أيمن زهري
كاتب وأكاديمي مصري، خبير السكان ودراسات الهجرة
الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 30 - 15:54
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
هل زادت الرغبة في الهجرة؟ المصريون لا يهاجرون الا للدراسة او السياحة وإن هاجروا عادوا. تلك كانت مقولة ويندل كليلاند عن المصريين والهجرة في كتابه الصادر عام 1936. استعنت بتلك العبارة في إحدى الندوات التي دعاني لها معهد الإحصاء بجامعة القاهرة عام 2017 للتدليل على أن هجرة المصريين للخارج في غالبها هجرة مؤقتة حتى وقتنا هذا. كان من بين المدعوين لحضور تلك الندوة الكاتبة والصحفية الشهيرة الأستاذة أمينة خيري. بعد الندوة، تبادلت أطراف الحديث حول موضوع الندوة مع الأستاذة أمينة التي إختلفت معي في موضوع أن المصريين يعودون. قالت لي الأستاذة أمينة: "لا أعتقد أن مقولة صاحبك هذا تنطبق على هجرة المصريين في الوقت الحالي. ألاحظ أن كثيراً من شباب هذه الأيام، عندما يفكرون في الهجرة، يريدون هجرة بلا عودة، أو هجرة استيطانية كما تسمونها في أدبيات الهجرة."
احترمت رأي الأستاذة أمينة، لكن نزعة شوفينية منعتني من قبول طرحها، لكن الفكرة لم تغادرني. ربما لأني عشت عمراً مديداً مع الهوى العذري لتراب البلد، مدعوماً بأغاني المد الثوري الناصري وأغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، بالإضافة إلي المد الثوري الشعبي من خلال أشعار أحمد فؤاد نجم وأغاني الشيخ إمام عيسى وانتهاءً بأغاني شادية وشريفة فاضل وسمير الاسكندراني ومقولته الشهيرة التي يحلو لي أن أغرّد بها على حسابي بموقع تويتر، "وإن مت اجعلني طوبة يعلّوا بيها جدار." ذلك بالطبع قبل أغاني ما بعد يناير 2011 والأعمال الملحمية الخالدة على شاكلة فيلم الممر (2019) ومسلسل الاختيار (2020).
هل بالفعل، وتحت ضغوط العولمة والتطلعات الاقتصادية، قل ارتباط الشباب بالوطن وزاد سعيهم للخلاص الفردي من خلال الرغبة في الهجرة الدائمة، أم أن طريقة التعبير عن حب الوطن هي التي إختلفت ولم تعد بالشكل العاطفي الشوفيني البوهيمي الذي تربّى عليه جيلي وجيل الآباء والأجداد؟
#أيمن_زهري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