|
أوجه التشابه و المفارقة بين المغرب و اسرائيل
علي لهروشي
كاتب
(Ali Lahrouchi)
الحوار المتمدن-العدد: 6806 - 2021 / 2 / 4 - 00:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن الصراع حول الصحراء الغربية بين المغرب و جبهة البوليزاريو ، و الصراع بين اسرائيل و فلسطين هما صراعين متشابهين في عدة أوجه ، حيث أن الصحراء الغربية يطالب بها الشعب الصحراوي ، وفلسطين يطالب بها الشعب الفلسطيني ، و في كلا الحالتين يُستعمل مصطلح الاحتلال لتبرير النضال و المقاومة السلحة من أجل الإستقلال ، كما يستعمل مصطلح الإرهاب من قبل المحتل لتبرير عدوانه على الشعب الأصلي الذي يتبنى المقاومة ، و ما يترتب عن ذلك من ازمات ، ودمار ، وخراب ، وقتل ، و تقتيل للإنسان العسكري منه و المدني. كما أن هاتين المنطقتين بعيدتين كل البعد بعضهما عن البعض جغرافيا ، لكنهما قريبتين جنبا إلى جنب برفوف مكاتب الأمم المتحدة ، ومجلس الأمن الدولي ، الذي أصدر قرارات لا تعد ولا تحصى ، و جلبت كلا المنطقتين إدانات دولية ، ورسمت لهما خطط سلام بوساطة أمريكية أحيانا ، و أروبية أحيانا أخرى إلا أن تعقيد مشاكل المنطقتين ، وتزايد هموم ومعانات شعوبهما ، و الفشل الذريع في ايجاد حل نهائي لهما ، يرضي كلا الأطراف المتصارعة ، و ينهي الصراع ، ليحل محله السلم ، و السلام الحقيقيين ، لم يقتصر فقط حول جغرافية المنطقتين بين القوة المحتلة ، و بين الشعب الأصلي المحتل ، بل تجاوز ذلك ليؤثر مباشرة ، و بشكل سلبي في السياسة الدولية بكاملها ، إذ انقسم العالم بين اتجاهين متناقضين ، و مؤثرين بقوة في الساحة الدولية ، و المنتظم الدولي : اتجاه يعتبر المنطقتين محتلتين من قبل قوة دخيلة على الشعب الأصلي . و اتجاه اخر يرى عكس ذلك تماما . و كلا الإتجاهين يستند إلى معطيات عقائدية ، و تاريخية مختلفة أكثر منها قانونية. فأمريكا كقوة مؤثرة في السياسة الدولية تعترف بسيادة كل من اسرائيل على الأراضي الفليسطينية ، وسيادة المغرب على الصحراء الغربية ، و قد تجاوزت في ذلك القرارات الدولية و القانون الدولي ، وكل الاتفاقيات الدولية المبرمة حول المنطقتين ، لتعلن من جانب واحد فتح سفارتها بالقدس المتنازع حولها بين فلسطين و اسرائيل ، وفتح قتصليتها بالصحراء الغربية المتنازع حولها بين المغرب و جبهة البوليزاريو، دون احترام الشرعية الدولية ، التي تتبنى عكس ما لجأت إليه أمريكا. كما أن هناك بعض القوى الأخرى المؤثرة في السياسة الدولية المتشبثة بتنفيذ قررات الأمم المتحدة ، و مجلس الأمن في كلا المنطقتين التي يقاوم فيها سكانها الأصليون من أجل الاستقلال ، فيما يحارب فيها الاحتلال من أجل بقائه ، وفرض شرعيته . إن الاحتلال و عدم تنفيذ ، بل وتحدي ، و تجاوز قرارات مجلس الأمن الدولي ، و الأمم المتحدة المتعلقة بالمنطقتين يتم من قبل دولتين عضو في الأمم المتحدة نفسها المغرب واسرائيل . و هذا التحدي و التجاوز هو الذي جعل الصراع بالمنطقتين يشهد فترات من القتال العنيف الذي لا نهاية له ، كما أن المنطقتين تمزقهما جدران من الأسمنت ، و الرمال ، و حقول من الألغام للفصل بين الشعب الأصلي المحتل ، و القوة الغاصبة بمبررات مواجهة بناديق المقاومين ، وتوفير الأمن للساكنة الدخيلة على المنطقتين . لكن بالرغم من عدة أوجه التشابه بين هذين الصراعين بين كل من اسرائيل و فلسطين من جهة أولى ، و المغرب و الصحراء الغربية من جهة ثانية فإن وجه المفارقة يكمن في أن المغرب لا يعترف بسيادة اسرائيل على الأراضي الفلسطينية ، كما أن إسرائيل لا تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية . كما أن اسرائيل ركزت مند نشأتها أساسا على بناء الديمقراطية الداخلية ، حيث نزاهة الانتخابات ، و نزاهة العدالة ، واستقلال القضاء ، وفصل السلط ، و المحاسبة ، ومشاركة الاسرائليين في البحث العلمي و تطوير جميع المجالات ، وضمان حقوق الاسرائيليين على جميع الأصعدة بما في ذلك حق الشغل و التعويض عن البطالة ، لأنه بدون بناء القوة الداخلية ، و جمع شمل النسيج الداخلي قد يكون من الصعب ، بل من المستحيل مواجهة الجيوش المجاورة عبر كل حدودها الجغرافية ، وهو ما تسميه بجيوش الأعداء ، فصلابة و متانة قوتها الداخلية