|
أضاءة نقدية لأحاديث عبدالله بن عباس
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6780 - 2021 / 1 / 6 - 23:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المقدمة : ليس الغرض من هذا المقال المختصر سرد أحاديث بن عباس أو تصنيفها أو تقييمها ، أنما الغرض هو مدى العقلانية والمنطق في قبولها وأعتمادها ، وذلك لأنها تؤشر تقاطعا ( للفترة الحياتية بين رسول الأسلام وبين عبدالله بن عباس ) . الموضوع : أولا - سنتكلم عن السيرة الذاتية ل عبدالله بن عباس ، وبأختصار (( هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي ، أبو العباس " الحبر البحر " ابن عم رسول الله ، وأبو الخلفاء ، أمُّه أمُّ الفضل لبابة بنت الحارث الهلاليَّة ، وُلِد وبنو هاشم بالشِّعب قبل الهجرة بثلاث سنوات ، وقيل بخمس ، والأول أرجح ، وكان له عند موت النبيِّ ثلاث عشرة سنة ، وقيل غير ذلك ؛ فعن عبد الله بن عباس قال : « قُبِضَ النبيُّ وأنا ابن عشر سنين مختون » ، وفي رواية : وأنا ابن خمس عشرة سنة )) ، ومن ألقابه المتداولة (( أبا العباس ، حبر الأمَّة وتُرجُمَان القرآن ، فعن عبد الله بن عمر : قال : « نَعَمْ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ » .. )) نقل بتصرف من موقع / قصة الأسلام . ثانيا - هناك رواية أخرى متقاطعة حول سن أبن عباس - حين وفاة رسول الأسلام (( توفي رسول الله وعمر عبدالله ابن عباس لا يتجاوز 13 سنة ، وقد روي له " 1660 حديثا " . كان بن عباس مقدما عند أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان ، ثم جعله علي بن أبي طالب واليا على البصرة ، وكان عمره يوم وفاة النبي محمد 14 عاماً .. / موقع المعرفة )) .
ثالثا - رُوي عن عمرو بن دينار أنّه / أي عبدالله بن عباس ، وُلد عام الهجرة ، ممّا يعني أنّه كان ابن عشرة سنوات حين وفاة النبي ، وممّا يؤيد ذلك ما رواه ابن العباس : ( مات رسولُ اللهِ ، وأنا ابنُ 10 سنينَ ) ، و رُوي أنّه وُلد قبل الهجرة بخمس سنين ، أي أنه كان ابن 15 سنة عند وفاة الرسول ، وأيّد هذا الرأي ابن كثير . واختلفت الروايات في تحديد السنة التي توفي فيها ابن العباس ، فقيل إنّها كانت في السنة الخامسة والستين للهجرة ، وقيل في السنة الثامنة والستين ، كما قيل أيضاً في السبعين ، أو الحادية والسبعين ، أو الرابعة والسبعين للهجرة . / نقل بتصرف من موقع موضوع .
رابعا - أما بالنسبة لعدد الأحاديث التي رواها عبدالله بن عباس ، فهناك رواية تخالف ما ذكر في النقطة ثانيا أعلاه / 1660 حديثا : " فقد قال الشيخ محمد بن الشيخ علي الولوي في شرحه لهذه المنظومة المسمى ( إسعاف ذوي الوطر بشرح نظم الدرر في علم الأثر) والبحر عبد الله بن عباس المتوفى سنة 68هـ .. روى 1696 حديثاً . نقل من موقع / أسلام ويب " . خامسا - وفي الصفحة الرسمية للشيخ عمر الحدوشي ، يذكر عددا أخرا من الأحاديث غير ما ذكر في أعلاه ! (( أن عبدُ الله بنُ عباس بحرُ الأمة وحبرُها ، المتوفى سنة : (68هـ ، عن:71) ، روى 1170 حديثاً )) . سادسا - وفي موقع / دار الأفتاء المصرية ، يورد رواية أخرى لعدد الأحاديث المروية عن عبدالله بن عباس ، تختلف عما سبق ذكره ! (( وقد عَدَّ العلماء أحاديثه التي رواها عن النبي حوالي أكثر من 1600 حديث ، فكان من المكثرين من الصحابة في رواية الحديث ، وكان أكثرهم إفتاء ، وقد أشار إليه الإمام السيوطي في منظومته ولقَّبه بالبحر )) .
