|
برقيات للسيد الرئيس
شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)
الحوار المتمدن-العدد: 6790 - 2021 / 1 / 17 - 02:25
المحور:
القضية الفلسطينية
السيد الرئيس ، نحن لسنا متفائلين ، لقد عانينا خلال عقد ونصف من الزمن حروبا وقهرا وفقرا واضطهادا ’ عانينا عنصرية في الداخل والخارج، من أهلنا والغرباء ، التصق اسم غزة بحتمية الإذلال ومحاولات الكسر، أخذنا بجريرة أخطاء لم نرتكبها ، وجرائم كنا فيها الضحية ، وعوقبنا كأننا الجناة ، صبرنا على كل ذلك فيما يشبه الاستسلام للقضاء والقدر الذي كتب علينا ، محتسبين عند الله ما يحدث وما سوف يحدث ، لذلك وبعد كل هذه السنوات والتجارب والجولات في ساحات عدة مع قضية المصالحة ، بتنا يائسين سوداويين ، لا نؤمن بإمكانية التغيير أو حقيقة أن الانتخابات ممكنة لتعيد الحقوق وتغير وجه الخارطة السياسية المشوّهة طوال هذه السنوات الدامية ، ولكن تشبثا ببريق الضوء الخافت من واجبنا أن نرسل بتلك الصرخات لعلها تصل وتجدي نفعا قبل أن يفوت الأوان مرة أخرى . لذلك يا سيادة الرئيس ومن منطلق الحرص على الوطن وعلى حركة فتح التي ترعرعنا في كنفها ونأمل منها أن تعود حاضنة لأبنائها حريصة عليهم ، ولا تدير ظهرها لهم ، أتقدم لسيادتكم بهذه الهمسات التي أعتقد أنها طلب ورجاء الكثيرين من أبناء جيلي الذي ضاع من عمرهم خمسة عشرة عام هباء منثورا . أولا : لا تصدق أي تقارير ترسل إليك يا سيادة الرئيس ، كلها تقارير كاذبة مضللة ، كل من يقول لك أن فتح بخير وسوف تكتسح هو منافق يسعى للبقاء محظيا بالمنفعة ، لذلك تيقن بنفسك من كل شيء ، اختر عددا من الصادقين الحريصين على سلامة الوطن وسلامة فتح ، واجعلهم مراقبين ينقلون لسيادتك الحقيقة وحدها دون أن يكونوا تجارا . ثانيا : الحرص على أن يتولى أبناء فتح القدامى حملتها الانتخابية ، هؤلاء وإن نال منهم بعض الفساد ، لكنهم أشد حرصا على تعافي فتح ، يكفي ما حدث في 2007، حين تولى أشخاص لا ينتمون لفتح حملتها الانتخابية وجعلوا تلك الحملة نشاطا عبثيا لا يسمن ولا يغني من جوع ، وكانت النتائج كارثية . ثالثا : كل استطلاعات الرأي التي يمكن أن تصل لسيادتك من خلال مؤسسات السلطة حول الوضع الشعبي العام هي استطلاعات غير علمية ولا تحمل أدنى حد من الدقة والموضوعية ، فلا تعتمد عليها ، حيث أنها تجري وفق أمزجة القائمين عليها . رابعا : الانتخاب من خلال القوائم شائك جدا ، فإن لم تكن قائمة موحدة وفق اتفاقات محددة ، فإن نزول فتح في قائمة للانتخابات سيكون خطيرا جدا ، وذلك لأني على ثقة أن كثيرا من أبناء فتح لم ينتخبوا القائمة التي قدمتها فتح رفضا لبعض الأشخاص المرشحين ، وانتابهم السخط لوجودهم في القائمة الانتخابية لفتح ، مما خلط الصالح بالطالح وأضاع الأصوات ، ولا يجب تكرار هذا الخطأ أبدا ، فإما إنتقاء شخصيات تنال رضا أبناء الحركة ،أو ستواجه فتح نفس الأزمة وتخسر الكثير من الأصوات . خامسا : غزة والضفة صنوان ، لكن قد تحمل الأشهر القادمة ألغاما عملاقة ، وقد تحدث جولات عسكرية واسعة تسلط الضوء على غزة ، وتجعل منها بؤرة الأحداث والأهمية ، فلا ضير أن تولي غزة خلال تلك الأشهر الكثير من الاهتمام ، ليس من باب التمييز ، وإنما ضمن إعادة الأمور إلى نصابها ، وقد تحدث خلال تلك الأشهر صفقة تبادل أسرى ، يجب ألا تكون السلطة بمنأى عن ذلك أو تستخف بأثره فنحن شعب عاطفي مرتبط بالإنجازات الملموسة ، والمراهنة على غيبيات لن يكون صوابا على الإطلاق ، بل يجب السعي أن تكون السلطة شريكة بشكل أو بآخر في أي صفقة ضمن تفاهمات مع الفصائل والوسطاء ، وأعتقد أن ذلك ليس مستحيلا ، ربما لاحتياج فصائل الم.قاوم.ة في غزة إلى جسر لتمرير الصفقة ، والوسطاء الدوليون هذه المرة قد يرغبون أو يضغطون إن صح التعبير لحضور السلطة للمشاركة في المرحلة النهائية من الصفقة على الأرجح . سادسا : مراقبة مسار كل دولار يذهب لصالح حملة فتح الانتخابية ، حتى لا يكون نصيب اللصوص أكثر من نصيب الصالح الفتحاوي في شتى الساحات التنظيمية التي تعمل بها الحركة في الداخل والشتات . سابعا وأخيرا : التاريخ لا يكترث لخطوات العامة ولا الصغار ، لكنه لا يغفل ذكر كل خطأ للقيادة ولأي مسؤول وحامل أمانة ، فاجعل تلك الصفحة يا سيادة الرئيس يدونها التاريخ ، بإنهاء الانقسام مهما كان الثمن ، وإنهاء التفكك الفتحاوي ومعالجة كل الخلل الداخلي في الحركة والتخلص من الفاسدين ، لتعود أم الجماهير التي عهدناها ، تجاوز يا سيادة الرئيس أي عثرات توضع في الطريق، تجاهل أي مغرض ، أي أفاق ، أي منتفع ، كل تلك المرحلة سوف تمر، لكن ما الذي سيدوّنه التاريخ ،ذلك هو القول الفصل في الحكاية ، وأنت صاحب الاختيار والقرار في هذه المرحلة العصيبة . ونسأل الله عز وجل أن يجنب شعبنا الفتن واللصوص وسفاكي الدماء ، والله من وراء القصد .
#شجاع_الصفدي (هاشتاغ)
Shojaa_Alsafadi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حادثة فرنسا وميزان الوعي
-
زلّة منام
-
الفلسطيني تحت ضرس الإعلام العربي
-
سلاح الإعلام بين الحنكة وسوء الاستخدام
-
وليد الصدفة
-
خديعة الحرب الكبرى
-
قطاع غزة والانتخابات الإسرائيلية المقبلة
-
دمكَ ماء
-
القضية ما بين نقل السفارة وتحديد عدد اللاجئين
-
الشعوب العربية ولعنة الديمقراطية
-
الخامس من يوليو علامة فارقة في تاريخ اتحاد الكتاب الفلسطينيي
...
-
معادلة القصف بالقصف بين الواقع والمكابرة
-
نادلة الغاب
-
قرار إلغاء الامتحانات النهائية وآثاره السلبية
-
المصالحة الضيّقة حد التمزق
-
شعب من حجارة الشطرنج
-
بطانة الرئيس بين عملقة وتقزيم الخصوم
-
غزة التي تؤرق العالم!
-
قُلْ يا وردُ ما تشاء
-
عملاء ولكن،،،
المزيد.....
-
-المعادن النادرة مقابل المساعدات العسكرية-.. ترامب يكشف ملام
...
-
الاتحاد الأوروبي يستعد للمواجهة بعد تأكيد ترامب فرض رسوم جمر
...
-
ترامب يطالب أوروبا بزيادة المساعدة لأوكرانيا
-
-بوليتيكو-: قلق كبير يعيشه نظام كييف إزاء تقارب المواقف الرو
...
-
السعودية واليابان توقعان مذكرتي تفاهم حول إنشاء مجلس الشراكة
...
-
-رويترز-: الولايات المتحدة تستأنف ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا
-
-Senego-: فرنسا تبدأ في سحب قواتها من السنغال
-
الرئيس الجزائري يندّد بـ-مناخ ضار- في العلاقات مع باريس
-
عشية زيارته إلى تركيا... الشرع يؤكد أن تنظيم انتخابات في سور
...
-
النائب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي جو ويلسون يدعو إلى ق
...
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|