أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حيدر حسين سويري - بناء المعلم














المزيد.....

بناء المعلم


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 6792 - 2021 / 1 / 19 - 00:16
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


كلنا يعلم بان الحياة لم تتطور الا بالعلم والتعلم، ولحصول هذا التطور واستمراره كان لابد من وجود معلم. فبالمعلم استمر العلم وتتطور وانتقل عبر الأجيال، حيث برزت شخصيات عبر التاريخ نالت هذا اللقب الشريف منهم الأنبياء والرسل، وبالفعل هو شرف لا يدانيه شرف.
عندما علم الانسان بقيمة العلم والمعلم أولى اهتماما كبيرا بذلك، لعلنا لا نبالغ ان قلنا انه أصبح اهتمامه الأول والاكبر، لذلك أقام المدارس وجعل من أماكن العبادة مختبرات للعلم والتعلم، ثم أغدق المال على بناء واستقطاب أكبر كم من المعلمين، حتى اجلسهم الملوك الى جانبهم، واستشاروهم في كل امورهم الخاصة والعامة، ولم يبخلوا عليهم في شيء من جاه او مال، حتى غبط الناس المعلم وحسدوه على مكانته في المجتمع المتعدد الطبقات.
قامت الحضارات وبنيت الدول، فكانت عظمى وأخرى نامية لاهتمامها بالعلم والتعلم، وأخرى صارت تحت التراب تبحث عن تاريخ الأجداد المسلوب، وما جعل حالها كذلك الا عملية التجهيل المستمرة التي أدت الى جهل مجتمعاتها، وتحولهم من سادة للعلم الى عبيد للمال والشهوات، وذلك لعدم اهتمامهم بشريحة المعلمين، بل برعوا بالحط من قدرهم والاستهزاء من شخصياتهم، وما علينا سوى النظر الى ما قدمته سينما المجتمعات المتطورة من أفلام عن المعلم، ونقارنه بما قدمته سينما الدول المتخلفة منها الدول العربية.
قدمت السينما الامريكية والصينية واليابانية والاوربية المعلم بأجمل صورة واروع شخصية، فاختاروا القصص التي ترفع من شان المعلم، واختاروا الممثلين البارزين للقيام بأداء شخصية المعلم، على عكس ما قامت به السينما العربية، اخص بالذكر منها اشهرها وهي السينما المصرية، وكيف قدمت شخصية المعلم بانه جبان كما في فيلم اللمبي، او مبتذلاً يذهب لدور الأغنياء لإعطاء الدروس الخصوصية، او يجعل من داره مكاناً لتدريس تلك الدروس فيسلب راحته وراحت عائلته، كذلك تصويره محاط بالمشاكل العائلية لإيصال رسالة مفادها انه غير قادر على قيادة افراد فكيف يكون قدوة لتلامذته!؟ كذلك تقديمه كشخص غير مهتم بهندامه لا من ناحية الفصال والموضة ولا حسن اختيار الألوان وغير ذلك كثير.
يقال ان ضجةً كبرى قامت حينما عرضت مسرحية مدرسة المشاغبين، وأنها نالت من شخصية المعلم، وانا أرى العكس فهي أوصلت فكرة عن الطلبة ورؤيتهم لمناهج التعليم وغير ذلك، والمهم في الامر وهو ما يخص مقالنا فان المسرحية رفعت من شان المعلم، حينما نجحت المدرسة الجديدة بالأخذ بأيدي هؤلاء الطلبة المشاغبين وجعلهم أناس منتجين واعين، واوقفتهم على الطريق الجديد. كذلك ولنكون منصفين فقد قام الفنان هنيدي بأنصاف المعلم نوعا ما في فيلمه رمضان أبو العلمين، ومسلسله بعد ذلك، وبالرغم من تقديمه المعلم بشكل كوميدي ساخر الا انه أعاد بعض من هيبة المعلم في عيون المواطنين.
يروي لي اساتذتي ومعلمينا عندما كانوا معلمين في فترة سبعينيات القرن الماضي، وكيف كانوا يعدون الطبقة الأولى في المجتمع، فجوازهم يوقع مع بداية العطلة الصيفية، والمال متوفر ليذهبوا الى دول العالم الغربي للمتعة والترفه، وكيف ان الدولة اعطتهم أراضي واسعة وقروض لبناء الدور عليها وسيارات فارهة ومن النوع الجيد. لكن ما ان تسلم قاتل استاذه (الطاغية صدام) الحكم في العراق حتى حارب العلم والمعلم حربا شعواء أدت الى انهيار هذه الشخصية تماما وبعد ذهابه غير مأسوف عليه جاء من تعمد الاستمرار على نهجة والعمل على دمار العلم والمعلم فأصبح كل من دب وهب يحظى بهذا اللقب(معلم) وهو أجهل من ان يكون متعلم.
ما زلت أتذكر حينما قدمت على كلية التربية، وكيف كانت ثمة مقابلة شديدة، تم من خلالها فحص سلامة النطق والتفكير وسرعة البديهية وأسلوب الكلام، بالإضافة الى شكلي وحسن خلقي وخلقي وطريقة لبسي ووقوفي وجلستي .... الخ، اما اليوم فقد أصبحنا نرى من لا يعرف الكتابة الصحيحة وهو يدرس اللغة، وخطه لا يفهمه المعلم فضلا عن التلميذ، وغيرها من المشاكل لعل اصعبها ان يعمل المعلم بعد دوامه في المدرسة بأماكن نستطيع القول عنها انها غير ......، لا أستطيع ان أكمل. لكن أخبر من خطط الى هدم المعلم وعملية التعليم أنك نجحت وايما نجاح لعنك الله واخزاك.
بقي شيء...
الى الشرفاء عليكم ببناء المعلم، والا فلا تبحثوا عن قيام دولة، فانه لن يكون لكم ذلك البتة.



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلةُ رُعبٍ في بَيتِ فَقيرٍ
- ما بين غريج وحريج اختفت أموال الفريج
- الفريق ثامر الحسيني وفرقته والقائمة السوداء
- قصيدة - چذابه-
- قصيدة - ما حاچيك -
- (تفو) على كل فاسد
- عدوٌ محترمٌ خيرٌ من صديقٍ ذليل
- التطويع وبعده التطبيع
- خُذني مَعكَ
- جهاز استنساخ
- لا تحتضن مَنْ ليس مِنْ جنسك
- قصيدة - إلى رغد -
- قصص لجابر
- معرقلات في تُعطل القبول في الدراسات
- معاناة الدراسات العليا وروتين التقديمات
- الدولة العميقة والدولة العقيمة
- خطاب سياسي على لسان الحاكمون
- لولا فتوى المرجعية ما تحررت الأراضي العراقية
- فَك الخلاف في معنى عرب وعربية وأعراب
- فلسفة الصالح والمصلح


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حيدر حسين سويري - بناء المعلم