أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - العراق خيار -الله- على الارض؟/2















المزيد.....

العراق خيار -الله- على الارض؟/2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6783 - 2021 / 1 / 9 - 14:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق خيار"الله"على الأرض؟!/2
عبدالاميرالركابي
يستدعي حال العراق والأفكار والتجليات التصورية فيه، اكثر من توقف، أولها مايثير الاستغراب من شعب هو مؤئل الابراهيميه، ولا يفكر بان يكون له بيت لها، ولمايعرف ب "الله" الذي تجلى فيه، ليس هذا وحسب، بل وكون العراق باق يعيش حالة استلاب غريبه وهو يدافع عن البيتين الأول والثاني بكل حماس، هذا من زاوية، ومن زاوية أخرى اقرب واحدث، ماهو بارز من افتقاد البلاد لاي تصور وطني دال على البنية والكينونه، الامر الذي سهل بقوة تكريس الرؤى المستعارة الايديلوجيه، وعززنوعا غير مالوف من الاستلاب التاريخي المزدوج، وقد تكون ثمة دلالة لمثل هذين المظهرين، تجعلهما يلتقيان عند نقطة بالذات، هي كون البنية الرافدينيه مما يتعذر على العقل ادراكه في حينه وساعته، ولا حتى في التواريخ والفترات اللاحقة، بما فيها تلك التي شاعت في العصر الحديث.
هذا الحال يجعل من "الوطن /كونيه" العراقية مؤجله كرؤية معبرة عن كينونة على المستويين، المستوى الدال على المجتمعية التي لاتتجسد ارضويا، كما على الدلالة الكيانيه الازدواجية التحولية جملة، بما هي حالة كونيه كوكبيه مضمرة، بمعنى ان "وطنية" العراق وارض الرافدين هي "الوطن / كونيه" الكوكبيه، الدالة والمعبرة عن الظاهرة المجتمعية ومآلاتها، واغراضها المضمرة. فاذا ادركها الكائن "الانسان" خليفة "الانسايوان"، انقلب العالم وتبدلت اليات الوجود البشري، في وقت تكون فيه الظاهرة المجتمعية قد بدات بالاختفاء، بعدما أنجزت المطلوب، وحققت الهدف الكامن فيها .
هذا يعني ان ارض الرافدين محكومة لتجليين، اول ابتدائي، واخير ختامي به ومعه ينتهي زمن المجتمعية، ينتقل بينهما العراق من كونه (خيار "الله" على الأرض) الى البقعة "المختارة من الغائية الكونيه العليا"، بعد اجتياز المنظور الاضطراري النبوي الابراهيمي الأول، الملائم لفترة التاجيل والانتظار، والمواكب لزمن العجز والقصور العقلي الحائل دون استكناه حقيقة المجتمعية والغرض من وجودها، وبالانتقال بين اللحظتين، يصير الماخوذ حدسيا، ودلالة على مالا يتجسد من نوع اجتماعي، الى إحالة الى الاكوان العليا، وقوانينها التحولية، والى وجود الكوكب الأرضي والمجموعه الشمسية، وماهي ماخوذة ضمن سياقه، وما منطوية علىه من مقصد ومطلب مكنون بين تضاعيفها، تدل عليه سلسلة توقفات التحولية من "الحياتيه الأرضية الجمادية" المنطوية تكوينا وبنيه على انقلابية نوعيه تتجلى واقعا واخيرا بالحياة العضوية، كحصيلة حيوية أرضية، لتستمر لتصل الى الانقلاب الاخر، مابعد الحيواني "الانسايواني" بحلول القفزة العقلية، مع انبثاق مادتها الأولى في الكائن الحيواني، وبدء الصيرورة التحولية الأخيرة المنتهية بالمجتمعية المنطوية على أسباب الانقلابية النوعيه التحولية الأخيرة، مابعد الجسدية، حيث تحرر العقل بعد اكتمال مقوماته.
لم توجد المجتمعية بمعزل عن، او خارج الوحدة التفاعلية الحياتيه، التحولية الممتدة، من الجماد الأرضي، الى العضوي الحيواني، الى الحيوان/عقلي، ومن ثم المجتمعي التحولي، فالوجود الحي اجمالا ماخوذ ب، وخاضع لما مصمم وفقه من بنية تحولية، هي التي وجدت عليها المجتمعات بالاصل، ومعها اكتملت باعتبارها ظاهرة متطابقة مع الهدف المقصود من وجودها، بخلاف كلي عن المعتقد السائد المعروف، الذي يبسط الظاهرة المجتمعية، فيحيلها الى مجرد ( تجمع + انتاج الغذاء)، بعد زمن التقاطه وصيده السابق، فهذان العنصران المجتمعيان، ضروريان بما لايقبل الجدال، شكلا واطارا وحسب، لا كينونه متطابقه مع أسباب واغراض الوجود.
فاذا اقتضت الصياغه المجتمعية التحولية موضعا بؤرة، وخارطة، وتوزعا تحوليا، به ومعه تصير المجتمعية جاهزه وقابلة لاداء غرضها، والمقصود بها، فان المكان المنوه عنه يكون والحالة هذه مستحقا لصفة الموضع التحولي الرئيسي، وفقا ل"التدبيرية الغائية العليا"، المنوط بها، وبحسب ماتنطوي عليه من غايات اعلى وابعد، متعدية للمجتمعات وللكوكب الأرضي، والمجموعة الشمسية، وكلها وباعتبارها ظواهر آيله الى الانتهاء، والى الاختفاء، بعد ان تكون قد أدت المطلوب منها، والمقصود من وجودها.
يعتقد " العقل" في حالته القصورية الأحادية، انه قادر، او متمكن من ادراك ماهو متعد لطاقته وقدرته المتاحة على الإحاطة، حتى بالنسبة لذاته، فيذهب الى الاعتقاد بان مايقاربه من اشكال تعرف على بعض الظواهر، هو العلم، او الأساس المعرفي بكليته ونوعه، الامر الذي تنفيه امثله اقرب للبداهة، مثل ماقبل معرفة كروية الأرض، ومابعد ذلك، او ماقبل التعرف على الجاذبية، وبعدها، او الانتباه الى كون الارض تدور على نفسها سابحة في الفضاء، وحول الشمس، ومابعد، وصولا الى كل واجمالي، ومادة مثل هذه الافتراقات التعرفية، وصولا للفارق بين العقل الجسدي، والعقل المتحرر من الارضوية والجسدية، ونوع ومدى مقارباته، ونمط علاقته بالكون والاشياء، وصولا للانقلابيه النوعية العقلية،أي خضوع "العقل" عند مرحلة من مراحل تصيّره، لنوع من انبثاقات التحولية التي افرزت العضوية من الجمادية، والعقلية من الحيوانيه، وصولا الى مالا يمكن تصوره من مسار عقلي، الى مافوق عقلي/ جسدي حالي، بحسب نوع مادة التفاعل الكوني المحتجبة على الادراك راهنا، ابان الزمن الارضوي، والمحطة العقل/ جسدية "الانسايوانيه".
الابراهيمة الثانيه، هي الثورة في قلب الابراهيميه النبوية، ومتبقاياتها المتمثلة في القراءات الثلاث، الواجب عليها اليوم الذهاب الى مابعد نبوة انهت الغرض وجودها الضروري، يوم صار المطلوب منذ النبوة المحمدية، مابعدها، قبلة واحده، وبيت واحد، هو بيت "الغائية الكونيه العليا"، بيت إبراهيم الذي في سومر، ان ديانات التوحيدية لايمكن، ولايجوز ان تكون غير موحدة اليوم، او ان لاتعود الى اصلها محكومة لمنظور التحولية الذي اوجبها كبديل عن ضائع، ممتنع تحققه في حينه، لابد من اطلاق النداء الابراهيمي الأعظم، نداء عودة إبراهيم من المنفى الى الأرض الأولى، المقاربة للسماء، وموضع الخيار الكوني. وقد انتهت النبوية، ولم تعد محاولات استعادتها العقيمه، او بعث حضورها في الحياة جائزه، فلاسلفية نبوية بعد الساعة، وعلى المسيحيين المقاربين لصود المسيح، واليهود المتحرربن من الجيتو النفسي، والمسلمين الابراهيميين لا الجزيريين، ان يباشروا اللقاء في سومر التاريخيه، وفي اور، حيث بيت الاب الأكبر، تحت شعار انتهاء الزمان، وانقضاء امد المحتجب المؤجل: "نحن ذاهبون الى الاكوان العليا".
