خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
الحوار المتمدن-العدد: 6801 - 2021 / 1 / 28 - 22:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ أوائل سنوات1980 و هزيمة الحركتين الوطنيتين اللبنانية و الفلسطينية في بيروت ، على يد الغزاة الإسرائيليين و المتعاونين معهم في لبنان و الدول العربية ، كان السؤال المنطقي المتوجّب طرحه هو لماذا هوجمَ العراق ؟ أو بتعبير آخر لماذا ألغيَ العراق ؟ واستطرادا ما الذي كان يضمن أن لا يصيب سورية ما أصاب العراق ؟
ينبني عليه أن خسارة المواجهة ضد الغزاة في العراق في 1990 ثم في 2003 ، كانت أيضا بمثابة هزيمة كبيرة أكملت ما سبقها وحذرت مما سيليها لا سيما أن النُذُر ظهرت في الجزائر ! أغلب الظن أن ما جرى في الجزائر في سنوات1990 مهّد لما شهدناه في تونس ثم في ليبيا ، مثلما أن ما تعرض له العراقيون تمدد كالنار في الهشيم ،إلى سورية ولبنان .
نكتفي بهذه الفرضيات لنعود من بعد إلى معاينة الوضع الراهن في لبنان ، أي بداية من نهاية 2019 إلى الآن . من المعروف أنها فترة غنية بالأحداث التي يمكننا نعتها بالقاصمة. أهمها تدهور العملة الوطنية و سط تكشف فضائح اختلاس و غش و تملّك أراض عامة وتهريب أموال إلى خارج البلاد ، أبطالها أعضاء السلطة الحاكمة ، بالإضافة إلى جريمة تفجير المرفأ و عرقلة التحقيق الجنائي في كل هذه القضايا أو التكتم عن الأدلة التي توصل إلى معرفة الضالع فيها .
من البديهي أن جميع اركان السلطة دون استثناء يتحملون مسؤولية هذا الوضع ، حيث لا حرج في القول أنه لا يتميز في الواقع من الوضع في العراق و سورية إلا بالأساليب والطرائق التي اعتمدت في التسبب بكل منهم . تجدر الإشارة هنا إلى أن المنظومة الحاكمة حاليا في لبنان تمسك بالسلطة منذ ، سنوات 1990 ، تاريخ بدء الهجوم الأميركي ـ الإسرائيلي على العراق . بمعاونة الدولة التركية و حكام الدول النفطية الخليجية
لو أمعنا النظر في المشهد المتحرك و المتبدل على الساحة اللبنانية ، لتبادر الي الذهن أن شعار " الانتفاضة " التي انطلقت في تشرين أول 2019 ، " كلهم يعني كلهم " ( جميع أهل السلطة مسؤولون عما جرى ) تغير فصار " كلهم مع الثورة ضد الرئيس " . يتضح ذلك من تجدد " الانتفاضة " في المدن اللبنانية ،و في طرابلس بوجه خاص تلازما مع قرار " الحجر الشامل " الذي اتخذته السلطة بحجة الحد من انتشار وباء الكوفيد ، دون إرفاقه بتوفير الضروريات المادية التي يحتاجها المحجور ، فكان طبيعيا أن يخرج الناس احتجاجا على إجراء عبثي في ظاهر الأمر .
اللافت للنظر في الواقع هو أن التظاهرات ضد الفقر و الجوع أقحمت في طرابلس على سبيل المثال في الصراع من أجل تبيض صفحة بعض اطراف السلطة على حساب أطراف أخرى مغضوب عليها كما هو معلوم ،أميركيا واسرائيليا . مجمل القول أن ما يجري في لبنان لا يعدو حركة انفصالية في صفوف السلطة ، أو انقلابية ! الأشكال هو في أن بنية الدولة لا تحتمل الانفصال أو الانقلاب ، أو التدخل الخارجي المباشر !
#خليل_قانصوه (هاشتاغ)
Khalil_Kansou#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