|
تحقيق العدالة الاجتماعية لتلبية الاحتياجات
عبد الخالق الفلاح
الحوار المتمدن-العدد: 6804 - 2021 / 2 / 2 - 21:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد حفل التراث الديني والإنساني في مساراته المختلفة بتواصل جلي مع قضية العدالة الاجتماعية وهناك الكثير من الاحاديث والسور القرانية المؤيدة و التي مثلت القضية المركزية والباعث لسائر الثورات والتحولات الاجتماعية الكبرى ايضاً ،واعتبرته حساباً واحدة من القضايا الحاضرة في دائرة البحث والمسعى الإنساني على مر الحقب، فلم تبارح محل القلب منذ بواكيره ووضعته في دائرة النظر والفكر الإنساني ولم تغادره مطلقاً ، وهناك عوامل تضيف قدراً من التعقيد حول المفاهيم والمبادئ المؤسسة لهذه القضية و تظل متعددة المنابع والروافد والحقول ومظان التأثر والتأثير، وثمة روافد ومنابع موصولة متعددة بالمؤثرات والمرجعيات باختلاف الشرائع والأديان والمدارس الفلسفية، مما يفضي إلى القول بأن الأمر موصول بتباين المقاربات الفلسفية والمعتقدات الدينية والمبادئ الأخلاقية ، إن موجـات الصراعـات واالضطرابـات التـي هيمنـت علـى المنطقـة فـي العقـد الماضـي كانـت علـى حـد ســواء ســبب لعــدم إعطــاء الاولويــة الكافيــة للعدالــة الاجتماعيــة كهــدف إنمائــي رغم ان مفهوم العدالة الاجتماعية فيها الكثير من المفاهيم الشاملة والتي تمس جوانب من حياة البشر بجميع اشكالهم وعقائدهم وفي ظل تطبيقها يتم تحقيق المساواة والعدالة بين جميع افراد المجتمع في فرص العمل وتوزيع الثروات والحقوق السياسية وفرص التعليم والرعاية الصحية وغير ذلك , وتحقق للناس جميعا الحياة الكريمة العادلة بعيدا عن مشاعر الاحساس بالظلم او القهر نتيجة سلب الحقوق او الاستئثار بالثروات او احتكار أي منها لطبقة من المجتمع دون اخرى , وبالتالي يتمتع جميع افراد المجتمع في ظلها بعيش حياة كريمة بعيدا عن التحيز وبغض النظر عن الجنس او العرق او الديانة او المستوى الاقتصادي او القرابة من هذا المسؤول، ويجئ باضطراد وفق سياقات متباينة، ويُراد به جملة معاني تتسع أو تضيق في مدلولاتها عند وصلها بحقول الاجتماع الإنساني المختلفة، بيد أننا نتبنى تعريف توجيهي كلي يتسم بالشمول والسعة ليستوعب الأبعاد الرحبة للعدالة الاجتماعية، فمفهوم العدالة الاجتماعية يعني تعميماً "حالة عمادها ومحورها إقامة العدل في المجتمع وانتفاء الظلم فيه .ان نجاح المجتمعات في الانتقال وبناء السلام، يجب معالجة قضايا مثل التمييز الممنهج والإقصاء والنقص في المؤسسات وانعدام المساواة والإفلات من العقاب. "السلام لا يتحقق وحده بمجرّد إسكات صوت البنادق أو توّقف جرائم الانتهاكات، بل ينبغي الاعتراف بالمعاناة التي تكبّدها الضحايا وإعادة الثقة بمؤسسات الدولة وقوات إنفاذ القانون. "في السودان على سبيل المثال، كان الدافع الأساسي لإسقاط النظام هو مطالبة جميع أطياف المجتمع بالعدالة، وجاءت المظاهرات بعد عقود من تراكم الإفلات من العقاب على جرائم انتهاكات لحقوق الإنسان. وأدّت الاحتجاجات الشاسعة حول العالم إلى إعادة القوة للمطالب الشعبية من أجل المساواة والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين والعدالة المناخية والحقوق الأساسية " كما تقول مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان السيدة ميشيل باشيليت. أن مصطلح العدالة الانتقالية ظهر بعد موجة من الانتقالات السياسية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي في أميركا اللاتينية ووسط وشرق أوروبا وفيما بعد في جنوب أفريقيا، جرى بعد ذلك تبني إجراءاتها كما تنفذها بعض الدول وتتابع مسارها دول أخرى حول العالم. وقد تطور هدف العدالة الانتقالية في العقدين الماضيين مع تنامي الخبرات وتغيّير