محمد ليلو كريم
الحوار المتمدن-العدد: 6806 - 2021 / 2 / 4 - 09:44
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
في عام ١٩٤٥ أسقط الحلفاء حكومة متطرفة في طوكيو ، وكذلك فعلوا في برلين إذ دمروا الرايخشتاغ وأنهوا الفوهرر هتلر ، وهتلر كان على رأس حكومة متطرفة ، وكانت الحكومتان ( في طوكيو وبرلين ) تعتنقان فكرًا يُمجّد السلفية الإمبراطورية ، ويعتقد بالعمل الإنتحاري كوسيلة انغماسية وتُرسية لمواجهة العدو ، ويُقدّس نظرية الأمة التي تعلو على كل الأمم ( خيرَ أمةٍ ) ، ويُضفي على الزعيم شيء من الالوهية ، وينظر للعدو كجيوش من الأشرار يحملون الظلام للعالم ويكفرون بصراط الأمة وربوبية زعيمها وحقها الفوقي بنشر مشروعها الأوحد الأحد .
في عام ١٩٤٥ نال اليابان والمانيا صدمة عظيمة بعد قنبلتين ذرية وأبادة النازية ، وأستسلم الأمبراطوريون والنازيون ، ولم يعاودوا الكرة ، وأنهوا كل توجّه متطرف ورغبة توسعية مُسلحة وثقافة دموية وعقيدة استعلائية وتقديس واهم ، ولم يشهد العالم بعدها سقوط جزيرة هوكايدو 北海道 في اقصى الشمال الياباني على يد تنظيم متطرف من الساموراي أو غيرهم ، أو سقوط شليسفيش هولشتاين Schleswig-Holstein الولاية الألمانية الشمالية على يد جنود الرايخ المُقدس أو مجاهدين نازيين ، فكل ما في الدولتين رغب وسعى للتغير والتقدّم والدخول في عهد جديد تهتم فيه الدولة ومؤوسساتها بالمنجزات العلمية والتعليم المرموق والتقنيات الحديثة والحريات وممارسة الديموقراطية ، ولم تنغلق اليابان ولا المانيا على عُقدة لعن المُحتل أو التكفير أو الإنغماس بنظريات المؤامرة وترويجها كثقافة عامة أو دراسات جامعية ، ولهذا تحولت المانيا واليابان الى دول من العالم الأول ، فلا ديانة الشنتو لعنت البروتستانتية الأمريكية ، ولا الكنيسة الالمانية لعنت الأنجيليين الأمريكان ، وكفى الله المؤمنين ( من ألمان ويابانيين ) شر القتال .
#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