهد بمثال: لي صديق سرياني" علماني" لا يقوم بأيّة طقوس دينية ، لكن يحيي الطقوس الاجتماعية. قلت له: أنتم متعصبون . قال لي: ليس الجميع. ابنتي تزوجت شخصاً من صربيا ، لكن لو تركنا مجتمعنا لمتنا من العزلة ، فالكنيسة -رغم فساد المشرفين عليها- تقدم لأبنائنا الاختلاط الاجتماعي المطلوب من رحلات، ودورات دراسية، وحفلات . إنها حاضنة للمؤمن وغير المؤمن.
وجدت في كلامه شيئاً من الصّحة عندما قارنت بين طائفتي وبينهم ، هم يقدّمون أبناء طائفتهم لدرجة أنه أصبح لديهم أربعة نواب في البرلمان السويدي ، بينما طائفتي لا تمنح بركتها إلا " لمن تشاء" ، وتأكيداً لكلام الرجل فإن الممرضة المسؤولة عن ملفي في المستشفى هي آشورية من تل تمر . قالت لي : أعيش في حي الآشوريين كأنني لم أغادر تل تمر.
ليس الأمر مثالياً بين من ذكرت ، لكنه مقبول في الحدود الدنيا ، فهم لم يغادروا مجتمعاتهم نهائياً، و اندمجوا بالغرب لدرجة أنّه أصبح لديهم أربعة نواب في البرلمان، و النائب عادة ينجح بدعم من مجتمعه بالدرجة الأولى.
نحن جميعاً نحتاج لمن يربّت على كتفنا عندما نمرض، يشاركنا الفرح، و العزاء ، يدردش معنا حول أشياء قد تكون سخيفة. شخص ما يشبهنا في نشأتنا الأولى لنشعر معه بالدفْ ، وهذا هو الحبّ.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشتعل بومضة برق، ثم ننطفئ
- الحبّ من النظرة الأولى
- الكذّابة
- الحاج الذي أنقذ زواجي
- رغيف الخبز -يوم كنا عايشين-
- مطلوب من السّوري أن يتغيّر
- منقار البطّة
- ألكسي نافالني
- هل يجب أن يكون العالم بدون حدود؟
- رسالة تشارلز ديكنز حول الوباء
- العزلة الطّوعيّة
- التباكي على الضّحية
- يضيف الأدب قيمة إلى الحياة
- جنازة ديموقراطية في دولة دكتاتورية
- قضى هيرودس عقوبته ،وهو قادم
- دموع أمي -مترجمة-
- المثقّف و الثقافة
- همنغواي و الوباء
- يا ليل !
- قدرك هو الموت ربما


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نادية خلوف - الحاضنة الاجتماعية