سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)
الحوار المتمدن-العدد: 6791 - 2021 / 1 / 18 - 12:34
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
اولا: مقدمة:
يعد الأكتئاب من الأضطرابات التي تترك آثارا واضحة على الفرد تتجلى في اضطراب تفكيره وعلاقاته وتفاعلاته الأجتماعية ، وعدم احساسه بقيمة في المجتمع ومن ثم يؤدي الى عدم شعور الفرد بالأمن النفسي وهذا سوف ينعكس على قدرات الفراد ويعطل طاقاته وامكانياته التي يحتاجها البلد للبناء والاعمار.
ان حالات الأكتئاب اخذت في الأزدياد في المجتمع العراقي كونه مجتمعا تعلاض للعديد من الأزمات والتقلبات الأجتماعية وألأقتصادية والسياسية ومارافقها من ضغوط وعدم الوضوح للمستقبل فالآزمات تساهم في تغيير معتقدات الأفراد واتجاهاتهم النفسية وقيمهم وقد تؤدي الى ألأضطرابات النفسية.
وتشير الاحصائيات العالمية الى ان مالايقل عن مائة مليون شخص يصابون بالاكتئاب سنويا في جميع ارجاء العالم ، وذكرت تقارير منظمة الصحة العالمية ان 2-5% من سكان العالم يعانون من حالات شديدة او متوسطة من الاكتئاب اي حوالي 350 مليون فرد ولايمكن حصر حالات الاكتئاب البسيطة والثانوية .
ان الباحثة ستقوم بمتابعة وتشخيص واقع ظاهرة الأكتئاب بين ابناء المجتمع العراقي من خلال الأطلاع على البحوث والدراسات المنجزة من قبل الجامعات العراقية في هذا المجال .
ثانيا: اهداف الدراسة:
1- التعرف على واقع ظاهرة الأكتئاب بين ابناء المجتمع العراقي كما شخصتها البحوث والدراسات في الجامعات العراقية.
2- التعرف على البحوث المنجزة في هذا المجال من اجل معالجة المشكلة
3- وضع المقترحات للأصلاح والمعالجة.
ثالثا: حدود الدراسة:
عثرت الباحثة على (16) بحثا ودراسة صادرة عن الجامعات العراقية المنجزة والتي تم فيها تشخيص واقع ظاهرة الأكتئاب بين ابناء المجتمع العراقي.
رابعا: المنهجية المتبعة:
اجرت الباحثة عملية تحليل المحتوى للأبحاث والدراسات الصادرة عن الجامعات العراقية فيما يتعلق بواقع ظاهرة الأكتئاب بين ابناء المجتمع العراقي وتم تبويب اوجه الخلل وفق ثلاثة محاور وهي:
1- واقع ظاهرة الأكتئاب بين ابناء المجتمع العراقي.
2- اهم الدراسات والبحوث المنجزة في العراقية لمعالجة المشكلة
3- المقترحات للأصلاح والمعالجة.
خامسا: النتائج:
1- واقع ظاهرة الأكتئاب بين ابناء المجتمع العراقي
بينت الدراسات والبحوث المنجزة من قبل الجامعات العراقية الى ان واقع ظاهرة الأكتئاب بين ابناء المجتمع العراقي هي مايلي:
اعراض الأكتئاب:
• الشعور بالحزن في معظم الاوقات خلال اليوم الواحد
• فقدان الشخص للأحساس بالمتعة للأشياء كانت في السابق تعتبر ممتعة له
• تغير الوزن
• تغير في طبيعة النوم
• تغير في مستوى النشاط للفرد
• شعور الفرد بأنه ليس له دور او قيمة اجتماعية في المحيط الذي يعيش فيه
• شعور الفرد بأن لاطاقة او محفز له للقيام بالاعمال اليومية
• ضعف القدرة على التركيز والتفكير بصورة عملية في اتخاذ القرارات
• التفكير بالموت وانهاء الحياة.
• انخفاض مستوى تقدير الذات
• ان الطلبة المكتئبين يعانون من الحساسية من الفشل
• تذكر المكتئبين للخبرات الماضية المؤلمة التي حدثت في السابق
• ضعف العلاقات الأجتماعية لدى المكتئبين
• و61,5% من الطلبة يعانون من عدم الشعور بالأمن النفسي
• وجود علاقة عكسية بين الأكتئاب والشعور بالأمن النفسي.
