أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد قاسم علي - الخطاب الساذج و الضحل














المزيد.....

الخطاب الساذج و الضحل


محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(Syd A. Dilbat)


الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 31 - 19:35
المحور: المجتمع المدني
    


لا يخفى على احد منا ما آلت اليه الظروف الإجتماعية و الإقتصادية و الثقافية من إنحطاط مستمر في الواقع العراقي منذ عقود من الزمن، حيث نستطيع إحتساب بداية الإنهيار ب آخر خمسين سنة من العملية السياسية البائسة. القيادة التي اخذت بزمام الامور إستخدمت عامل الترهيب كقاعدة اساسية في الخطاب السياسي، فالخطاب السياسي يكاد يخلو من البلاغة تماماً. و يُعزى الامر في هذا الى ان السياسيين هم نفسهم من رحم المجتمع الذي خرج ب تركة ثقيلة من الجهل بعد إنهيار الخلافة العثمانية التي لطالما وصفت ب الفترة المظلمة من التاريخ. أي انه في الاستنتاج الاخير لم تتولد تلك الفرصة اساساً لبناء مجتمع متماسك بعيداً عن العنف و الإنحطاط. فظلت لغة التهديد و إسلوب الحديد و النار هو الامر السائد في الفلسفة السياسية علاوة على ذلك إن الطبقة المثقفة من أعيان المجتمع لم يتسنى لها الفرصة ل الصدارة في المشهد السياسي إطلاقاً. ف زراعة الخوف كانت هي القاعدة الاساسية و نقيض ذلك يعد شاذاً عن القاعدة.
لنأخذ على سبيل المثال البلاغة كفن في الخطابة حيث يقول ابن الأثير: «مدار البلاغة كلها على استدراج الخصم إلى الإذعان والتسليم، لأنه لا انتفاع بإيراد الأفكار المليحة الرائقة ولا المعاني اللطيفة الدقيقة دون أن تكون مستجلبة لبلوغ غرض المخاطب بها.»
كلمة "بلاغة" في اللغة العربية هي اسم مشتق من الفعل الثلاثي (بلغ) بمعنى أدرك الغاية أو وصل إلى النهاية. و"البليغ"، هو الشخص القادر على الإقناع والتأثير بواسطة كلامه وأدائه. فالبلاغة تدل في اللغة العربية على إيصال معنى الخطاب كاملًا إلى المتلقي، سواء أكان سامعًا أم قارئًا. فالإنسان حينما يمتلك البلاغة يستطيع إيصال المعنى إلى المستمع بإيجاز ويؤثر عليه أيضا فالبلاغة لها أهمية في إلقاء الخطب والمحاضرات. تقوم البلاغة على ثلاثة امور رئيسية الا وهي المنطق و النداء الى الاخلاق و النداء الى العاطفة او المشاعر.
النداء الى المنطق، السبب، الدليل, الحقائق و الارقام
النداء الى الاخلاق تقتصر على المصداقية و الاسلوب و النبرة الصوتية التي يتحدث فيها الخطيب.
النداء الى العاطفة ف تقتصر ب سرد القصص و إستمالة عاطفة المتلقي و شده الى بنية الخطاب.

ف البلاغة تمت تجاوزها في الخطاب السياسي في العراق بصورة تعكس عن واقع مخيف، ف السياسي يهزى من عقلية المتلقي و يهزء من نفسه بخطابه المرتبك الضحل .
على سبيل المثال كيف يمكن ل سياسية في البرلمان ان تتحدث بأسلوب مستفز إرهابي و الشعب حينها يقف مكتوف اليدين ، انه لامر يدعو الى الذهول او سياسي آخر يقول جميعنا نسرق (كلنا نبوگ). في ظل هذا الخطاب نستنتج إن الشعب يمر في جهالة مخيفة.
كل هذه التركة نابعة من القهر. فالشعوب المقهورة تسوء اخلاقها.
ف الخطاب الضحل ينتج من إستخفاف المُخاطِب ب المُخاطَب و للتعمق في الحديث عن الخطاب الضحل نحتاج الى سلسة كاملة من المقالات المبنية على الحقائق. لكن اود ان اشير الى نقطة مهمة الا و هي إن إستخفاف الفرد بذاته كان له الاثر العظيم بتسلق المنحطين الى الواجهة السياسية و إعتلاء سدة الحكم. فأين هي البلاغة في الخطاب السياسي على شاشات التلفاز العراقية؟ إن من يظهر على شاشات التلفاز من سياسي العملية السياسية بعد عام 2003 تشوبهم شائبة الفساد وأيديهم ملطخة بدماء المدنيين. فلا تتوقع من هؤلاء الحفاة ان يصدر منهم خطاب متزن لأن التخلف راسخ في سريرتهم. لذا توجب ب مسؤلية كبيرة إيقاف تدوير هؤلاء الوحوش عن طريق بناء الاسرة بطريقة تكفل وصول الافراد الى ارقى المستويات لبناء مجتمع يعمه الرخاء والتقدم و السعادة.
فكما نعرف إن المُلك لا يستقيم امره إلا بالعدل، والعدل وضعه الله بين خلقه و وضع عليه قيماً و هو المَلك.



#محمد_قاسم_علي (هاشتاغ)       Syd_A._Dilbat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُعجب بالأدب الإنجليزي
- الجميل في قادم الأيام إن....
- صفات لا تفارق الاُمم المضمحلة
- على نهج بو يانغ في النقد اللاذع
- حرب داحس و الغبراء بعد عام 2003


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد قاسم علي - الخطاب الساذج و الضحل