أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - اقتحام مجلس الشيوخ... واسقاط الهيبة الاميركية














المزيد.....

اقتحام مجلس الشيوخ... واسقاط الهيبة الاميركية


حسن احمد عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 6781 - 2021 / 1 / 7 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



طالما نظر العالم الى الولايات المتحدة الاميركية على انها مهد الديمقراطية المستمرة منذ 244 عاما، لكن ما حدث في السادس من يناير الجاري كان رسالة خاطئة الى بقية الشعوب، فاقتحام مبنى الكونغرس ليس مجرد حادثة عرضية، انما هي اشارة الى ان ما كان مثالا لعدد كبير من الشعوب في الدول النامية ان الديمقراطية الاميركية ليست المثال الواجب الاقتداء به، وهي اقرب لما يجري في جمهوريات الموز، وبالتالي التمرد على نتائج الانتخابات في اي مكان اخر بات مسألة عادية، ولن يكون بمقدور واشنطن تأنيب الاخرين على ممارسات غير نزيهة، او احتجاجات يسودها العنف على انتخابات تحصل في تلك الدول، حيث التزوير واللعب بالنتائج مسألة واردة في كل حين.
عندما يقول احد اعضاء مجلس الشيوخ ان ما جرى يدفعنا الى اعادة النظر في التعديلات واللوائح من اجل حماية الديمقراطية في الولايات المتحدة، او يستعيد سيناتور اخر عبارات ادلى بها رئيس مجلس الشيوخ في العام 1860 ، وان ما يجري في تلك الجلسة سيكون مسارا وعبرة تاريخية، وعلى الجميع الايمان بالديمقراطية وحمايتها، فان هذا السيناتور يشير بوضوح الى المخاطر الكبيرة التي تهدد الولايات المتحدة داخليا في حال استمر الانقسام الحاد بهذا الشكل، فما جرى في العام 1860 ادى الى حرب اهلية، وهو تحدث عنه السيناتور بوضوح.
صحيح ان الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب خسر ما تبقى له من قوة داخليا، لكن ثمة اسئلة طرحها عدد من الشيوخ في جلسة التصديق على نتائج الانتخابات، تشير بوضوح الى الازمة العميقة التي تعانيها الديمقراطية حاليا بسبب الانحراف عن المسار السلمي للانتخابات، لان ما حدث لم يسبق ان شهدته اي انتخابات اميركية سابقة.
من المعروف ان الوصول الى مجمع الكونغرس ليس سهلا، خصوصا خلال انعقاد جلساته العامة، والمحيط الطبيعي يكون مؤمنا الى حد كبير، وصحيح ان وجود الاف في ذلك المحيط سيؤدي الى اجهاض السور الامني ويسهل بالتالي اختراقه، لكن ثمة سؤال وهو: اليس هناك من نصب فخا، ليس لترامب وحده، بل حتى للسلطة التنفيذية كلها، وذلك من خلال تسهيل اقتحام المجمع الاكثر حراسة بعد البيت الابيض، خصوصا ان الاجراءات الامنية التي وضعتها الحكومة الاميركية بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001، والتهديدات الامنية الاخرى التي صدرت من اكثر من جهة ارهابية او اميركية مشاغبة، جعلت الوصول الى الكابيتول اكثر صعوبة، او بالاحرى شبه مستحيلة من دون ترخيص؟
داخليا هناك اسئلة كثيرة تطرح حاليا على هامش ما حصل، تتعلق بامور كثيرة، تبدأ من الاجراءات الامنية ولا تنتهي عند اعادة النظر في النظام الانتخابي، لا سيما ان عددا كبيرا من الشيوخ، اكانوا من الجمهوريين او الديمقراطيين، ابدوا ملاحظات قاسية في هذا الشأن خلال جلسة التصديق التي دخلت التاريخ الاميركي، باعتبارها واحدة من اكثر الجلسات مرارة، وكذلك دخلت التاريخ الديمقراطي العالمي بشأن قدرة الولايات المتحدة على ان تكون حكما، اقله بالنسبة لمن يتخذها في العالم مثالا للديمقراطية.
لا شك ان تأثيرا سلبيا تركته حادثة اقتحام الكونغرس على ملفات اميركية عدة مفتوحة في عدد من مناطق العالم، ان لجهة الخطط التي اعتمدها الرئيس ترامب في الشرق الاوسط او موقفه من الصين وغيرها، فطبول الحرب التي كانت تقرع في الشرق الاوسط بات واضحا ان بعد حادث الكونغرس لن تؤدي الى عمليات عسكرية او حتى ضربات خاطفة، حتى لو كان هناك اتفاق ضمني بين الحزبين الرئيسيين على معاقبة ايران او غيرها، كما ان الاندفاعة الكبيرة في مسيرة التطبيع مع اسرائيل اصيبت هي الاخرى بنكسة، فالرصيد الذي خسره ترامب في الداخل انعكس على الخارج، وخفف من الانصياع لادارته في عدد من الدول العربية والمضي قدما في هذا الطريق.
صحيح ان هناك من يسعى الى تقديم هدايا الى الرئيس المنتخب جو بادين في هذا الشأن، وهو كما معروف عنه من اشد المؤيدين لاسرائيل، لكن ما كان يسعى اليه ترامب، وهو ضمان تلك الانجازات لتكون رصيده في الترشح للانتخابات المقبلة سقطت هي الاخرى، وبالتالي فان الرجل الذي تحمس كثيرا للبقاء في البيت الابيض 12 عاما، كما قال احدى المناسبات قبل الانتخابات الاخيرة، وسعى بكل قوة الى تحقيق ذلك، لن يعود الى البيت الابيض في اي انتخابات مقبلة، بل لن يجد اي حزب يؤيده، والاصوات الشعبية التي نالها في الانتخابات الاخيرة ستكون اشبه بتعويض نهاية خدمات سياسية ومعنوية له.
• صحافي لبناني



#حسن_احمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضمحلال الجمهورية في لبنان


المزيد.....




- في تركيا.. ماذا يُخبّئ هذا -الوادي المخفي- بين أحضانه؟
- جورج كلوني منزعج من تارانتينو بعد أن شكك بنجوميته
- فيديو جديد يظهر تحرك القوات الأوكرانية داخل روسيا مع تقدم تو ...
- الخارجية الروسية: نظام كييف الإجرامي يأمر بإطلاق النار على ا ...
- تدريبات بالذخيرة الحية للقوات الأميركية والكورية الجنوبية لت ...
- كيف يمكن أن تساعد -ممرات الهواء البارد- على خفض حرارة المدن؟ ...
- -البحر يغلي- ـ درجات حرارة قياسية في المتوسط للسنة الثانية
- سموتريتش يعلن إقامة مستوطنة جديدة جنوب القدس ويتعهد بمواصلة ...
- المخابرات الأوكرانية تعلن عن سرقة أموال مخصصة لتطوير حماية ا ...
- مصر.. تعديلات مفاجئة على عدد مواد الثانوية العامة


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - اقتحام مجلس الشيوخ... واسقاط الهيبة الاميركية