عامر هشام الصفّار
الحوار المتمدن-العدد: 6787 - 2021 / 1 / 13 - 21:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أطلعتُ البارحة على خلاصة التقرير الخاص بحالة السكان والصادر عن وزارة التخطيط العراقية.. وفي التقرير تجد أن عدد سكان العراق اليوم قد بلغ 40 مليونا و150 الف نسمة، وتكاد النسبة أن تكون متساوية بين الأناث والذكور.. فالمرأة العراقية هي في لغة الأرقام أنما تكوّن نصف المجتمع فعلا.. ثم أن التقرير يشير الى أن نسبة النمو السكاني السنوية العراقية أنما هي 2.6% وهي نسبة عالية بكل المقاييس، خاصة أذا عرفنا أن نسبة النمو السكاني العالمي هي 1% تقريبا أو تزيد عن ذلك بنسبة قليلة جدا.. أما نسبة النمو السكاني عربيا فهي 3.3%. والعراق بذلك يكون الدولة رقم 36 عالميا في سلّم الدول من ناحية عدد السكان، وهو محاط من شرقه بأيران وبعدد سكانها البالغ 84 مليون نسمة، وتركيا من الشمال بنفس العدد من السكان.. ولكن ما يميّز سكان العراق هو ما ذكره التقرير ولو على عجالة، وهي أن فئة النشطين أقتصادياً من السكان والذين يكونون بعمر 15-64 عاما أنما هي تشكّل أعلى نسبة بين الفئات العمرية في المجتمع أذ بلغت 56.5% في حين شكّل الشيوخ نسبة 3% فقط من العراقيين، وشكّل الأطفال النسبة الباقية، الأربعين بالمائة.
وأذا تقرأ معي هذه الأرقام تستنتج بسهولة أن مجتمعنا ما زال مجتمع الشباب، ومجتمع الفئات العمرية العاملة.. أو هكذا يجب أن يكون الأستنتاج.. وأن التقرير وكما لم أتوقع لم يذكر نسب العاملين والمنتجين من فئات العمر بين 15-64 عاما.. كما لم يذكر أعداد الموظفين. وأذكر أن حديثاً متلفزا لوزير التخطيط الحالي في العراق كان قد أشار فيه الوزير الى أن أعداد الموظفين في العراق هي أعداد لا يمكن للأقتصاد العراقي أو للخزينة العراقية تحملّها.. ثم أن الوزير أستطرد في الحديث ليقول أن حقيقة المدة الزمنية التي يعمل فيها الموظف العراقي أنما هي 14 دقيقة في اليوم فقط.. وأن هناك بطالة مقنعة.. هذا غير ما تذكره التقارير الرسمية عن أسماء وهمية لأعداد كبيرة من الموظفين.
أن الطاقات الشابة في المجتمع لهي بحاجة الى الرعاية من قبل الدولة بكامل مؤسساتها.. وأن توفر الدولة على المعلومات والبيانات الديموغرافية الصحيحة يعتبر مهماً للتخطيط مرحلياً وأستراتيجياً لحاضر ولمستقبل الوطن.. هذا وفي البال دور المرأة العراقية المهم في عملية البناء والأنتاج.. أضافة الى ضرورة تشجيع قطاعات الأقتصاد الخاصة، بما يوفر فرص العمل خارج مؤسسات الدولة لشريحة كبيرة من الشباب المتعطش للعمل. أن البطالة وضعف المستوى العلمي المدرسي لهي من العوامل التي تزيد في صعوبة المشاكل الأجتماعية، وتترك الشباب نهباً لممارسات خاطئة تسبب الخسارة للوطن على المدى البعيد... أن تقرير وزارة التخطيط بشأن حالة السكان في العراق لهو بحاجة الى أغناء المعلومات الواردة فيه، ومشاركة الشعب هذه المعلومات والبيانات ليكون الجميع على بينة .. مع فتح المجال أمام المثقفين لمناقشة الخطط الكفيلة بالبناء والتطور، خاصة وان جائحة الكورونا قد فرضت على أقتصاديات العالم توجهات جديدة، لا تخفى على المسؤول العراقي، وأن سعر برميل النفط اليوم قد بدأ بالأرتفاع مجدّدا، مما يوفر فسحة من زمن للخروج من عنق الزجاجة. والله من وراء القصد...
#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