أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - كيف تنقد مقالا بطريقة علمية؟














المزيد.....


كيف تنقد مقالا بطريقة علمية؟


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 6790 - 2021 / 1 / 17 - 00:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أولا: يجب أن تفرق بين كونك قارئا وبين كونك ناقدا، فلو جمعت الاثنين ستكون قد حكمت على كل قراء المقال أنهم شعروا مثلك..وهذا قول (مزيف) لأن المقال له عدة أفهام بعدد قراءه، فمثلا عندما تقول أن المقال (مضطرب – مشوش – غير علمي – مدلس – كذاب) هذه أحكام قيمة معممة إذا وجدت في جزء من المقال وفقا لإدراكك العلمي لكنها لا تنطبق على البقية، فالأفضل وقتها أن (تعين مجمل اعتراضك بالقطعة) أي تقول هذه الفقرة بها كذا وكذا..ولا تعمم

ثانيا: يجب أن تنتقد المقال بنقد أفهامه المتعددة، وهذه قدرة لا تتوفر للأغلبية مع الأسف، فالوعي باختلاف الناس وتأثير المقال عليهم هو وعي مرتفع جدا ويتطلب علم غزير وعقل متفتح ونفس متسامحة ..مما يعني أن كثير من نقد المقالات تخطئ هدفها بالفعل لقصور وعي الناقد بأفهام البشر، فضلا عن قصوره هو –المحتمل – عن قصدية الكاتب وسعة خياله..

ثالثا: الناقد لو لم يُقدم ادعاءا مُتكاملا ومُزيّنا من معظم الجوانب المنطقية والعلمية ويكون ادعاءه مُحكما للحس الطبيعي سيقوم القارئ بهذه الأمة..يعني باختصار سيكون الناقد الجاهل محطة لقارئ أجهل منه..وهكذا حتى يصل المقال الأصلي لفئة تهمله تماما وتحكم على كاتبه بالضلال دون فهم حرف واحد مما كتب، وأكثر من وقع في هذه الآفة لدينا هم شيوخ السلفية المهتمين بنقد والردود على خصومهم، لم يُحكِموا ادعاءاتهم علميا كما ينبغي ويجيبوا على الفراغات الموجودة فقام قرائهم وتلاميذهم بتلك المهمة حتى وصلنا اليوم لجيل سلفي ومتدين (لا يقرأ)..

رابعا: يجب أن تكون الحجج متوافقة مع الادعاء، يعني لا يصح تقديم حجج سلفية لادعاء تنويري، فمن حجج السلفية مثلا الناسخ والمنسوخ والولاء والبراء، إذا قام الناقد باستعمالهم في ادعائه ونقده في سياق (عمل تنويري نقدي) يكون قد خرق مبدأه الأصلي الذي انتقد بناء عليه وهو (نقد النصوص والعُزلة المعرفية) فالناسخ والمنسوخ يلزمه نقد وعمل مستنير لتحريره والسبب أن محاور الفكر التقليدي الإسلامي تقوم عليه في فهم النص، وبالتالي تقاعس التنويري عن نقد النص لا يعد عملا تنويريا وسيكون مقدمة لأخطاء بالتراكم..وهذه الفكرة كثيرا ما استعملها فأجد في المقابل من يتهمني أنني أستدل بأدلة الخصوم..وكان جوابي: أن أقوى صنوف الحجاج المنطقي هو الاستدلال على الخصم من أدلته ورموزه، ليس إيمانا بها في الحقيقة ولكن لكونها حجة ودليل في مذهب الخصم..بخلاف من يؤمن أصلا بتلك الأدلة السلفية كأصل معرفي ويجعلها قاعدة علمية عامة يفهم بها أي نصوص..

خامسا: يجب أن يعلم الناقد أنه لا محكمة ستفصل بين ادعاءه وبين صحة المقال، لا يوجد قاضي يحكم أيهما صوابا ، وبالتالي فالتعصب لما قدمته من ادعاء نقدي هو (عمل همجي) ينزع حق الكاتب في الرد عليك ، فيكون النقد الصحيح هنا هو تعبير عن وجهة نظر علمية فقط وللآخر حرية التصرف معها وفقا للعمل الأكاديمي العلمي الذي يتطلب إما الرد الموضوعي على أطروحتك النقدية، أو إهمالها..لكن لا يصح أن يختزل ادعاءك بردود مقتضبة كما حرصت أنت كناقد على تفصيل دعواك وحرصك على معرفة الحقيقة..

