في ذكرى عيد العمال العالمي

الحزب الشيوعي اللبناني

الحوار المتمدن-العدد: 476 - 2003 / 5 / 3 - 06:24
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

في ذكرى عيد العمال العالمي
الحزب الشيوعي: حافز للنضال نحو عالم افضل ووطن حصين
ـــــــــــــــــ

v      تعيش البشرية هذه الذكرى، لهذا العام، على وقع احداث صاخبة لم يسبق لها مثيل من حيث تنامي مفاهيم الاستغلال والنهب، بقوة الصواريخ والمدمرات، وباستخدام احدث انجازات العلم والتكنولوجيا في مجال تصنيع الاسلحة من كل الاحجام والأنواع، وباللجوء الى صيغ الاستعمار المباشر والغزو والاحتلال.
والامبريالية في صيغتها الأميركية المعولمة المتوحشة تحاول صياغة العالم من جديد لتكون فيه، وحدها المسيطرة والمقررة والمهيمنة. ومثل الغزو الأميركي للعراق حلقة بالغة الخطورة في استهدافاتها الاقليمية والكونية.
وتذهب كل هذه التحديات المستفزة الراهنة، في غير ما انعقدت عليه الآمال حين انطلق مفكرون أفذاذ يقرأون في المسار الموضوعي للأحداث خيارات اكثر عدالة، وحين انطلقت في حواضر البشرية جمعاء حركة عمالية مناضلة تسعى من اجل بعض الحقوق والمطالب وحققت انجازات تاريخية لم يصمد اهمها تحت وطأة العثرات الداخلية والتآمر الخارجي.
ان عمال العالم وكادحيه بسواعدهم وفكرهم، يواجهون تحديات اكبر اليوم، فيما تتوفر للرأسمالية في اكثر صيغها تطرفاً وتوحشاً، وسائل اضافية للاستغلال وللنهب وللاحتكار.
الا ان هذه العملية تثير مع ذلك، الاضافي من التناقضات. والولايات المتحدة مع كل خطوة استعمارية جديدة تقدم عليها، تستنفر ضدها المزيد من القوى: حكومات وشعوباً وطبقات كانت الى الأمس حليفة وشريكة وصديقة. والأمل في حركة اممية من نوع جديد لمواجهة الغزو الامبريالي الأميركي للعالم. والأمل ايضاً في حركة مقاومة عربية للاحتلال والغزو الأميركي للعراق وللمنطقة والعدوان الصهيوني التابع له على شعب فلسطين وقضيته وحقوقه: من اجل عالم اكثر استقراراً واكثر عدالة، وخصوصاً لكادحيه من كل نوع، ومن أجل شرق اوسط خالٍ من الاحتلال والاغتصاب والاحتلال.
v     وفي لبنان تصبح شروط معيشة الطبقة العاملة اللبنانية والأكثرية الساحقة، الشعبية، من اللبنانيين، غاية في التعقيد والصعوبة. وتتجلى النتائج الكوارثية للوضع الاقتصادي في ارتفاع معدلات البطالة والهجرة، وفي تدني الأجور وزيادة الضرائب، الى تنامي الهدر والصفقات والفساد... وقد اقترن ذلك بسياسة رسمية مثابرة لتجريد الحركة العمالية خصوصاً والمطلبية عموماً، من ادوات تنظيمها النقابية التي جرى قمعها وتفتيتها أو جرت مصادرتها، وللنيل من الحريات السياسية والديمقراطية وآخرها الاصرار على اقفال محطة M.T.V بشكل تعسفي واستنسابي.
ولا يحمل الغزو الأميركي للعراق الا المزيد من تفاقم ازمات لبنان. الا ان تدابير السلطة لا تذهب في الاتجاه الصحيح لمواجهة كل ذلك. فهذه السلطة التي اتخذت مواقف مناهضة للغزو الأميركي واستهدافاته، ما زالت تمارس سياسة فئوية عموماً، وهذا ما برز في تشكل الحكومة التي لا بد من تحميل المسؤولية فيها ككل شأن سياسي اساسي في لبنان، للطاقم السياسي الحاكم وللسياسة السورية الداعمة له. ويتوج تشكيل الحكومة بهذه الصورة البائسة، نهج التفرد ورفض المشاركة وتضييق قاعدة الحكم، لمصلحة الاستئثار والمحاصصة والفئوية والارتهان.
ان امام عمال لبنان مهمات كبيرة ومسيرة طويلة للمساهمة في احداث تغيير جذري لمصلحة بناء لبنان، دولة حصينة عربية ديمقراطية تحكمها قيم العدالة والمساواة، ويجمعها الى شقيقاتها العربيات مصير موحد في مواجهة الاستعمار والاغتصاب والاحتلال والسيطرة والنهب.
التحية لعمال لبنان وكادحيه في عيدهم الذي سيبقى، رغم كل الصعاب، حافزاً للنضال ورمزاً للأمل بغدٍ افضل.
بيروت في 30/4/2003

المكتب السياسي
       للحزب الشيوعي اللبناني

#الحزب_الشيوعي_اللبناني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات