أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبير سويكت - قراءة ما وراء السطور حول الإتفاقية الإبراهيمية فى السودان الكثير المثير















المزيد.....

قراءة ما وراء السطور حول الإتفاقية الإبراهيمية فى السودان الكثير المثير


عبير سويكت

الحوار المتمدن-العدد: 6782 - 2021 / 1 / 8 - 17:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


قراءة ما وراء السطور حول الإتفاقية الإبراهيمية الكثير المثير

بلا عنوان

عبير المجمر(سويكت)

السودان بدأ خطواته نحو التطبيع مع اسرائيل منذ فترة و تجلت المؤشرات المؤكدة على ذلك منذ لقاء رئيس مجلس السيادة برهان بنتنياهو في عاصمة أوغندا مرورًا بالمحادثة الهاتفية في المكتب البيضاوي بحضور دونالد ترامب التى أعلن فيها قادة إسرائيليون وسودانيون تطبيع البلدين .

ختاماً بتوقيع الإتفاقية الإبراهيمية التى تعتبر رسمياً اعلان التطبيع مع اسرائيل، و قد وصفت وزارة الخارجية السودانية تلك الإتفاقية بأنها تهدف لترسيخ قيم التسامح والحوار والتعايش بين الشعوب والأديان فى منطقة الشرق الأوسط والعالم، بما يمكن لثقافة السلام، ولتوجيه الموارد والجهود لخدمة المصالح المباشرة للأفراد في المجتمعات المعنية.

الاتفاقية الإبراهيمية لتطبيع العلاقات مع الكيان الاسرائيلي هندستها الولايات المتحدة ، و الإمارات العربية هى المبشرة بها فى الشرقالأوسط ، و فى الجزء الثانى من مقالى سوف اسلط الضوء على دور الإمارات و مصلحتها فى ذلك، ففى 15 سبتمبر 2020 ، وقعت الإمارات العربية المتحدة والبحرين مع إسرائيل برعاية الإدارة الاميركية ، في البيت الأبيض بواشنطن ، اتفاقيات إبراهيم.

السؤال الذى يطرح نفسه ماذا يكسب السودان من إبرام الاتفاقية الإبراهيمية ؟مع العلم ان نظرة الغرب لفوائد هذه الاتفاقية للسودان تختلف عن نظرة الشرق الأوسط و اختلاف الراى لا يفسد للود قضية ، فان الخبراء الأجانب يرون ان السودان سوف يحقق مكاسب منها على سبيل المثال لا الحصر :

يرى المراقبون الأجانب ان رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب هو احد مكاسب التطبيع مع اسرائيل و كان احد شروطها .
- المساعدات الاقتصادية الضرورية لبقاء البلاد تعتبر احد المكاسب ، تحسن وضع السودان الدبلوماسي الذى يرون فيه فائدة للقارة الأفريقية بأكملها من خلال موقعه الاستراتيجي لا سيما في الحرب او بمعنى اكثر نعومة فى مكافحة ما يسمى بالإرهاب الإسلامي.

يرى أيضاً المحللون ان تطبيع السودان مختلف عن تطبيع الإمارات العربية المتحدة و البحرين معتبرين ان السودان كان فى صراع مباشر مع اسرائيل ، و نظرًا لموقعه الاستراتيجي وموارده الطبيعية ، فإن عودة السودان إلى مجموعة الأمم سيكون له تأثير كبير على الاستقرار والتنمية الاقتصادية للقارة الأفريقية بأكملها.

بينما يرى اخرون فى تطبيع السودان قيمة رمزية عالية باعتبار ان السودان البلد المسلم الشرس فى الدفاع عن القضايا الاسلامية فان اعلان تطبيعه مع الدولة اليهودية ليس بالأمر السهل بل له قيمة رمزية عالية باعتبار ان الخرطوم على حد وصفهم كانت دعامة للجبهة المناوئة لإسرائيل في أفريقيا فمن الخرطوم عاصمة السودان تم اتخاذ قرار جامعة الدول العربية الشهير "الرفض الثلاثي" لـ "الكيان الصهيوني" - لا للسلام ، لا للمفاوضات ، لا الاعتراف - بعد حرب الأيام الستة عام 1967، و عليه فان التطبيع يشكل تخلى و انفصالًا واضحًا عن سياسة القومية الإسلامية التي تجعل من السودان قاعدة أيديولوجية ولوجستية لكل من الميليشيات الجهادية السنية على حد قولهم ، فهم يرون ان أسامة بن لادن عاش في السودان من 1992 إلى 1996 ، وإيران الشيعية استخدمت هذه الأراضي لنقل الأسلحة إلى مساعديها ، مما تطلب تدخلاً مباشرًا من إسرائيل و تسبب هذا الموقف في نبذ المجتمع الدولي للسودان الذى وجد نفسه في وضع اقتصادي يائس .
و عليه يرى الخبراء الأجانب انه بعد صدمة الاتفاقات الإبراهيمية سوف تنتشر موجة السلام في إفريقيا.