أذكر أن جماعة اليوروسينتريزم تعصبوا ضدي لمجرد قولي بالأصول السمراء للحضارة المصرية، وجاءوا بمقالات وادعاءات..لكني لاحظت أن سمة حوارهم في السوشال ميديا يغلب عليه الطابع الشبابي السريع الراغب لاستيفاء المعلومة والرد عليها بسرعة، وبما أنهم كانوا كثيرين العدد لم أقدر على مناقشتهم جميعا بهذا الطابع، فعقدت دراسة علمية كتب منها حتى الآن 6 أجزاء لمناقشة اعتراضاتهم وتفنيد الحجج علميا وإقامة ادعاء مضاد مسلح بجوانب المنطق والتاريخ والعلم الطبيعي، وبما أنهم متعصبين لم يردوا على دراساتي كما توقعت لأسباب تخص العقلية الأحادية والسلطوية للمتعصبين..

سادسا: لكل ناقد مصادر معتبرة وأخرى غير معتبرة، وهذا عيب نقدي كبير يجعل من كل فكر نقدي مهددا بالنسبية والانتقاء..لو لم يحرص الناقد على تنويع مصادرة قدر الإمكان لشاب نقده العيوب..وشخصيا أحاول التقليل من مصادري غير المعتبرة، بمعنى أنني أقيم الحجة على السلفي من كتبه..فهي لدي معتبرة من هذا الجانب، لكنها ليست معتبرة عندي في تشكيل عقائدي الشخصية، وهنا الوسيلة التي يجب أن يسلكها الكاتب بالتفريق بين قناعته وتياره وبين أصول الحجاج والاستدلال..فليست كل البشرية مثلك مؤمنة بأدلتك ومصادرك، ومحاولة إجبار الناس للقول بمصادرك والاعتراف بها تعزلك أكثر عنهم وتجعلك أنت ومصدرك في رتبة واحدة..وهو عمل خطير وصورة ذهنية تكونت عنك في لحظة جهل.

وأذكر أن أولى انتباهي لتلك الجزئية كانت قبل 11 عاما في انتقادي لمحمد حسان بكتاب لسليم العوا، فصدمت من منطقية الخصم في نسف حجية هذا الكتاب وبالتالي وضعت أنا وكتاب العوا معا في رتبة واحدة، بينما الأصل أن يكون الاستدلال ليس بكتاب بل اختياره كمصدر شيوع الفكرة لا غير لا الإيمان بحواشيها وفروعها الممتدة عند نفس الكاتب..

سابعا وأخيرا: يجب اختيار موضوع النقد حسب قدراتك، يعني ليس من حقك نقد موضوع تاريخي وأنت جاهل بالتاريخ، ولا نقد موضوع فقهي وأنت جاهل بالفقه، أو نقد لاهوت ديني وأنت غير مطلع على مذهب الخصم فيه..ومن يحدد أهليتك هنا هو أنت، فضميرك وقتها سيرشدك بمحدودية قدراتك عن مجاراة الخصم، فإذا لم تتوقف وتصر على مناقشة ماليس لك به علم سيطغى هذا السلوك السئ على جوانب لديك حسنة، أي لو كنت بارعا في الرياضيات مثلا ستفسد فيها وتفشل وتنخفض قدراتك على استيعابها، فالإنسان ذو عقل واحد وطبيعة واحدة، إذا أقر لنفسه سلوكا سيئا في جانب لن يكتفي وسيطال هذا السئ شتى جوانب شخصيته..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيعة فوبيا والإسلاموفوبيا..ما العلاقة؟
- صفوت الشريف كرئيس مصري بدون قَسَم
- روشتة الاستبداد الذكي
- أكذوبة لعن الزوجة الممتنعة عن الفراش
- صراع المرأة ورجل الدين
- الأصل الأفريقي للحضارة المصرية القديمة (6)
- الأصل الأفريقي للحضارة المصرية القديمة (5)
- الأصل الأفريقي للحضارة المصرية القديمة (4)
- الأصل الأفريقي للحضارة المصرية القديمة (3)
- الأصل الأفريقي للحضارة المصرية القديمة (2)
- الأصل الأفريقي للحضارة المصرية القديمة (1)
- الحزب العلماني المصري..كفكرة سيئة
- دخول الإسلام بنجلاديش وأندونيسيا بالحرب لا بالدعوة والتُجار
- طموح شيخ الأزهر السياسي
- القصة الأصلية لصحيح البخاري
- روشتة الحكم الرشيد للسيد جو بايدن
- الإسلام السياسي والحرية الصحفية
- رسالة لشيخ الأزهر
- رحلة في سيكولوجيا المرأة والجنس
- خرافات حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية


المزيد.....




- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...
- الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة ...
- سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - كيف تنقد مقالا بطريقة علمية؟