فريد العليبي
الحوار المتمدن-العدد: 6801 - 2021 / 1 / 28 - 23:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أضحى الرئيس التونسي قيس سعيد هدفا مشتركا لعدة قوى في الداخل والخارج ، ومنها الحركة الصهيونية كما الحركة الإسلامية الاخوانية ، وقد تواترت تهديداتها له ، ومنها ما حصل قبل أيام قليلة من خلال بيان لمجمع الحاخامات في أوربا الذي اتهمه بمعاداة السامية بالاستناد الى شريد فيديو ظهر فيه وهو يتحدث الي الشبيبة المنتفضة في حي شعبي من تلك الأحياء المؤلفة لحزام تونس الأحمر عن اللصوص الكبار، فزعم الحاخامات أنه ذكر من بينهم اليهود وهو الذي ذكر في مناسبات متلاحقة أنه يفرق بين اليهودية والصهيونية وأن من بين أصدقائه مناضلون تقدميون يهود أمثال وجيلبار نقاش وجيزال حليمي التي قال أن والده كان يحملها على دراجته الهوائية إلى المدرسة ، وهى طفلة أثناء الحرب العالمية الثانية ، حرصا على سلامتها من النازية.
وإرادة تلك القوى متحدة لقتله سياسيا كما قتله جسديا وقد جربت القتل السياسي، ولكنها خابت حتى الآن فأسهمه في ارتفاع شعبيا وهو ما أثبتته الاحتجاجات الشعبية الاخيرة ، وقد حظي باحترام متزايد من قبل أحزاب ومنظمات ، فضلا عن النقابات ، كما حركات الشبيبة وحقوق الانسان وغير ذلك ، وبقي القتل الجسدي وقد بدأوا التدرب عليه بإرسال مادة مسمومة كانت ضحيتها مستشارته . وكان لافتا أن الرئيس الجزائري هو أول المتصلين به هاتفيا للاطمئنان عليه ، في الوقت الذي كان أعداؤه يشككون فيما حصل ، موظفين سيطرتهم على عدد غير قليل من وسائل الاعلام التونسية .
يبدو اليوم قيس سعيد باعتباره مزعجا كثيرا لتلك القوى ، ومن المرجح أنها ستعيد الكرة مرات ومرات للتخلص منه بوسائل مختلفة ، وقد تكون حصافته أنه يشهر في وجه هؤلاء سيف القانون ، ولكن مشكلته أنه يواجه هؤلاء بالأخلاق أيضا أكثر من المواجهة بالسياسة ودون خطة واضحة ، و معلوم أن السياسة كالحرب حيث الأخلاق معدومة . تقول السياسة كونوا كالثعابين بينما تقول الاخلاق كونوا كأسراب الحمام ، كما لاحظ يوما الفيلسوف الألماني عمانويل كانط ، والذي يحصل عادة هو أن الثعابين تفتك بأسراب الحمام . ومن هنا أهمية تدقيق واحكام استراتيجية المواجهة فالثعابين تخاف أمرا واحدا وهو اخراجها من جحورها ...اذا تم ذلك تكون قد ماتت.
#فريد_العليبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