أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب قاسم عزاوي - نواظم صناعة السياسات الخارجية














المزيد.....

نواظم صناعة السياسات الخارجية


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6806 - 2021 / 2 / 4 - 20:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: ما هي برأيك النواظم الأساسية لصناعة السياسة الخارجية في العالمين الغربي والعربي؟

مصعب قاسم عزاوي: وفق البنى السائدة لآليات عمل الدولة في المجتمعات المعاصرة كأداة هيمنة أساساً تتحكم بها أساساً الفئات المسيطرة على مصادر الثروة والإعلام والعنف المنظم سواءً بشكله القمعي الفج على نهج الدول القمعية الأمنية أو بأشكاله الأكثر تنميقاً في الغرب، فإن السياسة الخارجية لأي كيان سياسي تمثل استطالة وإعادة استنساخ للآليات الداخلية الناظمة لبنيان ووظيفة الدولة بمفهومها المعاصر في حقل السياسة الخارجية. ونفس التوصيف الأخير يمكن سحبه على أي حقول وظيفية أخرى تتحكم بها الدولة أو تتفرع عنها، سواء كان ذلك في الميدان الاقتصادي، أو في حيز إدارة علاقات المجتمع الداخلية في كنف الدولة، أو غير ذلك من الحقول الفرعية لتمظهرات آليات عمل الدولة بشكلها التنيني السالف الذكر.
وبشكل أكثر تدقيقاً على مستوى العالم الغربي فإن معظم التنفيذيين المناط بهم رسم أو تنفيذ أو صياغة الدعاية السوداء في حقل السياسة الخارجية، فهم إما من الساسة المصنعين عبر تلميعهم إعلامياً وتمويلهم من قبل الفئات المهيمنة على مصادر الثروة في تلك المجتمعات ممثلة بالشركات العابرة للقارات ووكلائها من الأفراد و الشخصيات الاعتبارية، أو من الفئة «المتوارية غالباً بين حنايا الكواليس» من الموظفين العموميين، الذين يأتي جزء كبير منهم من نفس نسيج الشركات العابرة للقارات، والمؤسسات المالية العالمية التي تتحكم بمفاتيح الهيمنة في تلك المجتمعات، وفق الآلية التي تسمى «الباب الدوار» التي ينتقل من خلال موظفو تلك الشركات للعمل في مفاصل الدولة الحساسة بصفة «تكنوقراط» و«خبراء»، سواء في مفاصل تنفيذية متوسطة أو حتى في المقدمة والواجهة الإدارية كوزراء مرموقين في تلك الدول، ليعودوا بعد انتهاء دورهم الوظيفي من نفس «الباب الدوار» نفسه إلى حضن المؤسسة التي كانوا من «خرافها الصالحين»؛ وهكذا دواليك في حلقة من هيمنة سرمدية للأقوياء على المستضعفين لم تعد تستحي وتعمل على إخفاء وجهها القبيح تنميقاً، حيث أن معظم إمكانيات مقاومة تلك الهيمنة على المستوى «الشعبي في المجتمعات» الغربية شبه معدومة لأسباب ذاتية وموضوعية وتاريخية متشابكة.
وفيما يخص عالمنا العربي فإن آلية صناعة السياسة الخارجية، مرتبطة «بنظم المستبدين النواطير»، ودورهم الوظيفي في خدمة مصالح أسيادهم، وأولياء استمرارهم في سدة الطغيان، والتغول على شعوبهم عبر أدوات «دولهم الأمنية» التي ليس فيها من المؤسسات سوى المؤسسة «الأمنية القمعية» القائم الفعلي بإدارة شؤون «الشعوب الحبيسة» في «سجون عملاقة» على شكل دول وأوطان خلبية تم تصنيع حدودها الجغرافية في معاهدات السادة المستعمرين سابقاً و الذين أصبحوا «أهل الحل والعقد» راهناً في تلك الدول عبر وكلائهم التنفيذيين من «نواطير الاستبداد المحليين». وهذا يعني بشكل عملي أن السياسة الخارجية في العالم العربي محكومة بمعادلة وقوانين وآليات عمل «الدولة الأمنية» المناط بها الحفاظ على هيمنة «النواطير الطغاة» على مجتمعات «المقهورين العرب»، وتوجيه كل ناتج «الهيمنة والاستبداد» لخدمة «السادة أولياء الأمر» من المستعمرين القدماء والفئات المهيمنة في مجتمعات أولئك الأخيرين من الشركات العابرة للقارات. وذلك الواقع المؤوف يفصح عن نفسه بعدم وجود أي تأثير للشعوب العربية في صناعة السياسة الخارجية لدولها، وتحول كل المجتمعات العربية إلى هشيم اقتصادي وظيفته شبه المطلقة تقديم المواد الخام وخاصة النفط و أشكال الوقود الأحفوري الأخرى بعقود يحصل فيها السادة على تلك المنتجات الخام بشكل شبه مجاني فعلياً، بالتوازي مع إعادة التموضع الاقتصادي للمجتمعات العربية بشكل قسري «بقوة الحديد و النار للدول العربية الأمنية» لتصبح أسواق مفتوحة على أعنتها دون رقيب أو حسيب أو نصير للنتاج المحلي في تلك المجتمعات الحطامية، التي لا بد لها من التحول إلى بالوعة شاملة عمقاً و سطحاً لتصريف نتاج مجتمعات «السادة أصحاب الحل والعقد في الغرب»، وبشكل هامشي إلى مَصْدرٍ لليد العاملة الرخيصة التي لا بد منها لتشغيل الاستطالات والأذرع الاستغلالية للشركات العابرة للقارات في مجتمعات المفقرين المستضعفين في عموم أرجاء الأرضين، و التي تضم في عدادها جل مجتمعات المقهورين المظلومين في العالم العربي.