ليس اللقاء الابراهيمي مجرد احتفاء او مهرجان، بالمنطلق الأول، وحنينا، انه رؤية للعالم والكون والتاريخ، ركيزته القول بان التاريخ تحولي تصيري، وانه اقتضى ثلاث دورات كبرى، الأولى الرافدينيه التي عرفت التاسيس الابراهيمي الأول، وثانيه كانت واجبه لاستكمال الناقص المفتقد، والذي لاتحول بلا توفره، والثالثة الأخيرة الراهنه، التي تبدا مع القرن السادس عشر في ارض سومر، بعد انقطاع دام بين 1258 والقرن السادس عشر، فالتحوليّة مكتوب لها كونيا ان تمر بدورتين ناقصتين، قبل ان تكتمل أسبابها المادية، ويصير الانتقال لمابعد المجتمعية الأحادية، ومايتصل بها من مفاهيم ورؤى وتصورات ومفاهيم.
فدعوة ابراهيم ليست، ولم تكن مجرد دين وصلوات ترفع في بيوت الله، او ادعية دالة على التاجيل، انها الحال الانتظاري بين محطتين، لاتحققية، واخيره يصير معها التحول راهنا وحالا ابن ساعته، ويصير الابراهيميون من يومها معنيين بقيادة العالم، وباخذه لمصيره ومال وجوده، واسبابه. لم يعد العالم منذ اليوم هو العالم الذي يعرفه البشر، وكل المحاولات الساعية بالايهام الى محاولة جعله سويا ومستقرا على حال او يمكن اصلاحه، انتهت ولم تعد واردة، وليس للمجتمعات على مستوى المعمورة من هنا فصاعدا، سوى الانهيار والتردي، وتكالب الكوارث، فلا نظم ارضوية احادية، بعد الساعة، ولم يعد للكائن البشري غير ان يضم مابيده وماقد احرزه خلال الدورات الثلاث الماضية من تاريخه من قدرات وطاقات، لاجل إعادة صناعة نفسه، بدل مايتصورة تحكما بالطبيعه، فالزمن انقلب، وشكل واشتراطات وجود واستمرار الحياة تغير كليا، نحو مشروع التركيز على الطاقة العقلية، وتحريرها من وطاة وثقل الحاجة البيولوجية والمادية الجسدية، الامر الذي صار بالإمكان في الغالب التوفر عليه، بالتكنولوجيا، عن طريق وضعها ضمن السياقات التحولية، بعد تحريرها من غلبة وسطوة الراسمالية وجشعها التدميري، واصرارها على توظيف المنجز التكنولوجي في خدمة أغراض المنتجية والربح المدمر للحياة والوجود.