• معاناة المرضى من ألأنفصال والتهديد بما في ذلك الموت ، وتهديد الحياة المادية،
• الشعور السلبي والفشل وخيبة ألأمل والأسى الممزوج بالآهات بدون مبررات جسمية او بيئية وفقدان الهمة
اسباب الأكتئاب:
• عدم الاهتمام بشريحة المراهقين حيث انهم عاصروا الازمات السياسية والامنية والاجتماعية منذ طفولتهم وترتب عليهم اثار نفسية وصحية وخيمة
• عدم توعية ألأهالي بمتطلبات العصر الحالي
• سوء الحالة المادية
• التفكك ألأسري
• الفشل في العمل والدراسة
• البطالة
• انعدام السكن المستقل
• القيم والعادات وتقاليد المجتمع
• التعامل مع ألأبناء بقسوة
• التعامل مع ألأبناء بالدلال
• التجارب الشخصية والعاطفية
• الحروب
• سوء العلاقة بين الأبناء او احد الوالدين او كلاهما
• عدم المساواة بين ألأبناء في التعامل
• سيادة العلاقة الثانوية في التعامل.
• التعرض الى احداث الحياتية السلبية
• علاقات خارج اطار الزواج
• احداث الخسارة للمواضيع ، احداث خاسرة للأخرين.
• تعرض المجتمع العراقي الى الضغوط والعنف والأحداث الصادمة.
• ان مستوى الضغوطات التعليمية والنفسية والبيئة هي اكثر انواع الضغوطات شيوعا وهناك علاقة قوية بين ضغوط الحياة واعراض ألأكتئاب.
• ان اكثر من 50% من الطلبة يعانون من ألأكتئاب بسبب ضغوط الحياة والظروف الصعبة والمعقدة.
• ان الأناث لديهن اعراض للاكتئاب اكثر من الذكور نتيجة تاثرهن بمشاكل الحياة والمجتمع مما يؤثر سلبا على مستوى ادائهن وعلاقتهن بافراد المجتمع
• ان 70% من مرضى السرطان يعانون من مستوى اكتئاب حاد
• ان اغلب المرضى الذين يعانون من سرطان الثدي وهم في مرحلة العلاج الكيميائي والجراحي يعانون من الأكتئاب
• ان مرضى السكر يعانون من الكآبة وبحوالي 85,7% يعانون من الكابة بدرجات متفاوتة ، وان انتشار الكآبة بين الذين يتبعون نظام غذائي كان 53,6% والذين يمارسون النشاطات البدنية 41,4%
• ان مرضى الأكتئاب تعرضوا للضغوط الحياتية وان البعد العائلي وألأجتماعي والمادي والقانوني وألأجرامي اكثر تاثيرا على بداية ألأكتئاب .
• ان ألأبعاد العائلية وألأجتماعية هي : موت احد افراد العائلة، ترك احد الأبناء للمنزل، التغير في ألأنشطة الأجتماعية وغيرها .
• احداث ذات صلة بالعمل والمدرسة وهي : ترك الدراسة ، تغيير مكان المدرسة، بدء العمل، التقاعد ، تغيير نمط العمل، فقدان العمل، الأمتحان
• احداث اجرامية: حوادث السرقة، وحوادث ألأطلاقات النارية ، ألأختطاف، بعد الخروج من السجن، قبل ترك السجن وغيرها.
• الحوادث المادية: تغير الحالة المادية، البطالة، فقدان بعض الأشياء
• الحوادث الصحية : المرض والعجز وألأختلافات الجنسية
• حوادث ذات علاقة بالهجرة ، الهجرة الداخلية والخارجية.
معلومات اخرى عن حالات المكتئبين:
• ان 59,5% من طلبة الجامعات يعانون من الأكتئاب
• ان نسبة انتشار الأكتئاب بين النازحين في مدينة الديوانية بلغت 34,5% مع ملاحظة ارتفاع هذه النسبة بين الاناث عنها في الذكور ، ووجود بعض الأختلافات في هذه النسبة فيما يتعلق بالمتغيرات الأجتماعية والديموغرافية لدى هؤلاء النازحين.
• ان الذكور اعلى اكتئابا من الاناث
• ان 62% من الآسرى العائدين لديهم مستويات من اضطرابات القلق منها البسيط 28,3% والمتوسط 25% والشديد 8,7% .
اما الكآبة فان 63% منهم مصاب بهذا ألأضطراب منها 27,2% والبسيط 29,3% والمتوسط والعالي 6,5%.
• ان 28% لديهم اعراض الأكتئاب السريرية من طلبة كلية الطب جامعة بغداد و12,4% يعانون من حالات اكتئاب متوسطة ، و37,2% لديهم اعراض اكتئاب شديدة
• ارتفاع مستوى الاكتئاب لدى المراة الكوردستانية وانهن بحاجة الى الرعاية النفسية
• وجود الأكتئاب لدى ربات البيوت والموظفات والطالبات الكوردستانيات وهذا يؤثر على ادائهن الدراسي والمهني
• وجود حالات ألأكتئاب لدى المتزوجات والعازبات
• وجود حالات الأكتئاب في الريف وفي المدينة.