استطاعت أن تحقق من خلالها انتصارات عما تسميهم بجيوش الأعداء ، حيث وجهت سلاحها اتجاه من تسميه بالعدو ، فقتلت ، و قاتلت من أجل بقائها ، ودفاعا عما تسميه بأرضها ، و حقها الشرعي ، والتاريخي ، و العقائدي في الوجود و الحدود. فيما أن المغرب مارس عكس ذلك تماما ، حيث وجه سلاحه ضد الشعب المغربي أولا لتفكيك وحدة الشعب ، ثم ضد الشعب الصحراوي ثانيا ، كما اعتمد على القبضة الحديدية ، و الديكتاتورية ، وتحكم القبيلة العلوية الحاكمة في كل القرارات ، و المؤسسات ، و إحصاء أنفاس الشعب و اعتباره شعب غير ناضج بكل قواه ، حيث الاعتقالات ، والاغتيالات ، و الفساد بكل أشكاله و أنواعه ، و المحاكمات الصورية ، ونشر الزبونية ، و الرشوة ، و المحسوبية ، و الدسائس و المؤامرات الخسيسة ، و الانتقام ، و استعباد الشعب ، واقصائه من المشاركة في بناء المغرب بعد خروج الحمايتين الفرنسية و الاسبانية ، فإذا كانت اسرائيل تنتخب مؤسسات الشعب لتشكل الحكومات المسؤولة التي تتحمل كامل المسؤوليات في تسيير شأن البلاد و العباد ، فإن القبيلة العلوية بالمغرب تزور كل شيء ، و تعين كل شيء ، و تنهب كل شيء ، و تحاسب كل من يعارضها ، وبالتالي كانت الحكومات التي عرفها المغرب حكومات بعد خروج الحمايتين الفرنسية و الاسبانية لامثيل لها بباقي دول العالم التي تحترم نفسها ، حيث تعاقبت حكومات خلف الأخرى بالمغرب في وقت قصير حسب ميزاج القبيلة العلوية من عملاء فرنسا ، وليس حسب متطلبات الشعب المغربي ، فإذا كان الاسرائليون دخلاء و محتلين للاراضي الفليسطينية حسب وجهة نظر وقناعات الفلسطينين و من يساندهم ، فإن القبيلة العلوية محتلة للمغرب و للصحراء الغربية معا دون أن تتلقى ما يكفي من الشجب و الإدانة من قبل المنتظ م الدولي ، و المؤسسات الدولية ... إسرائيل بناءً على الحدود السابقة للانتداب البريطاني ، فقد كانت فلسطين جزء من الانتداب البريطاني على منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية حتى مغادرة القوات البريطانية عام 1948 في نفس السنة أُعلن عن تأسيس الكيان الاسرائيل بموجب قرار الأمم المتحدة 1947. بعد اعلان هذا القرار قامت جيوش كل من مصر، الأردن ، سوريا ، لبنان والعراق بمحاولة إجهاض حلم اليهود و الصهاينة في قيام هذا الكيان الاسرائيلي بالمنطقة ، لكن جيش الدفاع الإسرائيلي تصدي لتلك الجيوش العربية ، حيث اندلعت معارك ضارية استمرت 15 شهراً أدت إلى سقوط أكثر من 6,000 إسرائيلي . و في عام 1949 جرت مفاوضات مباشرة تحت رعاية الأمم المتحدة بين الكيان الاسرائيلي و العرب المعنيين في تلك الحرب باستثناء العراق الذي رفض نهائيا التفاوض مع اسرائيل ، لأن مجرد التفاوض معها يعني ضمنيا الاعتراف بها . أسفرت تلك المفاوضات عن اتفاقيات هدنة . فشملت السيادة الإسرائيلية السهل الساحلي ، و الجليل ، و النقب بأكمله ، فيما أن الضفة الغربية أصبحت تحت الحكم الأردني ، و أضحى قطاع غزة تحت ادارة مصرية . وتم تقسيم القدس ، حيث سيطر الأردن على الشطر الشرقي منها ، وسيطرت اسرائيل على الشطر الغربي . بعد أن وضعت الحرب أوزارها ركزت اسرائيل مباشرة جهودها دون مضيعة للوقت على تقوية ذاتها عسكريا ، وأمنيا للتمكن من مواجهة الصعاب الخارجية التي قد تهدد تواجدها و أمنها في المستقبل ، فركزت بذلك على تقوية سياستها الداخلية عبر الديمقراطية ، و حق الشعب اليهودي في اختيار ممثليه بحرية و نزاهة عبر صناديق الاقتراع ، حيث تشكل الكنيست - البرلمان - الذي ضم 120 عضواً ، وعقد أولى جلساته سنة 1949. وتولى كل من - دافيد بن غوريون - ، الذي اشغل منصب رئيس الوكالة اليهودية ، الذي انتخب أول رئيس للوزراء ، واختير - حاييم فايتسمان - الذي تولى رئاسة المنظمة اليهودية العالمية أول رئيس للكيان الاسرائلي ، ثم عمدت اسرائيل على تقوية سياستها الخارجية ، حيث تبوأت سنة 1949 مقعدها في الأمم المتحدة بصفتها العضو الـ 59 في المنظمة الدولية . وتماشياً مع سياستها التوسعية من أجل بناء موطن قوي لليهود ، فهي بذلك في حاجة لجمع شمل اليهود و استقطابهم بمختلف الطرق للقدوم عبر ارجاء العالم نحو اسرائيل ، ففتحت لهم كل أبواب الأمال ، مؤكدة بذلك حق كل يهودي في القدوم إلى البلاد و الحصول فور