أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يونس عنوري - اللغة بين الأصل التيولوجي والإصطلاحي!














المزيد.....

اللغة بين الأصل التيولوجي والإصطلاحي!


يونس عنوري

الحوار المتمدن-العدد: 6808 - 2021 / 2 / 7 - 17:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إذا كانت اللغة ذلك النسق من الملفوظات يراد منها خلق تواصل فعال بين الكائنات البشرية، فإن الفكر هو إعمال العقل في جوانب الإبداع والتفكير والإستنتاج. لقد احدثت إشكالية ومعضلة أصل اللغة زوبعة بين اتجاهات فكرية بمتلف مشاربها، ما أفضى الى إنسلاخ تيارين إثنين؛ تيار توقيفي تيولوجي يذهب مذهب إنزال اللغة، واخر يحول دون ذلك ويتكئ على أن منبت اللغة هو بشري صرف. فمنه تباينة طروحات منشأ اللغة وأصلها، وعليه يمكن إستشكال دلالة مفهوم اللغة؟ هل هي توقيفية أم إصطلاحية؟ وإذا كانت توقيفية فما حجج والدلائل على ذلك؟ وهل يمكن تهذيب الموقفين التوفيقي والاصطلاحي؟
تشكل اللغة وسيلة لإحداث تواصل فعال وناجع مع الأغيار، ومع الكائنات الحية الأخرى، وتنبثق عنها شكلين هما؛ اللغة الطبيعية التي تتألف من حركات وأصوات، مما جعلها طبيعية في الكائن البشري من جهة، وحتى الكائن الحي الغير العاقل من جهة أخرى. وفي المقابل هناك اللغة الوضعية؛ التي تواضع وتفق عليها الكل لتكون الة للتعبير عن المشاعر والأفكار. وقد شكلت اللغة الوضعية إشكالية بين تيارات متباينة المشارب، بين مشرب تيولوجي توقيفي يرد اللغة الى الأصل الإلهي المتعالي، مما لايجعل من الكائن البشري فردا كان أو جماعة، فعالا إحداث اللغة وإبداع نسق تركيبي يجمع الملفوظات لتكون حاويات للفكر والأحاسيس التي تخالج الإنسان. وبين من يعرج باتجاه الإنسان وينطلق منه ليبين صدى ججه ودلائله، التي تجعله هو منبت اللغة الأصلي؛ أي أنها اصطلاحية ولست توقيفية.
يتكئ ممثلو أطروحة تيولوجية اللغة الى الإستناد الى الاية الكريمة " وعلم ادم الأسماء كلها". منطلقين بذلك الى رد اللغة البشرية الى الأصل الإلهي، دون ردها الى الكائن بالبشري. بحجة من القران الكريم؛ على أن الأسماء كلها قد علمها الله لادم باعتباره أول البشر، ومنه وبه إنتشرت الكلمات بين البشر؛ باعتبار ادم هو أولهم ولا وجود لكائن حي قبله. ويذهب داعموا الأصل الإلهي للغة الى ردها لله، ومنه يحاجج ارنست رينار منطلقا بذلك الى أن أصل الأنساق اللسانية هو متعالي والهي، وأن البشر ليس لهم دور مشهود في وضعها، وينطلق من أن معجم اللغة وتراكيبها وقواعدها النحوية والصرفية هو من الدقة والإنتظام بحيث لا يستقيم أن يكون من وضع شخص ما بعينه. ولا حتى نتاج بشري أو إجماع في اختيار مباني الكلمات. بالتالي إستحالة واستبعاد الكائن البشري ذو العقل المحدود من أن يكون مصدرا مبدعا للغة البشرية. إذا تبيان عجز وإضمحلال طروحات الإصطلاحيين بناء على ذلك النسق الرصين والمائز من المباني والقواعد مما يجعل من الكائن البشري مستبعدا على كونه صانعا للغة أو مبدعا إيياها. وعلىى نقيض ذلك تم بناء حجج ودلائل الإصطلاحيين القائلين بالأصل البشري للغة، منطلقين بذلك على أن الأسماء يعتادها أهل اللغات مع توالي الأزمنة، حتى تصير، وكما الحال، في الحظة المعاصرة. وإستند داعموا إصطلاحية اللغة الى النظرية الإستمرارية التي يعد نعوم تشومسكي أحد روادها؛ حيث يربطون بين تطور اللغة، في مقابل التطور الجيي للإنسان؛ على اعتبار الكائن البشري في القدم أبدع طرائق للتواصل مع الأغيار، كالرسم والنقش وأشكال اخرى من الأساليب التواصلية. وكان ذلك مع نموذج الإنسان "الهومو سابينس". لكن حدوث التغير الجيني وإتاحة للإنسان التعبير وذلك بالتلفظ بملفوظات الغرض من ورائها إحداث تواصل بناء، ما جعله يبدع لغات مختلفة، تواضع عليها جموع بشرية. بالتالي اللغة في شكلها حالي، ما هي إلا نتاج لتطور مصاحب لتطور الإنسان في مختلف مراحله. بالتالي رد اللغة الى المنبت الاصطلاحي ودحض تيولوجية اللغة.
ختاما يمكن القول أنه لم تنبثق عن مباحث أصل اللغة، هل هي توقيفية، أم اصطلاحية، خلاصات جامعة ومانعة، بل نتج عنها تبيان مدى تعقيد وصعوبة استغوار وتعقب أصل اللغة مع تطور الإنسان لدى التطوريين، والى ردها الى الأصل الإلهي وكفى وذلك عند التوقيفيين. بل أفضى البحث والتنقيب في أصل اللغة ومنشأها الى تبيان صعوبتها وتعقيدها الشيء الذي أدى الى تفويتها الى مبحث السيالات العصبية. ما يفضي تعقيد وصعوبة إيجاد فرع أصل للغة و والحيلولة دون الوقوع في تعدد المشارب.



#يونس_عنوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجديد المناهج الدراسية كسبيل لبناء فكر نقدي حر!
- عقل إسلامي كلاسيكي أم عقل كلاسيكي في السياقات الإسلامية!!


المزيد.....




- ماذا قال نتنياهو عن مصير محمد الضيف بعد غارة خان يونس ومحاول ...
- اكتشاف كهف على القمر قد يكون موطنا للبشر
- الجمهوريون يسمون ترامب مرشحا لهم والأخير يسمى نائبه المنتظر ...
- الحوثيون يعلنون استهداف 3 سفن في البحرين الأحمر والمتوسط (في ...
- لابيد: نتنياهو فاشل جبان يتباكى وليس ضحية التحريض
- مشاهد جديدة توثق أشخاصا خائفين يهربون من مكان إطلاق النار عل ...
- مقتل براء القاطرجي رجل الأعمال المقرب من الأسد في ضربة إسرائ ...
- عملية طعن في باريس قبل أقل من أسبوعين من الألعاب الأولمبية
- لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟ محللان يجيبان
- أبرز المواقف الإسرائيلية المتباينة بشأن مستقبل الوضع في غزة ...


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يونس عنوري - اللغة بين الأصل التيولوجي والإصطلاحي!