• ارتفاع مستوى اعراض الأكتئاب لدى طلبة العراق مقارنة مع طلاب الدول العربية
• وجود مستوى اعلى من المتوسط في اعراض الأكتئاب لدى المراهقين.
المقترحات للمعالجة والأصلاح
1- اجراء المسوحات حول ظاهرة الأكتئاب بين الأطفال والبالغين والتعرف على حجم الظاهرة في العراق ومقارنتها مع دول العالم.
2- اقامة ورش العمل والدورات التدريبية للمعلمين والمعلمات في المدارس الأبتدائية والثانوية حول اساليب تشخيص الأطفال والمراهقين الذين يعانون من حالات الأكتئاب والأساليب التربوية في التعامل والأرشاد للحالات التي تعاني من هذه الظاهرة.
3- نشر الوعي الثقافي والنفسي عن طريق وسائل الأعلام المتنوعة لأبراز اهمية التعامل مع ظاهرة الأكتئاب من قبل اولياء الأمور، والأقران والأصدقاء، والمجتمع.
4- تدريس مادة الأكتئاب وانواعه وتشخيصه وقياسه وعلاجه طبيا وتربويا في معاهد المعلمين والمعلمات وكليات التربية وفروع التربية الخاصة.
5- قيام مراكز الأبحاث التربوية والنفسية بدراسة العلاقة بين ظاهرة الأكتئاب وكل من المتغيرات ( البيئية، والتعليمية، والنفسية، والصحية ، وتعامل الوالدين والأسرة والحرمان والفقدان والنزوح وغيرها ).
6- اجراء تعريب وتقنين للمقاييس النفسية العالمية المختصة بتشخيص الأكتئاب ومحاولة تطبيقها على العراق بدءا من المرحلة الأبتدائية وحتى الجامعة.
7- انشاء قاعدة معلومات تتضمن الأبحاث والدراسات والمقاييس والبرامج التربوية والأرشادية والعلاجية التي استخدمت مع الأطفال والكبار من الذين يعانون من الأكتئاب والأستفادة منها في المدارس والمعاهد الخاصة.
8- اقامة الدورات التدريبية للوالدين والأسر التي يعاني ابنائها من ظاهرة الأكتئاب وتتضمن تقنيات التعامل مع هؤلاء الأبناء والأساليب الأرشادية المستخدمة
9- انشاء مراكز الأرشاد النفسي والأسري تكون تابعة الى كليات التربية من اجل تقديم التوجيه والأرشاد للأسر التي هي بحاجة الى معالجة ابنائها.
10- إنشاء مراكز وعيادات شاملة لتشخيص وعلاج حالات الأضطرابات النفسية ومنها الأكتئاب ، مع توفير الكوادر المتخصصة اللازمة لذلك، واستقطاب الخبرات العالمية المتخصصة في هذا المجال، والعمل على تدريب العاملين بهذه المراكز.
11- تزويد المدارس والجامعات بالأدوات والوسائل والأختبارات التي تساعد الأخصائيين على تشخيص حالات الأكتئاب كأختبارات الذكاء وقوائم ملاحظة السلوك وأختبارات المسح النيورلوجي العصبي.
12- عقد المؤتمرات والندوات المحلية والإقليمية للتعريف بالأكتئاب وطرق التشخيص والعلاج وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية والجمعيات النفسية الدولية المتخصصة.
13- تخصيص عدد من البعثات على مستوى الماجستير والدكتوراه للتخصص في مجال الأكتئاب ، وفي مجال التشخيص والتأهيل التربوي والسلوكي والطبي.
14- اعتماد برامج التدخل المبكر لخدمة الأطفال الذين يعانون من الأكتئاب ، ويبدأ التدخل المبكر اعتبارا من سن القبول في رياض الأطفال، ومراعاة القدرات الاستيعابية والتعبيرية والكتابية في البيئة الصفية للأطفال الذين يعانون من الأكتئاب.
15- حث الجمعيات الخيرية وتشجيعها على توفير الخدمات الخاصة لفئة المصابين بالأكتئاب ، والتشجيع على انشاء الجمعيات الأهلية للعناية بهم.
16- تصميم مقاطع تلفزيونية للتوعية بهذا الموضوع، على أن تشير إلى أهمية التعامل السليم معها، وكذلك تكثيف الطرح الإذاعي والتلفزيوني والدرامي لخدمة هذه الفئة والتعريف باحتياجاتها وطرق التعامل معها.
17- مشاركة القطاع الخاص من عدة جوانب منها تقديم الدعم المالي للجمعيات والمؤسسات المعنية بهذه الفئة، وتمويل الأبحاث والدراسات الخاصة بالأكتئاب ، إلى جانب تشجيع القائمين على خدمة هذه الفئة من خلال رعاية ودعم المؤتمرات والملتقيات العلمية التي تنظم بهذا الخصوص.
#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)
Sawsan_Shakir_Majeed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