وصوله على الجنسية الإسرائيلية ، ومختلف الامتياوات الأخرى كحق السكن ، الشغل ، و التأمين ، و التعليم و التطبيب ، و التعويض عن البطالة ، و تسهيل الحصول على القروض المالية لبدء المشاريع الاستثمارية و تحقيق الأحلام المستقبلية لكل يهودي ، وخلال الأشهر الأربعة الأولى من قيام الكيان الإسرائيلي وصل إلى البلاد حوالي 50,000 من القادمين الجدد ، وفي نهاية عام 1951 كان قد وصل إلى اسرائيل 687,000 نسمة ، بينهم أكثر من 300,000 من اللاجئين من المجتمعات العربية . ونظراً للحاجة إلى توفير متطلبات العدد المتزايد من السكان استخدمت المساعدات المالية التي تحصل عليها اسرائيل من الخارج ، و المساعدات الإقتصادية الأمريكية ، و القروض التي قدمتها بنوك أمريكية ، ومساعدات يهود المهجر، والتعويضات الألمانية في أعقاب الحرب ، استخدمت لبناء المساكن ، ومكننة الزراعة ، و إنشاء أسطول تجاري و شركة وطنية للطيران ، واستغلال المعادن الكامنة في البلاد ، وتطوير الصناعات ، وتوسيع شبكة الطرق ، وشبكات الإتصالات و الكهرباء ... بذلك تضاعف الإنتاج الصناعي ، وعدد المستخدمين ، وازدادت الصادرات الزراعية ، واتسعت مساحة الأراضي المزروعة ، فتم تحقيق الإكتفاء الذاتي في جميع المنتجات الغذائية الأساسية . وتم تشجير حوالي 20.000 هكتار من الأراضي القاحلة ، كما غرست الأشجار على امتداد الطرق الرئيسية وشهد الجهاز التعليمي توسعاً ، إذ أصبحت الدراسة إلزامية بالنسبة لجميع الأطفال بين سن 5 حتى سن 16 ومجانية حتى سن 18 . و خلال الثمانينات والتسعينات استوعبت اسرائيل أكثر من مليون قادم جديد معظمهم من أقطار الإتحاد السوفياتي سابقاً وأوروبا الشرقية وأثيوبيا. تمكن جيش الدفاع الإسرائيلي، خلال ثمانية أيام من احتلال قطاع غزة وسيناء برمتها ، فأصدرت الأمم المتحدة قراراً يقضي بمرابطة قوة طوارئ دولية على امتداد الحدود المصرية الإسرائيلية ، و التزمت مصر بضمان حرية الملاحة في خليج إيلات ، وافقت اسرائيل على الإنسحاب على مراحل بين شهر نوفمبر 1956 و مارس 1957 من المناطق التي كانت قد احتلتها مقابل تأمين الملاحة و التجارة بين اسرائيل ودول آسيا وافريقيا ، وإستيراد النفط من الخليج الفارسي ، و خلال 1958-1968 تضاعف حجم الصادرات، وأصبحت اسرائيل تنتج محلياً ما كانت تستورده من قبل . وسجلت اسرع وتيرة للنمو في الفروع الصناعية ، و الاعتماد على التصدير عوض الاستيراد ، و الانتاج عوض الاستهلاك فقط . والزيادة في حجم التبادل التجاري ، و اتسع نطاق العلاقات الخارجية لإسرائيل باستمرار، إذ طورت علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة ، بريطانيا و كذلك مع معظم دول أمريكا اللاتينية وافريقيا و مع عدد من الدول الآسيوية. و بادرت اسرائيل إلى تنظيم دورات مكثفة للتعاون الدولي ، إذ تعاون المئات من الأطباء الإسرائيليين ، والمهندسين ، والمعلمين ، والمهندسين الزراعيين ، و العسكريين وخبراء الري ، و مرشدي الشباب مع زملائهم في مختلف ربع العالم في إطار مشاريع مشتركة إلا أن الهدوء النسبي بدأ يتلاشى مع تصاعد الهجومات انطلاقا من مصر والاردن ، والقصف السوري المستمر على قرى شمال الجليل . فحشدت مصر قوات عسكرية ضخمة في صحراء سيناء مايو 1967 و أوعزت إلى القوات الدولية لحفظ السلام التي كانت مرابطة هناك منذ عام 1957 بمغادرة المنطقة ، وعقدت معاهدة عسكرية مع الأردن ، حينها و جدت اسرائيل نفسها تواجه من جديد جيوشاً عربية على جميع الجبهات . وبينما كانت تلك الدول العربية تعد العدة للقضاء على الكيان الاسرائيلي ، نزل هذا الكيان الاسرائيلي بضربة استباقية يوم 5 يونيو 1967 على مصر جنوبا ، ثم على الأردن شرقا ، ثم على القوات السورية في هضبة الجولان شمالا . بعد ستة أيام أصبحت كل من الضفة الغربية ، وقطاع غزة ، وشبه جزيرة سيناء ، وهضبة الجولان تحت السيطرة الإسرائيلية ، و تم توحيد شطري القدس الشرقية و الغربية تحت الحكم الإسرائيلي . مع إنتهاء حرب الأيام الستة اصدر مجلس الأمن الدولي القرار 242 الذي دعا إلى " الإعتراف بسيادة و وحدة اراضي كل دولة و استقلالها السياسي ، وحقها في العيش في سلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها - أي بما فيها إسرائيل - ، وألا تتعرض للتهديدات أو لاستخدام القوة ضدها ." لكن الموقف العربي كما تمت صياغته في قمة الخرطوم اغسطس 1967 أكد أنه "لا سلام ، ولا مفاوضات ، ولا اعتراف بإسرائيل" . بعد سنوات من الهدوء النسبي شنّت مصر وسوريا هجوماً مفاجئاً ومنسقاً ضد اسرائيل يوم 6 نوفمبر 1973 و اجتازت القوات المصرية قناة السويس ، واقتحمت القوات السورية هضبة الجولان ، لكن جيش الدفاع الإسرائيلي تحكم بعد أسابيع في سير تلك المعركة ، واجتاز قناة السويس ، وتقدم ليرابط على مسافة 32 كم من دمشق. وأسفرت مفاوضات شاقة استمرت عامين بين اسرائيل ومصر وبين اسرائيل وسوريا عن اتفاقيات لفصل قوات الجيوش العربية المتحدة ، انسحبت اسرائيل بموجبها من قسم من الأراضي العربية التي إحتلتها خلال الحرب اتخدت منظمة التحرير الفلسطينية من جنوب لبنان مقرا لقواتها ، بعد أن طردت من الأردن 1970 ، بضغط وتهديد من اسرائيل للأردن ، و قامت بهجومات متكررة على قرى و مدن شمال اسرائيل ادت الى العديد من الخسائر ، مما جعل قوات جيش الدفاع الإسرائيلي تنتهك الحدود و تدخل لبنان سنة 1982 ، أسفر ذلك عن تدميرالبنية التحتية التنظيمية والعسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية بلبنان ، و تم التخطيط لضرب الفصائل الفلسطيمية بعضها للبعض في إطار سياسة فرق تسود. في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة و 4 مستوطنات ، انقسمت فلسطين إلى منظمة التحرير الفلسطينية بالضفة الغربية ، و حركة حماس بقطاع غزة . كما تمكنت اسرائيل من محاصرة الفليسطنيين أينما حلوا و ارتحلوا ، إذ فرضت على حكام المجتمعات العربية الإقليمية كمصر و الأردن و لبنان وسوريا التوقف عن تقديم الدعم العسكري للفليسطنيين ، إد لم يبق لهم سوى المنفد الوحيد المؤدي للتسوية مع إسرائيل وفق شروط هذه الأخيرة. و لم يبق الأن للفلسطنيين سوى ما يملكونه من صبر وروح المقاومة . أمام قوة اسرائيل التي فرضت على العالم ، و مؤسساته الدولة معادلة تتجاوز القرارات الدولية ، وفرض تواجدها عبر فتح سفارات بعض الدول على الأراضي المنتزع عليها مع الفلسطينيين بمنطق لا منطق له " إما أن تكون مع اسرائيل بفتح سفارتك بالقدس عوض تلأبيب أو أن تكون ضدها " ناهيك عن قتل الفلسطنيين بشكل همجي، واقتلاع الأشجار ، وهدم المنازل ، وحرق الأرض ، واختطاف و اعتقال الأسرى من بينهم البرلماني الفليسطيني مروان البرغوتي ، أمام صمت العالم في وجه الممارسات الإسرائلية التي تجاوزت أساليب النازية ، و الفاشية في حق الأرض و الانسان. للسعي الى إحلال السلام بالمقاييس و المواصفات الصهيونية في المنطقة دعت اسرائيل زعماء المجتمعات العربية الى الجلوس الى طاولة المفاوضات متبعة في ذلك سياسة العصى و الجزرة ، حيث توصلت عبر جهازها الاستخباراتي المعروف بالموساد إلى تجنيد بعض مدراء ، و مسيري ، وخبراء بعض المؤسسات المالية و الانسانية الدولية ، و واستطاع تشكيل لوبي صهيوني حتى بمواقع القرار ببعض الدول العظمى و على رأسها أمريكا ، كما نفذ عمليات اغتيال داخل وخارج اسرائيل لحماية إسرائيل بالدرجة الأولى ، و حماية عملائه من الملوك و الرؤساء العرب بالدرجة الثانية ، في المقابل نهجت اسرائيل مع اعدائها العرب من المسلمين سياسة فرق تسود ، حيث أنشأت و دعمت ، ودربت ، وجندت مجموعات ، وحركات ، ومنظمات ، وجمعيات يتم تسليح بعضها أحيانا للقيام بأعمال القتل ، و التدمير ، و الخراب بالمجتمعات التي تكن العداء لاسرائيل ، و في نفس الوقت يتم ابتزاز الحاكم بعروض اسرائيلية مُغرية للقضاء على تلك الحركات ، و ضمان بقاء الحاكم في الحكم مقابل التطبيع مع اسرائيل . في هذا الإطار قام رئيس مصر الراحل أنور السادات بزيارة القدس في نوفمبر 1977 واعقبت هذه الزيارة مفاوضات بين مصر وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة. وشملت اتفاقيات كامب ديفيد أيلول سبتمبر 1978 إطاراً لإحلال سلام شامل في الشرق الأوسط ، وتضمنت مشروعاً مفصلاً لحكم ذاتي للفلسطينيين . وفي 26 مارس عام 1979 وقعت اسرائيل ومصر على معاهدة سلام في واشنطن ، وبموجب نصوص المعاهدة انسحبت اسرائيل من سيناء . ثم إجراء مفاوضات بين الأردن واسرائيل ما بين 1991 و 1994 أنهت حالة الحرب