أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد نبيل صابر - مانيفستو القومية المصرية...مقدمة















المزيد.....

مانيفستو القومية المصرية...مقدمة


محمد نبيل صابر

الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 31 - 15:53
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


منذ ان انبثق تاريخ الانسانية فى قلب تلك البقعة المقدسة القابعة فى اقصى الركن الشمال الشرقى من قارة افريقيا والمثلث المتصل بها فى اقصى جنوب غرب آسيا ، كان سكان تلك البقعة سواء فى العصور الاولى وحتى الاستقرار على جوانب نهر النيل والبدء فى تنظيم الحياة الزراعية المستقرة لاول مرة فى تاريخ الانسانية وحتى انبثاق فجر الدولة المركزية الاقدم فى تاريخ البشر بقيام نارمر من حضارة نقادة الثالثة بتوحيد مصر العليا والسفلى.
تلك الدولة المركزية الاقدم عبر عصورها المختلفة منذ عصر الاسرات المصرية القديمة وعبر صور الحضارة المصرية بنسخها الهيلينية والقبطية والعربية ، استمرت لاعبا سياسيا وثقافيا مهما فى كل تلك العصور وفى كل الامبراطوريات التى اشرقت وغربت فى عصور التاريخ المختلفة. واستمر سكان تلك البقعة فى التعبير بصور مختلفة عن انتمائهم الى تلك البقعة واصرارهم على الحفاظ على هويتها ومنح حتى الاديان المختلفة المارة عليها صبغة مصرية خالصة تميز تدينها عن مختلف المناطق المحيطة وحتى عن الموطن الاصلى لهذا الدين
تلك الهوية التى تعرضت الى هجمات مختلفة وتحت مسميات مختلفة، وان القراءة المدققة للتاريخ المدعومة بالابحاث العلمية اثبت صلابة النواة الداخلية لهذا الشعب الآبى ، وعلمنا ان اى نهضة لتلك الامة الثابتة تنطلق من الانتماء لتلك الارض وترتكز على ايمان يقينى فى الوعى الجمعي لهذا الشعب بقدسية تلك الارض وهوية مميزة لشعبها وان اكبر خطر يحيق بها هو فى نفس الوقت اكبر محفز لابراز عظمة البشر المخلوط بطينها
عبر التاريخ اكتسبت الهوية المصرية مهما مر بها من ازمات ونكبات نكهة مغايرة عن الشعوب المجاورة شرقا وغربا وجنوبا ، هوية عبرت عن نفسها ثقافيا عبر اللغة بصورها المختلفة فالامتداد الطويل تحت الحقبة اليونانية والرومانية لم يؤثر فى تواجد اللغة المتوارثة من الاجداد عبر اللغة القبطية ، وعندما تحولت الالسنة الى اللغة العربية كانت الصورة المصرية منها هى الصورة الاهم والاشهر محتفظة بجذور اللغة الام من المصريين القدماء وتحولت الى النسخة الاكثر تداولا وفهما بين مختلف اللهجات عبر امتداد متحدثى العربية.
كما عبرت تلك الهوية عن نفسها فى الدين ، فالمعبودات المصرية قبل عصور الاديان الابراهيمية ظلت موجودة ونابزت معبودات الآتين من الشمال اليونانيين والرومانيين وعندما انتقلت المسيحية الى مصر انطبعت الاعياد والمواسم المصرية القديمة فى الديانة الجديدة ، وشكل الفهم المصري للديانة المسيحية وفلسفتها الاساس الرئيسى للكنيسة الارثوذوكسية المصرية التى اصبحت الكنيسة الام للاروثوذوكس حول العالم ، بل وكانت المواجه الحضارى للكنيسة فى روما .
وعندما تحولت الديانة الى الاسلام ، وضع المصريون بصمتهم فى ذلك الدين ، سواء فى الطقوس والشعائر وحتى طريقة تلاوة القرآن ذاته لتصبح مصر مصدر العلم الشرعى فى ذلك الدين.
استمرت تلك الهوية مع استمرار ذلك الشعب فى تلك الارض ، عبرت البحوث العلمية المختلفة عن استمرار نسل المصريين القدماء مؤسسى فجر الحضارة البشرية حتى الآن فى تلك الارض ، ليس فقط على الصعيد الحضارى والعادات والتقاليد، بل فى الجينات والسمات البشرية المورفولوجية الواضحة لهذا الشعب. حيث مثل ذلك التماسك الجينى والبشرى تفسيرا لعظمة هذا الشعب واستبساله فى حماية تلك الهوية والتعبير عنها سياسيا وثقافيا وحضاريا