كما يرى الخبراء ان السودان الذى كان فى ذات يوم اكبر دولة فى أفريقيا كان على حافة الهاوية ، بسبب سلسة من الصراعات القبلية والحروب الأهلية والانقلابات العسكرية الأمر الذى جعله من افقر البلدان على هذا الكوكب على الرغم من الموارد الطبيعية الهائلة التى يتمتع بها بما في ذلك الوقود الأحفوري واليورانيوم ، و قد تفاقم تدهور الوضع الاقتصادي بسبب استقلال جنوب السودان الذي حرمه من عائدات النفط.

و بعد الإطاحة بمن أسموه الإسلامي عمر البشير الذي ظل في السلطة 30 عامًا واتهمته المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم إبادة جماعية ، فتح خليفته عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان صفحة جديدة بالتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية و الكيان الصهيوني من خلال الالتزام بالتوقف عن دعم الإرهاب ، و فى المقابل سوف يتحصل السودان على مساعدات مالية ، وتعزيز الاستثمار والتعاون الدولي ، فضلاً عن الوصول إلى الأسواق الاقتصادية الضرورية لبقاء البلاد على المدى القصير.

أما بالنسبة للدولة العبرية يرون انه على الرغم من أن التطبيع جزء لا يتجزأ من "الصفقة الشاملة" مع إدارة ترامب ، إلا أن هناك أسبابًا أكثر تحديدًا فخلال فترة ولاية الرئيس الموالي للغرب جعفر نميري وتحت تأثير الرئيس المصري أنور السادات ، الموقع الأول على اتفاقية السلام العربية الإسرائيلية ، كانت العلاقات بين الدولتين مفيدة للطرفين. على سبيل المثال ، ساعدت الخرطوم سرًا في إعادة اليهود الإثيوبيين ، أوالفلاشا ، إلى إسرائيل ، خلال "عملية موسى" في الثمانينيات ، أثناء المجاعة الكبرى.

كما ان التطبيع مع السودان قلب أفريقيا
يسمح بعودة اسرائيل إلى أفريقيا معتبرين ان العلاقات بين الدولة العبرية والقارة الأفريقية قديمة،واصفين اسرائيل بانها شاركت بتجربتها في الزراعة الصحراوية في وقت مبكر وقدمت بانتظام مساعدات إنسانية في نزاعات مثل دارفور ذات الغالبية المسلمة وجنوب السودان للأقليات المسيحية والوثنية.
لكن ذلك تدهور على مدى سنوات الصراع في الشرق الأوسط وتحت تأثير قادة مثل الليبي معمر القذافي، إذا احتفظ عدد متزايد من البلدان الآن بعلاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية ، فهناك "منطقة حظر" تمتد من الساحل إلى البحر الأبيض المتوسط ، مع استثناءين ملحوظين ،مصر وتشاد مؤخرًا، وقعت الأخيرة اتفاقية رسمية فى 2019

و عليه فان التطبيع سوف يكسر قفلًا استراتيجيًا مهمًا بسبب الحدود التي تشترك فيها مع ليبيا ، التى مهددة بالتدخل التركي ، ومع حلفاء إسرائيل ، فضلاً عن منفذها على البحر الأحمر ، من المحتمل أن تكون التأثيرات الإقليمية والدولية كبيرة ، من الناحية الدبلوماسية ، آمنية واقتصادية

و يرى اخرين ان هذه الاتفاقية تعمل على تعزيز الاندماج الإقليمي للسودان من خلال التهدئة و تخفيف حدة التوترات مع جنوب السودان ،ومع جيرانها الآخرين ، حلفاء الولايات المتحدة والدولة العبرية، و بذلك ، تظهر سلسلة إقليمية مهيبة تمتد من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط والتي ستسمح بإقامة أوجه تبادل في جميع المجالات ، وقبل كل شيء في مكافحة الإرهاب الجهادي ، والاستفادة من اتساع الأراضي و الانقسامات

و فى ذات الوقت يرى اخرون ان إضفاء الطابع الرسمى للوجود الاسرائيلي و ارتباطه بالأجهزة الموجودة ، مثل قوة برخان الفرنسية و G5 سيزيد من فعاليتها و الدليل إذا تذكرنا تسوية احتجاز الإسلاميين كرهائن في مركز ويستجيت للتسوق في نيروبي (كينيا).