بين البلدين التي دامت 46 عاماً. و تم التوقيع على معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون . لقد تمكن الموساد الاسرائيلي من التوغل داخل عمق و أسرار السلطة الحاكمة بالمجتمعات العربية ، حيث استطاع تجنيد بعض ملوك ورؤساء ، وبرلمانيين ، وإعلاميين بالمجتمعات العربية كعملاء له ، مقابل حماية كراسيهم و حكمهم من انتفاضة شعبية ضدهم ، أو من الانقلابات العسكرية ضدهم ، كما قسم الموساد الاسرائيلي العالم العربي ، و الإسلامي ، بما في ذلك شمال إفريقيا إلى مجموعتين لمواجهتهما بسياسة العصى و الجزرة معا ، حيث اعتمدت اسرائيل سياسة الجزرة مع كل من الملوك و الأمراء بمحميات الخليج كالامارات ، و السعودية ، وقطر ، و البحرين و الكويت ، وسلطنة عمان ، و الأردن ، و المغرب ، حيث وضعت عروشهم أمام تحويل تطبيعهم السري مع اسرائيل قديما إلى التطبيع العلني حاليا ، وتنفيذ مخططات أسرائيل أو زعزعة عروشهم و الاطاحة بهم ، وكان الخيار الأول هو المفضل لذا الملوك و الأمراء ، إذ أختاروا التطبيع و تنفيد مخططات اسرائيل بمشاركتهم في العمل على زعزعة الحكم بالجمهوريات العربية و الإسلامية ، و تدميرها ، في حين استعمل الموساد و الصهاينة سياسة العصى مع رؤوساء باقي المجتمعات العربية و الإسلامية و شمال إفريقيا إذ عمل الصهاينة وعملائهم من الملوك و الأمراء على القضاء على بعض الرؤساء بكل من فلسطين ، تونس ، ليبيا ، مصر ، السودان ، اليمن ، و العراق ، و تم تدمير لبنان وسوريا ، و التخطيط لتدمير وضرب الجزائر و موريتانيا مستقبلا بتجنيد عميل الصهيونية و الموساد الإسرائلي الديكتاتور العلوي الحاكم بالمغرب. المغرب إن اتفاقية ايكس ليبان التي منحت من خلالها الصهيونية العالمية و قوى الاستعمار عبر فرنسا للديكتاتورية العلوية و ازلامها الاستقلال الشكلي ، حيث تم بموجب ذلك تأسيس مجلس العرش يوم 17-10-1955 وعودة ما كان يسمى بالسلطان - السرطان - محمد الخامس يوم 16-11-1955 من إقامته الفخمة بالمهجر ، وصدور الاعلان المشترك الذي تضمن استقلال المغرب - الشكلي - يوم 02-03-1956، تلاه إعلان يوم 07-04-1956 من الحماية الاسبانية حول الشمال ومنطقة الريف أدى إلى بروز مواقف واتجاهات متعددة ، ووجهة نظر مختلفة تسبب في ظهور صراعات حزبية وسياسية وشخصية ، بين شتى الفاعلين في الساحة ، خاصة بين أنصار خيار استكمال معركة التحرير الشامل عبر نهج الكفاح المسلح لتحقيق الاستقلال الحقيقي الكامل بالتخلص من الحماية الفرنسية ، و الإسبانية من جهة ، ومن عملائهما من حزب الاستقلال و السلطان العلوي محمد الخامس من جهة ثانية ، وهو موقف بعض الفصائل المسلحة من المقاومين و جيش التحرير، وبين انصار خيار المفاوضات المتكون من الأحزاب أو ما يسمي نفسه بالحركة الوطنية ، من بينهم من فاوضوا الحماية الفرنسية في شان مصير المغرب ، مما تسبب في تصفية الحسابات عبر الاغتيالات السياسية ، والتصفيات الجسدية ، والاختطافات ، و العمل من جانب الديكتاتورية العلوية بضرب طرف بأخر حتى يتم تركيع الجميع أمام أقدامها وطموحاتها ، و القضاء على المقاومين و جيش التحرير من المسلحين ، على أساس القضاء على ما يسمى بالحركة الوطنية في النهاية عبر تذويبها فيما يسمى بالإصلاح ، التسوية ، و العمل السياسي ، و الحزبي ، و التناوب المغشوش. لقد قاد عدي اوبيهي في 17 يناير كانون الثاني من سنة 1957 مقاومة مسلحة ضد أزلام الحماية الفرنسية من حزب الاستقلال والسلطان العلوي. لكن بعد أن تم القضاء على هذه الأحداث اعتقل عدي اوبيهي ومن معه ، و امتدت أطوار محاكمته مابين 1957 و1959 قبل أن يموت مسموما بمستشفى ابن سنة 1961 ، كما عرفت منطقة الاطلس المتوسط بمنطقة اولماس سنة 1958 سلسلة اضطرابات وأحداث مماثلة تزعمها ابن الميلودي على أساس نفس أهداف كل من منطقة الريف والأطلس المتوسط ، والجنوب الشرقي. علاوة على أحداث تاهلا ، وبني وراين بتازة واكزناية ، وأحداث بني ازناسن بمنطقة بركان ووجدة ، و أحداث منطقة صفرو ، وجرادة ، ومناطق متعددة أخرى من المغرب . كلها مناطق تعرضت لكل أصناف القمع ، والعقاب الجماعي ، والإقصاء والتهميش ، حيث تم تقسيم المغرب بالرؤية الانتقامية و الاحتقارية للعصابة العلوية الحاكمة و