الأضاءة : 1 . بعيدا عن ألقاب عبدالله بن عباس - كونه حبر الأمة و ترجمان القرآن و الحبر البحر وغيرها ، التي يهتم بها شيوخ الأسلام ، دون المحاور المهمة في سيرته الشخصية ! ، وهي محوري تولده و وفاته ، التي أختلف بها مؤرخي الأسلام ، فولادته وفق المصادر أعلاه تؤشر ان سنه حين وفاة الرسول كان بين 10 – 15 سنة ، وشخصيا أرجح 10 سنين ، وذلك وفقا لروايته الشخصية حيث قال : ( مات رسولُ اللهِ ، وأنا ابنُ 10 سنينَ ) ، أما وفاته التي هي بين 65 – 74 للهجرة ، فهي لا تشكل نفس أهمية ولادته ! . أذن نحن أمام سيرة ضبابية مجهولة البداية وغير معروفة النهاية ! . 2 . ولو رجعنا الى سيرة رسول الأسلام الذي " ولد سنة 53 قبل الهجرة و توفى سنة 11 هجرية . نقل من موقع / المرسال " ، يتبين لنا أن بن عباس تشترك مسيرته الحياتية ورسول الأسلام ب " 10 سنين " ، فقط لا غير ! . 3 . ثم لو ربطنا الأمر أعلاه بعدد الأحاديث المروية عن رسول الأسلام نقلا عن بن عباس ، حيث نلاحظ أيضا أنها غير محددة ! ، فهي بين 1170 حديثا الى 1696 حديثا - وفق ما جاء في أعلاه ، وهذا يؤشر الى أشكالية كبيرة ، فكيف لرجل محوري ومهم في الأسلام / وصف بحبر الأمة ، لا تعرف عدد أحاديثه المروية عن رسول الأسلام ! . 4 . والنقطة الأهم : هل من المنطق أن طفلا يروي هكذا عددا من الأحاديث ! ، وهذا يجرنا الى نقطة أهم : متى بدأ بن عباس برواية أحاديث الرسول التي بلغت المئات ، فليس من المعقول أنها رويت كلها وبن عباس بسن العشر سنين ! - أي سنة وفاة الرسول ! ، لأن المنطق يقول أن هكذا عدد من الأحاديث لم تروى في سنة واحدة ! ، أكيد أنها بدأت قبل عدة سنوات ! ، ولنقل أنه أستمرت 4 سنين مثلا ، فهل من المنطق أن بن عباس روى أحاديث الرسول من عمر 6 سنين لغاية 10 سنين وقت وفاة الرسول ! . 5 . ولو فرضنا جدلا ، انه روى الأحاديث حين شب ، فهل من المعقول أن طفلا يحفظ هكذا عدد من الأحاديث ! ليرويها في كبره وبلوغه سن الشباب ! ، وهل من الممكن لطفل أن يرافق رسول الأسلام في حياته الخاصة ، وفي غزواته ، وفي مجالسه ، وفي مسيرته الدعوية ! ، كل هذه مجرد تساؤلات لا يمكن الأجابة عليها . 6 . تذهب أحاديث شيوخ الأسلام لحالة من الغيبيات ، في وصف سيرة بن عباس - وذلك عندما ترغب الشيوخ في تعظيم أحد الأفراد ، فهناك رواية تذكر رؤية عبدالله بن عباس للوحي جبريل ( كنت مع أبي عند النبي وعنده رجل يناجيه ، فقال العباس : ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني ؟ فقلت : إنه كان عنده رجل يناجيه . قال : أوكان عنده أحد ؟ قلت : نعم . فرجع إليه ، فقال : يا رسول الله هل كان عندك أحد فإن عبد الله أخبرني أنه كان عندك رجل تناجيه ؟ قال : هل رأيته يا عبد الله ؟ قلت : نعم . قال : ذاك جبريل ) نقل من https://mqalaat.com و https://ur.wikipedia.org . * وهنا يوجد تساؤل هل الوحي مرئي أم لا ! ، وهل الوحي يكلم رسول الأسلام وفي مجلسه أناس ! ، وهل ضيوف رسول الأسلام يشاهدون وحي الرسول ! .