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب و أعراض سرطان الحنجرة
- العنصرية ضد العرب في العالم الغربي
- التغذية السليمة وسِرُّ العمر الطويل
- محنة العقلاء في عصر الإعلام الرديء
- أسباب وأعراض سرطان الغدة الدرقية
- وظيفية الوعي العنصري الاستيطاني في الكيان الصهيوني
- أسباب وأعراض سرطانات المنطقة الفموية (الشفتين، باطن الفم، ال ...
- ارتفاع ضغط الدم: بعض طرق العلاج الطبيعية
- بصدد الانحسار الكوني لليسار
- الأمراض التحسسية: بعض طرق العلاج الطبيعية
- خبو اليسار العربي
- أسباب وأعراض سرطان المرارة
- تهافت المفكرين والخبراء الخلبيين
- بعض الطرق الوقائية والعلاجية الطبيعية للتعامل مع الأمراض الا ...
- محو الذاكرة التاريخية
- أسباب وأعراض سرطان الرحم
- حركية التاريخ وانعطافات الربيع العربي
- مرض السكري من النوع الثاني: بعض الأساليب الوقائية والعلاجية ...
- تحولات اللغة و التزامات المثقف
- أسباب وأعراض سرطان الأمعاء


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الجيش الاسرائيلي: رشقات صاروخية من لبنان اجتازت الحدود نحو ...
- ليبيا.. اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في سرت (صور)
- صحيفة هنغارية: التقارير المتداولة حول محاولة اغتيال أوربان م ...
- نتنياهو متحدثا عن محاولة اغتيال ترامب: أخشى أن يحدث مثله في ...
- بايدن وترامب.. من القصف المتبادل للوحدة
- الجيش الروسي يدمر المدفعية البريطانية ذاتية الدفع -إيه أس 90 ...
- -اختراق شارع فيصل-.. بداية حراك شعبي في مصر أم حالة غضب فردي ...
- بعد إطلاق النار على ترامب.. بايدن يوضح ما قصده في -بؤرة الهد ...
- ترامب يختار السيناتور جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب قاسم عزاوي - نواظم صناعة السياسات الخارجية