فى ذات الصياغ اخرون يرون ان التوسع الاسرائيلي فى موقع كالسودان لابد منه فى التصدي لسياسة تركيا التوسعية في ليبيا و هذا يمثل أولوية أيضًا ، باعتبار هذا الصراع يهدد بإصابة جميع جيرانها بالعدوى ، خاصة وأنهم يرون ان أنقرة نشرت عناصر إسلامية كمساعدين من سوريا ، فى الوقت الذى يرون فيه وضوح تقارب المصالح مع منتدى EastMed (مصر وإسرائيل واليونان وقبرص والأردن والسلطةالفلسطينية وفرنسا) ، الذي تم إنشاؤه لاستغلال وتأمين الموارد في شرق البحر المتوسط و وصفهم ذلك بالطبيعى باعتبار انه يعزز الاستقرارالإقليمي و الاستخدام الأمثل للموارد وإنشاء البنية التحتية المشتركة. على سبيل المثال ، يمكن للمرء أن يتخيل بسهولة التأثير الاقتصادي لنقل النفط من هذه المنطقة المسالمة الجديدة ، من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط ، باتجاه أوروبا ، عبر "محور الطاقة" باستخدام خط الأنابيب الإسرائيلي من إيلات إلى عسقلان ، كما تم التعاقد مع الإمارات للهيدروكربونات. وهذا من شأنه أن يقلل بشكل كبير من تكاليف الإنتاج واعتماد الاتحاد الأوروبي على روسيا و عليه هناك العديد من المجالات المعنية و هذا يبشر بمستقبل واعد للغاية .

نواصل فى قراء شاملة لمصلحة الإمارات العربية المتحدة بالتبشير بالتطبيع فى منطقة الشرق الأوسط و أفريقيا .



#عبير_سويكت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوى الظلام و ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد
- ما وراء قرار حمدوك تجميد المناهج(يا بنى إذا بُليت بهذا الداء ...
- قراءة إقتصادية فى موازنة 2021
- معركة المناهج فى السودان خفايا و خبايا، ما بين أئمة السلطان ...
- معركة دكتور عمر القراى مع علماء السلطان المتوجهين من دعارة د ...
- عيسى عليه السلام إبن البكر البتول موضعه و موقعه فى الإسلام .
- أساطير حول حقيقة بابا نويل(سانتا كلوز) هل هو عيد البهجة و ال ...
- أساطير حول حقيقة بابا نويل(سانتا كلوز)،القديس نيكولاس ينتصر ...
- أساطير حول حقيقة بابا نويل(سانتا كلوز)، هل هو الرجل الحكيم أ ...
- المجلس التشريعى القومى القلعة المصفحة ضد الانقلاب على المدني ...
- شهادة للتاريخ حتى لا ننسى موقف الحزب الشيوعى من الوثيقة الدس ...
- اليوم العالمي لذوى الإعاقة فى السودان و ذكرى نفحات برنامج ال ...
- الإيدز فى السودان ما له و ما عليه -سلامة الفرد من سلامة المج ...
- تجربة التأمين التكافلى الإسلامى ما لها و ما عليها
- المؤتمر السودانى القومى الأول لصناعة التأمين في السودان ( ال ...
- الصادق الإمام زعيم الانصار الهُمام الإنسان سمح الوصوف يا رب ...
- مؤتمر المائدة المستديرة للحريات الدينية العالمي
- المؤتمر الدولى الإسلام و التجديد ما بين الأصل و العصر
- تقرير البيئة نحو إقتصاد أخضر مكسى بلون السندس تزفه أنغام الس ...
- محاولة الذين فى قلوبهم مرض طمس الحقائق بالإغتيال الشخصي و ال ...


المزيد.....




- ديوك رومية تهاجم ساعي بريد خلال إيصال طرد ليتحول المشهد لمعر ...
- السعودية.. ضبط مصري تحرش بفتاة وكشف اسمه كاملا.. وفيديو شخص ...
- نتنياهو يمثل للمرة الـ21 أمام المحكمة بتهم فساد
- الجيش الإسرائيلي يبرر عملياته في جباليا باستهداف بنية تحتية ...
- قمر روسي جديد يبدأ بتقديم خدمات استشعار الأرض عن بعد
- الجيش الإسرائيلي يعلن توسيع عملياته البرية في رفح ويرسل الفر ...
- سكان غزة لا طاقة لهم على النزوح مع إصدار إسرائيل مجددا أوامر ...
- الحل بين يديك.. هكذا يتم التجسس على محادثات -واتساب-!
- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت مجددا محطة كهرباء في خرق ج ...
- إيران تدين القصف الإسرائيلي الأخير للضاحية الجنوبية في بيروت ...


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبير سويكت - قراءة ما وراء السطور حول الإتفاقية الإبراهيمية فى السودان الكثير المثير