ديناميكية الصراعات. وقد أشار مجلس الأمن إلى العدالة الانتقالية عبر تشكيل لجان تقصي الحقائق أو تكليف قوات حفظ السلام أو بعثات سياسية خاصة مثل بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق (يونامي)، و المبعوثين والممثلين الخاصين للأمين العام يعززون العدالة الانتقالية من خلال اتفاقيات السلام ولعل الظروف التي شهدها العراق ما بعد التاسع من نيسان 2003 وترسبات الاستبداد السياسي للأنظمة السابقة جعلت المجتمع العراقي في مواجهة تحديات وإشكالات عديدة سياسية، اقتصادية، وأمنية، واجتماعية فرضت نفسها على الواقع وعلى مدى استقرار المجتمع، ومن ثم على إمكانية بناء الدولة العراقية على أسس جديدة، ولعل أهم تلك الإشكالات التي شكلت كابحاً أمام بناء الدولة بمؤسساتها كافة هي الإشكالات الاجتماعية، إنطلاقاً من أن تحقيق البناء الإنساني والاجتماعي للفرد يُعد حجر الزاوية في تأسيس أركان الدولة الحديثة إلى جانب الأبعاد الأخرى، والمشكلة الرئيسية التي يعاني منه العراق حالياً غياب العدالة الاجتماعيه وانتهاك واضح لحقوق الانسان انعدام تكافؤالفرص وانعدام الخدمات وانهيارالبنيه التحتيه الاقتصادية وتوفير مستلزمات الانسان الضرورية ما يشمل إشباع حاجات الإنسان الأساسية واقتسام الموارد المادية على أساس المساواة وتستهدف إتاحة الفرصة للجميع للوصول إلى الخدمات الأساسية في مجالات الصحة وتوفير الحماية للأفراد والمجموعات المحرومة.وفشل التعليم وتدهور الصحه وانتشارالامراض وانتشاراخطر الظواهرالاجتماعيه السلبيه المتمثلة بتتجارة الاطفال والنساء والجرائم والخطف والفلتان الامني و مشاهد مؤلمه لأسرتعيش فى اماكن غير ملائمة للسكن وتتغذى على الانقاض بسبب عدم قدرتهم على السكن فى مكان مناسب بسبب الفقرحيث اصبح حال البلد فى حافة الفقر و ازدياد التفاوت في الفرص بين الشرائح العليا من جهة والشرائح الدنيا والطبقات الكادحة من الفقراء لعدم قدرتهم على شراء هذه الخدمات ومـن الطبيعـي أن القضايـا الهامـة المتعلقـة بالعمالـة الناقصـة والبطالـة وعـدم التوظيـف تعيق اي جهـود تنمويـة أو إصلاحيـة تقـوم علـى تحقيـق العدالـة الاجتماعيـة لهؤلاء ولفئات المجتمع المخلفة الاخرى وتحتاج الى دراسة اسباب العيـش المتدهـورة واصلاحه وتنظيم مسـارات العمالـة المحتملـة لهـؤلاء الافـراد، إلـى جانـب المؤسسـات السياسـية غيـر المتمثلة ومنظمـات المجتمـع ًالمدني لكي يوفرالاسـتقرار في البلد علـى نطـاق واسع ، وبالتالي تقليص فرصهم في تحسين مستوى معيشتهم ولذلك برز على نحو متزايد التهميش الاقتصادي والاجتماعي لهذه الفئات وهو في تزايد مضطرد عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي
#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل هذه هي العدالة الاجتماعية ...؟
-
الهدايا الغثة بدل المصالح الوطنية
-
العراق...الازمات والمعالجات وغياب رجال السلطة
-
العراق في الهشاشة القصوى
-
مفهوم التنمية الثقافية في تجسيد الحياة
-
حكومة السلطة و حكومة الخدمة
-
فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى *
-
المدح والذم الكاذب... يسوقان المجتمع الى الكوارث
-
نامي جياع الشعب نامي*
-
حب الشهرة اسقطت ترامب ومهابة امريكا
-
المحللون ... و ستارالسياسة
-
التملق وسيلة لانهدام المجتمعات
-
الشهادة لمن يستحقها وسام وهوية
-
المداهنة والتواطئ من علامات النفاق السياسي
-
15 عام للمراة الحديدية.. انجيلا ميركل*
-
تهنئة.. وتفائل في العام الجديد
-
بايدن..هل ينهي الرقص على جراح الشعوب...؟
-
حرية التعبير..بين حق المطالبة والامن القومي
-
الكرامة ...وجود الانسان ونقائه
-
الهوية والانتماء والولاء تعكس الثقافة
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|