أعوانها إلى مغرب نافع ، و مغرب غير نافع ، بنفس منطق واسلوب مغرب المخزن ، و مغرب السيبة ، و هي المواصفات التي أطلقتها الديكتاتورية العلوية على المغرب و المغاربة ، فيما أن الحقيقة تعكس ذلك ، حيث أن ما يطلق عليه بالمغرب النافع ، أو بمغرب المخزن ،هو في واقع الأمر ليس إلا بمغرب العياشة و العبيد ، فيما أم ما يطلق عليه بمغرب الغير النافع أو بمغرب السيبة ، ما هو إلا مغرب الأحرار من الرافضين للديكتاتورية العلوية ، و استعبادها ، و استبدادها ، و احتقارها ، وحقدها و كراهيتها للشعب المغربي. وبذلك لم يشهد المغرب في يوم من الأيام الأمن و الاستقرار ، و الرفاهية مما تطبل له أبواق الإعلام الرسمي للديكتاتور، بل بالعكس فقد عرف المغرب منذ ما سمي باستقلاله - الشكلي - إلى وقتنا هذا مجموعة من الأحداث الدامية في تاريخه ، التي لازالت جروحها غائرة في نفوس المغاربة من ضحايا الديكتاتورية العلوية المسلطة على المغرب و المغاربة ، عبر الدعم الذي تلقته ولازالت تتلقاه من قبل الصهيونية العالمية ، وقوى الاستعمارمن اجل الاستمرارية في الحكم ، و تنفيذ مخططات هذه القوى الاستعمارية ، و الصهيونية بالمنطقة ، وبذلك عرف المغرب عبر مساره السياسي مند استقلاله الشكلي إلى حد الأن اربعة أجيال أساسية وهي ، جيل المقاومة المسلحة و جيش التحرير ، وجيل الإصلاح ، وجيل المساومة ، وجيل الإنتهازية. بعدما استطاعت الديكتاتورية العلوية نهج سياسة المكر و الخداع ، و الأكاذيب ، المرفوقة برؤية " جوع كلبك يتبعك " و بسياسة العصى و الجزرة المقرونة بسياسة فرق تسود ، حيث استطاعت بمساعدة القوى الاستعمارية القضاء على الانتفاضات الشعبية المسلحة بكل من الجنوب الشرقي ، ثم إخماد انتفاضة الريف ، و القضاء على كل الأحداث التي كانت تستهدف الديكتاتورية العلوية العسكرية و المدنية منها كالأنقلابات العسكرية في بداية السبعينات 1971 و1972 ، و الأحداث المسلحة في سنة 1973 التي عرفتها منطقة مولاي بوعزة بمنطقة اخنفرة ، ثم الانتفاضات الشعبية التي لم تتوقف إلى يومنا هذا رغم الأحكام الجائرة التي تصدر في حق المتظاهرين من الطلبة و المعطلين و الصحفيين و الحقوقين ، والنقابيين و أبناء الشعب بشكل عام ، و التي تصل إلى أحكام خيالية تتجاوز ثلاثون سنة سجنا ، لم يسلم منها حتى الأطفال القاصرون ممن صدرت في حقهم أحكاما وصلت 15 سنة ، كما هو شأن - محمد بوهنوش - طفل 14 سنة المعتقل بما يعرف بحراك الريف ، الذي لم يطالب سوى بتحقيق المطالب الاجتماعية بمنطقة الريف المهمشة. ولالهاء الشعب المغربي من جهة ، وجعله يعيش أحلام اليقظة في اتنظارية مطلقة للأتي الذي لا ولن يأتي تحت الحكم العلوي الديكتاتوري الطاغي و المستبد ، ثم مراوغة المنتظم الدولي من الغيورين على الوضع في المغرب ، فقد تعاقبت حكومات شكلية تلوى الحكومات ، بدءا بحكومة البكاي بن مبارك الهبيل 7/12/519 الذي ترأس حكومتين، الأولى في 7 دجنبر 1955، والثانية في 27 أكتوبر 1956 . الحكومة الثالثة لأحمد بلافريج "حزب الاستقلال ما بين 12 مايو1958 و 16 دجنبر 1958 ثم الحكومة الرابعة: حكومة عبد الله إبراهيم وهو رئيس الحكومة ووزير الخارجية 24 دجنبر 1958، ورئيس حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي تشكل أساسا من خليط المنشقين عن حزب الاستقلال، و الحركة النقابية المغربية "الاتحاد المغربي للشغل" ومن بعض المقاومين ومن أعضاء في أحزاب اخرى مثل حزب الشورى والاستقلال، والحركة الشعبية ، وهو ما افرز أرضية صراعات سياسية داخل الحزب الجديد حيث انشقت "منظمة 23 مارس" عام 1980، ثم ظهر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سنة 1972 ، وأدى اندلاع أحداث عام 1963 دورا أساسيا في تنامي الصراعات ، مما جعل الديكتاتور محمد الخامس يشكل الحكومة التي رأسها هو لنفسه ، وهي الحكومة الخامسة في ظرف زمني لم يتجاوز سبع سنوات بعد الاستقلال الشكلي للمغرب ، حيث كان آنذاك الحسن الثاني نائب رئيس الحكومة و وزيرا الدفاع الوطني ، ثم الحكومة السادسة و هي حكومة الحسن الثاني الذي كان وزيرا للدفاع الوطني ، ووزيرا للفلاحة 4 مارس 1961 وبالإضافة إلى ذلك تحمل مسؤولية حقيبة رئيس الحكومة ، ووزير الخارجية في 5 يناير 1963 الحكومة