أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - عذرا بيروت ..مرة أخرى نخذلك














المزيد.....

عذرا بيروت ..مرة أخرى نخذلك


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1621 - 2006 / 7 / 24 - 12:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عذرا بيروت ..
مرة أخرى نخذلك ..!
ـ1ـ
بيروت قبلة العرب ..أحجية لم نحلها بعد ..أفق لم نطل عليه ..وحي من ثنايا الحرية لم نستطع أن نقرأ باسمه وهو القديس الهارب من أتون هذا الخراب اليومي في النفس العربية والإنسانية ..
بيروت لا صحابة فيها وأبناء عمومة ولا أضحيات لله كي يوقف هذا الهول ..بيروت طائفتنا وظلنا الذي لا يستر عورتنا .فرسان نحن خصينا قبل أن نمتطي الجياد ..لعل الله نازف الآن لذا تركنا وحيدين في مهب الريح الآتية من هنالك من جهات عدة تفوح منها رائحة الوصايا السرية وجمهوريات الموز في أمريكا اللاتينية ..ودعارة تسمى بأسماء شتى تارة مقاومات وتارة معارضات وتارة سلطات وتارة مثقفين وكتاب وأصحاب شركات وأصحاب صحف ومجلات ومواخير في عتبة هذا الرأي المخبوء خلف قبة نهد يباع ويشرى ..وطوابير خامسة وسادسة وسابعة ..والبقية تقبع خلف ميزان من الضحايا ..بيروت أشلائنا التي لم نلملمها بعد ..بيروت كل أسمائنا وتحفنا التي نخبئها من غدر الزمن ..وليس بعد هذي الجريمة زمن ..بيروت تنسل تارة من عباءة شيخ أو من تحت طية تنورة ..وياقة تحوي رسنا بدلا من ربطة عنق ..ودولارات تذهب ودولارات تأتي والمقاومة هنالك سلاحها موجه نحو القلب من جهة اللاعقل .. ونحن سبايا يابيروت في هذا الزمن الرخو كما أسماه محمود درويش ..بيروت ليست قصيدة وليست رواية وإنما مذبحة مشرعة على بيرق هذي الحضارة لتذكرها كم من العار يرتكب باسم الدفاع عن الله وباسم الدفاع عن الوطن وباسم الدفاع عن الأمة التي تقبع خلف سلطان مارق على كل أبجديات الحرف المنصوب تحت أعواد المشانق ..بيروت لم تعد لنا منذ أن رحل الله دفاتره وسلمها لسلطان لا نعرف له هوية ولا ميزان شعر كونه يعربي أصيل من لدن عدن وعدنان ..بيروت تستيقظ على هول محنتها ولا تجد من يقدم لأحلى سيدة يعربية فنجان قهوتها الصباحي ..كم يعربي يقدم لإمرأته فنجان قهوتها الصباحي ؟ بيروت لا تشرب قهوتها على شرفة روحها أمام المتوسط بحرا من دم وحكايا من قيح ينضح منه كل من هب ودب في هذه المعمورة التي لم تترك مساحة للورد كي تشرب بيروت سيدتي قهوتها على رائحته ..وإسرائيل حيث الله اختارها كي تعري خيبتنا وتعري مجوسنا ومجوننا ..وتنقلنا بين الله وبين الطوائف ..نغزو سادة القوم في واشنطن بالكلمات والدم المجاني اليعربي على حافة المجزرة اليومية .. واللحم العربي على ضفاف السين يدافع عنه السيد شيراك مشكورا ..بيروت تركوك وحيدة لأجيال تراكمت وهي فوق سدة الكبت والتوق نحو نيرفانا السلطة ـ أي سلطة كانت لم يعد مهما المهم هو أن كل سلطة يعربية يجب أن تمر على جسدك يابيروت .. لم يعد العقل السياسي ينفع في حالتنا أو في وصفها كما يصفها محمود درويش بعد غزو 1982 والاجتياح الإسرائيلي للبنان في ذلك العام .. لاتتركونا نأكل لحمنا حيا ..بيروت لم تعد تفاحة ولم يعد هنالك من يرسمها في قصيدة أو في لوحة لأن الدم لا يرسم هنا فقد فاض عن كل حد وحافة أسمتها البشرية : قيم الحرية والإنسان ..
ـ2ـ
بيروت أمي وكل أم فقدت ابنها في سجن أو في شهادة او في معركة أو في بيت دعارة ..بيروت تحليل سياسي لسيد يشرب قهوته في شرفة الموت ..والصحف تريد أن تعمل والفضائيات تريد أن تزدهر بالموت ربما يأتي المهدي المنتظر ليرى مأساة بيروت ..ولا يفتح دفاتره العتيقة حيث الأجابات قد نسيها سيدنا موسى عليه السلام في بحر سيناء مخلفا لنا كل أبجديات الانتقام الرخيص ..ممن ينتقمون آل موسى ..؟ أليس في هذا أحزاب لله تفرخ لنا يوميا في شرق نفطي وأمة تحمل ماضيها في مستقبلها فلا ترى سوى ماضيها يمشي أمامها وهو الذي يقطر...دما ..
عذرا بيروت مرة أخرى ومرة لن تكون الأخيرة أبدا فلازلنا في بداية الثقب الأسود للحضارة التي لها عنوانا كبيرا : الله والنفط والدم ..فإعذرينا نحن غير قادرين على نجدتك أبدا فكوني وحيدة كما كنت وحيدة دوما ..لأن دمشق منذ معاوية تصفق ..ومن يصفق لا يستطيع حتى حماية نفسه ..فكيف لدمشق أن تحمي بيروت ؟ إنه سؤالنا الأخير في خيبتنا التي يبدو أنها بدأت للتو ..لهذا كان ابن خلدون يعرف من هي دمشق التي تخلو من عصبية حرة ومختارة .. تصفق لمن ياتي خارجا من فوهة بسطار عتيق يتجدد في شارع الحمرا في بيروت ..وتبع....لمن يذهب !!!!
كوني وحيدة يابيروت ..وصدري لحمك إلى بقاع الأرض كي تجدين موطأ قدم لأجيال لم تعرف سوى الرصاص والدم والسجون العربية الأصيلة ..
أنت وحيدة ..ونحن بلا هوية ..



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله يقاوم ولبنان في قفص الجريمة
- المؤتمر القومي العربي
- وأخيرا ...حقوق الإنسان !!
- أبو القعقاع وميشيل كيلو نص السلطة في سوريا
- الفتنة صاحية
- نحو ميثاق شرف للمعارضة السورية رأي
- رايتي بيضاء ..اعترافا مني بالهزيمة
- إعلان دمشق بيروت والاعتقالات الأخيرة
- صفقة في الأفق أم نجاح في القمع؟
- حماس إلى أين؟
- المثقف المعارض..رؤية بسيطة - تأملات .
- حماس تنع شهيدها الزرقاوي !!
- لليبرالية تاريخ..الليبراليون العرب بلا تاريخ
- الزرقاوي عميل للسي أي إيه وربما للموساد أيضا ؟
- السوريون بين السلطة والشرعية الدولية
- الشارع السوري مغيب أم غير معني؟
- الخامس من حزيران مشهد يومي
- ليبرالية بلا ليبراليين ..نص بلا حامل
- نكبة عائلة أم نكبة وطن
- رد على أسئلة صامتة لا تدفنونا أحياء


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - عذرا بيروت ..مرة أخرى نخذلك