أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد إدريس - تشغيل العقل فريضة دينية














المزيد.....

تشغيل العقل فريضة دينية


أحمد إدريس

الحوار المتمدن-العدد: 6786 - 2021 / 1 / 12 - 19:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ذكَّرني تعليق كتبه مؤخراً أحد الأصدقاء الأعزاء - بعد الصدمة التي سبَّبها له منشور لي ! - بهذا الكلام لأحد قادة الفكر الإسلامي في عصرنا : « إن المسلمين يفزعون جداً من الحرية، حتى الذين يَدْعُون إلى فتح باب الإجتهاد مثلاً، و إذا جِئتَ برأي جديد - و هذا بالطبع نتيجة لازِمَة للحرية - قامت الدنيا كلها : مِن أين أتيتَ بهذا ؟ و مِن أين نقلتَه ؟ لم نسمع بهذا في آبائنا الأوَّلين ! » (الدكتور حسن الترابي، "تجديد الفكر الإسلامي"، 1993)

الدين جاء لإسعاد الناس، جاء لإرساء مُقوِّمات و دعائم حياة أفضل على الأرض و لِترشيد مسيرة الجنس البشري، و ما جاء لإتعاس الناس : جاء لِيَسْمو و يرتقي بالإنسان و بالعلاقات بَيْن بني الإنسان. و الدين الإلهي في جَوْهَره جاء لِيَفُك الأغلال عن العقول، حتى يُصبح الناس فِعلاً أحراراً و لِكَي لا يضحك عليهم الأفَّاكون، و ما أتى أبداً لِيُعلن الحرب أو يحكم بالإعدام على العقول. بشأن العقل و استخدامه في مسائل الدين، ها هي القناعة الحقيقية لمشايخ كثيرين : مَن غالى في استخدام عقله و أمْعَن في التفكير فحتماً سينتهي به المطاف إلى الكفر، و بالتالي فجزاؤه الدُّنيَوِي القتل و الأُخرَوِي إقامة مُؤبَّدة في نار أهوالُها تفوق الخيال !

أسفي شديد و حزني كبير على المُتديِّنين الذين يُعانون من فوبيا حرية الفكر، و هم لَيْسوا قِلة في تقديري، أرجو من أعماق فؤادي أن يُخلِّصهم منها واهب العقل الذي هو أداة التفكير. تشغيل العقل ضرورة حياتية فهو إذن فريضة، و تعطيله وخيم العواقب يقيناً فهو إذن معصية : معصية يَتوَجَّب اليوم على علماء الدين، في هذه الأمة، أن يُصنِّفوها ضِمن الكبائر و الموبقات. التفكير فريضة قرآنية ذات أهمية قصوى و هو الفريضة الغائبة…

أُمتنا تتخبَّط فعلاً في قدر هائل من الأزمات و المشاكل، و للأسف غفلنا في غَمْرَتِها عن حقيقة في غاية البداهة : المشاكل لا يُمكن حلُّها باستخدام نفسِ طريقة التفكير التي أَوْقعت في هذه المشاكل. قناعتي هي أنه لا مناص من مراجعة جادة و جذرية و تمحيص دقيق لما هو سائد بَيْننا من مفاهيم و تَصوُّرات و قِيَم في إطارِ عمليةِ تقويمٍ و تجديدٍ كاملٍ شاملٍ لِمَوْروثنا الديني، ذلك هو حجر الأساس لأي مشروع تحرُّري نهضوي حقيقي في أوطاننا و ضمانُ إسهامنا الفعَّال في بناء حضارة الخير و الحُب و السلام التي تهنأ في ظِلها جميع مخلوقات الله !


« إنما يُدرَك الخيرُ كله بالعقل، و لا دين لِمَن لا عقل له. » (حديث)

« المسلمون اليوم يدفعون ثمن سكوتهم طَوَالَ السِّنين الماضية على الإفساد العقلي لأبنائهم و هم يُصفِّقون. » (مبارك البغدادى)

« إن مشكلتنا نحن المنتسبين للإسلام منذ قرون، لا تكمُن في عدم تطبيقنا للإسلام، بل في أننا لم نفهمه بَعْدُ. » (علي شريعتي)

« إن كل تَدَيُّن يُجافي العلم و يُخاصم الفكر و يرفُض عَقْدَ صُلح شريف مع الحياة، هو تَديُّن فقد صلاحِيَّته للبقاء. » (محمد الغزالي)

« الحكمة ضالَّة المؤمن، حَيْثُما وجدها، فهو أحقُّ بها. » (حديث)



#أحمد_إدريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنبع الأول للإرهاب التكفيري
- ألا قاتل الله هذا الفكر !
- المعتقد الذي عليه ألقى الله…
- فلسفة المخلِّص المنتظَر أو المأمول كما أراها
- تنصلح الأمور و الأحوال عندما تنصلح العقول و الأفكار
- مَن يستحق فعلاً صفة المسلم ؟
- هل هذه الأمة المعطوبة قابلة للإصلاح ؟ لا زلنا نأمل و نَنشُد ...
- من أجل خلاص العالَم
- الدين الحق يبعث الحياة مِن جديد و يجعل الآدمي مستحقاً لإسم إ ...
- ثالث خطوات تجديد الفكر الديني في الإسلام : كفى خضوعاً لِجَبْ ...
- ثاني خطوات تجديد الفكر الديني في الإسلام : كفى ادعاءً لإمتِل ...
- أولى خطوات تجديد الفكر الديني في الإسلام : كفى ترهيباً للخلا ...
- لا دين لفاقد الضمير، و لو كان رجل دين
- لستُ باللَّعان و لكِنْ...
- عودة إلى المسألة الرئيسة بالنسبة إلَيَّ (-الكفر-) عبر خطاب م ...
- هل هؤلاء يؤمنون فعلاً بخالق إسمه الأبرز في ديننا الرحمان ؟
- الفيروس الذي فتك بمُجتمعاتنا و ما وجدنا له مضاداً ناجعاً لِح ...
- الحاجة المُلحة إلى ثورة بداخل عقول مشايخ الدين
- ما حذَّرنا منه يتحقَّق !
- ضرورة إعادة تأصيل مفهوم الكفر في الإسلام


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد إدريس - تشغيل العقل فريضة دينية