أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مصعب قاسم عزاوي - خبو اليسار العربي














المزيد.....

خبو اليسار العربي


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6788 - 2021 / 1 / 14 - 16:14
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: ما هي الأسباب برأيك التي قادت إلى خبو الفكر اليساري والتيارات اليسارية في المجتمعات العربية؟

مصعب قاسم عزاوي: في العالم العربي لا يوجد فعلياً ما يمكن تسميته «يساراً» سواءً على المستوى الفكري أو السياسي، إذ أن هناك شبحاً واحداً متسيداً اسمه «الاستبداد»، و هو الذي لم يبق من المجتمعات العربية سوى «هشيماً وحطاماً» منزوعاً منه كل شيء قد يتجاوز اللهاث اليومي المضني للبقاء على قيد الحياة، في شروط معادلة «الاستبداد الشامل عمقاً وسطحاً» التي يعني عدم فهمها أو التحرك بموجب شروطها انزلاقاً إلى حافة «التغييب والإفناء الجسدي» الذي يمثل الأداة الأهم للطغاة والمستبدين للحفاظ على هيمنتهم المطلقة على المجتمعات العربية.

والواقع أن جميع التيارات السياسية المؤدلجة التي قد يمكن تصنيفها في خانة «اليسار سياسياً»، وغالبها تيارات وأنماط فكرية «مستوردة على علاتها» من مجتمعات أخرى أنساقها التطورية وصيرورتها الاجتماعية والتاريخية متغايرة عن الشروط الموضوعية والمتطلبات الملحة في المجتمعات العربية، كما هو الحال في المعاناة السرمدية «لليساريين العرب على الطريقة السوفييتية» في تلمس كينونة «الطبقة العاملة» في المجتمعات العربية، مما أرغمهم على لي عنق «مرتكزات الاشتراكية العلمية بشكلها الماركسي» لإعادة تعريف «الفلاحين كجزء عضوي من الطبقة العاملة»، ودفاعهم المستميت عن مشروع «الاشتراكية القائمة بالفعل» الذي لم يخب ألقه في خلدهم حتى بعد أفول النظام القمعي المتلبس بلبوس اشتراكي في الاتحاد السوفييتي، و لفيفه من دول حلف وارسو، حيث أن «الصين العظيمة» لا زالت قائمة «كالطود الشامخ بنظامها الاشتراكي وعلمها الأحمر القاني» على الرغم من معرفتهم المطلقة بأنه لم يبق من الاشتراكية «المزعومة» في الصين سوى الحزب «القائد للدولة والمجتمع» و«جهازه القمعي الوحشي» المسؤول عن قمع أي انتفاضة عمالية في أي من المجمعات والمدن الصناعية العملاقة التي يعمل كل «المقهورون» فيها لصالح خدمة المصالح الرأسمالية الإمبريالية المعولمة وشركاتها العابرة للقارات، و بأجور بخسة مضمونة بقوة حديد و نار «جحافل جيشه الشعبي الأحمر» التي تمنع أياً منهم من التفكر حتى في «أحلام يقظته» بتأسيس نقابة عمالية مستقلة، أو الانزلاق إلى درك الخطيئة أكبر الكبائر مشخصة بإشهار العمال المظلومين المحسورين لسلاحهم الأوحد ألا و هو «الإضراب عن العمل» الذي لا جزاء له في القاموس الشيوعي الصيني سوى «الويل والثبور و عظائم أمور» دولته الأمنية القمعية.

والكثير من التيارات في العالم العربي التي تعرف عن نفسها بأنها «أس اليسار المصفى» قد تم تدجينها واستدماجها في منظومة «الديكور اللازم» لهيبة الدولة الأمنية الاستبدادية على الطريقة العربية المزرية، ومؤسساتها الرمزية، سواء كانت مجالس نواب شكلية أو حكومات خلبية يأتمر كل وزرائها بأوامر سادتهم الأمنيين الحكام الفعليين في الدول الأمنية العربية.