الثامنة: وهي حكومة بدون رئيس، أحمد بلافريج الممثل الشخصي للحسن الثاني 08 يونيو 1965 وهو وزير الخارجية في 05 يناير 1963 ، الحكومة التاسعة برئاسة الحسن الثاني 13 نونبر 1963، وبعدها الحكومة العاشرة برئاسة الحسن الثاني في 08 يونيو 1965 الحكومة 11: محمد بنهيمة 11 نونبر 1967، الحكومة 12: احمد العراقي 7 اكتوبر 1969 كوزير أول ، الحكومة 13: محمد كريم العمراني وهو كوزير اول 6 غشت 1971 الحكومة 14: أحمد عصمان وزير اول في 20 نونبر 1972 الحكومة 15: احمد عصمان وزير اول في 25 أبريل 1974، الحكومة 16: احمد عصمان وزير اول 10 كتوبر 1977 ، الحكومة 17: المعطي بوعبيد، وهو وزير العدل ووزير أول في 5 نونبر 1981 الذي انشأ حزب الاتحاد الدستوري 10 أكتوبر 1983 الحكومة 19: حكومة محمد كريم العمراني كوزير أول الأولى 6 غشت 1971 الثانية 20 نونبر 1972 الثالثة 11 أبريل 1985 الحكومة 32: حكومة عبد اللطيف الفيلالي الأولى: 7 يونيو 1994 الثانية: 27 فبراير 1995 الثالثة: 13 غشت 1997 الحكومة 26: وهي حكومة عبد الرحمان اليوسفي كوزير أول في 4 فبراير 1998 ، وفي 26 سبتمبر 2000، أعيد تعيينه ، وكلفه الديكتاتور محمد السادس بتشكيل الحكومة 27 ، ثم الحكومة 28: ادريس جطو 7 نونبر 2002، 29: حكومة عباس الفاسي بتاريخ 19 شتنبر 2007، الحكومة 30: حكومة عبد الاله بنكيران حزب العدالة والتنمية ، 3 يناير 2012، الحكومة 31: سعد الدين العثماني 5 ابريل 2017 إلى حد الأن ، بالرغم من اختلاف التسميات التي ترافق هذه الحكومات ظاهريا من حكومات حزبية سياسية أو تقنوقراطية ، أو توافقية ، أو منتخبة ، فإنها في جوهرها باطنيا مجرد حكومات شكلية تتلقى الأومر من الديكتاتورية العلوية ، و هي مُجبرة بتنفيذ تلك الأوامر ، و بطاعة تلك الديكتاتورية و مساندتها ، و مسايرتها في تلك اللعبة القذرة ، المبنية أساسا على ثلاثية الله الوطن الملك ، وعلى سياسة السلم الإجتماعي ، و المسلسل الديمقراطي المزيف ، و الإجماع الوطني المفروض بالمنطق و الرؤية التي تضمن بقاء الديكتاتورية العلوية على كرسي العرش بالمغرب ، وضمان مصالحها المالية ، و الأقتصادية و التجارية ، حيث صارت بذلك الديكتاتورية العلوية من أغنى أغنياء العالم في ظرف لم يتجاوز خمسون سنة ، بالمقابل تم تفقير المغرب و الشعب المغربي ، و تدمير التعليم ، والصحة و المستقبل ، و إغراق البلاد في الديون الخارجية ، حيث صار المغرب يحتل الرتب المتأخرة عالميا على جميع الأصعدة. لقد ضم المغرب جزء من الصحراء الغربية سنة 1976 وجزء في عام 1979 بعد فترة وجيزة من انسحاب إسبانيا من المستعمرة ، فيما أن الشعب الصحراوي يعتبرها موطنا له ، لكن الديكتاتورية العلوية واجهتهم بالسلاح و الحرب أحيانا ، وبوقف اطلاق النارمن أجل المفاوضات المسمومة أحيانا أخرى ، حيث تم استقطاب العديد من المغاربة إلى المنطقة لتعزيز مطالبهم فيها في محاولة واضحة لقلب التوازن الديمغرافي ، على الرغم من أن ما يسمى بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، ليست دولة عضو في الأمم المتحدة ، إلا أنها معترف بها من قبل العديد من الدول وهي عضو كامل العضوية إلى جانب المغرب في الاتحاد الإفريقي ويظل التشابه الوحيد الذي يتقاسمه المغرب مع اسرائيل هي نفس المؤامرات و الدسائس ، إذ أن اسرائيل تقوم باعتقالات و اختطافات و اغتيالات لكل من يحارب تواجدها أطفالا كانوا أو مسنين ، والاعتداء على النساء و الشيوخ و الأطفال من الفليسطنيين ، دون أدنى اعتبار للمنتظم الدولي ، كما تقدم اغراءات لاستقطاب يهود العالم لتوسيع الاستطان و المستوطنات ، والضغط على الدول من أجل الاعتراف بسيادة اسرائيل على القدس و ذلك بالدفع بهم لفتح سفاراتهم بالقدس ، كما تمارس حرب وسياسة الاستنزاف ضد أعدائها من المجتمعات المجاورة ، و تضرب البعض بالبعض الأخر عبر الدسائس و المؤامرات ، فتجند بعض الحركات لتنفيذ العمليات المسلحة لزغزغة أمن بعض المجتمعات الممانعة ، وتحرض بذلك بعض الملوك ضد بعض الرؤساء ، و الرؤساء ضد الملوك ، كما تمارس سياسة التماطل باطنيا ، و التسوية المزيفة ظاهريا ، حيث ترفع شعار السلام في الوقت الذي تنفذ فيه الحرب ، وهو نفس اساليب و ممارسة الديكتاتورية العلوية ضد