أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف حمك - حينما يتطوع المثقف برتبة بيدقٍ في إعلام السلطة .














المزيد.....

حينما يتطوع المثقف برتبة بيدقٍ في إعلام السلطة .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 6782 - 2021 / 1 / 8 - 01:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" كلما سمعت كلمة مثقف ، تحسست مسدسي " عبارةٌ قالها وزير آلة الدعاية النازية ، و ذراع هتلر الضارب بول جوزيف غوبز ، لتدمير كل منتقديه . و المنسوب إليه القول الشهير : " اكذب ، ثم اكذب ، حتى يصدقك الناس " .

لاشك أن الثقافة إرثٌ علميٌّ معرفيٌّ جماليٌّ لصيقٌ بالحياة ، معنيٌّ بكل القيم الإنسانية .
كما هي أداةٌ تضيء شمعة العقل لحذقه و شحذه ، تشعل فتيل الفكر لتنوير فضائه و تفتح مداركه .
تمدد آفاق الموهبة لنموها ، فتغذي الذهن لتنشيطه ، تفتح الشهية للتحليل و النقد ....
علاوةً على أنها تملآ النفس عفةً ، و تؤدب الذوق رفعةً .

باعتبار أن الثقافة فريسةٌ دسمةٌ ، فإن رجال أمن كراسي الطغاة يطاردون فرسانها المعاندين و روادها المشاكسين بتهمة إثارة الشغب ، بغية اصطياد بعض الرموز الحاذقين منهم ، لانضمامهم إلى آلة الدعاية الدكتاتورية ، وتجنيدهم في إعلامها برتبة بيدق .
ثم اسناد مهام تجميل وجه الطغاة إليهم ، بتلويث أدمغة الناس و تضليل الرأي العام ، بشيطنة كل رأيٍ معارضٍ ، و تشويه سمعة المنتقدين تسويغاً لقتلهم ، و تبريراً لطحنهم و الترويج للمستبد على أنه المخلص الوحيد للشعب و المنقذ الأوحد للوطن .

و لِمَ لا يشرعن جرائم السلطة ؟ وهو جنديٌّ يستمد قوته تحت مظلة السلطة الظالمة ، و قد اكتنفه الحاكم بيدقاً في مشروعه اللاوطنيِّ و فتح منبره الإعلاميِّ له ، لانبعاث تبريرٍ ثقافيٍّ لكل ممارساته البشعة ، و تشويه الفكر التنويريِّ و تلطيخ سمعة كل دعاة النهج الوطنيِّ .

نعم إنه مثقفٌ سلطويٌّ مهمته التطبيل للطاغي و التزمير
للدكتاتور ، كما انتهازيٌّ وصوليٌّ ، ينشأ ثقافة النفاق و الاستلاب تكريساً لواقع التجسس و الفشل و الانكسار، و العمالة للقوى الخارجية لبسط هيمنة سيده و حصوله ما يبتغيه من تكديس المال و اعتلاء المناصب و كسب الجاه ، على حساب بؤس طبقات الشعب الفقيرة و تمزيق الوطن .
و الأهم نجاته من مقصلة الحاكم الشرهة بقطع الرؤوس اليانعة حين موعد قطافها .
مقابل قلةٍ من المثقفين الحقيقين الملتزمين بقضايا الشعب و قيادة عمليات التغيير في مواجهة الفئة العميلة من مرتزقي الثقافة و العلم - بيادق الأنظمة الحاكمة - كما يرفضون الهبوط من شاهقات المعرفة الناضجة و القيم العلمية الناضرة ، للمثول أمام رواد الفكر الواحد و رموز الفكر الشموليِّ ، أو الرضوخ لدعاة نشر الخرافات و الأساطير ، مروجي فتاوى الجهل المقدس لإباحة الذبح و السبيِّ و القتل ، و تسخير جمود الفكر و انغلاق العقل لمصالح مذهبيةٍ و طائفيةٍ أو حزبيةٍ ...

و هنا تكمن معاناة المثقف الحر ، و محنة العقل و اكتئاب الفكر لتهميش المبدع و إقصاء المفكر الواقعيِّ ، لهيمنة الفكر السلفيِّ على كل مفاصل الحياة .
لذا فالاصطفاف خلف النخب الثقافية واجبٌ حتميٌّ - مهما كان الواقع مؤلماً مخيباً للآمال - للتشجيع على مضاعفة المجهود الفكريِّ و المردود الثقافيِّ ، لخلق الإبداع و توسيع مدارك العقل ، فإنشاء مشاريع وطنيةٍ بمحتوى إنساني و مضمونٍ ديموقراطيٍّ ، و الانفتاح على روافد الثقافة العالمية ، و تفاعل الفكر مع الحضارات ، للإنسلاخ من شرنقة الانغلاق و الجمود و اللحاق بالدول المتقدمة في الميادين كافةً .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تغيير على ملامح العام المقبل .
- للمبادرين بالدخول إلى القفص الزوجيِّ .
- و مازلنا نبحث عن ذواتنا التائهة
- حينما يكذبون جهاراً و علانيةً .
- العبرة بالخواتيم .
- من تمنطق فقد تزندق !!!
- نعمة مواقع التواصل مصدرٌ للإزعاج .
- كانت راية الرسول سوداء ، و لواؤه أبيض .
- مكر السياسيين و تجار الدين بات فاضحاً .
- و يبقى الاشتياق للغائبين جارفاً .
- الانغلاق المؤدلج آفة العقل .
- شر بلية الغزاة و أذيالهم ، ما يضحك .
- كونوا سنداً لصنع العباقرة .
- المعرفة نتاج الخيال المترف .
- هل الاستعمار أرحم من حكامنا ؟!!
- أعيادكم ، و المآتم واحدةٌ .
- السياسة و الدين وجهان للعملة ذاتها .
- حروبٌ مدمرةٌ ، بدافع الحب اندلعت .
- بالنهضة و البناء و الرفعة ، يفتخر المرء .
- أحلام الخلافة أضغاث أوهامٍ .


المزيد.....




- معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف: ...
- مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر.. ...
- نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
- -نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل ...
- بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية ...
- -معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد ...
- شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11 ...
- صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا ...
- بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي ...
- -إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف حمك - حينما يتطوع المثقف برتبة بيدقٍ في إعلام السلطة .