أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - التجاني بولعوالي - الربيع العربي بين الأعلمة والأسلمة














المزيد.....

الربيع العربي بين الأعلمة والأسلمة


التجاني بولعوالي
مفكر وباحث

(Tijani Boulaouali)


الحوار المتمدن-العدد: 6783 - 2021 / 1 / 9 - 22:06
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ويقارب الكاتب صورة الربيع العربي في الخطاب الإعلامي الغربي عامة والهولندي خاصة، وذلك منذ انطلاق الشرارة الأولى في ديسمبر 2010 في تونس، حيث يركز على عاملين أساسيين. أحدهما الإعلام الجديد بكونه أدى دورا مفصليا في تشكل ثورة الشارع العربي وصيرورتها وانتشارها عبر مختلف بلدان شمال إفريقيا والشرق العربي، وهذا ما يعرف في الأدبيات الإعلامية المعاصرة بـ "الأعلمة". ولم يقتصر تأثير الربيع العربي على ما هو محلي، بقدر ما امتدت نتائجه إلى خارج الجغرافيا العربية. والعامل الآخر هو حركات الإسلام السياسي التي كانت حاضرة بشكل أو بآخر أثناء احتجاجات الشارع العربي، لكن ليس بكونها الفاعل الأهم بل المهم، لاسيما فيما يتعلق بتداعيات الثورة ومخرجاتها الانتخابية والسياسية لاحقا.
ويعالج هذا العمل جملة من الأسئلة المحورية قصد الوقوف على الكيفية التي تمت بها استعراض وتفسير التحولات السياسية والإيديولوجية التي تشهدها المنطقة العربية منذ أزيد من عقد من الزمن. كيف تحدد وتقارب البيانات والنصوص الإعلامية الهولندية مفهوم الربيع العربي؟ إلى أي حد يمكن اعتبار أن الربيع العربي نشأ كرد فعل على الانحطاط العربي؟ كيف تمت تغطية الثورات العربية منذ انطلاقها في ديسمبر 2010 في الخطاب الإعلامي الهولندي؟ ما هي أهم محددات التفسيرات الإعلامية الهولندية-الفلامانكية فيما يتعلق بمسألة الربيع العربي؟ إلى أي مدى يمكن الحديث عن أسلمة الربيع العربي أخذا بأن الإسلام السياسي لم يشكل العامل الأوحد خلال احتجاجات الشارع العربية من جهة، وأنه حصد نجاحا انتخابيا هائلا في أغلب بلدان الربيع من جهة أخرى؟
إن ثورات الربيع العربي تمكنت من أن تميط اللثام عما ظل مستورا طوال عقود طويلة، سواء في العالم العربي أو في الغرب. ولا يمكن فك شفرات أحداث العنف والإرهاب التي شهدتها في المرحلة الأخيرة باريس وبروكسل وإسطانبول وغيرها من المدن عبر العالم إلا بكونها تداعيات واقعية للتحولات الجذرية التي تشهدها المنطقة العربية. وبعد بحث عميق انصب على شتى القصاصات والبيانات والمقالات والتقارير الإعلامية وأهم الكتب الهولندية التي تناولت الربيع العربي، خلص الباحث إلى أن احتجاجات الشارع العربي قوبلت في البداية بإعجاب أوروبي لافت، غير أنه سرعان ما سوف ينقلب الإعجاب إلى خوف وتوجس من الإسلام والمسلمين، وذلك جراء ظهور تنظيم داعش. ما يكشف عن أن صورة الآخر المسلم في الإعلام الغربي سرعان ما سوف تنزل من مرتبة الإيجابية إلى مرتبة السلبية، سواء على مستوى الجماهير أو صناع الإعلام والقرار.
والآن بعد مضي حوالي عشر سنوات من كتابة النص الأصل من هذا الكتاب في عامي 2011 و2012، يظهر أن التوقع الذي كان قد طرحه الكاتب آنذاك أصبح شبه حقيقي، ومؤداه أن أولئك الذين يشككون في الربيع العربي لا يدركون أن هذه الثورة بمثابة عملية معقدة وممتدة لا تقاس بالسنوات والعقود، بل بالأجيال والقرون. تماما كما حصل في مختلف الثورات الإنسانية عبر التاريخ. وهذا يعني أن الربيع العربي يمكن تشبيهه بالنار التي تحترق إلى آخرها، ولا يبقى شيء منها كما يبدو للعيان، غير أن الأمر ليس كذلك، فتحت الرماد جذوات حية تشتعل من جديد كلما تهيأت لها الظروف والشروط والوعي اللازم، وهذا ما حدث بالضبط قبل بضع سنين عندما تحركت الشعوب العربية من جديد في السودان والجزائر ولبنان والعراق وغيرها، فأودت بمختلف الأنظمة والحكومات الاستبدادية، ومن المحتمل جدا أن يتكرر هذا السيناريو في المستقبل، كلما ضاقت الشعوب ذرعا، واكتشفت زيف المنتخبين الجدد.
وتجدر الإشارة إلى أن التجاني بولعوالي باحث ومفكر مغربي مقيم في بلجيكا، حيث يعمل في كلية اللاهوت والدراسات الدينية بجامعة لوفان، ويهتم بقضايا الإسلام في الغرب والفكر الإسلامي والترجمة الدينية وغيرها، وقد صدرت له مجموعة من المؤلفات، منها: المسلمون وفوبيا العولمة، فاس 2018، صورة الإسلام في المقاربة الأكاديمية الهولندية، دبي 2013، الإسلام والأمازيغية، الدار البيضاء 2009، المسلمون في الغرب، القاهرة 2006.



#التجاني_بولعوالي (هاشتاغ)       Tijani_Boulaouali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكفاءة السياسية وراء تعيين وزراء من أصل أجنبي في الحكومة ال ...
- الحقيقة الغائبة في قضية -آيا صوفيا-
- ظهور المسيح.. قصة لاهوتية بطعم الفنتازيا
- هكذا أنصف تودوروف الإسلام والمسلمين!
- أي تفسير هو الأنسب لوباء كورونا؟
- أيها المسؤولون.. رفقا بإعلامنا المحلي؟
- درس -داعشي- عارم يبعثر أوراق الغرب بخصوص ظاهرة الإرهاب
- نحو مقاربة أخلاقية لظاهرة إهدار الغذاء
- مغاربة هولندا يعززون حضورهم في البرلمان الهولندي
- الحكومة المغربية بين غموض الأداء ومنطق الإرضاء
- حلقة دراسية حول سبل معالجة الصور النمطية
- السيناريو السوسيو – اقتصادي هو الحل
- الدسترة الجزئية والمشروطة للغة الأمازيغية
- الحركة الاحتجاجية بالمغرب ورهانات التعديل الدستوري
- إطلاق الجائزة الأدبية في صنفي الشعر العربي الفصيح والأمازيغي ...
- أي موقع للمهاجر المغربي في مشروع الجهوية الموسعة؟
- سقوط آل القذافي.. واسترداد الحلم الليبي المغتال
- خيوط لفهم معادلة الثورة المصرية وسيناريو المرحلة القادمة
- الدرس التونسي والامتحان المصري
- محددات العلاقات المغربية الإسبانية وتحدياتها


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - التجاني بولعوالي - الربيع العربي بين الأعلمة والأسلمة