نحن مجموعة من ابناء تلك الارض، ارتبطنا بها ونذرنا انفسنا للدفاع عن تاريخها وحاضرها حماية لمستقبلها، نحن مجموعة تأبى بمنتهى الاباء والشمم ان يهال التراب على حضارتنا او ارضنا او هويتنا، ارتضينا المصرية هوية وتعريفا ، ولا نجد كلمة جامعة او تعريفا شاملا لهويتنا سوى اننا مصريون . اجتمعنا على حب ذلك الوطن وآمنا بأن فى تلك المرحلة الفارقة فى تاريخ الاوطان انه حان الوقت لكى نتقدم الى شعب مصر والى قياداتها السياسية بمشروع حضارى متكامل يبعث تلك الهوية من ركامات تتالت عليها تحت مسميات مختلفة واشكال مختلفة ، سعت بشكل او بأخر الى تقزيم تلك الهوية واستبدالها فى نفوس سكان تلك الارض بهويات بديلة ، تخدم بقصد او بدون قصد اهدافا مضادة لاهداف ذلك الوطن .
ان الخطر الاكبر الذى يحيق بهذا الوطن لم يكن يوما خطرا عسكريا او اقتصاديا او سياسيا ، ففى سواعد ابناء الوطن الردع الكافى لتلك الاخطار، ولكن الخطر الاكبر دائما هو الخطر الحضارى حيث تستهدف سهام الاعداء حضارة الوطن وهوية مواطنيه ،فى محاولة لاصابة قلب ذلك الشعب بالوهن فتهين عزيمته ويخر صريعا امامهم .
اننا نرى ان تحركات المصريين عبر تاريخهم والتى كان آخرها ثورتهم فى 30 يونيو 2013 ، لم يكن تحركا لاهداف اقتصادية تحت ضغط الفقر او لاهداف سياسية تحت ضغط تردى الاوضاع آنذاك، بل تحرك للدفاع عن تلك الهوية وتلك الحدود، كان تحركا عارما دفاعا عن الدولة المركزية الاقدم فى التاريخ ورفضا لمحاولات فرض هوية ثقافية وسياسية بديلة ترمى بالانتماء الوطنى الى اخر الاهتمامات وترمى ذلك الوطن فى طابور الولايات التابعة .
الى ابناء هذا الشعب
الى ساكنى ذلك الوطن المقدس
لم ولن تكن دعوتنا تلك دعوة شوفينية او انعزالية، اننا ندرك ان ذلك الموقع المميز الذى تقع فيه ارض مصر المقدسة قد فرض عليها واجبات ومهام تتطلب خلق مجال حيوى خاص لحماية اراضيها ومواطنيها ، وان ذلك المجال الحيوى يجب ان يحكمه اولا وأخيرا مصلحة ذلك الوطن وحماية اراضيه والدفاع عنها . ان دعوتنا ان نجتمع حول مصر ومن اجل مصر وان نبذل الغالى والنفيس لنسلم ابناءنا ما ورثناه من الاجداد بهامات مرفوعة ورايات خفاقة
هذه دعوتنا وهذا وطننا، فهلم نجتمع من اجله ، فى هذا العصر لم ولن تكن المواجهات عسكرية مباشرة ولا تتعرض حضارتنا وارضنا الى حملات منتقاة كما اعتدنا عبر التاريخ، فلو كان الامر كذلك ما اصابنا هما او قلقا، ولكن تتعرض مصرنا وحضارتنا الى هجمات مختلفة تاريخية وثقافية وسياسية واقتصادية ، تهاجمنا فى تاريخنا فتسرق تارة منجزات حضارتنا وتشككنا فى انتمائنا الى تلك الارض تارة اخرى وتهاجم وعينا وارادتنا تارة ثالثة . فى تلك الحرب الضروس هذه ايادينا تمتد تطلب يد كل الشعب الى كلمة سواء هى مصر
فى البدء كانت مصر
وفى المنتهى ستكون مصر
هكذا علمنا الاجداد وكتبوها لنا وصية ، هكذا سنوصى الاحفاد ونسلمها لهم شعب اصيل منتمى وراية خفاقة الى اعلى السماوات



#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب وانصاره ..سحابة صيف ام تيار جديد؟
- من خطاب تنصيب 2024
- القومية المصرية..الحقائق والأساطير
- الاخوان وصياغة الرواية البديلة
- نحو صياغة قومية مصرية
- مستقبل داعش..الفكر والتنظيم
- معسكرات تأهيل وليس الدية
- الأشبين
- الحاكمية عند الشيعة
- حزب التحرير.. المنسى فى الاسلام السياسى
- من قتل السياسة فى مصر؟!! -2-
- احمد خالد توفيق...وداعا
- من قتل السياسة فى مصر؟!!
- من اجل القلعة
- الخروج من عباءة فايمار المصرية
- الامير المصرى
- ثورة بلا قضية
- موعد مع الرئيس
- كوكب العقلاء...مصر
- لماذا لا يحب الجمهور مجلس طاهر ؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد نبيل صابر - مانيفستو القومية المصرية...مقدمة