الشعب المغربي وضد الجيران ، حيث ممارسة الاعتقالات ، والاختطافات ، والاغتيالات في حق الصحافين ، و الحقوقيين ، و المناضلين ، و المعارضين دون أن تعير أي اعتبار للمنتظم الدولي ، كما تتحكم في النمو الديمغرافي بمنطقة الصحراء الغربية عبر استقطاب أسر و عوائل الجنود المغاربة و توطينهم بها ، و العمل على استنزاف خيرات المنطقة ، و شراء ذمم بعض الأعيان الصحراويين ، و تقديم الإغراءات المالية ، و الإمتيازات لشيوخ القبائل ، و نهج مؤامرة التسوية المبنية على المكر و الخدع ، و التماطل ، و الضغط على بعض الدول الحليفة للديكتاتورية العلوية بالمغرب بإقرار الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية ، وفتح قنصلياتهم بالمنطقة ، و اتهام الجيران وعلى رأسهم الجزائر بدعم البوليزاريو ، بهدف دفع كل من الجزائر و موريتانإ فرض الحصار على البوليزارية بنفس الطريقة التي فرضت كل من مصر و الاردن و لبنان و سوريا حصارهم على الفصائل الفلسطينية نتفيذا لأوامر اسرائيل . كي لا يبق للشعب الصحراوي سوى المنفد الوحيد المؤدي للتسوية مع الديكتاتورية العلوية وفق شروط هذه الأخيرة. و عندما عبرت الجزائر عن رفضها إملاءات و ضغط الديكتاتورية العلوية ، تم إغراق الجزائر بكل انواع المخدرات ، و الحركات الإسلامية المسلحة التابعة لجبهة الإنقاذ التي يتم تدريبها بالمغرب تحت رعاية أجهزة الاستخبارات ، على اساس تنفيذ عملياتها القتالية المسلحة على الأراضي الجزائرية ، ثم تبني قضية القبائل بالجزائر من أجل تحريضها على الانفصال ، وتدويل قضيتها. ويبقى الأختلاف الوحيد الجوهري بين كل من اسرائيل و المغرب ، كون إسرائيل أصيلة ، و ديمقراطية مع شعبها اليهودي ، بينما العصابة العلوية دخيلة و ديكتاتورية على و مع الشعب المغربي ، لكونها عصابة علوية لا شرعية لها غير شرعية القتل وهدر الدم من أجل البقاء. و يبقى السؤال المطروح و المحير هو من يتعلم من من بين كل من المغرب و اسرائيل ؟؟
أمستردام
#علي_لهروشي (هاشتاغ)
Ali_Lahrouchi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كوارث التطبيع الاسرائلي على الشعب المغربي
-
استقالة الحكومة الهولندية نتيجة أخطاء في تسيير الشأن الضريبي
-
تنفيذ الديكتاتورية العلوية بالمغرب للمخططات الصهيونية العدوا
...
-
حواري مع وكالة الأنباء الجزائرية
-
حول الأسرى الأبرياء بسجون المغرب ، ليس هكذا تورد الابل يامحم
...
-
الجالية المغربية بين إنهيار التوجه الملكي و صعود التوجه الجم
...
-
إلى فخامة الرئيس الأمريكي
-
المغرب وحكم الديكتاتورية العلوية بين الأمس و اليوم
-
المغرب : ديكتاتورية العلويين الأنذال في مملكة الأزبال
-
مخابرات الديكتاتور محمد السادس تختطف الجمهوري - خالد أيت لحس
...
-
الإرهاب الديني ، و السياسي للديكتاتورية العلوية بالمغرب.
-
فضائح الديكتاتور محمد السادس في زيارته الأولى و الأخيرة لأمس
...
-
الديكتاتور محمد السادس يحتضر، وفرنسا تحاول جمع الشمل العلوي
...
-
دعوة - لبنى أبيضار- للمطالبة باللجوء السياسي بهولندا
-
رسالة إلى رئيس المجلس الأعلى للقضاء المفترس الطاغية محمد الس
...
-
تعزية حارة في المصاب الجلل لأسرة لهروشي
-
الديكتاتور المفترس محمد السادس يشرد الأمازيغ من أراضيهم لينه
...
-
فنانة إيرانية بريطانية - سارة مابل - تحطم الطبوهات المحرمة د
...
-
هل ورط المغرب الجزائر في الأحداث الإرهابية بفرنسا ؟
-
أسامة بن لادن للبيع في المزاد في قلب أمستردام بهولندا
المزيد.....
-
الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا
...
-
شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
-
استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر
...
-
لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ
...
-
ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
-
قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط
...
-
رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج
...
-
-حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
-
قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
-
استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|