كلمة : أذا كانت بعض أحاديث رسول الأسلام ، مصدرها أطفال دون سن الأدراك - ك عبدالله بن عباس ، فهذه كارثة عقائدية .. ولكن هذا هو نهج كهنة الأسلام ، الذين لديهم عقدة " فقه تضخيم الفرد " على حساب الحقيقة ، لأنهم هم الذين يسوقون لهكذا أحاديث ! ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، هل كان عبدالله بن عباس " بالغا راشدا " ، يفرق الصالح عن الطالح ، عند نقله أحاديثا عن رسول الأسلام ، حيث ورد في موقع / موضوع ، حول سن الرشد - وفق العقيدة الأسلامية ، أنقله بأختصار وتصرف فيما يلي ( والرُشد في الإسلام يعني التكليف ومسؤوليّة الإنسان عن أفعاله وأعماله .. والرشد بمعنى الهداية إلى الحق ، فالإنسان الراشد يتبع طريق الحق والهداية ، ويُميز بين الحق والباطل ) . وأخيرا أقول : أن شيوخ الأسلام يتحكمون بأدوات التصويب والتحديث لمفاهيم ماضوية لا يمكن أن تنهض بها أي أمة ، وأيضا أن شيوخ الأسلام يؤمنون بأحتكار كل الحقيقة وكامل الحق ، وقد نصبوا أنفسهم / بذات الوقت ، وكلاء في أتخاذ القرارات المصيرية عن المسلمين ، لذا أصبحت أمة الأسلام تجهل مصيرها ! .. أن شيوخ الأسلام يعلمون الحقيقة / ويعلمون مدى خطورتها على الأيمان ، ولكنهم ينقلون ما يتفق ورؤيتهم للعقيدة والدين لشعب مغلوب على أمره ! .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة للآية 24 من سورة النساء
-
محمد بن عبدالله .. نبي أم قائد أم نبي وقائد
-
البيت الشيعي .. أضاءة في جلد الذات
-
الفتوحات الأسلامية .. بين المعلن والمخفي
-
الأسلام بين الوطن والخلافة
-
أضاءة بين الداعية والمفكر
-
أضاءة في - تحديد عدد الصلوات في الأسلام -
-
حكام العراق - بعد 2003 / أضاءة في جلد الذات
-
الصراع الدموي على السلطة في الأسلام – واقعة الحرة 63 هجرية /
...
-
أضاءة بين الجاهلية والأسلام
-
أضاءة بين تحرير العقل وتحجيره
-
الرسول ونسائه بين المعلن والمخفي
-
أضاءة حول أستبداد الموروث الأسلامي على عقلية المسلم
-
قراءة لحديث - من أطاعني فقد أطاع الله .. -
-
مريم العذراء .. والتقاطع التأريخي للقرآن
-
أضاءة حول بناء النص القرآني
-
معجزات رسول الأسلام بين المنطق والخرافة
-
أضاءة أولية في كتابة التأريخ الأسلامي
-
الأستخدام السياسي للقرآن
-
أنفصال الأسلام عن العقل الأنساني
المزيد.....
-
الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة
...
-
سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم
...
-
كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
-
طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21
...
-
” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل
...
-
زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ
...
-
21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا
...
-
24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل
...
-
قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|