|
يا عرب إستعدوا للكارثة فهناك -بطل- جديد للأمة !!
حيدر وسام
الحوار المتمدن-العدد: 1620 - 2006 / 7 / 23 - 05:13
المحور:
الصحافة والاعلام
حسن نصر الله بطل الأمة العربية الحالي ... هكذا وصفه المتشدقون من الإعلاميين العرب . وبما إنه قد تم إختياره لهذا المنصب فقد بدأ العرب العقلاء والمختلفين مع هؤلاء المتشدقين بتحضير أنفسهم للكوارث القادمة . بطل الأمة العربية ... لفظة أطلقت فيما مضى على صدام حسين كما أعتقد كما وأطلقوا عليه لفظة حارس البوابة الشرقية للوطن العربي وإذا به يترك كل البوابات ومن كل الإتجاهات ليدع الحبل على الغارب ويختفي في حفرة كالفأر الجبان ... وهو الآن يمثل أمام المحكمة كأي مجرم تافه يحمل بيديه القرآن المتبرئ منه وكأنه يحاول التوضيح لمن كانوا يصفونه ببطل الأمة العربية بأنه ما يزال يستحق هذا اللقب تاركاً كل العراقيين يواجهون يومياً شتى أنواع الدمار والقتل والتهجير والتفجير , فبالفعل ينطبق على العراق الآن بوضعه الحالي مقولة ( بطل الأمة العربية مر من هنا ) ... فهو السبب لكل ما جرى ويجر ي وما سيجري من دمار وخراب لهذا البلد . وبعد كل ما أسلفنا فإن متشدقو العرب يعدون الشعب العربي ببطل جديد ... ماذا يجري لنا نحن العرب ؟ ... ما هذه العقول المتحجرة ؟ ... ما هذا الإصرار على البقاء خلف كل الأمم والتأخر عنها لقرون وفي كل الجوانب العقلية والعلمية والثقافية والإقتصادية والإجتماعية ؟ ... ما هذا القصور في التفكير المستقبلي لكل الأمور وعدم معرفة عواقب التصرفات الرعناء وتبعاتها أو بالأحرى التغاضي عن نتائجها مهما كانت سيئة ؟... لماذا يتم التصفيق لكل عمل خاطئ يودي بحياة الآلاف أو يدمر كل ما بناه الإنسان العربي بعرقه ودمه ؟ ... لماذا يتبع العرب هذه الثلة التي تسمي نفسها قادة أو صحفيين وهم لا يكترثون بأي أحد سوى بمصالحهم وما يقوله عنهم الإعلام من مديح وتمجيد بـ ( وطنيتهم ) غير الموجودة ومثال على ذلك من يستضيفهم شبه الإعلامي فيصل القاسم على قناة (الجزيرة) القطرية في برنامج (الإتجاه المعاكس) ويبدأ بشن هجوم معهم على الضيف العدو في الجانب الآخر من الأستوديو وبأسلوبه الإستفزازي المستهجن المقيت والبعيد كل البعد عن الإحترام الصحفي للضيف والغريب عن كل الأخلاق الصحفية فيبدو وكأنه يدير حلبة مصارعة بين ندين أو يبدو وكأنه مسؤول عن مراهنات لإحدى النزالات وهو يروج لمصارعه . ولو دققنا قليلاً بفيصل القاسم هذا لعرفنا إنه يعمل في قناة (الجزيرة) الموجودة في قطر والممولة من قبل أمرائها الذين يحرصون كل الحرص على أقوى العلاقات التجارية والثقافية مع صديقتهم إسرائيل وهذا القول لم أجلبه من خيالي وإنما موجود وبالحقائق والأرقام والعقود المبرمة بين الطرفين القطري والإسرائيلي إبتداءاً بغرفة التجارة القطرية الإسرائيلية وعقودها التجارية التي رفضت قطر إلغائها أو مقاطعتها في آخر إجتماع لوزراء الخارجية العرب بخصوص الحرب الإسرائيلية على لبنان وإنتهاءاً إذا كان لها نهاية بدعوات (الشيخة موزة) حرم أمير البلاد للوزراء الإسرائيليين في كل مهرجان أو معرض يقام على أرض قطر . هذه القناة وإعلاميوها (الشرفاء) يصفون العراقيين بالخونة والحكومات العربية بالعميلة وبطلهم ومثلهم الأعلى وشيخهم ( أسامة بن لادن) ... و بدؤا اليوم بإظهار حسن نصر الله كبطل للأمة العربية ويشجعوه ويدفعوه هو ومن معه من أتباع سواء لبنانيين أوسوريين أو إيرانيين جارين معهم كل لبنان بأرضه وشعبه نحو الهاوية . فيا قناة (الجزيرة) وددنا لو سمعنا منك يوماً في إحدى برامجك سواء أكان الإتجاه المعاكس أو غير المعاكس إنتقاداً لقطر بسبب وجود أكبر قاعدة أمريكية في العالم على أرضها وبجوارك .. هذه القاعدة التي فيها القيادة المركزية لكل الجيوش الأمريكية الموجودة في القرن الأفريقي وآسيا والتي يضرب منها العراقيين والأفغان و(المسلمين) وسوف يأتي الدور في الضرب أيضاً على (بطل الأمة الجديد) عن قريب ... فكفاكم مزايدات ومتاجرات بدماء الأبرياء وبأموالهم وكفاكم من اللعب على كل الحبال . حسن نصر الله ... لبناني بقلب وعقل ومال إيراني وبولاء سوري , أقدم على خطوة وصفها إعلاميو الجزيرة بعملية (مقاومة) أسفرت عن أسر جنديين إسرائيليين ومقتل ثمانية وجرح واحد وعشرون آخرون بعد أن قام أتباع نصر الله بإختراق الحدود التي إتفقوا عليها هم مع إسرائيل عام 2000 وبذلك صبوا الزيت على النار وأوقدوها في الجمر المختبئ تحت الرماد . كل هذا الأمر حصل بدافع من حكام إيران وسوريا الهدف منه إيصال فكرة الى أمريكا وحلفائها بأن إيران وسوريا لقمة غير سائغة لهم على حساب دماء اللبنانيين ووحدتهم وإقتصادهم ومكانتهم الدولية . فبدأ الإيرانيون والسوريون بحشد الإعلام والتصريحات السياسية لدعم نصر الله و(مقاومته) فإيران تدعو الى مسح إسرائيل من الخريطة وهي غير قادرة على ذلك بالتأكيد , وسوريا تدعو العرب الى مساندة لبنان الشقيق وهي التي كان جيشها موجودأ في لبنان على مدى عقد ونصف ولم يتجرأ بالرد على أي تدخل إسرائيلي في الجنوب اللبناني , والمضحك في الأمر إن سوريا تقول (لبنان الشقيق) وهي لحد اليوم لا توجد لها سفارة في لبنان ومعنى هذا إن سوريا غير معترفة بلبنان كدولة لها سيادة ولها حكومة بل تعتبرها جزءاً من سوريا وعاملاَ مكملاً للإقتصاد السوري . هذا هو واقعنا نحن العرب تأخذنا نشوة النصر وسيادة الأرض كلها في مخيلتنا فقط ونحن بعيدون كل البعد عن الواقع والحقائق الموجودة على الأرض وفي السماء أيضاً . والتاريخ العربي الحديث زاخر بعدد كبير من ( أبطال الأمة ) الذين لم يقدموا شيئاً يذكر لهذه الأمة أو لشعوبها سوى التأخر عن ركب الحضارة العالمية والإفلاس الإقتصادي والثقافي والإجتماعي والضياع التام لسيادة كل الدول العربية على أراضيها وقراراتها وكتم الصوت العربي في كل العالم وإجهاض أي فكرة تدعوا للتجديد والتطور أو وأدها في مهدها . فيا إعلاميو العرب الشرفاء ساندوا لبنان الحبيب بأقلامكم التي يهابها هؤلاء ( الأبطال الجدد ) وإبدؤا بالقاعدة لا بالقمة في نشر الوعي بين العرب لأنكم مهما تحدثتم إلى هؤلاء ( الأبطال ) فإنهم وإن سمعوكم سيديرون ظهرهم لكم ولكن إذا واجهوكم .... فإن السيف بتار .
#حيدر_وسام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فسحة أمل عراقية
-
الكآبة العربية
-
النفط .. نعمة العراق أم نقمته !؟
المزيد.....
-
الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
-
من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
-
الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة
...
-
إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل
...
-
التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي
...
-
هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
-
مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
-
إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام
...
-
الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية
...
-
الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|