أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد راشد صالح - بيوت العبادة وبيوت الدعارة














المزيد.....


بيوت العبادة وبيوت الدعارة


أحمد راشد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 31 - 14:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من المسلمات ان للإنسان حاجتان، حاجة روحية عليا وحاجة مادية دنيا، وبين هتين الحاجتين تتأرجح النوازع والرغبات.
قسما من الناس يرى في دور العبادة مكانا ملائما لتغذية الروح والشعور بالسكينة والاطمئنان، فالحديث مع رجل الدين في المسائل الروحانية من شأنه ان يحفز ذلك الشعور الروحي نحو نبذ الماديات، والاسترخاء من ملل الحياة، وان كان ذلك بشكل مؤقت.
وقسما من الناس يرى في المجون وبيوت الدعارة مكانا ملائما لتفريغ حاجاتهم الجنسية، وللشعور بان هنالك من يستطيع ان يتبادل معهم العواطف والحب، وان كان ذلك بشكل مؤقت.
الواقع الذي نعيشه اليوم بعد انحراف التدين عن مساره فرض حالة جديدة، فاليوم نرى المؤسسات الدينية وبيوت الدعارة كلاهما يقدم بضاعته مقابل ثمن!
فالمؤسسات الدينية برجال دينها هنا تعرض نفسها كملائكة في الأرض، تحث على الفضيلة ونبذ الماديات مقابل ثمن تتلقاه من المتعبد، والمتعبد من جهته ينال الراحة والطمأنينة مقابل ذلك الثمن.
العاهرة تعرض نفسها كامرأة لطيفة حنونة، تغدق بحنانها ولطفها، ولكن مقابل ثمن تتلقاه من الزائر، والزائر بدوره ينال بعضا من الحب والحنان مقابل ذلك الثمن.
اذن كلاهما يقدم بضاعته مقابل ثمن مع فارق:
العاهرة يمنعها القانون من عرض بضاعتها في الشوارع والاكتفاء بزيارة المريدين لها الى عقر دارها.
رجل الدين يتمتع بحصانة تسمح له طرق الأبواب وعرض بضاعته أينما ووقتما يشاء.
العاهرة لا تحث على الطائفية لان ذلك يقود الى قلة مريديها.
رجل الدين يحث على الطائفية والحروب، فالكوارث تزيد من أرباحه.
العاهرة كلما تقدم بها السن قلت نضارتها، مما يضطرها الى إنفاق ما كسبته على التجميل، لتخرج نهاية خدمتها متسكعة تطلب الصدقات وكأن الله قد استجاب دعوة انكيدو عليها.
رجل الدين كلما تقدم به السن وكلما ابيض شعر لحيته وتقوس ظهره كلما ازداد مريديه فيزداد ثراءً.
العاهرة حينما تقدم بضاعتها تقولها صراحتاً من انها تمثل دورا لفترة زمنية محددة تبعا للمبلغ المقدم لها، وبالتالي هي لا تكذب.
رجل الدين يقدم بضاعته متصنعا من انه يطبق ما يقوله على ارض الواقع، والواقع يرينا ان رجال الدين يقولون ما لا يفعلون بمعنى هم يكذبون.
العاهرة تدفع ضريبة للدولة مقابل ما تجنيه من أرباح.
رجل الدين معفي من الضرائب وبالتالي ما يجنيه بمجمله له وحده دون سواه.
فمن الاشرف بينهما؟
اليوم يحتم على الإنسانية ان ارادت ان تعيش بسلام ان تساوي في تعاملها بين دور العبادة ودور الدعارة، لا من خلال تقديم امتيازات بيوت العبادة لبيوت الدعارة، وانما من خلال تحييد بيوت العبادة والتعامل معها بذات الأسلوب الذي تتعامل به مع بيوت الدعارة.
فمن يريد الملذات المادية يذهب هو اليها.
ومن يريد الروحانيات يذهب هو اليها .
ومن يريد ان يعيش بسلام لا يطرق بابه أحد.
من اجل ان تعيش البشرية بسلام وطمأنينة يجب ان يُمنع التبشير العلني بالدين، لان في ذلك اعتداء على خصوصية الاخر، فليس من الصحيح ان يأتيك رجل دين يُكَفِرُك ويطلب منك ان تغير مفاهيمك التي تؤمن بها، فلسنا بقاصرين كي يُملى علينا، وليس من حق أحد ان يطلب منا كره ما لا نكره ومحبة ما لا نحب، فذلك من شأننا وحدنا! مثلما ليس من حق العاهر ان تأتي الى عقر دارنا وتطلب منا ممارسة الرذيلة.
كما وعلى الدول المتحضرة اليوم ان تحاسب رجل الدين على مداخيله، وعليه ان يدفع ضريبتها، أوليس هو من يتشدق بالفضيلة؟ فأين هو منها؟ وهل يعقل ان تذهب أموال العاهرات لتصرف على الخدمات المجتمعية والفقراء بينما في المقابل رجل الدين يكتنز الأموال دون ان يدفع سنتا واحدا للخدمات المجتمعية والفقراء وفي ذات الوقت يلقى الاحترام والتبجيل؟

ملاحضة (الموضوع لا يعني دينا بعينه وانما هو موضوع عام يشمل الجميع )



#أحمد_راشد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صابئة فلسطين والغنوصية المحدثة
- العلاقة الجدلية بين النبي يحيى والنبي عيسى وفق المفهوم المند ...
- العلاقة الجدلية بين النبي يحيى والنبي عيسى وفق المفهوم المند ...
- الاسينيون خلافا لما هو سائد / سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ا ...
- الاسينيون خلافا لما هو سائد / سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ا ...
- الأسينيون خلافا لما هو سائد/ سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ال ...
- الاسينيون خلافا لما هو سائد سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ال ...
- الأسينيون خلافا لما هو سائد الجزء الثاني سلسلة صابئة فلسطي ...
- الأسينيون خلافا لما هو سائد الجزء الاول من سلسلة صابئة فلسطي ...
- تأريخ ميلاد النبي يحيى بحسب النصوص المندائية (من كتاب صابئة ...


المزيد.....




- عراقجي يطالب منظمة التعاون الاسلامي بعقد اجتماع استثنائي في ...
- عراقجي: يشدد على موقف حاسم وموحد للدول الاسلامية تجاه التهجي ...
- عراقجي يدعو لاجتماع عاجل لمنظمة المؤتمر الاسلامي لمعالجة هذه ...
- عراقجي يجري محادثات هاتفية مع الامين العام لمنظمة التعاون ال ...
- فيدان يرحب باقتراح عراقجي لعقد اجتماع طارئ للدول الإسلامية ب ...
- عراقجي: يجب اتخاذ موقف اسلامي حازم لمواجهة المؤامرة ضد شعب ف ...
- عراقجي: يجب عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الاسلامي حول خطة ...
- عراقجي: أدعو لاجتماع طارئ لمنظمة التعاون الاسلامي بشأن خطة ت ...
- لجان أسرى القدس: الاحتلال يبعد 4 مقدسيين تحرروا اليوم عن الم ...
- استقبل فورا تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار الصناعية ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد راشد صالح - بيوت العبادة وبيوت الدعارة