وفي الميدان الفكري المحض، فهناك نموذج فكري سائد يعرف «يساريته» بشكل ضبابي «لا لون له أو رائحة» يخلط فيه «الأفكار الغرائبية لما بعد الحداثة» التي أعتقد بأن منتجيها قد لا يستطيعون فك «شيفرتها المافوق واقعية»، والتي معظم نتاجها المكتوب تم كتابته فقط لغرض الكتابة والتنظير الذي يمثل هدفاً بحد ذاته، بأنساق «ليبرالية»، وأخرى «ثوروية ماركسية» على شكل «لفيف مفروق» لا يستقيم اجتماع جزيئاته لمراقب خارجي حصيف، وهو ما يجعل من نتاج ذلك النموذج الفكري «الفسيفسائي» عصياً على التوطن وإيجاد متلقين له في العالم العربي لعدم تطابقه مع الحد الأدنى من المتطلبات الاجتماعية الملحة في الواقع العربي التي تقتضي الاجتهاد الفكري لإيجاد أدوات معرفية و تنويرية لا غنى عنها في أي مشروع نهضوي انعتاقي يخرج تلك المجتمعات المضناة قليلاً أو كثيراً من واقعها المغرق في مأساويته عمقاً و سطحاً و عمودياً و أفقياً.

وعوداً على بدء، فلا بد من التأكيد الدائم على أطروحة المجتهد الراحل طيب تيزيني المهمة، والتي فحواها «استحالة تشكل أنساق فكرية واضحة الملامح في العالم العربي، والمثقفون مشغولون في معركتهم الوجودية مع الاستبداد». وهي مقولة ذات أهمية استثنائية في تكشف الواقع المرير الذي يعانيه «المثقفون الحقيقيون» في العالم العربي، والذي يرغمهم على توجيه كل طاقاتهم الفكرية واجتهادهم الفكري إلى خضم معركة يومية سرمدية للبقاء على قيد الحياة، وجلجلة لا مهرب من أخاديدها الشائكة لإيجاد فسحة للتفكير والكتابة، ومن ثم إيجاد منبر لإيصال تلك الأفكار «الخديجة» إلى «حاضنتها الاجتماعية» الضرورية، التي لا يمكن أن تنضج دونها، وهي في غالب الأحيان «ضامرة وواهية وواهنة» جراء ما تعرضت له من «قصف وعسف» منظم يقوده «الاستبداد المقيم، وجلاوزته المخضرمون في فنون الترهيب والتعذيب».



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب وأعراض سرطان المرارة
- تهافت المفكرين والخبراء الخلبيين
- بعض الطرق الوقائية والعلاجية الطبيعية للتعامل مع الأمراض الا ...
- محو الذاكرة التاريخية
- أسباب وأعراض سرطان الرحم
- حركية التاريخ وانعطافات الربيع العربي
- مرض السكري من النوع الثاني: بعض الأساليب الوقائية والعلاجية ...
- تحولات اللغة و التزامات المثقف
- أسباب وأعراض سرطان الأمعاء
- تنويعات المقام الاستبدادي
- بعض الطرق الطبيعية لتحسين نسب الكوليسترول والدهون الثلاثية ف ...
- لقاحات كوفيد 19 وفيروس كورونا: تحليل علمي مخلص ورأي طبي صدوق
- أسباب وأعراض سرطان عنق الرحم
- المعدة بيت الداء والعقل رأس الدواء
- جلجلة الصحفي الحقِّ
- أسباب وأعراض سرطان المبيض
- مداخل طبيعية لعلاج الاكتئاب
- هل من صحفي مستقل؟
- أسباب وأعراض سرطان الثدي عند المرأة
- كيف يؤثر الضغط النفسي والتوتر على صحتك العقلية والجسدية؟


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مصعب قاسم عزاوي - خبو اليسار العربي