يمكن مع مثل هذا الحال، ومع ظهور مركز قيادة ابراهيمه تحوليه تحققية آنيه للعالم، ان نتخيل اشكال ردة الفعل على مستوى المعمورة، ابتداء من التكريسات التوهيمه للقصورية العقلية، والنظرة الى التاريخ والقوميات والاوطان، ومايمكن ان يستثار من اقواميات متهالكة، الى مساعي استغلال التكنولوجيا، وحرفها المتزايد عن مقاصدها، وصولا حتى الى اصطناع مركزيات بديله تحوليه بصيغ ومسميات أخرى، هذا في الحد الأدنى، غير ماهو متوقع من هجوم كاسح يذهب الى السخرية، ومحاولة الحط من الأفكار والتصورات والمساعي الابراهيميه، الامر الذي سيتوقف الحسم فيه على عاملين: الأول هو الدلالات الكوارثية، واستمرار تاكد انتهائية وهشاشة وانهيار البنى المجتمعية المتزايد، ومايترتب عليه، مايوجب استحضار التاريخ النبوي، وطاقة التحمل والإصرار وسط النكران والمجافاة التي ستكون فاصلة اليوم وقاسية، وقد تطول، والمراهنه الأخرى الايمانيه الأكبر التي يجب التحلي بها بقوة، والقائلة بان ارض التحولية، هي الأرض الصالحة على مستوى المعمورة للانقلاب النوعي مافوق البشري، بما في ذلك الاحتمالية العظمى المتعلقة بالتوافقية مع الاكون العليا، واحتمالية الالتقاء بالحامل فوق الجسدي، الكوني، ل"العقل" الامر الذي لابد من التمسك به بوجه محاولات التشتيت واقتراح مركزيات أخرى قد تحاول نفي كون التحول مثلما ابتدأ له مركز بذاته، وموضع لاغيره مختار من "الغائية الكونيه العليا" التي اسمها الحالي "الله".



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق خيار-الله- على الارض؟!/1
- رؤيتان ابراهيميتان: بدئية وختاميه راهنه؟/2
- رؤيتان ابراهيميتان: بدئية وختامية راهنه؟
- اسطورة الحياة الواحده الوحيده؟(2/2)
- اسطورة النمط الحياتي الواحد الوحيد؟(1/2)
- -المادة العقلية-و-العقل- وحاملهما؟
- -المادة العقلية- و- العقل- وحاملهما؟(1/2)
- الثورة العقلية العظمى ومابعد غرب/18/ملحق3
- الاستئناف التحولي وهزيمة الغزو الامريكي/17/ملحق2
- الاستئناف التحولي وهزيمة الغزو الامريكي/16/ ملحق1
- عراق ثورة الاستئناف الناطق ب؟/15
- عراق ثورة الإسئناف الناطق أ؟/14
- عراق الكائن البشري الاقل-انسايوانيه-؟/13
- عراق الوطن/ كونيه والماركسوابراهيميه ب؟/12
- عراق الوطن/كونيه والماركسوابراهيميه أ؟/11
- عراق بلا -وطنيه- والاستعمار الافنائي ب؟/10
- عراق بلا -وطنيه- والاستعمار الافنائي؟/9
- عراق بلا -وطنيه- واكذوبة الغرب؟/8
- عراق بلا -وطنيه- وعراق -التحوليّه-؟/7
- عراق-اللاوطنيه-والثورة -التشروكورونيه-؟/6


المزيد.....




- -المشي على الماء-.. مسابقة سنوية لطلاب جامعة فلوريدا.. من ال ...
- ما هي استراتيجية إسرائيل في استهداف الشبكة المدنية لحزب الله ...
- أنباء عن طلب واشنطن من قطر طرد قادة حماس من أراضيها
- ماسك يجني ثمار دعم ترامب ويصف شولتس بـ-الأحمق-
- السيطرة على حريق شارع الحمرا في بيروت بعد تسببه بأضرار كبيرة ...
- حزب الله يقصف قاعدة عسكرية بحيفا وغارات إسرائيلية عنيفة على ...
- برنامج -شات جي بي تي- يعود للعمل بعد انقطاع قصير
- هجمات إسرائيلية مستمرة على مدينة بعلبك ومواقعها التاريخية
- تداعيات المواجهات بين مشجعين إسرائيليين وداعمين للقضية الفلس ...
- ريتشارد غرينيل سفير سابق يتطلع لمناصب أكبر في السياسة الأمير ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - العراق خيار -الله- على الارض؟/2