هويدا طه
الحوار المتمدن-العدد: 1620 - 2006 / 7 / 23 - 12:04
المحور:
الصحافة والاعلام
طالت حلقات "مع هيكل" التي بدأت الجزيرة بثها منذ أشهر! طالت ويظن البعض أن (الناس من حولها انفضت)! فالناس- على صمتهم- ليسوا أغبياء، أتذكر أيام كنا نلهث وراء كتبه ومقالاته وندواته ومحاضراته.. أيام كنا ندفع قروشنا القليلة لنحصل عليها مكتوبة.. فنقرأها ونتعلم منها (كيف نحلل التاريخ وكيف نربط الأحداث ببعضها وكيف نكتبها بكل ما نملك من مواهب أدبية وشعرية)، هي صحافة هيكل تلك.. التي تعلمنا منها (وبالمناسبة ما زلنا) كيف تكتب السياسة والتاريخ معا بأسلوب أدبي جذاب جميل.. ما لا نستطيع تعلمه من صحافته التليفزيونية أو مسلسله التاريخي على التليفزيون الآن- ربما لأنه لا يريد وليس لأنه لا يعرف- هو (كيف تكتب الحاضر أو تتكلم عنه أو تحلله) لكن عندما يأس الكثيرون من تعلم كتابة الحاضر من هيكل استطاعوا على كل حال تجاوز معلمهم، سؤال يبقى مشروعا دائما: لماذا يبتعد هيكل عن تناول الحاضر في تحليلاته؟ وهو لديه ما لديه من حصانة دولية ومادية وهو لديه ما لديه من سنين العمر التي تحميه نوعا ما من العقاب؟ لابد أن (شيئا ما يضغط) على هذا الرجل.. هذا الصحفي الجورنالجي المميز.. هذا المثقف الكبير؟ لابد أن لدى هيكل الكثير من المعلومات.. فهو من نطلق عليه صفة (مخزن معلومات)، إذا لم يكن الرجل مفيدا في تلك اللحظة.. فمتى إذن يفيدنا بما لديه وهو في ظن البعض كثير؟ في هذه اللحظة التي تئن فيها مصر تحت وطأة (حاضرها المشين) ماذا يفيدنا من هيكل كلامه عن أمراء أسرة محمد علي وحكايات باشاوات الثلاثينات من القرن الماضي؟ ولماذا هذا التحفظ الجم إذا ما أضطر اضطرارا للكلام عن مبارك وأسرته؟ حتى أنه قال كلاما عن جمال مبارك بدا في ظن الكثيرين مزايدة لا تليق بهيكل! كيف يقول هيكل أنه (سمع عن جمال مبارك كلاما جميلا عن تفوقه وامتيازه وشطارته) يا أستاذ هيكل.. من بالضبط هؤلاء الذين سمعت منهم هذا الكلام؟! لماذا لا تسمع الآخرين في القاع.. حاول أن تسمعهم.. فهم أيضا سيقولون لك كلاما جميلا كذلك عن.. شطارته!
#هويدا_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