النفط.. واللفط

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1620 - 2006 / 7 / 23 - 05:02
المحور: الادارة و الاقتصاد

ما زالت قضايا الفساد الاداري والمالي تهدد بناء الدولة العراقية الحديثة وتنخر اقتصادها في ظل غياب الجانب الرقابي والحكومة مازالت عاجزة عن معالجة هذا الملف الخطير الذي لا يقل أهمية عن الملف الأمني .
فعمليات التهريب التي تطال النفط العراقي وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية جعلت الاقتصاد العراقي في اسوأ حالاته كون العراق يعتمد في اقتصاده على تصدير النفط بعد توقف منشآته الصناعية بسبب اعمال التدمير والسلب والنهب التي تعرضت له بعد سقوط النظام في نيسان 2003، فأصبح العراق من البلدان المستوردة لكل شيء ابتداءً من الابر والدبابيس والاباريق وحتى المشتقات النفطية التي تصدرها ثم نستوردها في اغرب معادلة غير متوازنة في تاريخ الدول المصدرة للنفط، ولا ندري ان كان العراق سيعد في المستقبل القريب من الدول المصدرة ام المستوردة للنفط أم من دول (المابين بين) .
وما تشهده البصرة يؤكد حقيقة الصراع على هذا المورد المهم، اذ تجري عمليات التهريب على قدم وساق الى دول الجوار وبمساندة من جهات رسمية، وهذه العمليات ادت الى صدامات مسلحة بين الجهات المتنفذة التي تقوم بعملات التهريب وانعكست تأثيراتها على الوضع الأمني في البصرة تصاعدت على اثرها عمليات الاغتيالات والتصفيات الجسدية والتهجير الطائفي بعدما كانت البصرة مدينة التآلف والوحدة وتنبذ التفرقة العنصرية والطائفية .
ان المهربين ومن يقف وراءهم يسعون الى اثارة العنف والفتنة الطائفية من أجل التغطية على عملياتهم القذرة تلك واشغال الحكومة في معالجة الملف الامني لما يحصل من خطورة كبيرة بالنسبة لمحافظة مثل البصرة التي تتدخل جهات اقليمية في زعزعة امنها وأستقرارها وترك المجال مفتوحاً لعمليات التهريب وبذلك تبقى ملفات الفساد بمنأى عن اعين الاجهزة الرقابية .
ان الحكومة مطالبة بالضرب بيد من حديد على من يحاول سرقة أموال الشعب ونخر اقتصاده وايلاء ملفات الفساد أهمية كبرى وعدم التغاضي عن الجهات التي تقف وراء هذه العمليات التي دمرت الاقتصاد العراقي وأوصلته الى حافة الانهيار .
فحرائق الوزارات الحساسة تثير اكثر من تساؤل حول من يقف وراء هذه الاعمال، وأخرها كان الحريق الذي نشب في الطابقين الثالث والرابع في وزارة النفط واللذان تحتويان على وثائق مهمة عن ملفات الفساد المالي والأداري الخاصة بتهريب النفط، فهل ستكون الحكومة جادة في متابعة هذا الملف الخطير أم سيؤول الامر الى قضاء وقدر او تماس كهربائي اكل الاخضر واليابس وعتم على سرقات وسرقات كبيرة ما زالت تمارس بكل جدارة وبدون خوف .

#جمال_المظفر (هاشتاغ)

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات